علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionالنمو الخلقي والاهتمامات الدينية  في مرحلة المراهقة  Emptyالنمو الخلقي والاهتمامات الدينية في مرحلة المراهقة

more_horiz
من المهام النمائية الهامة في مرحلة المراهقة المبكرة, تعلُّم المراهق ما تتوقعه منه الجماعة, وتشكيل سلوكه ليتوافق مع هذه التوقعات, دون إشراف مستمر ودون تهديد بالعقاب على النحو الذي كان سائدًا في مرحلة الطفولة, ولهذا نجد المراهق يحل المبادئ الخلقية العامة محل المفاهيم الخلقية النوعية أو الخاصة، كما يحل الضوابط الداخلية للسلوك محل الضوابط الخارجية.
وإذا كان المراهق قد اجتاز مرحلة الطفولة ولديه أساس أخلاقي قوي, فإنه يستطيع أن يواجه ضغوط المراهقة بنجاح، وخاصة حين يصبح السلوك الخلقي مسئولية ذاتية، لقد أصبح هو مصدر الضبط، ولم يعد الأمر في يد المعلمين أو الوالدين كما كان الحال في مرحة الطفولة, ولعل من الأخطاء التي يقع فيها الوالدان والمعلمون في هذه المرحلة أنهم لا يهتمون بتدريب المراهق على إدراك العلاقة بين المبادئ الخاصة التي تعلمها في الطفولة والمبادئ العامة التي تُعَدُّ جوهريةً في ضبط السلوك في المراهقة، وبالتالي في مرحلة الرشد، ويكتفون في هذا الصدد بالقول بأنه قد تَعَلَّمَ أثناء الطفولة القواعد التي تميز بين الخطأ والصواب،
الحق والباطل، الفضيلة والرذيلة, وغيرها.
والواقع أن المراهق لا يكون مستعدًّا لتقبُّلِ المفاهيم الخلقية دون مناقشةٍ كما كان الحال عليه أثناء الطفولة, إنه يحاول بناء نظامه الأخلاقي معتمدًا على المبادئ الخلقية التي تكونت لديه أثناء الطفولة, والتي يجب أن تتعدَّلَ وتتغيَّرَ لتلائمَ المستوى الأكثر نضجًا من النمو في هذه المرحلة, ويقوده ذلك إلى اكتشاف أوجه التناقض في بعض المبادئ الخلقية، وخاصةً التناقض بين القول والعمل في سلوك الوالدين والمعلمين, وهذا الاكتشاف بالذات يؤدي بالمراهق إلى كثيرٍ من الخلط والاضطراب, كما قد يكتشف المراهق ما يمكن أن يسمى "المعيار المزدوج" Double Standard؛ فالكذب يمكن أن يكون أبيض, وسرقة الممتلكات الشخصية أسوأ من سرقة الملكية العامة, ويعض أنماط السلوك في العلاقة بين الجنسين تُعَدُّ خطأً إذا صدرت عن البنات, بينما هي ليست كذلك بالنسبة للبنين، والأخطر من هذا شيوع اتجاه تسامحي نحو الغش في الامتحانات، ويبرر المراهقون ذلك بأن الكثيرين يلجأون إلى هذه الوسيلة للنجاح في الامتحان من ناحية، وبأن هناك ضغوطًا على الطلاب للحصول على درجاتٍ عالية لتحقيق أهدافهم التعليمية والمهنية, وشيوع هذه المعايير المزدوجة بين المراهقين مؤشرٌ على الانهيار القيمي العام, والمراهقة في هذه الحالة ليست إلّا مرآة تنعكس عليها هذه الصورة المدمرة للمجتمع, ومن الواجب أن ننبه إلى ذلك, وخاصة بعد شيوع كثير من الظواهر الخطيرة في مجتمعنا في الوقت الحاضر, والتي تهدد بالشر المستطير.
ولعل أشدَّ مصادر الخطر ضررًا أن يعجز الضمير -وهو قوة الضبط الداخلي عند الإنسان الراشد الذي تعتبر مرحلة المراهقة المقدمة الطبيعية له- عن النموّ بالمعدل المطلوب, والضمير هو الذي يحوّل سلطة التحكم في سلوك الفرد إلى داخله, وليس إلى سلطة خارجية, والمفروض أنه مرحلة نموّ طبيعية في المراهقة, بعد أن تكون قد ظهرت بوادر مشاعر الذنب والعار في الطفولة المبكرة عند القيام بسلوك لا يتفق مع المعيار الاجتماعي، وهي المشاعر التي يُفْتَرَضُ فيها أن تسود هذه المرحلة "وخاصة الشعور بالذنب" لتنقل المراهقين من المستوى الخلقي التقليدي إلى المستوى بعد التقليدي, على حد تعبير كولبرج "راجع الفصل الخامس", ومن الواجب التمييز بين الشعور بالذنب والشعور بالعار؛ فالأول قوةُ ضبطٍ داخليةٍ, بمعنى: أنه يحدث استجابات انفعالية غير ملائمة حين يدرك الفرد أن سلوكه لا يلتزم بالمعيار القيمي، أما الشعور بالعار فينتج استجابات انفعالية فقط, حين يشعر الفرد بأن الآخرين يحكمون على سلوكه بعدم الملاءمة, وعلى هذا فإن السلوك حين يوجه بالشعور بالذنب يكون موجهًا داخليًّا, بينما سيادة الشعور بالعار يعني أن السلوك لا يزال موجهًا من الخارج, وعلى أية حالٍ, فكلٌّ من الشعورين يتحكَّم في السلوك الخلقي للمراهق الصغير.
والمراهقة هي مرحلة سعي إلى الكمال, ونتيجة لذلك نجد المراهقين يصنعون لأنفسهم وللآخرين معايير أخلاقية مرتفعة يصعب أحيانًا الوصول إليها, وحين يعجز عن تحقيق نموذج "الكمال الأخلاقي" الذي حدده، يشعر المراهق بالذنب, ويعاني من اضطراب الضمير, ولهذا نجد المراهق أكثر استعدادًا من الطفل في تقبل اللوم, إلّا أنه لو زادت حدة مشاعر الذنب عنده، وتكرر حدوثها, قد يشعر المراهق بعدم الكفاءة الشخصية، ويلجأ نتيجةً لذلك إما إلى الهرب في أحلام اليقظة، أو إلى تكوين اتجاه الامبالاة, ومن المؤكَّدِ أن كثيرًا من أسباب شقاء المراهقين الصغار, هي مشاعر ذنبٍ ناجمة عن شعورٍ, بعضه حقيقيّ, ومعظمه متوهم.
وتتميز المراهقة أيضًا بأنها فترة يقظة دينية توضع فيها المعتقدات الدينية التي قد كوَّنَها الفرد في طفولته موضع الفحص والمناقشة والنقد، وتتعرض للتعديل حتى تتفق مع حاجاته الجديدة الأكثر نضجًا, وتستغرق هذه الأمور منه وقتًا طويلًا, ولذلك فإن مرحلة المراهقة يصبغها الاهتمام الديني, ويزيد من اهتمام المراهق بالمسائل الدينية أنه مطالبٌ بممارسة العبادات بشكلٍ أكثر جديةٍ مما كان عليه الحال في الطفولة, بالإضافة إلى أن مناقشاته مع أصدقائه يغلب على موضوعاتها المسائل الدينية، كما أن بعض الحوادث التي تقع له؛ كموت صديق أو قريب, أو الصعوبات التي يواجهها, تجعله يزداد تركيزًا على الدين.
والفحص الناقد لمعتقدات الطفولة قد يقود المراهق إلى الشك, وبالطبع تُوجَدُ فروق فردية وجماعية في خبرة الشكّ الديني لدى المراهقين؛ فهو أشد لدى الذكور منه لدى الإناث, كما أنه أقل حدوثًا لدى المراهقين الذين ينشأون في أسرٍ تهتم بالدين دون مبالغة, وقد يزداد هذا الشعور أو يقل مع نموِّ المراهق, ويتوقف ذلك على طبيعة الخبرات التعليمية التي يتعرض لها في المدرسة؛ فإذا كانت التربية الدينية تُقَدَّمُ للمراهق بشكل صوري، وإذا كانت مقررات العلوم الحديثة التي يدرسها في المدرسة تزيد لديه الفجوة بين العلم والدين, فإن ذلك قد يزيد حدة الشعور بالشك لديه, ويصاحب هذا الشك توتر انفعالي تزداد حدته مع عمق معتقداته الطفلية.
وهذا الشك هو جزءٌ من النموِّ المعرفيّ العام للمراهق الذي تناولناه فيما سبق, وإذا أمكن للمراهق تجاوز أزمة الشك بسلام من خلال برنامج جيد للرعاية النفسية, يتضمن بين مكوناته رعاية دينية مستنيرة، فإن ذلك يقوده إلى ما يسميه سترانج "Strang 1957" "حكمة الاعتقاد", وإذا نجحنا في ذلك, فإن مراهقنا لا يكاد يتجاوز المرحلة الثانوية إلّا وتكون لديه مفاهيم صحيحة عن عقيدته الدينية, ولعلنا بذلك نحمي مراهقينا من الوقوع في براثن الذين يمارسون هواية "اللعب بالدين"، وهي هواية وصلت بالمجتمع المصري إلى حافة الخطر, ثم لعلنا بذلك نفتح باب الاجتهاد البحثي في هذا الموضوع الهامِّ الذي لم يحظ من علماء النفس المصريين والعرب باهتمامٍ يُذْكَرُ منذ أجريت الدراسة الهامة حول نمو الشعور الديني لدى الطفل والمراهق, والتي قام بها في مطلع الخمسينيات أحد أعلام الجيل الثاني لعلم النفس في مصر "عبد المنعم المليجي 1955".

descriptionالنمو الخلقي والاهتمامات الدينية  في مرحلة المراهقة  Emptyرد: النمو الخلقي والاهتمامات الدينية في مرحلة المراهقة

more_horiz
كتب في علم نفس النمو

22علم نفس النمو - مريم سليم.pdf - 13.8 MB
11576240001.pdf - 37.6 MB
12381930001.pdf - 3.4 MB
اتجاهات نظرية في نموالطفل والمراهق.pdf - 23.4 MB
إحتساب الطفولة المبكرة.pdf - 1.8 MB
أطفال ومراهقون بدون حوار ـ د. محمد زيعور.pdf - 7.8 MB
الاسس النفسية للنمو.pdf - 9.0 MB
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد