علم نفس النمو
من الطفولة إلى المراهقة
المقدمة
يعتبر علم نفس النمو من العلوم التي لا مكن لطالب علم أو متخصص إلا أن
يتناوله من قريب أو من بعيد بشيء من الإحاطة العلمية والمعرفية، وذلك نظراً
لأهميته في حياته الشخصية من الناحية العملية والتطبيقية، ولكونه منحه القدرة
على التعامل مع المحيطن به ضمن قواعد وأسس وخصائص النمو الإنساي.
إن علم نفس النمو يدرس في معظم الكليات إن م يكن جميعها نظراً لارتباطه
بحياة الإنسان وموه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتاعي ومجمل الحياة
النفسية للإنسان.
ويعتبر علم نفس النمو مهم لكل فرد، فأهميته للآباء والأمهات والمربن والمربيات
لا تقل عن أهميته للعاملن في المجال الصحي أو المتخصصن في العلوم الأخرى، فهو
علم متفاعل مع العلوم الأخرى ويؤثر ويتأثر بها كالعلوم التربوية والاجتاعية، والطب
والهندسة، والفلسفة، وفي التجارة والصناعة وغرها، لذلك يجب أن يكون توجهنا
Developmental Applied جميعاً هو دراسة علم نفس النمو التطبيقي
.(1999 ،Mc Conachie et al . مكوناتشي وآخرون ) Psychology
ويجب أن تنفذ التطبيقات التربوية في إطار الرعاية الجيدة وجودة الرعاية
: 2000 ،Iamb) تتطلب وتتضمن مارسات تربوية واعية في جميع مظاهر النمو
.(4
ونظراً لأن النمو عملية مستمرة ومراحلها متشابكة يؤثر بعضها في بعض،
كان لا بد من إعطاء الأهمية لكل مرحلة من مراحل النمو، والاهتام بكافة
جوانبه، حيث أن المعرفة مراحل وخصائص النمو الإنساي تفيد الآباء والأمهات،
8 المقدمة
والمربن والمربيات، وكافة العاملن في الحقل الإنساي في معرفة مسارات النمو السوي
وغر السوي، وتساعدهم أيضاً على تربية الطفل وفق خصائص النمو في كل مرحلة
من مراحله، وهذه التربية المبنية على المعرفة تتيح للطفل مواً سوياً من الناحية
الجسمية والعقلية والانفعالية، و ينعكس ذلك بشكل ايجاي على حياة الطفل
مع ظروف ومتغرات الحياة الإنسانية في كافة المجالات ويصبح قادراً على التكي
والأوقات.
إن دراسة مراحل النمو الإنساي تقودنا إلى كيفية التعامل مع الطفل ابتداء من
تكوينه، وحتى اكتاله رجلاً والعوامل المؤثرة، وكذلك التطور الذي يلازمه من الناحية
الجسمية، العقلية، الانفعالية والاجتاعية وغرها، والمشكلات التي يتعرض لها وتؤثر
في حياته، وكيفية تعلمه في ضوء قدراته وإمكاناته.
ويأي هذا الكتاب ليناقش كافة جوانب النمو الإنساي ومراحله عند الطفل
والمراهق.
ولقد اشتمل هذا الكتاب على عدة فصول تم عرضها بسهولة ويسر حتى يتمكن
القارئ من الفهم العام لمحتوياتها وقد تضمن الفصل الأول مفاهيم عامة لعلم
النفس وللنمو وقوانينه، والفصل الثاي يناقش طرق دراسة النمو ومناهج البحث
فيه، أما الفصل الثالث فيناقش العوامل المؤثرة في النمو ودور كل من الوراثة والغدد
والبيئة والغذاء في مو الإنسان، ويتناول الفصل الرابع مراحل النمو بدءاً من المرحلة
الجنينية حتى الفطام، أما الفصل الخامس فيتناول أيضاً مراحل النمو من الطفولة
المبكرة حتى المراهقة.
ونظراً لأهمية التربية الجنسية واهتام العديد من الدراسات، والأبحاث بها
فقد تم عرضها في الفصل السادس، حيث تم بيان أهميتها وأثرها على النمو السوي
للإنسان، وتناول الفصل السابع بعض مشكلات النمو عند الأطفال وسبل التغلب
عليها.
المقدمة 9
وسوف يلاحظ القارئ أن هناك خلاصة مركزة لكل موضوع من موضوعات
الكتاب، وكذلك بعض التطبيقات التربوية اللازمة للمربن والمربيات، كا تم وضع
أهداف خاصة لكل فصل وكذلك الاستفادة المتوقعة من دراسة الفصل، وفي نهاية كل
فصل تم وضع أسئلة تغطي أهم النقاط فيه، وفي نهاية الكتاب تم وضع أسئلة عامة
تقومية ليتمكن الدارس من التقييم الذاي لقدرته على التحصيل.
وبعد.... فإنني أقدم هذا الجهد المتواضع للقارئ العزيز آملاً أن يستفيد منه
طالباً كان أو طالبة، مطالعاً أو باحثاً، مربياً أو مربية، وما هذا الجهد إلا اجتهاد
طالب علم ولكل مجتهد نصيب، أسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن يكون في ميزان
حسناتنا.
وفي الختام أمنى من الله القبول والتوفيق
2015 م – غزة: 1435 ه - 2014
المؤل