علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionالدراسات النفسية عند ابن تيمية  Emptyالدراسات النفسية عند ابن تيمية

more_horiz
ابن تيمية
هو شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ثم الدمشقي ولد بحران عام 166 ولما بلغ من العمر سبع سنوات انتقل به والده إلى دمشق هرباً من التتار.
نشأ رحمه الله في بيت علم ودين فأبوه أجداده وإخوته كانوا من مشاهير العلماء وقد طلب العلم صغيرا فحفظ القرآن ودرس الحديث والفقه والتفسير ففاق أقرانه وقد عرف رحمه الله بجدة الذكاء وسرعة الحفظ في صغره.

وابن تيمية كما اشتهر بسعة علمه وصدعه بالحق فإنه كان فارسا مجاهدا فقد شارك في عام 702 في معركة شقحب ضد المغول وفي هذه المعركة أفتى الفطر للمقاتلين وفيما بين عامي 699 و704 شارك رحمه الله في حملة ضد الإسماعيلية والنصيرية القاطنين جبل كسروان بسبب تعاونهم مع أعداء الأمة الصيلبيين والمغول.
وقد سجن عدة مرات بسبب صدعه بالحق وتصحيحه لعقائد الأمة وسجن أيضا في تلك السنة عدد من تلاميذه منهم ابن القيم رحمه الله تعالى وصدرت عدد من الفتاوى تنفر العامة منه وتتهمه بما هو بريء منه وتوفي رحمه الله في شهر ذي القعدة سنة 728هـ في السجن.
منهج ابن تيمية ومؤلفاته _____________________________
ألف ابن تيمية عدد كبير من الكتب في موضوعات متعددة ولكن الذي يعنينا هنا هو ما ألفه مما له علاقة بالنفس ومعظم ذلك موجود في المجموع الضخم الذي أعده ابن قاسم رحمه الله عن رسائله وفتاويه ولا سيما في الجزء العاشر."علم السلوك" وفي الحادي عشر التصوف وفي درء تعارض النقل والعقل في الجزء الثامن منه مبحث طويل عن الفطرة تحسن العناية به
وفي كتابه الاستقامة مباحث نفسية نفيسة رد فيها على المتصوفة وله رسالة خاصة عن السنن الاجتماعية نشرها محمد رشاد سالم رحمه الله في الجزء الأول من مجموعة الذي سماه جامع الرسائل وفي كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم فصول قيمة عن التقاليد والمحاكاة أما منهج ابن تيمية في الجمع بين ما ثبت في الشريعة وما ثبت بالعقل فيرى أنه ليس بينهما تعارض فملاحظتنا الصحيحة وما تؤدي إليه تجاربنا السليمة وما نكتشفه من أسرار الخلق لا يتعارض أبدا مع ما أنزله الله عز وجل من وحي على رسله .
والنتيجة التي انتهى إليها ابن تيمية هي أن العقل الصحيح لا يتناقض أبدا مع النقل الصحيح وإذا ظهر بينهما تتناقض فهو لا يعدو أن يكون أما قصور في فهم الشخص عجز بسببه في الجمع بينهما وإما أن يكون ما ظنه نقلاً ليس بثابت أو دلالته ليست صريحة أو ما ظنه حقيقة علمية ليس كذلك في الحقيقة هي مجرد فرض أو رأي علمي لم يثبت.
بعض المفاهيم النفسية عند ابن تيمية ____________________________________
السنن الاجتماعية عند ابن تيمية ألف ابن تيمية رسالة عنوانها رسالة في لفظ السنة في القرآن الكريم وفرق بينها وبين سننه سبحانه وتعالى التي تتعلق بالأمور الطبيعية وسمي ما يتعلق بالأمور الطبيعية عادات ومن أمثلتها سننه عز وجل في الشمس والقمر والكواكب ويرى أن الله سبحانه وتعالى ينقد هذه العادات إذا شاء وما حصل في انشقاق القمر في قوله تعالى:" اقتربت الساعة وانشق القمر"
وكما حصل في إبطال إحراق النار التي ألقي فيها إبراهيم عليه السلام حتى أصبحت بردا وسلاماً عليه أما سننه عز وجل المتعلقة بالأمم والشعوب فيسميها دينيات ويرى أن هذه مفردة لم ينقضها عز وجل.
وهو يضع لهذه قاعدة يبنى عليها اطراد هذا النوع من السنن وهي أن الله عز وجل من سنته أن يقضي في الأمور المتماثلة بقضاء متماثل
ويستدل على ذلك بقوله تعالى:" ولن تجد لسنة الله تبديلاً وقوله ولن تجد لسنتي تحويلاً "إي أن سننه عز وجل الدينية ثابتة لا تتحول ولا تتغير.
ومن أمثلة الدينيات أنه عزز وجل يكرم أولياء المؤمنين ويهين أعدائه الكافرين ومنها أنه ينصر رسله والذين أمنوا من أعدائه وينتقم من أعدائه ومنها أن كل من جاور الرسول صلى الله عليه وسلم متى أظهر مخالفته مكن الله الرسول من أخراجه.
يتفق مع ما ذكره ابن خلدون عن سنن العمران ويتفق مع ذكره العلماء المحدثون من علماء العلوم الاجتماعية عن القوانين الاجتماعية فالقانون عندهم لا يسمى قانوناً إلا إذا كان ثابتاً مطرداً وكان عاماً غير خاص.
مصطلحات نفسية ________________________
تحدث ابن تيمية عن النفس والروح والعقل والقلب وما يعرض لهذه الأنواع الأربعة من عوارض سواء من الذات أو من خارجها .
- الروح والنفس
يقول ابن تيمية مفرقاً بين الروح والنفس ومبينا ما بينهما من اتصال وانفصال " أن الروح قد يراد بها الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه كما يراد بها الروح التي تفارق الجسد بالموت وهي النفس وفسر هذا في موطن آخر فقال ولكن لفظ "الروح" و"النفس" يعبر بهما عن عدة معان: فيراد بالروح الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه.
أم الروح المدبرة للبدن فهي كما يقول ابن تيمية التي تفارقه بالموت هي الروح المنفوخة فيه وهي النفس التي تفارقه بالموت قال النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عن الصلاة:" إن الله قبض أرواحنا حيث شاء وردها حيث شاء" وقال له بلال يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك. وقال تعالى:" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى اجل مسمى".
أما النفس فيراد بها عدة معان: _________________________
1- الروح كما سبق فهي التي تفارق البدن بالموت.
2 - ذات الشيء وعينه كما تقول رأيت زيداً عينه ونفسه وذاته قال تعالى " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" وقال "كتب ربكم على نفسه الرحمة".
3- الدم الذي يكون في الحيوان ومنه قول الفقهاء ما له نفس سائلة وما ليس له نفس سائلة.
4- صفاتها المذمومة وهذا عند بعض المتأخرين وليس من المعاني اللغوية.
وتحدث عن أنواع النفوس وهي النفس الأمارة بالسوء التي يغلب عليها إتباع هواها بفعل الذنوب والمعاصي.
والنفس اللوامة هي التي تذنب وتتوب وعندها خير وشر ولكن إذا فعلت الشر تابت وأنابت فتسمى لوامة لأنها تلوم صاحبها على الذنوب, ولأنها تتلوم أي تتردد بين الخير والشر, والنفس المطمئنة وهي التي تحب الخير والحسنات وتريده وتبغض الشر والسيئات وتكرهه فصار ذلك لها خلقا وعادة وملكة.
وبين ابن تيمية أن هذه الأنواع في الحقيقة صفات وأحوال لذات واحدة لأن النفس التي لكل إنسان هي نفس واحدة فالنفس ربما تكون أمارة بالسوء في حال ولكن مع المجاهدة تترقى إلى أن تكون لوامة تلوم صاحبها على الذنوب فإذا ما استمر صاحبها في المجاهدة ترقت إلى أن تكون نفسا مطمئنة تحب الخير والحسنات وتسعى إليها وتبغض الشر والسيئات وتجتنبها, وقد يقصر العبد في المجاهدة فتنقلب عليه نفسه وتنزل درجته فتكون لوامة مرة أخرى وقد يتمادى في التقصير والغفلة في حق نفسه فتنحط النفس إلى درجة الأمر بالسوء.
وناقش ابن تيمية بعض أقوال الفلاسفة الذين يرون أن النفوس ثلاثة:- نباتية محلها الكبد.
- وحيوانية محلها القلب.
- وناطقة محلها الدماغ.
وقال إن أرادوا بهذا التقسيم أنها ثلاث قوى تتعلق بهذه الأعضاء فهذا مسلم به, إذ وظيفة الكبد التغذية الكبد التغذية والقلب محل المشاعر والحب والكره, والدماغ به يتميز الإنسان بما فيه من وظائف عليا فيصبح ناطقا مفكرا ولذا هذه القوى لا تسمى نفوساً.
ولهذا يقول ابن تيمية راداً على الفلاسفة إنهم إن أرادوا بهذه النفوس أنها ثلاثة أعيان قائمة بأنفسها أي مستقل كل منها عن الآخر فهذا غلط بين العقل.
يرى أن العقل يطلق على معان هي:
1- القوة الغريزية وهذا قول الإمام أحمد والحارث المحاسبي, ويقول ابن تيمية إن القوة الغريزية ثابتة عند جمهور العقلاء. وهذه القوة هي التي بها يعقل الإنسان ويعلم ويشبهها ابن تيمية بالقوة التي في العين و بها تبصر وبالقوة التي في اللسان و بها يذوق وبالقوة التي في الجلد وبها يلمس.
والقوة الغريزية هي مبادئ ضرورية يميز بها الإنسان بين ما ينفعه وما يضره ويفقه بها الخطاب الموجه إليه فالمجنون الذي لا يميز بين الدراهم والفلوس ولا بين أيام الأسبوع ولا يفقه ما يقال له من كلام ليس بعاقل.
وفقدان هذه الغريزة يفضي بالشخص إلى الجنون عن رتبة التكليف ورفع القلم عنه كما عند الأطفال.
- العمل بالعلم
وهو هنا صفة تقوم بالشخص إذا عمل بما علم, وغياب هذه الصفة يفضي بالشخص إلى السفه ويكون عرضة للوم والذم.
أما أين يقع العقل فيرى أنه قائم بالإنسان وله تعلق بالقلب بدليل قوله تعالى "لهم قلوب لا يفقهون بها" وقيل بل له تعلق بالدماغ, وهذا يعتمد على المقصود بالقلب على ما سوف يأتي.
القلب: للقلب معان عند ابن تيمية, هما:
1- المضغة الصنوبرية التي في الجهة اليسرى من الصدر.
2- باطن الإنسان مطلقا وفي اللغة "قلب الشيء باطنه".
وعلى القول الأخير يرى أن للعقل تعلقا بالدماغ.
الفطرة __________________
للفطرة في التصور الإسلامي ولاسيما عند الاتجاه الأثري أهمية خاصة بسبب النصوص التي وردت فيها في القرآن والسنة, وما ورد من وصف هذه الفطرة بالخير وإضافتها إلى الله عز وجل إضافة تشريف وتكريم, ولهذا اجتهد العلماء في بحث المراد بالفطرة والأحوال التي تطرأ عليها. والفطرة عند ابن تيمية هي الإسلام, يقول في ذلك "الدلائل الدالة على أنه أراد على فطرة الإسلام كثيرة كألفاظ الحديث التي في الصحيح.
فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له, وموجبات الفطرة ومقتضاها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت عن المعارض.
ويقول ابن تيمية أيضاً "فطرة الله التي فطر الناس عليها هي فطرة الإسلام وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال "(ألست بربكم قالوا بلى)" وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة وقبول العقائد الصحيحة.
ويعلق على قوله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تولد البهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء".
وهل معنى ذلك أننا نولد ونحن نعلم الإسلام أو معتقدين له؟ يقول ابن تيمية: لا يلزم ذلك, بل إننا نولد ونحن لا نعلم شيئا يقول "ولا يلزم من كونهم مولودين على الفطرة أن يكونوا حين الولادة معتقدين للإسلام بالفعل فإن الله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا, ولكن سلامة القلب قبوله وإرادته للحق الذي هو الإسلام بحث لو ترك من غير مغير لما كان إلا مسلما.
وخلاصة ما قاله ابن تيمية عن الفطرة هو أن العبد مفطور على حب الخير والميل إليه والانتفاع بالقيام به كما أنه مفطور على حب ما يغذي بدنه وينتفع بتناوله, ومن أعظم الخير الذي فطر عليه العبد التوحيد.
ويرى ابن تيمية أن الإنسان خلق عبدا ذا إرادة وهم ولابد لإرادته من منتهى تنتهي إليه ومن لم يكن منتهى إرادته ومعبوده الله فلابد أن يعبد غيره, يقول في ذلك "وكل من استكبر عن عبادة الله لابد أن يعبد غيره, فإن الإنسان حساس يتحرك بالإرادة".
أما مكونات الفطرة فلم يتعرض له ابن تيمية فيما أعلم.
وقد حاول بعض المعاصرين بحث هذه المكونات, منهم سيد أحمد عثمان في كتابه "الإثراء النفسي" ومنهم جعفر شيخ إدريس في بحث موجز نشر في مجلة " المسلم المعاصر" فانتهى إلى أنها تتكون من:
أولاً: الاعتراف لله بالعبودية.
ثانياً: السلامة من الاعتقادات الباطلة والعيوب.
ثالثاً: أصول القيم الأخلاقية كالأمانة والوفاء والشكر للمحسن.
رابعاً: القوانين العقلية كالعلم بأن الأشياء لا تأتي من العدم وأن الشيء لا يخلق نفسه وأن الكلام المتناقض باطل وأن الشيء لا يكون في مكانين مختلفين في زمان واحد.
خامساً: القيم الجمالية كالنظافة والنظام والجمال.
وما ذكر في معنى الفطرة يتناقض مع ما جاء في بعض النظريات الفلسفية والنفسية الحديثة ومنها:
1- الاعتقاد بأن طبيعة الإنسان محايدة وأنها كالصفحة البيضاء والبيئة هي التي تكتب فيها وتشكلها وهذا هو تصور المدرسة السلوكية.
2- أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجة فيها الخير والشر وهذا القول متناقض مع الواقع بدليل أن الإنسان لا يسعده إلا الخير بينما الشر يشقيه ولو كان مفطوراً على الخير والشر لكان الشر يسعده كما أن الخير يسعده.
3- أن الإنسان ذو طبيعة شريرة مجبول على الشر مفطور عليه أما الخير فهو الاستثناء العارض, وهذا هو ما يفهم مما ذكره فرويد عن الهو حيث يرى أنه مستودع الغرائز.

نظرية القوى النفسية.
يرى ابن تيمية أن في النفس ثلاث قوى:
قوة العقل وقوة الغضب وقوة الشهوة وأعلى هذه القوى القوة العقلية, وهي التي يختص بها الإنسان دون سائر الدواب وتشاركه فيها الملائكة ثم القوة الغضبية التي فيها دفع المضرة ثم القوة الشهوية التي فيها جلب المنفعة ويرى ابن تيمية أن غاية هذه القوة هي العبودية لله عز وجل وأن الإنسان إذا لم يعبد الله عبد غيره "رسالة العبودية" ولهذا فهو يجعل لهذه القوى الثلاث فضائل ثلاث تسعى إليها وهي:
1- فضيلة العلم والعقل والإيمان التي هي كمال القوة المنطقية.
2- فضيلة الشجاعة التي هي كمال القوة الغضبية وكمال الشجاعة وهو الحلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
3 - فضيلة القوة الشهوية العفة وواضح مما ذكره ابن تيمية أن هذه الفضائل الثلاث لا تأتي إلا بعد مجاهدة من الشخص لنفسه ومن أراد أن، يبلغ فضيلة العقل والعلم والإيمان فعليه أن يجاهد قوة العقل أ, القوة المنطقية فيتعهدها بالتربية والتدريب والتعليم ومن أراد أن، يبلغ فضيلة الشجاعة فعليه أن يتعهد قوته الغضبية ومن أردا أن يبلغ فضيلة العفة فعليه أن يعالج قوته الشهوية بالصبر.
ويرى ابن تيمية بأن هناك فضيلة رابعة يسميها العدالة وهي كما يعرفها صفة منتظمة للقوى الثلاث, وذلك بالاعتدال فيها, وهو يشير إلى أن لكل قوة من هذه القوى طرفين ووسط, فالقوة الغضبية مثلا أعلاها التهور وأدناها الجبن بينما العدل والوسط فيها هو الشجاعة.
وابن تيمية عمم نظرية القوى على الشعوب فصور لنا أن من الشعوب من تغلب عليه القوة العاقلة وهم العرب ومنهم من تغلب عليه القوة الغضبية وهم الفرس ومنهم من تغلب عليه القوة الشهوية وهم الروم واستدل على نظريته بدلالة الكلمات الثلاث (العرب والروم والفرس), فالعرب تدل على الإعراب والإبانة وهذا عمل العقل والقوة العاقلة, بينما الفرس تدل على القوة وهذا من عمل القوة الغاضبة أما الروم إلا أنه لم يتوسع في ذلك بما يكون لنا نظرية نفسية متكاملة.
كيف تتكون العادات عند ابن تيمية _________________________
يرى ابن تيمية أن لكل سلوك أثرا في النفس وأن المداومة على سلوك معين بتكراره سواء كان هذا السلوك حسناً أو سيئاً يولد أثرا في النفس لا تستطيع النفس أن تصبر عنه, فإذا كان هذا السلوك مجاهدة فإنه يولد حلاوة العبودية, وهذه الحلاوة تقهر هوى النفس بلا علاج كما قال تعالى "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر"فتكرار السلوك يحيله عادة, وإذا أصبح عادة أثر على غيره من أنواع السلوك الأخرى وإذا كانت العادة سيئة كانت سبباً في فساد القلب أو الفطرة.
والقلب كما يقول ابن تيمية خلق محباً للخير مريدا له طالبا له فإذا عرضت له إرادة الشر طلب دفعها وإذا وجدت أعمال خير أخرى تزكي القلب والنفس اندفعت عنه بها إرادة الشر وإذا لم توجد وتكررت الأعمال السيئة فسدت الفطرة حتى لا ينتهي بها الأمر إلى طلب الشر ودفع الخير بالحق.
مرض القلب _____________
تحدث ابن تيمية عن مرض القلب والأمراض التي تصيبه وقسمها إلى فسمين
أولهما: أمراض شبهه وعرفها بأنها فساد في التصورات والإدراج.
ثانيهما: مرض شهوة وعرفه بأنه فساد في الإرادة. ويرى ابن تيمية أن المرض يؤلم القلب ويضعفه فهو يؤلمه إذا كان مرض شهوة بالقلق والغيض أما إذا كان مرض شبهه فيؤلمه بالاضطراب والشك والشفاء منه يكون بكشف الشبهة وبيانها حتى يستقر القلب ويهدأ
ويرى ابن تيمية أن ما يؤثر في القلب من حيث الصلاح والنفع والضر الأعمال التي يقوم بها العبد أو باصطلاح علماء النفس المعاصرين "السلوك" فالسلوك الحسن يترك أثراً حسناً في النفس والسلوك السيء يترك أثر سيء فيها وتتابع أي منهما يصبح خلة وعادة للعبد كما سبق بيانه في الحديث عن كيفية كون العادات وانطباع القلب بخلة سواء كانت حسنة أو سيئة يكون طاردا لضدها. ويرى ابن تيمية أن سلامة القلب من المرض يكون في اعتداله ويرى أن الاعتدال المحض السالم من المخالط لا سبيل إليه ولكن على العبد أن يجاهد نفسه وسعها.
سيكولوجية الأصوات ___________________
تناول ابن تيمية سيكولوجية الأصوات في أثناء حديثه عن الغناء وآثاره فتوسع في ذلك وتناول أثر الصوت فقط والصوت مع كلمات.
يرى ابن تيمية أن للأصوات أثر في النفس سواء كانت غناء أو غيره كصوت الآلة وأثر الصوت يعظم كلما كان الصوت حسنا.
ويقول ابن تيمية أن سماع الأصوات ولاسيما الغناء يسكر الروح

الصوت ذلك الحب والذي يحرك الوجد العام هو الصوت الحسن سواء كان صوت إنسان أو صوت آلة وترية أو طبلاً أو مزامير وتأثيره يعتمد على ثلاثة أمور:
1- حسن الصوت.
2- وقوته.
3- استعداد السامع.
الحزن ___________
يقول ابن تيمية وأما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين كقوله تعالى :{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.وقوله:{ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ}. وقوله :{ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } وقوله :{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } وقوله:{لكيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ }.
وأمثال ذلك كثيرة وذلك أنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به نعم لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم كما يحزن على المصائب وقد يقترن بالحزن ما يثاب عليه صاحبه ويحمد عليه فيكون محموداً من تلك الجهة لا من جهة الحزن كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموما فهو يثاب علي ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهى عنه وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه من جهة الحزن.
التقليد والمحاكاة ________________
تقليد شخص مفرد لغيره سواء كان جمعا أو فرداً وربط هذا الموضوع بالعقيدة وألف فيه كتاباً من مجلدين هو "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم" وفي هذا الكتاب ناقش ابن تيمية تشبه المسلمين بغيرهم وآثار هذا التشبه السيئ وبين أن الواجب على من هداه الله إلى الصراط المستقيم أن يخالف من هم أقل منه ممن ضل وغوى وهذه بعض المسائل الهامة التي تحدث عنها ابن تيمية رحمه الله.
الأولى: المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال ويضرب ابن تيمية مثلاً على هذه القاعدة بمن لبس ثياب أهل العلم حيث يجد في نفسه الرغبة في الانضمام إليهم ومن لبس ثياب الجند المقاتلين يجد في نفسه الميل إلى التخلق بأخلاقهم.
الثانية: المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة لم خالفهم والمقصود بالهدي الظاهر الهيئات الظاهرة كهيئة اللباس والأعياد والمشاركة فيها.
الثالثة: المشاركة في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر بين المشاركين حتى يرتفع التمييز في السلوك والعادات.
الرابعة: المشاركة في القليل يؤدي إلى الكثير.
الخامسة: مشابهة الأكثرية للأقلية في بعض أحوالها كالعيد يوجب سرور الأقلية بباطلها وهذا سبب في تمسكهم به وإصرارهم عليه.
سادساً: المشابهة في الظاهر تورث نوع محبة ومودة في الباطن وكذلك المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر المقصود بهذه المسألة أن من تشبه بقوم في زيهم وهيئاتهم دفعه ذلك إلى مخالطتهم والمخالطة تكون سبباً في مودتهم والميل إليهم.
السابعة: جبل الله بني آدم بل سائر المخلوقات على التفاعل بين المتشابهين وكل ما كانت المشابهة أكثر كانت التفاعل في الأخلاق والصفات أتم وبسبب هذا التفاعل يسرق الطبع من الطبع من غير أن يشعر صاحبه
ويضرب ابن تيمية على هذه القاعدة عدداً من الأمثلة منها أنه لما كان بين الإنسان والإنسان مشاركة في الجنس الخاص كان التفاعل فيه أشد من التفاعل بين الحيوان والحيوان ومن ذلك أن الآدمي إذا عاشر نوع من الحيوان أكتسب نفس أخلاقه ولهذا كان الخيلاء والفخر في أهل الإبل والسكينة في أهل الغنم ويضرب مثل آخر بالكلب المعلم الذي يعاشر بني آدم حيث يكتسب هذا الكلب أخلاق الإنسان ما لم يكتسبه الكلب غير المعلم ومن ذلك أن من خالط من المسلمين النصارى كان فيه نوع من الميل إليهم وتأثر بعاداتهم ومن خالط من النصارى المسلمين تجد فيه من عادات المسلمين وأخلاقهم.
فلسفة التاريخ _______________
يفسر ابن تيمية تاريخ الأمة المسلمة وما تمر به من عز وذل وتقدم وتأخر تفسيرا قائما على القرآن ومشاهدات الواقع, فيربط تقدم الأمة وقوتها بقوة السنة وفشوها, وكلما كان فشوها أقوى وكلما كانت أظهر كلما كان هذا دليلا على قوة الأمة وغلبة الإسلام وتمكن الإيمان ويبدو أن حديث ابن تيمية عن السنة يشمل قضيتين:
الأولى: هي النظام المتكامل الذي يحكم المجتمع في كل جزئياته.
الثانية: هي سلوك الأفراد وتطبيقهم لهذا الإسلام المنزل وتأسيهم بالنبي الذي بلغ الرسالة وأثرت عنه السنة أذن هناك نوعان من السلوك:
1- سلوك المجتمع وتطبيقه للنظام التشريعي وهذا يمثل الجانب الاجتماعي.
2- سلوك الأفراد ومجاهدتهم في التنفيذ وهذا يمثل الجانب النفسي ربما سائل يسأل لماذا الارتباط بين السنة وتمكين الأمة والجواب يكمن في الفطرة التي تحدث عنها ابن تيمية وأوردنا أقواله فيها فيما سبق وأن السنة عنده تتوائم تماما مع الفطرة بل أنها هي الاستجابة الحقيقة للفطرة الصافية.

descriptionالدراسات النفسية عند ابن تيمية  Emptyرد: الدراسات النفسية عند ابن تيمية

more_horiz
التحميل

ابن تيمية.ppt - 136 KB
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد