علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionواقع علم النفس في البيئة الإسلامية Emptyواقع علم النفس في البيئة الإسلامية

more_horiz

الجذور التاريخية لهذا الواقع
إذا كانت دراسة الواقع الحالي لعلم النفس في الغرب تتطلب الرجوع إلى القرن الماضي لرصد البدايات الأولى لاستقلال هذا العام هناك الفلسفة وظهور علم النفس "العلمي" ورصد الاتجاهات والمدارس التي تعاقبت على التصدر في ساحة هذا العلم فان فهم الواقع الحالي لعلم النفس في المجتمعات الإسلامية يفرض أيضا الرجوع إلى التاريخ القريب لمعرفة الظروف التي استأنف فيها البحث النفسي مسيرته في البيئة الإسلامية.
لقد أنشئت هذه الأقسام تابعة لأقسام الفلسفة بكليات الآداب وتبنت مقرراتها في الأغلب نفس تقسيمات مثيلاتها في الجامعات الأوربية وان كانت تفتقر إلى الرؤية التي حركتها في الغرب.
نقل إلينا هذا النمط الذي لم يكن معروفاً لنا فقد كان الطالب في التعليم الإسلامي يدرس العلوم الإسلامية أولاً ثم يدرس ما شاء بعده من العلوم فأقيمت التخصصات المختلفة في جامعتنا الحديثة بعيداً عن النموذج الإسلامي,
وتخرجت أجيال على هذا النموذج العلماني لا تعرف خارج التخصص من علوم الإسلام إلا القليل, وحدثت جفوة بين نوعين من العلوم كلها إسلامية علوم تبني المعرفة بالدين, وعلوم تبني المعرفة بالطبيعة والاجتماع, ولم يكن التخصص في علم النفس استثناء من هذا الواقع.
وكما أن فهم واقع علم النفس الحالي في البيئة الإسلامية يستدعي معرفة الظروف التي رافقت افتتاح أقسام علم النفس ووضع مقرراتها, فإنه يستدعي ثانياً- الرجوع إلى الاحتكاكات الأولى بالغرب عن طريق البعثات العلمية, والاختيارات التي سار فيها انتقاء أعضائها دون تخطيط مسبق, وفي غياب رؤية واضحة لما ينبغي أن يكون عليه كل تخصص في البيئة الإسلامية, وما هي الأهداف العلمية التي ينبغي أن تخدمها هذه البعثات عندما تعود إلى بلدانها؟
لقد تركت هذه البعثات دون توجيه محدد, فأصبح الطالب يدرس من تخصصه بقدر ما ينجح ويعود, ولم يحصل_ حسب اطلاعي_ أن تم تخطيط في جامعة من الجامعات العربية والإسلامية لتكون بعثاتها في إطار مشروع يهدف إلى تأصيل علم النفس تأصيلاً إسلامياً.
إن الضغوط التي تمارسها المجموعة العلمية (الأساتذة والكلية والبلد) يؤثر في اختيار نوع الأطروحات المقبولة في الماجستير والدكتوراه, وإعطاء الدرجات العلمية وقبول الأبحاث للنشر.
أما الأمر الثالث الذي يلزم الرجوع إليه عند رصد واقع علم النفس في البيئة الإسلامية فهو الكتابات الأولى في علم النفس باللغة العربية.
يلخص الدكتور فؤاد أبو حطب واقع العلاقة بين الغرب والعالم الثالث في مجال الدراسات النفسية في مجال الدراسات النفسية في مجموعة من النقاط نلخصها فيما يلي:
1- علاقة الاستيراد والتصدير التي تتم من جانب واحد دائماً.
2- الاعتماد المعرفي على الغرب (نظريات ونماذج ومناهج اختبارات ونتائج).
3- قطع الصلة بالتراث الثقافي واعتبار القديم عائقاً عن التقدم.
4- انتشار البدع الثقافية في العلم (معظم التراث الغربي المستورد لم يتم اختباره على ضوء الحاجات القومية والثقافية).
5- كف التفكير الإبداعي وانتشار التكرار في أبحاث الماجستير والدكتوراه لما قاله علماء الغرب, على حساب المشكلات الجوهرية التي تعاني منها البلدان النامية ناهيك عن ظواهر الادعاء والتزوير والسرقة.
6- الاغتراب وفقدان الهوية الثقافية.
7- فقدان الهوية المهنية (الخلط بين الأخصائي النفسي, والأخصائي الاجتماعي, وطبيب الأمراض النفسية).
مشروع التأصيل الإسلامي يفرض نفسه في مجال الدراسات النفسية.
ثلاثة مواقف من مشروع التأصيل الإسلامي للدراسات النفسية:
1- موقف الرفض باسم الإسلام.
2- موقف الرفض باسم علم النفس.
3- القبول بالمشروع والعمل على تأصيله.
هذا الموقف الذي يرفض علم النفس باسم الإسلام ويرى أن المسلمين في غنى عنه هو موقف أولئك الذين لم يدرسوا علم النفس دراسة متخصصة ولم تسمح لهم ثقافتهم التقليدية أن يحيطوا بموضوعاته أو أنهم الذين نظروا في بعض النظريات التي قالت بها مدارس نفسية وراوا آثارها السلبية في أوساط الشباب والمثقفين وربما المتخصصين في علم النفس فذهبوا إلى انتقاده ورفضه.
وقد عدد الدكتور فؤاد أبو حطب أهم الانتقادات التي وجهت لعلم النفس من طرف الكتاب الإسلاميين وأجاب عنها بتفصيل فذكر:
أ- التشكيك في عملية علم النفس: وبين أن درجة اليقين في علم النفس مثلها في العلوم الطبيعية ولا أحد الآن يتحدث عن موضوعية مطلقة.
ب- مادية علم النفس: وبين أن علم النفس أصبح أخيراً متأثر بالاتجاه الإنساني الذي يرى أولوية العقل.
ج- بناء علم النفس على حيوانية الإنسان وذكر أن السلوكية هي التي كانت لهذا الاتجاه المستند إلى نظرية التطور الداروينية.
د- الربط بين علم النفس والتحليل النفسي(خاصة عند فرويد) وأجاب بأن التحليل النفسي ليس هو فرويد فحسب وفرويد ليس هو علم النفس.
و- التهوين من شأن الاكتشاف في علم النفس.
ز- تركيز علم النفس على السلوك المرضي.
ح- سوء استخدام علم النفس.
ط- علم النفس الحديث هو علم نفس الإنسان الأبيض ومعلوم ذلك لا يعيب علم النفس.
قد يكون في هذه الانتقادات قصور وقد يكون مبالغة لكنها لعبت دوراً في المناقشات التي تناولت واقع علم النفس في البيئة الإسلامية وإن لم تؤيد هذه المناقشات موقف الرفض وأيدت موقف القبول مع بناء بديل إسلامي يتجاوز هذه المحاذير.
إن رفض علم النفس يتضمن رفض مشروع التأصيل الإسلامي له وهذا موقف سلبي لا نراه صواباً.
أولاً: إن الإسلام لا ينصر بإنكار هذه العلوم ولا بإعلان مخالفتها للإسلام إجمالاً من غير تفصيل.
إن الحكم على هذا العلم بالرفض وإصدار الفتوى بتحريم الاشتغال به لا يمثل بالضرورة موقف الإسلام الذي يدعو دائماً إلى دراسات تفصيلية تتم على مرحلتين : الأولى: فيها بحث ودراسة واطلاع والثانية فيها فرز ونقد وتقيم.
ثانياً: لم يحظر الإسلام على أمته أن تطلع على مختلف العلوم لأنه سلحها بالمنهج يظهر ذلك في هذين الموقفين من السيرة النبوية:
الأول: عندما وقعت غزوة بدر وأسر المسلمون سبعين من المشركين, كان فداء بعض الأسرى أن يعلم كل واحد منهم عشرة أطفال من المسلمين القراءة والكتابة, فتعليم القراءة والكتابة قدر محايد لا يبلغ أن يصوغ تصورات هؤلاء الأطفال واعتقاداتهم, وفي حكم القراءة والكتابة أي جانب محايد في علم من العلوم.
الثاني: عندما أتى عمر بن الخطاب_ رضي الله عنه_ النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب, فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟, والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية, لا تسألوهم عن شيء فيخبرونكم بحق فتكذبوا به, أو بباطل فتصدقوا به, والذي نفسي بيده! لو كان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني".
ومثال هذا في العلوم الإنسانية: الجوانب المتحيزة التي لها ارتباط بتأثيرات يهودية أو نصرانية أو وثنية أو إلحادية, فحتى لا يحصل التكذيب بحق أو التصديق بباطل يتطلب الأمر النظر في كل ما هو متحيز في العالم البشري بمنهج صارم عند الاطلاع وعند الاقتباس.
ثالثاً: إن هذه العلوم الإنسانية قد فرضت نفسها في الميادين العلمية والاجتماعية فلم يعد الخيار بين قبولها أو رفضها, وإنما أصبح الخيار بين قبولها كما وفدت إلينا أو العمل على تصحيح مسارها بما يحافظ على رواق العلم ويغير من معروضاته تبعاً لخصوصيات بيئتنا.
رابعاً: إن هناك إعدادا من المشتغلين بعلم النفس لا سبيل إلى إقناعهم بمثل هذا الحكم العام, ولابد من دراسة تفصيلية تبين لهم أن الرفض يتجه لنظريات بعينها وليس للعالم كله, وهذا القدر المرفوض يكون مرفوقاً بالدليل النابع من العلم نفسه.
إن الدراسة التفصيلية ستنتهي إلى تصنيف محتويات علة النفس الحالي إلى ثلاثة أنواع من المعلومات:
أ- معلومات تتعارض مع مبادئ الإسلام ولا تلاءم البيئة الإسلامية, ويُنظر حينئذ في علميتها, لأن الحق لا يتعارض مع نفسه.
ب- معلومات صحيحة في نفسها لكن المسلمين مستغنون عنها بما عندهم في دينهم.
ج- معلومات صحيحة ومفيدة لكنها تحتاج إلى صياغة تجعلها في خدمة الأهداف الحضارية للأمة.
2- موقف الرفض للاسلمة باسم علم النفس
وكتب الدكتور محمد السيد البدوي (مدير معهد العلوم الاجتماعية بجامعة الإسكندرية) مقالاً بعنوان (حول أسلمة العلوم) جاء فيه(مصطلح الأسلمة) يخلط خلطاً مقصوداً لبلبلة العقول بين ما يتصل بالعلم وما يتصل بالدين, وإلا فلماذا لا نسمع عن حركات مماثلة نحو (تمسيح العلوم) أو (تهويد العلوم) أو (تبويذ العلوم) ؟.
إن الأديان والعقائد في أنحاء العلم تعد بالمئات ولكن مناهج العلم واحدة ويجب ان تكون واحدة فهناك المنهج التجريبي والمنهج الاستقرائي والمنهج الإحصائي وكل منهج من هذه المناهج يستخدم في بحث عدد من الظواهر الطبيعية أو الإنسانية أو الاجتماعية واستخدام العالم المسلم لواحد من هذه المناهج لا يختلف بل لا يصلح أن يختلف عن استخدام العالم المسيحي وإلا فسدت موضوعية المنهج وفسدت نتائج البحث تبعاً لذلك.
ويكاد موقف المعارضين ينحصر في أفكار هذه الفقرة فالقاسم المشترك بينهم في بينهم هو الاعتقاد بإمكانية تعميم نموذج العلوم الطبيعية (الفيزياء خاصة) على بقية العلوم الإنسانية وقد كان هذا طموحاً تحمس له علماء النفس في الغرب حتى منتصف القرن الحالي فلما تأكدت الفروق بين الظاهرتين الطبيعية والإنسانية تراجع ذلك الطموح وفتر ذلك الحماس.
إن عامة ما يستند إليه الرافضون لمشروع التأصيل الإسلامي لعلم النفس أربع أمور:
1- أن تدخل الإسلام في علم النفس هو تدخل إيديولوجي في مجال علمي.
2- أن العلم يصحح بنفسه ولا حاجة به إلى تدخل الدين.
3- أن العلم يجب أن نأخذه كما هو في آخر مراحل تطوره وبمستواه.
4- أن العلم بجميع فروعه ذو طبيعة محايدة.
والرد هنا:
1- أما أن تدخل الإسلام في علم النفس ممارسة إيديولوجية في ميدان علمي فإن هذا التدخل لا يكون إيديولوجيا إلا إذا قدم الإسلام إجابات جاهزة وخاطئة وفرض على علم النفس أن يتكيف معها ويؤكدها ويحرف نتائج بحثه لتتفق معها والإسلام على العكس من ذلك يرفع الايدولوجيا عن علم النفس حتى تبدو الظاهرة النفسية بجميع أبعادها ومكوناتها، وإنه يقدم إطارا للعلم ويراعي تطوره في هذا الإطار.
2- وأما أن العلم يصحح نفسه بنفسه فهذا صحيح على مستوى التجارب وما يبنى عليها من نظريات، وإما عندما يحتاج مفهوم الظاهرة النفسية ومفهوم السلوك إلى إعادة نظر فلا يمكن للعلم أن يصحح نفسه بنفسه وهو لا يناقش ذلك المفهوم بل ينطلق منه.
3- وأما أن علم النفس يجب أن يؤخذ كما هو في البلاد المتقدمة, فقد قدمنا أن الذي يجعل الاستفادة والاقتباس عمليو مفيدة هو مواكبة العلم في آخر كشوفه ونتائجه, ولا تعارض لبن هذا الاقتباس وهذه المواكبة, وبين تأصيل منهج سليم لذلك, فإن هذا الاطلاع وهذه المواكبة إحدى خطوتين رئيسيتين في انجاز البديل الإسلامي, خطوة الاطلاع, وخطوة الإبداع.
4- وأما أن العلم ذو طبيعة محايدة, فالعلم بصيغته المفردة معنى مجرد, وإنما توجد في الواقع علوم مختلفة في درجة حيادها وموضوعيتها.
ويكفي أن نشير إلى أن مقولة (العلم محايد) مقولة عامة, وعلماء النفس الغربيون أنفسهم لا ينفون العلاقة بين علم النفس والفلسفة.
ولنضرب لهذا الارتباط بين العلم والفلسفة السائدة في حضارة معينة مثالين:
أحدهما من مدارس علم النفس’ والآخر من موضوعاته: وهي مدرسة من مدارس علم النفس: المدرسة الأشراطية (السوفياتية):
"لقد امتص بافلوف أفكاراً من هذا الميراث الثقافي (يقصد الفسيولوجيا الروسية ونظرية داروين, والمفاهيم الوضعية عن العلم), فخلال كل بحوثه عن المنعكس الشرطي كان يؤكد بعناد أن (الظاهرة النفسية) والنشاط العصبي الأعلى, يجب أن يدرسا بالمنحنى الموضوعي, وأن كل سلوك الإنسان المعقد والانجازات العقلية
يمكن أن يفسر في ضوء الارتباطات الفسيولوجية بين المثيرات والاستجابات بواسطة لحاء المخ, هذه الخلقية نفسها أثرت على علم النفس الأمريكي الذي بلغ أقصى الذروة في الاقتراح الرسمي للسلوكية, كمنج للبحث في علم النفس, لقد أقر واطسون بسرعة منعكس بافلوف الشرطي وكأساس يبنى عليه علم النفس الموضوعي الجديد".
ومن مباحث علم النفس مبحث الشخصية
كان علم النفس الأمريكي يركز الاختبارات النفسية حتى غدا تطويرها مظهراً من مظاهر علم النفس الأمريكي, فلما جاء أثناء الحرب العالمية عدد من الأوربيين المنتمين إلى التحليل النفسي على الشخصية والتقليل من التأكيد على اختبارات الذكاء وأوجه النقص العقلي والقدرات.
3- موقف القبول بفكرة التأصيل والعمل على تحقيقها.
ولا يخفي أن المرحلة التي تجتازها الأمة الإسلامية تتطلب هذا الموقف بإلحاح, ففي الوقت الذي يتقدم علم النفس الغربي بخطى سريعة, ويطور مناهجه, ويوسع من أبحاثه, ويزيد بذلك من ضغطه على البلاد المتأثرة بثقافته, لا نجد في المجال الآخر إلا أبحاثاً محدودة لا تتوفر في أغلبها شروط البحث العلمي.
وإذا كان تطور علم النفس خلال السنوات الخمسين الماضية قد عكس التطورات السياسية والعليمة الكبرى التي عرفها العالم, خاصة ظهور الولايات المتحدة قوة عالمية, وهيمنة اللغة الانجليزية على الكتابة العلمية, وظهور الثورة الإلكترونية والانفجار المعلوماتي, فإن هذه التطورات قد نبهت إلى الطابع الثقافي لهذا العلم.
ونسوق أمثلة من إسرائيل (الصهيونية) والكنيسة العالمية (المسيحية) والاتحاد السوفيتي -سابقاً- (الشيوعية) وأوربا الموحدة (الليبرالية), واليابان والهند (الفلسفة الإشراقية), فالجميع يعمل على تكوين فرق ومراكز للبحث النفسي هدفها ليس الدراسة من أجل الدراسة وإنما الدراسة من أجل التغيير.
مثال:
من المتوقع جداً أن تقوم إسرائيل التي أحيت معابدها وهياكلها وأسست دولتها على العقائد الصهيونية (التوراة, وأرض الميعاد, والشعب اليهودي) بتوجيه العلوم الاجتماعية فيا جامعاتها لتحقيق هدفين:
الأول: تثبيت الهوية الثقافية والدينية للشعب اليهودي, وفق ما جاء في التوراة والتلمود, والعمل علة توظيف العلوم الاجتماعية لذلك, عن طريق البحث الأكاديمي, والدراسة الجامعية, والصحافة والإعلام داخل إسرائيل وخارجها.
الثاني: طمس الهوية العربية الإسلامية للشعب الفلسطيني, واستخدام هذه العلوم الاجتماعية لتحقيق ذلك.
ويذكر الدكتور عبد الحليم محمود أمثلة لمراكز البحث التي تقوم بهذا الدور داخل إسرائيل وخارجها:
1- مركز بحوث دراسات الجماعات الصغيرة بجامعة ميتشجان التي اشتهرت بحوثه منذ الثلاثينات, وقد عمل فيه عالم نفسي صهيوني كيرت ليفن ويلقبه الصهاينة باسم (الصهيوني المتأجج) وإن كانت هذه الصفة لا تعرف عنه في العالم العربي,
وإنما يعرف بتجاربه الدقيقة عن (مناخ الجماعات الصغيرة) وهو في الأصل عالم للفيزياء صهيوني ألماني هاجر إلى الولايات المتحدة, وتفرغ لدراسة قوانين التعامل بين الأفراد في الجماعات الصغيرة, وله إسهامات في دعم الصهيونية وتقوية معنويات الصهاينة من خلال مركز البحوث المذكور.
2- مراكز البحث العلمي النفسي في إسرائيل: فضلاً عن مراكز الدعوة الصهيونية وبناء الإنسان الصهيوني في إسرائيل منذ إنشائها وإلى الآن .
3- بحوث علماء النفس اليهودي في إسرائيل وفي أنحاء العالم كله فيما يتصل بتنشئة أبناء الصهيونية الجدد في "الكيبوتزات" (دور للرعاية والتعليم) بإسرائيل وفي بلادهم الأخرى خارج إسرائيل.
حاجتنا إلى هذا التأصيل للدراسات النفسية
1- حاجة نفسية : فهناك حواجز تكونت لدى عدد من المشتغلين بالدراسات النفسية من المسلمين تحول بينهم وبين التعامل مع النفسي الإسلامي لبعض الظواهر النفسية.والسبب هو الصراع الذي قام في أوربا بين العلم والدين وأدى إلى اعتبار التفسير العلمي للظواهر مقابلا للتفسير الديني
وبهذا التأصيل يزول التنافر المعرفي الذي يعيشه آخرون بين إسلامهم واختصاصهم العلمي.
2- حاجة لغوية فالمصطلحات والأسماء المتداولة في علم النفس المعاصر ترجع في أصولها إلى اللغات الغربية (الانجليزية خاصة) وبعضها مقتبس عن أساطير يونانية وترجمتها الحرفية إلى اللغة العربية يكرس التبعية في المعنى والمصطلح.
والبديل الإسلامي في علم النفس سيزيد من مكانة اللغة العربية عند الكتابة في هذا العلم فهي لغة غنية تقدم أقصى ما تقدمه لغة إنسانية عند الحديث عن النفس الإنسانية.
3- حاجة علمية وحضارية : الأمة الإسلامية أمة واحدة ولذلك يبحث المسلمون عن رمز توحدهم وقد أنشئت عدة هيئات ومنظمات لتحقيق تلك الوحدة في الميدان الثقافي ومن ذلك المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة الألكسو
( التابعة للجامعة العربية) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الاسسكو ( التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ) ومشروع التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية والإنسانية قادر على جمع المختصين على عمل مشترك داخل هذه المنظمات وغيرها.
4- حاجة إنسانية : يقول الفيلسوف روجي كارودي متحدثا عن رؤيته للمستقبل العالمي:
"لإيجاد نظام اقتصادي عالمي جديد لابد من نظام ثقافي عالمي جديد والنظام الثقافي الجديد هو الانتقال من الهيمنة الغربية إلى توافق عام بين البشر لإعادة رسم خطة إنسانية شاملة".
حول تسمية هذا اللون من الدراسات
هذه الحاجة إلى تغيير وجهة علم النفس في البيئة الإسلامية أدن إلى تداول مجموعة من الاصطلاحات مثل (أسلمه علم النفس) و(إسلامية علم النفس) و(علم النفس الإسلامي) و(التأصيل الإسلامي لعلم النفس) وكلها تسميات تُعرف بفكرة المشروع وليست اتهاماً لعلم النفس بأنه كافر وعليه أن يسلم.
ويذكر الدكتور فؤاد أبو حطب أن أول من استعمل عبارة (علم النفس الإسلامي) هو الدكتور أحمد فؤاد الأهواني على نحو ما يقال: علم نفس بوذي أو يهودي أو نصراني, إلا أنه قصد فرعاً من فروع علم النفس يهتم بالدين الإسلامي, وقيام علم نفس ديني ذي توجيه إسلامي جزء من المشروع وليس هو المشروع كله,
لأن ظاهرة التدين ليست الظاهرة النفسية الوحيدة التي يدرسها علم النفس, ومثل ذلك (علم نفس قرآني) و(تصوف نفسي) فكل ذلك أجزاء من المشروع, فالمشروع الذي نتحدث عنه اتجاه في علم النفس وليس موضوعاً من موضوعاته, فليكن واضحاً أن ما نقصده:
1- ليس مجرد أخلاق إسلامية يتخلق بها عالم النفس المسلم, فأخلاق الإسلام عامة لكل المسلمين, وليست خاصة بفئة منهم.
2- وليس مجرد آيات وأحاديث متصلة بالنفس تجمع مع ما قيل في تفسيرها ثم تقارن بما جاء في نظريات علم النفس.
3- وليست الأبحاث التي تتخذ المسلمين موضوعاً لها دون غيرهم.
4- وليس مجرد مقرر في علم النفس العام تتخلله آيات وأحاديث ونصوص من كتب التراث ويحمل عنوان (علم النفس الإسلامي).
ولكنه ذلك الفرع من العلوم الاجتماعية الذي أختص بدراسة السلوك لكنه اتخذ اتجاهاً إسلامياً في المعرفة (في المفاهيم والنموذج ومنهج التحليل وطرق التطبيق).
إنه ليس مدرسة من مدارس علم النفس, (ولكنه اتجاه يقف في مقابل اتجاه علم النفس الغربي بمدارسه المختلفة) (أمريكية وأوربية وسوفيتية).
وحتى لا يظن أن علم النفس الإسلامي فرع من علم النفس الاجتماعي يدرس الظاهرة الدينية على غرار ما يقال: علم النفس الارتقائي وعلم النفس التربوي
...... فإن الندوة المنعقدة في القاهرة_ وإن كان عنوانها (نحو علم نفس إسلامي)- قد أصدرت توصية تقترح استبدال هذه التسمية واستعمال (التأصيل الإسلامي لعلم النفس) "على أساس أنه يعتبر الإسلام المصدر الذي نستمد منه المسلمات التي توجه البحث في علم النفس, بديلاً عن المسلمات التي يقوم عليها علم النفس الغربي".

descriptionواقع علم النفس في البيئة الإسلامية Emptyرد: واقع علم النفس في البيئة الإسلامية

more_horiz
التحميل

واقع علم النفس في البيئة الإسلامية.ppt - 518 KB
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد