علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionالسلوك بين التفريط والإفراط:  Emptyالسلوك بين التفريط والإفراط:

more_horiz
السلوك بين التفريط والإفراط:
ما هوالفرق بين الإفراط والتفريط في السلوك ...؟
الإفراط هو التشدد في الفعل والالتزام الشديد ومنع السلوك من الخروج عن الخطوط المحددة له ووضع القيود الصارم التي تحول دون حدوث ذلك....
والنموذج المناسب لهذا الفهم هو ما ورد عن الثلاثة الذين ذهبوا ليسألوا أم المؤمنين السيدة عائشة عن عبادة النبي صلي الله عليه وسلم ..فاستقلوها وقال واحد منهم والله إنا اقوم الليل ولا أنام ..، وقال الثاني والله أنا اصوم ولا أفطر.. وقال الثالث وانا لا أتزوج النساء ...وحينما بلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم غضب غضبا شديدا وقال :و الله أنا أتقاكم إلي الله .. أقوم وأنام ..وأصوم وأفطر ..وأتزوج النساء .. ومن رغب عن سنتي فليس منا ..أو كما قال صلي الله وسلم .
من خلال هذا الحديث النبوي ما الذي تفهموه منه في طبيعة الإفراط وما علاقة ذلك بالفطرة البشرية التي غضب النبي صلي الله وسلم لها ما هي النماذج التي تمثل حالات الإفراط في عصرنا الحالي...؟
الإسلام هو دين الفطرة ... ويقول الحق تبارك وتعالي {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم30.
حينما غضب النبي صلي الله عليه وسلم لفعل هؤلاء الثلاثة ؛ انتصار لدين الله . فالله تبارك وتعالي ربط بين الإيمان والفطرة.. لأنه في قوله تبارك وتعالي فأقم وجهك للدين بمعني أن الله قال لنبيه يامحمد أقم وجهك أي استقم واخلص لعبادة الله ، لأن العبادة لله هي من الفطرة .. فقد خلق الإنسان علي الفطرة .
ويقول النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم ” كل مولود يولد علي الفطرة ،فأبواه ينصرانه أو يمجسانه..“ أو كما قال صلي الله عليه وسلم.
وبالتالي ينظر الإسلام إلي سلوك الفرد السوي الذي يستقيم علي الفطرة التي خلقه الله عليها ..
والثلاثة الذين أشار إليهم الحديث قد خالفوا فطرة الله ..والمخالفة هنا سلوكية لو سكت النبي عنها لاصبحت سنة ويجب الأخذ بها ، ولذلك كان لابد من وقفهم ومنع الاقتداء بهم لمخالفة فعلتهم لفطرة الله في خلقه .

التحديد اللغوي للافراط:
أفرط في ألشيء زاد منه ولم يتوقف ..ولذلك فالمفرط هو الشخص الذي يظهر سلوكا أو عملا أو قولا متطرفا في الاتجاه ... ولا يسمح بشئ يغير منه أو يباعد بينه وبين هذا السلوك أو القول أو الفعل .
قد يكون الالتزام في الأخلاق والطاعة والعمل من أجل العقيدة والوطن والأهل من الواجبات التي يجب أن يلتزم بها المسلم حتي يحسن إسلامه .
في الجانب السيء من الإفراط الزيادة التي لم يكلفنا بها الله ولا رسوله ..
الإفراط في التفسير السيكولوجي : هي الرغبة والميل للقيام بعمل بشكل متكرر وبقوة , ويرفض أي شئ مخالف له وقد يصل برد فعله إلي معادة المخالفين ومحاولة النيل منهم وإلحاق الأذي بهم. ويعتبر أي قول أو فعل سلوكي هو قول معادي له ويعمل علي منعه .
وبالتالي يؤدي الإفراط إلي مجموعة من السلوكيات التي قد تجعل من صاحبه أن يحيد عن الحق ويتجه لظلم الأخرين . ويقول المثل إذا زاد الشئ عن حده انقلب لضده .. وبالتالي فسد عمله وحاد عن الحق .
س: هل الإفراط في العمل يصل بصاحبه إلي بر الأمان؟
س: هل الإفراط في القول يصل بصاحبه إلي اقناع الآخرين بما يقول ؟
س : ما هي السمات النفسية التي يتحلي بها المفرط ؟
س: لماذا يتجه الكثير من المفرطين للارهاب والتطرف.
يقول الحق تبارك وتعالي في سورة آل عمران{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
ما الذي تفهمه من هذه الآيات وفي هذا السياق الخاص بشخصية المفرط...؟
حدد معاني الكلمات التالية: لنت لهم.............
فظا.......... غليظ القلب ......
نتوقف أمام الكلمة التي وردت في الآية 159 من سورة آل عمران.. لنت لهم ..، حديث من الله إلي النبي محمد في كيفية التعامل مع المخالفين معه .. وهذه التربية الربانية ترسل برسالة للمؤمنين حيث يكون فضل اللين في المعاملة أعلي بكثير من الشدة .. فالنبي صلي الله عليه وسلم شديد في الحق لا يغضب إلا في الحق ...ولكن هنا موقف في اللين والسماحة مع المخالفين من أجل العقيدة ودخول القلوب إلي الإيمان ...فلا يتوقف عند اللين والتسامح والعفو ..، بل وصلت التربية الإيمانية من الله لنبيه إلي حد أن يشاور المخالفين في الرآي ..
ماذا نقول للكثير من المتطرفين والمفرطين في تشددهم أين هم من هذه التربية الربانية التي تسمح بالاختلاف والتسامح مع هذا الاختلاف ....!!
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر 53
تأتي هذه الآية الكريمة من بعد ما رآينا كيف كان التوجيه الرباني في التعامل مع المخالفين ... لتفتح طريقا للذين أسرفوا الذين بلغ بهم الابتعاد عن الله كفرا ومعصية ، هؤلاء المفرطين لن يقفل الله ابواب رحمة وقبول التوبة .
القنوط هو حالة اليأس المفرط التي تدفع بالفرد إلي سلوك يتصف بالتطرف في المعصية ورفض التدين بل والعداء معصية الكفر بالله.
وتأتي هذه الآية لتنزع ما في قلب هؤلاء من غل وتحويلهم إلي مؤمنين ........

وتأكيدا لذلك يقول الحق تبارك في هذا الموقف {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الأعراف43
مااذا نفهم من هذه الآية .......وكيف يعالج الإسلام مشاعر الكراهية والكفر والغضب ....
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران134
ما هي مرتبة المحسنين عندما يتعاملون مع مواقف الغضب والكراهية في علاقاتهم بالآخرين....؟
من هو المفرّط ...؟
يقال من فرّط في شيء آي تركه وفك عقاله بإهمال متعمد أو عن جهل .وإذا قيل فرّط العقد آي تناثرت حباته وضاعت ويصعب تجميعها..
وبالتالي نحن أمام مفرّط لا يهتم بما يفعل حتي ولو كان ذلك يؤدي به إلي تهلكة .
فمن يفرّط في ماله يآتيه فقر مدقع ،ومن يفرّط في صحته هلك من كثرة مرضه وسوء تصرفه .
ومن يفرّط في خلقه وآدبه كثر بلائه وكرهه الناس وابتعدوا عنه، وطاردته سمعة وظلت معه مستقبلا.
إذا من هو المفرّط دينيا.....؟
هل هو الشخص التارك لصلاته......؟
هل هوالشخص الذي لا يمتنع عن ارتكاب المعاصى.. ؟
هل العديد من النماذج والحالات التي تظهر لنا من هم هؤلاء المفرطين ..؟
نقاش مفتوح لتحليل شخصية بعض حالات المفرّطين كماتظهر من حياة هذ العصر..؟
السلوك وتعريفه من وجهة النظر الإسلامية:
أولا ماهية السلوك ..؟
1- تعريف السلوك :
السلوك هو كل ما يصدر عن الكائن الحي من قول أوفعل أو تقرير أوقبول...
مما يتشكل السلوك ؟
تشكيل السلوك يبني علي الشخصية بمكوناتها..
دراسة السلوك : يختص علم النفس بدراسة السلوك فهو العلم الذي يهتم بدراسة السلوك.. والسلوك يقصد به جميع أوجه النشاط التي يقوم بها الإنسان وتصدر منه , ويستطيع أن يلاحظه . ويشمل هذا السلوك ثلاثة جوانب هي :
1- الجانب المعرفي أو العقلي وهو خاص بالأنشطة العقلية مثل التفكير والانتباه والتذكر والإدراك وسلوك حل المشكلة والسلوك الابداعي .
2- الجانب الوجداني أو الانفعالي : وهو خاص بدراسة الانفعالات والخصائص والسمات المحددة للشخصية , ودراسة اضطرابات السلوك....
3- الجانب الحركي أو النزوعي :وهو يهتم بدراسة السلوك المهاري والنشاط الحركي ..

الجانب المعرفي من السلوك :
يمثل هذا الجانب من السلوك ما أشار إليه القرآن في مواضيع كثيرة بدأ ما جاء فيما جاء في سورة البقرة
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{33}
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }الرحمن33
{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28
{قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الأنعام11
ثانيا – الجانب الوجداني الانفعالي من السلوك :
يمثل عمل القلب والجوارح والمشاعرمن الخوف والغضب والكره والحب والتقبل .. ويتضح في العديد من الآيات القرآنية.
:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة 155
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }القصص 56
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12}

الجانب الحركي النزوعي من السلوك :
الإنسان خلق لعبادة الله تبارك وتعالي ولعمارة الارض والحياة ، ولذلك حثه علي الحركة واكتشاف هذا الكون وقد تجلي ذلك في آيات كثيرة...
{قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الأنعام11
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{21} الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{22}
مراحل دراسة السلوك :
كي ندرس السلوك لابد من دراسته علي مراحل هي :
1- أولا -فهم السلوك : كي يتم فهم السلوك لابد أن نتمكن من وصفه وصفا دقيقا وبطريقة شاملة , حتي يمكن تحديد مكوناته بطريقة شاملة .
2- ثانيا- تفسير السلوك :الانتقال إلي تفسيره يعني معرفة تلك الدوافع التي جعلته يسلك هذا السلوك , وما هي الأهداف التي يحققها من هذا السلوك. وبالتالي من هذا الفهم والتفسير يمكن الانتقال إلي المرحلة الثالثة وهي ..
ثالثا- توقع السلوك ( التنبؤ بالسلوك ):
كلما زاد الفهم , و أصبح من الممكن تفسيره يمكن التنبؤ به.والتوقع أو التنبؤ هو أن نصل بفهمنا للسلوك عندما ندرك العلاقات بين المتغيرات المكونة للسلوك تجعلنا نتوقع تكرار حدوثها بنفس الطريقة .
فمثلا عندما يمتلك المتعلم مستوي مرتفع من الذكاء , ومقدرا عاليا من المثابرة ,وخبرات ناجحة سابقة بنظم الامتحانات . نتوقع منه أن يحقق نجاحا متميزا بناءا علي ما سبق .
رابعا – تعقد السلوك :
لابد أن ندرك في البداية طبيعة السلوك الإنساني أنه ليس سلوكا بسيطا يمكن دراسته وتناوله ومعرفة العوامل المؤثرة فيه . والأمر الأكثر تعقيد أن السلوك الإنساني عندما يوضع تحت ظروف الملاحظة والتجريب يفقد الكثير من طبيعته ويصبح سلوكا غير طبيعي .و يرجع هذا التعقد إلي أن مكونات السلوك ليست بسيطة .
س)هل لديك تفسير لطبيعة السلوك الانساني و اختلافه عن سلوك غيره من الكائنات الحية ؟ و لماذا يتصف بالتعقد الشديد؟

وهذه المكونات تشمل :
1- مكون عضوي للسلوك يتحكم فيه جهازا عصبيا شديد التعقيد .
2- مكون نفسي بالغ الخصوصية يصل لحد الفردية التي لا تتمثل في أي نموذج آخر .
3 - مكون تفاعلي ذو علاقات اجتماعية و ثقافية وتاريخية بالغة التعقيد . وعند تفاعل هذه المكونات الثلاثة نجد أن هناك نموذجا فريدا في تعقده تتمثل فيما يعرف بالشخصية , التي تجعل صاحبها يتفاعل مع الوسط المحيط به بطريقة مختلفة عن الآخرين .
خامسا – تكيف السلوك :
يمثل السلوك حالة دينامية (تفاعلية) , حيث تؤدي بالفرد إلي توافقه مع البيئة وإعادة التوافق . فالفرد يواجه مواقف مختلفة يتعرض فيها لأفراد مختلفين ,وبيئات مختلفة . مما يتطلب منه أن يكون قادرا علي التكيف مع مختلف الأفراد والمواقف والبيئات , و يتطلب ذلك التعامل مع كل فرد أو موقف أو بيئة من خلال قدرات مختلفة وخبرات متنوعة . مثلا الفرد تكون له أدوار مختلفة مثل الطالب في الكلية , و يكون فردا فى اسرة , وعضوا في فريق رياضي , وصديقا في ثلة ,و من وسط اجتماعي معين , و له ثقافته و تطلعاته و أفكاره ..إلخ

سادسا– توجيه السلوك :عندما يتم تحديد خصائص السلوك ومعرفة بنية الشخصية هل يمكن توجيه السلوك في هذه المرحلة الأخيرة ؟
بحيث نصل بالفرد إلي تحقيق أهدافه وتوافقه ونجاحه بصورة أفضل وفقا لأسس علمية واضحة..؟
الإنسان في حاجة في هذه المرحلة أن يجد في علم النفس ما يحقق له السعادة , من حصوله علي مكانة اجتماعية واعدة , و تمكن تعليمي و مهني بناءا ,و قدرة عالية علي التكييف و المواجهة مع مشكلات الحياة والتغلب عليها ...
إذا تمكن علم النفس من مصاحبة الفرد خلال هذه الرحلة والوصول به لبر الأمان , تكون للدراسات النفسية جدوى ولعلم النفس في حياة الناس فائدة .
العوامل المؤثرة في تشكيل السلوك الإنساني:
الوراثة .
البيئة .
الدوافع والحاجات .
الانفعالات والعواطف .
سوف نبدأ الحديث بالدوافع بأعتبارها المحرك الأساسي للسلوك ..لأن القاعدة الأساسية تجعل أن وراء كل سلوك دافع فمن هنا تكون البداية.
وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالي في سورة البقرة ”وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251
في هذه الآية يوضح الله سبحانه وتعالي جوانب هامة لصلاح وفساد الأرض .. ما هي الجوانب التي نستطيع أن نفهمها من معني دفع الله الناس ...وما علاقة هذا الدفع بالفساد والصلاح ...؟
نقاش مفتوح للمجموعات مع التسجيل للمناقشات..
الدوافع
ما هو الدافع ” حالة داخلية في الكائن الحي تؤدي إلي استثارة السلوك واستمراره وتنظيمه وتوجيهه نحو هدف معين.“
والدوافع تنتظم تحت تنظيم عام يحدد محركات السلوك لاستمرار حياة الإنسان ولذلك هناك نوعان من الدوافع :
1- دوافع أولية .
2- دوافع ثانوية
نشاط عصف ذهني للقاعة : س : ما الفارق بين النوعين ؟
أولا الدوافع الأولية
يقول الحق تبارك وتعالي :{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155\
1- دافع الجوع (يقابله الحاجة للطعام ).
2- دافع العطش (يقابله الحاجة للشراب ) .
3- دافع الخوف ( يقابله الحاجة للأمن) .
4- دافع الملكية (الحاجة للتملك).
نقاش مفتوح حول ماورد في هذه الآية وعلاقتها بتفسير الدوافع التي تعتبر النقص فيها ابتلاء عظيم من الله .....
أولا –االغرائز أو الدوافع الأولية:
يعرفها مكدوجل McDougalبأنها استعداد فطري نفسي يدفع الكائن الحي إلي الانتباه لمثيرات معينة يدركها إدراكا حسيا ويشعر نحوها بشعور يدفعه للعمل بسلوك نحو هذه المثيرات يحقق له اشباع منها.
ويقسم مكدوجال الغرائز لنوعين هما:
1- غرائز فردية : تشمل البحث عن الطعام وانفعالها الجوع ، والتملك وانفعالها لذة التملك، وغريزة الهروب وانفعالها الخوف ،وغريزة النفور وانفعالها الاشمئزاز ، وغريزة الضحك وانفعالها المرح ،وغريزة حب الاستطلاع والحل والتركيب وانفعالها لذة الابتكار والوصول للحل .
الغرائز الاجتماعية :
أهمها الغريزة الجنسية وانفعالها الشهوة .
وغريزة الأمومة وانفعالها الحنو .
وغريزة السيطرة وانفعالها الزهو .
وغريزة الخنوع وانفعالها الشعور بالنقص وهى عكس السيطرة .
وغريزة المقاتلة وانفعالها الغضب .
وغريزة التجمع وانفعالها الخوف من الوحدة والشعوربالعزلة.
الحاجات :
الحاجات هى مبعث الحركة في الحياة.فالله سبحانه وتعالي خلق الكون وخلق فيها أقوات مخلوقاته . وجعل سعيها أساس رزقها . والحاجات هي التي تدفع الإنسان نحو عمارة الأرض ، ولا يمكن للإنسان أن يستمر في الحياة دون أن يحقق حاجاته الأساسية. وتحقيق الحاجات يرتبط بصلاح النفس ، فالنفس الجائعة لا خير فيها ولا تحقق توافقا لصاحبها.
والإسلام جاء منظما لحركة الحياة ومقننا لها . ولذلك لا يتم الاشباع من هذه الحاجات إلا وفقا لنواميس الله وأحكامه .
فحدد الإسلام ماهو حلال وما حرام حتي يستطيع الإنسان أن يقوم بما تتطلبه أسباب وجوده.
س ) ما هي هذه الحاجات التي تتطلب وجود قوانين وأحكام وحقوق وواجبات حتي يستطيع الإنسان اشباعها.
الترتيب الهرمي للحاجات :
حدد ماسلو ترتيبا هرميا للحاجات يبدأ من الحاجات الأساسية لحياة الإنسان وهي ما تعرف بالحاجات الفسيولوجية ( الحاجة للطعام وللماء والهواء والراحة والنشاط والجنس والاشباع الحسي .. ولا ينتقل الإنسان إلي حاجات المستوي الأرقي دون اشباع لهذه الحاجات.
من أهم حاجات المستوي الأرقي :
1- الحاجة للحب والمحبة ( الحب الأعلي هو حب الله ورسوله ، ثم حب الأباء والأخوة والأبناء والأزواج والزوجات...)
2- الحاجة لتقدير الذات ...
الحاجة لتقدير الذات:
هي قمة الحاجات عند ماسلو .
ولكن الإسلام قد أشار إليها تحت مفاهيم العزة والكرامة فيقول الحق تبارك وتعالي {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139
ويطالبنا النبي الكريم بطلب الرزق بعزة وكرامة لأن الرزاق هو الله ، والنفس لا تستوفي أجلها قبل أن تستوفي رزقها ويقول الحق تبارك وتعالي {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }الذاريات22 . وعندما يطمئن الإنسان لرزقه فلا يستذل لغيره ولا يقبل الدنية أبدا ..فالإيمان يرفع من قدر المرء {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات 13 .
الدوافع والتعلم :
كان صلي الله عليه وسلم معلما وأهتم في تعليم المؤمنين بما يصلح حالهم ، فعمل علي ربط المؤمنين بعضهم ببعض {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات 10
وأهتم الإسلام بجعل شعور المؤمنين مبنيا علي عظمة الدعوة ودورها في قيادة العالم وصلاحه {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110
دافع الإنجاز من أهم دوافع التعلم .. فهو يمثل ببساطة الرغبة في التفوق والتمييز و الحصول علي المكانة .. والعالم الغربي قد أهتم بجعل التنافس منفتوح علي الغايات والوسائل .. ولكن الإسلام جعل الضوبط محكومة فقد اشترط الإسلام في قبول العمل الإتقان كما قال النبي (ص) ” إذا عمل أحدكم عمل فاليتقنه أو فاليتركه ” أو كما قال .
دافع الحاجة للانتماء والانتساب:
لقد أهتم الإسلام بجعل التأخي والالتفاف الأمة حول بعضها البعض ، وفي ذلك يقول النبي الكريم من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا . والمؤمني في تودهم وتراحمهم كالبنيان يشد بعضه بعض ، فإذا اشتكي منه عضو تداعي له باقي الجسد بالسهر والحمي .
ولقد كانت واقعة المرأة المسلمة وعندما قالت وامعتصماء ..فما كان من الخليفة المعصتم أن جيش الجيوش وغزا بلاد الفرنجة وحررها من هؤلاء الذين تجرؤاعلي الإسلام والمسلمين ..فأين نحن من زمن المعتصم ..
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19 . والله لن يقبل غير الإسلام دين ومن هنا جاء الافتخار بالانتساب لدين الله رغبة ورهبة من الله.

descriptionالسلوك بين التفريط والإفراط:  Emptyرد: السلوك بين التفريط والإفراط:

more_horiz
التحميل

محاضرات في المقرر 277نفس.pptx - 471 KB
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد