يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر أنواع العلاج النفسي نجاحا وتأثيرا ، حيث يرتكز على نظرية علمية ، ومن الممكن قياس فعاليته بطرق علمية أيضا ، وهو يلتقي مع التعاليم الدينية بطريقة ملفتة للنظر ، فنظريته تقوم على أن للإنسان القدرة على توجيه نفسه وإصلاحها ، وذلك من خلال قدرته على التعلم الذاتي وتوظيفه لذلك في تعديل سلوكه وأفكاره ، ونجد تصديق ذلك في كتاب الله :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
وفي أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم : " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت .." ، " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز .."
وهذا المنهج كما يعمل على تعديل السلوك ، يعمل أيضا على محور عالم الأفكار .. فحياتك من صنع أفكارك ، ولذا فلكي يستطيع الإنسان أن يحدث تغييرا أو تعديلا في شخصيته أو في سلوكه ، فيجب أن يقوم أيضا بمراقبة أفكاره وتعديلها التعديل المناسب . فمجموع الحوارات الداخلية مع النفس هي التي تستثير شتى المشاعر في المواقف المختلفة ، و فكرة العلاج تعتمد على تدريب المريض على اكتشاف أفكاره السلبية التي لاتتماشى مع معتقداته الإيجابية ، ثم تصحيحها ، وفي المقابل يتبنى الشخص محتوى من العبارات الداخلية ذات الطابع التكيفي في مواقف الحياة المختلفة .
وقد ثبت بالبحث العلمي تفوق استخدام المواد الدينية في أساليب العلاج الذاتي مع الأشخاص المؤمنين مقارنة بالأساليب العلمانية التقليدية .
وفي هذا البحث أقوم بتقديم نموذج إسلامي لإعادة التّركيب المعرفي ، وأعرف ببرنامج الصفا متعدد العناصر ، واستخداماته في المساندة النفسية والتدخلات السلوكية المعرفية بمحتوى ديني.