التــفاعـــــل الاجتماعــي:ـ
مقـدمة:ـ
من أهم صفات الإنسان ككائن حي أن يُكون نوعاً من العلاقات بينه وبين الآخرين سوا أكانت هذه العلاقات موجبة بمعني أنها تؤدي إلي نوع من التفاعل المقبول بين الأفراد أو علاقات سالبة بمعني أنها تؤدي إلي تفاعل فاشل ، وتستعمل كلمة العلاقات البشرية لتدل علي العلاقات بنوعيتها السالبة والموجبة ليتم التميز بينها وبين كلمة العلاقات الإنسانية التي يميل البعض إلي تفسيرها علي أساس أنها العلاقات الناجحة أو التي تصطبغ بالصيغة الإنسانية . أن الجماعة البشرية حينما وجدت وكيفما وأيان وجدت فان أفرادها يكونون فيما بينهم خطوطاً للارتباط الاجتماعي أي العلاقات تكون أساسا لعملية التفاعل الاجتماعي ونمو الجماعة وتمايز تركيبها (1، 93) .
وأن نوعية هذه العلاقات وطبيعتها تؤدي إلي ما يسمي (الجو الاجتماعي) ، والذي يؤثر إلي حد كبير علي نوع الجماعة وسلوك أفرادها ، بل والي استقرار القيم والمعايير فيها. والجماعة سواء أكانت في الصف الدراسي أو الشارع أو النادي حيث تكون علي شكل مجموعات صغيرة أو في المجتمعات الأخرى سواء في المؤسسة أو في المصنع نجد أن الطبيعة طبيعة التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية قد حددت الدور الذي يؤديه كل فرد داخل الجماعة ، فنجد أن بعض الأفراد قد وصلوا إلي بؤرة التفاعل الاجتماعي وأصغوا هدفاً للاستجابات الاجتماعية للمجموعة سواء أكانت هذه الاستجابة موجبة أو سالبة.
كما نجد أن البعض الآخر قد رضي بأن يعيش علي هامش الحياة الاجتماعية للجماعة وأصبح بعيداً علي بؤرة التفاعل الاجتماعي فيها ، كما نجد أن عدداً من أعضاء الجماعة يشعر بالأمن والطمأنينة في علاقته مع الآخرين ، بينما نجد عدداً آخر يُعاني من القلق والاضطراب نتيجة للرفض الاجتماعي والإحباط في علاقاته مع بقية أفراد المجموعة.
وفي كل الحالات فإن الموقف الاجتماعي له أهمية بالغة لأن عملية التنظيم والتعليم في المدرسة أو المؤسسة أو أي مكان، إنما تتم في موقف اجتماعي له صفات الحيوية والتفاعل والحركية والحياة.
يقصد بالتفاعل الاجتماعي التقاء سلوك شخص مع شخص آخر أو مجموعة أشخاص في عملية متبادلة تجعل كل منهما استجابة لسلوك الآخر ومنبهاً لهذا السلوك في الوقت نفسه ، ويمكن القول بأن التفاعل الاجتماعي (عملية يرتبط بها أفراد المجتمع بعضهم ببعض ارتباطاً عقلياً وعاطفياً واجتماعياً وثقافياً مادياً ومعنوياً بحيث يرضي كل منهم عن سلوك الآخر في إطار سلوكي عام مقبول من الجماعة .
تعـريف التفاعـــل الاجتماعي:ـ
يعرف التفاعل الاجتماعي: بأنة علاقة متبادلة بين فردين أو أكثر يتوقف سلوك أحدهما علي سلوك الآخر إذا كانا فردين، أو يتوقف سلوك كل منهم علي سلوك الآخرين إذا كانوا أكثر من فردين ، كما يمكن النظر إلي عملية التفاعل الاجتماعي علي أنها عملية اتصال ؤدي إلي التأثير علي أفعال الآخرين ووجهات نظرهم وتسود عملية التفاعل لا بين البشر وحدهم فحسب ولكن في مملكة الحيوان أيضاً .
ويعرف التفاعل الاجتماعي: بصفة عامة بأنه العملية التي يرتبط بها أعضاء الجماعة بعضهم مع بعض عقلياً ودافعياً وفي الحاجات والرغبات والوسائل والغايات والمعارف وما شابه ذلك.
نظريات التفاعــــل الاجتماعي:ـ
نظرية بيلز (Ballz ) 1950 :ـ
وقد حاول بليز دراسة مراحل وأنماط التفاعل الاجتماعي وحدد مراحل وأنماط عامة في مواقف اجتماعية تجريبية ، وحدد في كتابه تحليل عملية التفاعل في هذه المراحل وتلك الأنماط. ودرس بلز حول موضوع أو مشكله يريد أعضاء الجماعة للوصول إلي حلها. وللمشكلة عدة حلول وهناك عدة خطوات يمكن إتباعها في سبيل الوصول إلي الحل، وهناك مرونة في فهم المشكلة، واختراحات عديدة خاصة بحلها يمكن وزن كل منها وتقييمه واخذ رأي الجماعة في السياسة التي تتبع.
وقدم بيلز نموذجاً لتحليل عملية التفاعل الاجتماعي احتل مركزاً هاماً في أساليب البحث في ديناميات الجماعة.وقام بدراساته علي جماعات أولية(لاحظ عملية التفاعل من خلال مرآة يري منها من جانب واحد).
وقسم بيلز مراحل التفاعل الاجتماعي التي تتوالي في الترتيب كما يلي:-
1/ التعرف :ـ
أي الوصول إلي تعريف مشترك لموقف ، ويشمل ذلك طلب المعلومات والتعليمات.
2/ التقييم:ـ
أي تحديد نظام مشترك تقيم في ضوئه الحلول المختلفة ، ويشمل ذلك طلب الرأي والتقييم والتحليل والتعبير عن المشاعر والرغبات.
3/ الضبط:ـ
أي محاولات الأفراد للتأثير بعضهم في البعض الآخر ، ويشمل ذلك:ـ
- طلب الاختراحات والتوجيه والطرق الممكنة للعمل والحل .
- تقديم الاختراحات والتوجيهات التي تساعد إلي الوصول إلي حل.
4/ اتخاذ القرارات:ـ
أي الوصول إلي قرار نهائي ، ويشمل ذلك:ـ
-عدم الموافقة والرفض والتمسك بالشكليات وعدم المساعدة.
- موافقة وإظهار القبول والفهم والطاعة.
5/ ضبط التوتر:ـ
أي علاج التوترات التي تنشا في الجماعة ، ويشمل ذلك:ـ
- إظهار التوتر، الانسحاب من ميدان المناقشة.
- تخفيف التوتر وإدخال السرور و المرح .
6/التكامل:ـ
أي صيانة تكامل الجماعة ويشمل ذلك:-
- إظهار التماسك ورفع مكانة الآخرين، وتقديم العون والمساعدة والمكافأة .
وقسم بيلز أنماط التفاعل الاجتماعي كما يلي:ـ
1/ التفاعل المحايد: الأسئلة :ويضم المراحل من 1-3.
ويميزه الأسئلة والاستفهامية وطلب المعلومات وطلب الاقتراحات والآراء ويضم هذا النمط حوالي 7% من السلوك .
2/ التفاعل المحايد: الإجابات: ويضم المراحل من 4-6 ، وتميز المعادلات المتعددة للإجابة- إجابات- إعطاء الداء وتقويم الإيضاحات والتفسيرات ويضم هذا النمط حوالي56% من السلوك.
3/ التفاعل الاجتماعي الانفعالي: الاستجابات السلبية.
ويضم المراحل من 7-9 ، وتميزه التغييرات الدالة علي عدم الموافقة والدالة علي التوتر والتفكك الانسحاب ، ويضم هذا النمط حوالي 12% من السلوك.
4/ التفاعل الاجتماعي الانفعالي: الاستجابات الايجابية:ـ
ويضم المراحل من 10-12 ، فبعض الإفراد يدخل سلوكهم ضمن هذا النمط ليقضي علي التوتر وهؤلاء يميلون إلي الموافقة مع الإفراد الآخرين وإبداء وتوطيد التماسك، ويدخل في هذا النمط حوالي 25% من السلوك(1، 94).
أهمية التفاعـــل الاجتماعي:ـ
يسهم التفاعل الاجتماعي في تكوين سلوك الإنسان فمن خلاله يكتسب الوليد البشري خصائصه الإنسانية، ويتعلم لغة قومه وثقافة لغة قومه: وثقافة جماعته وفيهما وعاداتها وتقاليدها من خلال عملية التطبيع الاجتماعي.
التفاعل الاجتماعي ضروري لنمو الأطفال السوي . فلقد بينت الدراسات إن أطفال الملاجئ يتأخر نموهم لكثرتهم عند كل مشرفة ما لا يوفي فرصاً كافية للتفاعل الاجتماعي بينهما وبين كل طفل علي حده
يعد التفاعل الاجتماعي شرطا أساسيا لتكوين الجماعة إذ تري نظرية التفاعل أنها نسق من الأشخاص يتفاعل بعضهم مع بعض ما يجعلهم يرتبطون معاً في علاقات معينة ويكون كل منهم علي وعي بعضويته في الجماعة ، ومعرفة ببعض أعضائها ؛ ويكونون تصوراُ مشتركاً لوحدتهم .
يؤدي التفاعيل الاجتماعي علي إلي تمايز شرائح الجماعة فتظهر القيادات الرسمية والغير الرسمية والمنعزلون ، والمميزون والجماعات الصغيرة ( كالثنائيات). يساعد التفاعل الاجتماعي علي تحديد الأدوار الاجتماعية أو المسؤوليات التي يجب أن يضطلع بها كل إنسان . ففي جماعات المناقشة ، يؤدي التفاعل إلي إبراز ادوار المشاركين وتعميقها مثل موجة المناقشة وقائدها والمستوضح الذي يطلب إيضاحات لنفسه ولسائر الأعضاء ، والمقرر الذي سجل ما تتفق عليه الجماعة من أراء وقرارات.
ينشأ عن التفاعل الاجتماعي ثلاثة أنماط من العلاقات الاجتماعية علاقة ايجابية متبادلة (علاقة تجارب ) أو علاقة سلبية متبادلة علاقة تنافي ، أو علاقة مختلطة تجمع بين السلب والإيجاب ، أحد طرفيهما ايجابي يقبل علي الأخر والطرف الثاني سلبي ينفر من الأول ، وهذا معناه أن التفاعل الايجابي يجدد درجة الجاذبية المتبادلة بين الأشخاص بعضهم البعض وبينهم وبين الجماعات ، فكلما ازداد معدل الاتصال والتفاعل بين إنسان وآخر، ازداد فهما له ، وإدراكاً لخصائصه ولدرجة التشابه أو الاختلاف بينهما ، ما يؤثر بالسلب والإيجاب في الجاذبية المتبادلة بينهما كذلك يمثل المرء مع جماعته درجة انجذابه إليهما .
فالجماعة التي تشعر أعضائها بالاحترام والهيبة والنجاح وتتيح فرص المشاركة الملائمة لكل منهم يزداد انجذاب الأعضاء نحوها
العـوامل المؤثرة في التفاعــــل:ـ
يتأثر التفاعل الاجتماعي بدرجة التشابه بين ثقافة الأشخاص المشاركين فيه.فكلما أزداد التشابه الثقافي بين طرفين، أزداد التفاعل بينهما فتفاعل العربي مع العربي يكون أكبر من تفاعل العربي مع الأمريكي. ويتأثر التفاعل بصفات المتفاعلين وخصائصهم ، فكلما أتصف طرف التفاعل بالإخلاص والصراحة وحسن الخلق والتعاون والتسامح، وسعة الأفق كان أكثر تقبلاً من الآخر ما يزيد التفاعل بينهما ، وكلما أتصف بالانحلال الأخلاقي ، والحقد والأنانية ، وسوء السمعة ، وعدم احترام الآخرين وضيق الأفق لمعني الطرف الأخر في نبذة ، وكلما اتصف بالانصراف عن التفكير الجماعي ، ولجأ إلي حب العزلة وعدم المشاركة في الاهتمامات والأخذ بالآراء الرجعية أصبح معزولاً عن طرف التفاعل .
يتضمن التفاعل التوقيع فالمدرس يشرح لتلاميذه ويتوقع منهم الانتباه لما يقوله ومناقشة في ما لا يفهمونه ، وعند مقابلتك زميلك تتوقع إن يحييك برفع يده ، أو هز رأسه فتستعد للاستجابة له ، ولكن إذا حدث ما يخالف توقعك فإن التفاعل يتزايد ويأخذ وجها أخر . فإذا اتجهت نحو صديقك ولكنه انصرف عنك ، فإنك قد تناديه لتسأله أو تترد به تنتقد تصرفه .
ويتضمن التفاعل الاجتماعي إدراك الدور الاجتماعي ، الذي يؤديه الطرف الأخر في ضوء المعايير الاجتماعية فإذا البس ذلك الدور أو أختل وأتخذ التفاعل صورة مخالفه .فمن مكونات الدور الاجتماعي للام رعاية وليدها ، فإذا أعرضت عن ذلك ، اتسم التفاعل بينهما وبين وليدها من ناحية ، وبينهما وبين زوجها بسمه تخالف ما هو متعارف عليه في ضوء المعايير الاجتماعية السائدة.
يتضمن التفاعل الاجتماعي تبادل رسائل : لفظية وغير لفظية ، بين الطرفين وإذا حدث خلل في نقلها يختل التفاعل ففي حالة لحق البصر أو الصمم يتخذ وجهاً مغايراً لما هو متعارف عليه ، كما يختل إذا قصد المرسل معناً معيناً لرسالة فهمه المستقبل فهماً مغايراً ، أو مخالفاً للمقصود لعدم وضوح الرسالة ، أو لمضمونها ، أو لنقص خبرة المستقبل ، أو لأخطاء في الإدراك .
لتنظيم المكان ، أو طريقة الجلوس أثرها في التفاعل الاجتماعي فعندما يجلس أعضاء جماعه إلي مائدة مستديرة ، تميل كل فئة منهم إلي مخاطبة تلك التي تواجهها ، وليس الأشخاص المجاورين لها . وحينما نستخدم المناضد المستطيلة ، تبين أن من يجلسون إلي رأس المائدة تزداد مشاركتهم في قدر الجماعة .
عندما يتفاعل شخصان معاً فإن كل منهما يستمتع بجانب من التفاعل ويشعر بالسرور والرضاء والإشباع ،في حين أن جوانب أخري قد تكون أقل إمتاعاً ، وتؤدي إلي سحق أو منع الأداء وتعدد الحصيلة النهائية للتفاعل بالاثابات مطروحاً منها التكاليف وتقدر كلتاهما بناء علي عوامل مستمدة داخل علاقة الطرفين نفسها أو من خارجها ، فلو أن موسيقيين يعزفان معاً لحناً معيناً فقد يستمتعان بتفاعلهما إذا كانا متجانسين .
وللقيادة دور مهم في تكوين التفاعل الاجتماعي فإذا كان القائد مسيطراً اتصف التفاعل بالتواكلية وعدم الاهتمام والتبلد والانفعال والعنف والمعاداة وعدم الرضا، وإذا كان القائد فوضوياً ازداد قلق الأشخاص وتوترهم نتيجة لفشلهم في إشباع حاجاتهم الانجاز والنجاح ، وإذا كان القائد ديمقراطياً أتسم التفاعل بالايجابية والحماس والمشاركة والشعور بالجماعة المتحدة المتماسكة المترابطة وبالعقل الجمعي وبالصداقة (2، 37) .
تمر الجماعة بمراحل نهائية معينة ويتميز التفاعل الاجتماعي في كل مرحلة منها بخصائص محدده ، فيكون في البداية عشوائياً وفي ثنائيات أو جماعات صغيرة ثم يصبح تجريبياً إذ يختبر المتفاعلون أنماط منه وأساليب معينة .كما يكون مضطرباً ثم يقل الاضطراب ويزداد المتركز حول العمل والجماعة عندئذ تصل إلي أعلي إنتاجيتها .
محددات التفاعـل الاجتماعي:ـ
الدافع والدافعية :ـ
أن الدوافع النفسية ذات أثر واضح علي سلوك الفرد وتفاعله مع الآخرين . ولذلك فقد نالت الدوافع النفسية والدافعية القدر الذي تستحقه من دراسة حتى أصبح هذا المتغير الذي تعطي له الأولوية في التأثير علي نوعية ودرجة التفاعل الاجتماعي علي قدر الوضوح للدارسين والباحثين . ويحسن في بادئ الأمر أن تفرق في بسطه ويسر علي الدوافع النفسية .
الدافع هو حالة تفاعل تركيب ووظيفة الكائن الحي مع عنصر أو أكثر من العناصر تقع في المسمع النفسي الاجتماعي لهذا الكائن.
وهو عبارة عن حاله من التوتر وعدم الاتزان تنشأ نتيجة التفاعل غير المتوازن بين تركيب أجهزة الكائن الحي ووظيفة هذه الأجهزة في وجود عناصر المجال النفسي أو الاجتماعي أو البيولوجي للفرد.
وهذا يعني إننا سوف نفسر دافع الجوع علي أنه تفاعل غير متوازن بين تركيب الجهاز الهضمي للكائن الحي أي القناة الهضمية وملحقاتها من عدد غير ذلك ووظيفة هذا الجهاز من حيث هضم وامتصاص الطعام وما يترتب علي ذلك من تمثيل وطاقة هذا التفاعل غير المتوازن هو الذي يودي إلي الإحساس بالتوتر وعدم الاتزان مع عناصر البيئة الخارجية وهي الحالة التي تدل علي نشاط هذا الدافع أو ذاك.
بهذه الصورة يمكن أن تتفهم كيف يؤثر الدافع علي علاقة الفرد بالجماعة إذا أن العلاقة الطبيعية بين الفرد والجماعة التي ينتمي إليها هي علاقة الاتزان والتعادل ،والتعادل هنا لا يعني التساوي ولكنه يعني والاستقرار في العلاقة القائمة بين الطرفين. لذلك فان تغير هذه العلاقة من خلال نشاط الدوافع أمر محتمل وممكن حيث إن الدوافع عند الإنسان لا تفق عند مجرد الجوع والعطش ، ولكنها تصل إلي الانجاز والتفوق وتحقيق الذات وتقديرها وبهذا نجد انه في حالة عدم إشباع الدوافع أيا كان هذا الدافع فان حالة عدم الاستقرار سوف تسيطر علي العلاقة بين الفرد والجماعة وتنتهي هذه الحالة ويعود الاتزان عندما يتم إشباع دوافع الفرد من خلال ما وصفته الجماعة من نظم وأعراف لتنظيم كيفية إشباع هذه الدوافع.
كما أنه يجب أن نقول أن نقول أن حالة عدم الاستقرار سوف تستمر لو أن الفرد اشبع دوافعه بصوره تتعارض مع الإطار الذي حددته الجماعة ، وهناك جماعة أخري تري أن العلاقة بينهما كشخصية معنوية بين الفرد ويجب أن تقوم علي مبدأ الضبط والتحكم بمعني انه لا يجوز للفرد أن يشبع دوافعه بالقدر الذي تسمع به الجماعة وتحت الظروف والشروط التي تراها هذه الجماعة ضرورية ومناسبة .
وفي هذه الحالة نجد أن حالة الاستقرار التي تسود العلاقة بين الفرد والجماعة لا تحدث إلا عندما يقبل هذا الفرد الإطار من الضبط والتحكم قبولا فعلياً وليس ظاهراً فقط . فمعظم حالات الانحراف الفردي أو الجمعي أو حالات التمرد والعصيان أو حالات الرفض وعدم السوء : قد جاءت نتيجة لعدم تمكين الفرد من القبول مبدأ الضبط والتحكم الذي افترضته الجماعة لتقدم عليه العلاقات بينهما وبين إفرادها.
وهناك نوع آخر من الجماعات يقيم العلاقات مع الإفراد علي أساس مبدأ المنحة والحق المكتسب دون النظر إلي الواجبات وضبط وتحكم حيث يتمكن الفرد من إشباع دوافعه ويدرك ذلك علي أنه حق النسبة بمجرد انتمائه للجماعة ، بينما تدرك الجماعة هذه العملية علي أنها منحة تجود بها علي الفرد ، لذلك فقد كانت هذه العلاقة اشد أنواع العلاقات تأثيراً بنشاط الدوافع عند الفرد ، إذ انه في حالة عدم إشباع هذه الدوافع أصبح انتماء الإفراد للجماعة مهددا بالتحلل والتلاشي .
إن نشاط الدوافع له ثلاثة مراحل متميزة هي:-
1- مرحلة الإلحاح:ـ
هي المرحلة التي يتسارع فيها معدل التوتر ويتزايد ويصبح الدافع واضحاً لتمام في المجال الإدراكي للفرد كما يتحول ماعدا من عوامل ومتغيرات إلي أرضية أو خليفة لهذا المجال .
2- مرحلة الإشباع:ـ
وهي المرحلة التي يتم فيها إشباع الدافع وتحقيق الحاجة سواء كانت بيولوجية أو اجتماعية ، وتتميز هذه المرحلة بدرجة الاكتفاء أو الرضي التي تتصل بأداء الفرد وسلوكه. وتخلف هذه الدرجة من فرد لآخر ومن موقف إلي موقف ويعتمد ذلك علي نوعية الدافع ودرجة نشاطه وشدته ، كما يعتمد أيضاً علي مستوي طموح الفرد وصورة ذاته ومفهومه عن الآخرين .
3- مرحلة الاتزان:ـ
هي المرحلة الأخيرة من مراحل نشاط الدافع حيث يتم التوافق أو التعادل في عملية التفاعل بين تراكيب أجهزة الفرد ووظائف هذه الأجهزة ومن ثم يحدث التوازن بين الفرد وبين عناصر البيئة الخارجية ويصل الدافع إلي مرحلة من الاستقرار هي مؤقتة بطبيعة الحال . وهناك أيضاً وجهات نظر ثالثة ورابعة في تفسيرها للدوافع منها ما يربط الدافع بالغريزة ، كما هي وجهات نظر مدرسة التحليل النفسي الكلاسيكية حيث يفسر فرويد جميع دوافع الإنسان في إطار غريزيتين فقط هما غريزة الجنس أي بقاء النوع ثم غريزة الموت بما فيها عدوان وكراهية وغير ذلك وبهذا فقط نظر فرويد إلي دوافع الإنسان من خلال طرفي مقياس لا تدريج له ولا وسط فيه.
ومن وجهات النظر هذه ما يفسر الدوافع من خلال وظيفتها أو من خلال ديناميكية السلوك وغير ذلك
الحــاجـات:ـ
الحاجة هي ما يشبع الدافع إشباعاً مرحلياً ، وذلك إذا سلمنا أن دوافع الإنسان في نشاط دائماً . الطعام هو الحاجة عندما يكون الجوع هو الدافع ، والتفوق هو الحاجة عندما يكون الدافع هو تحقيق الذات أو الانجاز. ومن هذا نري أن الحاجات ترتبط دائما بالدوافع.
ويري (ماسلو) أن دوافع الفرد وحاجاته النفسية والبيولوجية يمكن أن ترتب أو تنظم في شكل هرمي يكون قاعدته الحاجات الفسيولوجية مثل الطعام والشراب والجنس والهواء ...الخ.
وهذا كما هو واضح تتصل بدوافع الجوع والعطش والجنس والتنفس علي الترتيب.
ثم يلي ذلك أي يعلو قاعدة الهرم مجموعة من الحاجات تسمي حاجات الأمن والطمأنينة ، وهذه ترتبط بها دوافع تجنب الأذى والدفاع عن الذات بل أنه يجب أن نفهم العلاقة بين الفرد والجماعة من هذه الزاوية إذ أن الفرد ينتمي إلي جماعة ما بحثا عن الأمن ومتجنباً للأذى إذا عاش بمفرده ثم يأتي بعد ذلك في الترتيب مجموعة من الحاجات تسمي (حاجات الحب والرفقة ) وهذه ترتبط بدوافع الرعاية والعناية والحب والانتماء . وهنا أيضاً نعود ونؤكد أهمية هذا النوع من الحاجات في عملية ارتباط الفرد بالجماعة من جهد لرعاية الفرد والاهتمام به والالتزام نحوه .ثم ناس في اعلي الهرم حاجات الذات وهي التي ترتبط بدوافع الذات مثل تحقيق الذات وتقديرها والأمر هنا أكثر من واضح ،إذ ان الحاجة إلي تحقيق الذات تعطي لعلاقة الفرد بالجماعة لونا خاص من التنافس أو التعاون أو بذل الحد الأقصى للجهد ،كما أن الحاجة إلي تقدير الذات تعطي علاقة الجماعة بالفرد صيغة محددة من الإثابة والثناء والتقدير،.
الهدف هو النهاية المحتملة لكل دافع وذلك لان سلوك الإنسان هدفي حتى السلوك غير السوي (المرضي) فان له هدفا وغاية. وأهداف الفرد تحدد علاقته بالجماعة وتؤثر في تفاعله مع بقية أفرادها لان هذه الأهداف هي التي ترسم للفرد مسار سلوكه وكيفيه الوصول إليها هذا من ناحية الوظيفة أما من ناحية المعني فان الأهداف تخضع الفرد في مكان محدد داخل الجماعة.
فبناء علي مدي مشروعية هذه الأهداف ومدي اتفاقاتها مع الأهداف العامة للجماعة يتحدد مكان الفرد بين الآخرين.كما يتضح قوة واتجاه تفاعل الآخرين مع الفرد ،إذ عندما تكون أهدافه منسجمة مع أهداف الجماعة تكون العلاقة تدعيما وتعزيزا أما إذا كانت غير ذلك فان هذه العلاقة تكون علاقة منع وكف وضغط .

صورة الذات عن الفـرد:ـ
وهذا متغير آخر من المتغيرات التي تؤثر في علاقة الفرد بالجماعة والحديث عن صورة الذات هو من الأحاديث التي يشترك فيها جميع المتخصصين في علوم الذات.
فالفلاسفة يتحدثون عن الذات وعلماء النفس يناقشون بل ويجربون مفهوم الذات وكذلك علماء الأجناس والسلالات يعتبرون صورة الذات أو مفهومها من المتغيرات الأساسية التي تدخل ضمن اعتبارهم ودراساتهم.
وصورة الذات هي مفهوم الفرد عن نفسه بكل ما فيها من خصائص أو قدرات أو سمات وهذه الصورة قد تكون قريبة من الواقع ولو انه ليس هناك واقع في مجال مفهوم الفرد عن نفسه وقد تكون بعيدة عنه. قد يكون مفهوم الفرد عن نفسه انه علي درجة متميزة من الذكاء والمهارة ، ولكن مفهوم الجماعة عنه بعيد عن ذلك ، ومن ثم نجد أن هناك مسافة واضحة بين صورة الذات عن الفرد وبين ما يفهمه الجماعة عنه. تنشأ صورة الذات مع بداية النشأة الاجتماعية للطفل أي عندما يتبادل التفاعل الاجتماعي مع الآخرين مع ملاحظة ان صورة الذات تشمل جميع خصائص الفرد الجسمية والفيزيقية والعقلية والنفسية وغير ذلك .
وتنمو هذه الصورة أثناء التفاعل والاحتكاك إذ يمثل الآخرون مصدرا أساسياً من مصادر تكوين صورة الذات عند الفرد حيث يستقبل الطفل.
ونشير أيضاً إلي أن هناك بعض المفاهيم الأخرى التي ترتبط بصورة الذات عند الفرد مثل الذات الواقعية أو الحقيقية ومن الطبيعي أن نسلم أنها ليست هناك ذات حقيقية مطلقة وإنما كل حقيقية هي نسبية ، ولذلك نفضل أن نطلق عليها الذات الواقعية بدلا من الحقيقية وهي عبارة عن الذات كما تحددها المعايير الواقعية التي تفترضها الجماعة وتتبناها في ثقافتها وحضارتها .
وهناك أيضاً مفهوم الذات المثالية أو المثل العليا وهي مجموعة من القيم والمبادئ والتكوينات النفسية يجمعها الفرد ويجعل منها تنظيماً متناسقاً بسمية الذات المثالية وهي تختلف عن الذات القدرة التي تكون عبارة عن ذات أخرى محددة يحاول الفرد أن يمتص خصائصها أو يتوحد معها وخاصة علي مستوي الإدراك والشعور وقد يتصل هذا المفهوم مفهوم الذات المثالية بمفهوم الذات، كما يجب أن يكونها الفرد دون أن يكون في إطار قدراته أو خصائصه وإمكاناته .
مفهوم الفـرد عن الآخرين:ـ
مفهوم الفرد عن الجماعة يحدد درجة انتمائه إليها فقد يدرك الجماعة علي أنها جماعة مرحبة مشجعة توفي حاجاته من أمن وطمأنينة وصداقة ورفقة فتزداد درجة انتمائه إلي الجماعة وينشط تفاعله معها . ومفهوم الفرد عن الجماعة يحدد نوعية تفاعله معها فعندما يدركها متسامحة أصبح تفاعله حراً غير مقيد أما إذا أدركها علي أنها عقابية أصبح تفاعله مع الآخرين حزراً، كما تصبح توقعاته أيضاً من الجماعة وأفرادها غير توقعاته منهم في الحالة الأولى.
القـيم:ـ
القيمة من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي هي تنظيم خاص لخبرة الفرد تنشأ في مواقف المفاضلة والاختبار ليصبح دينامية تكمن خلق سلوك الفرد ، كما يتحول إلي وحدة عيارية علي الضمير الاجتماعي للإنسان. وفي ظل التعريف يمكن أن نوضح مدى تأثير القيم علي علاقة الفرد بالجماعة والجماعة بالفرد فموافق المفاضلة والاختبار هي مواقف تبادل خبرة بين الفرد والآخرين وهي المواقف التي تنشا فيها القيمة ، كما أن الضمير الاجتماعي لا يتكون من الداخل حتى لو أخذنا بآراء مدرسة التحليل النفسي ، وإنما يتكون من مجموعة من الخبرات تسوقها الجماعة أثناء تفاعلها مع الفرد وهناك عدة أنواع من القيم سبق إن تناولتها معظم المراجع في هذا المجال مثل القيمة الروحية أو الدينية وهي التي يرتبط بها سلوك الدين والعقيدة والإيمان بالغيب وما إلي ذلك والقيمة العلمية أو النظرية ويتصل بها سلوك الشك والبحث عن الحقيقة ، وكذلك السلوك الاختباري وغير ذلك مما يتصل بطبيعة العلم والنظرية.
- القيمة الاجتماعية: يتصل بها سلوك التجمع والبحث عن الرفاق والأصدقاء والهروب من العزلة والاهتمام بالطاعة الاجتماعية وتدعيم النظم الاجتماعية.
- القيمة السياسية: يتصل بها سلوك إدارة الأفراد والسعي إلي مراكز الزعامة والقيادة وما إلي ذلك.
- القيمة الاقتصادية: يتصل بها سلوك التوفير في جميع مصادر الطاقة التي يستخدمها الإنسان مثل الوقت والجهد والمال.
- القيمة الجمالية: ويرتبط بها مجموعة من الأنماط السلوكية الفنية من رسم وموسيقي وشعر وغير ذلك مما يمكن أن يتذوق فيه الإنسان معني الجمال.
المعـاييــر:ـ
المعايير هي مقياس نسبي تتفق عليه جماعة معينة في موقف معين لتحكم به علي مدي صحة سلوك أي فرد من أفرادها في هذا الموقف بالذات. وهذا يعنيان المعايير أكثر نسبية من القيم وأقل ثباتاً منها ،ولتوضيح معني المعيار نقول أن سلوك تناول الطعام ليس خطأ علي وجه العموم ، ولكن تناول الطعام أثناء المحاضرة أو الدرس يعتبر خطا يستوجب العقوبة .
والمعايير في جميع الحالات تكتسب قوتها وفعاليتها من كثرة استخدامها ،حيث يدل ذلك علي مدي قربها من التفكير العلمي والمفهوم الإجرائي لنشاط الجماعة والمعايير عندما تقوي وتشتد وتكتسب قدرا معينا من الثبات والاستقرار فإنها تتحول إلي قيم وتدخل إلي حضارة الجماعة وثقافتها وتصبح ذات مكان في نسق القيم في هذه الجماعة أو تلك
الاتجــاهات النفسية:ـ
الاتجاه النفسي هو استعداد عقلي عصبي أحدثته الخبرة الحادة المتكررة ، وعليه فإن الاتجاهات ذات أنواع متعددة حيث يتمكن أن نتعرف علي الاتجاهات العامة والنوعية.


الاتجــاهات العـامة:ـ
هي التي تشمل العنصر أو الموضوع بأكمله في حين أن الاتجاهات النوعية هي التي تختص بجزئية معددة من العنصر كما أن الاتجاه العام أكثر ثباتاً من الاتجاه النوعي.
هناك أيضاً الاتجاه الفردي والاتجاه الجمعي ثم الاتجاه العلمي والاتجاه السري و الاتجاه الموجب، والاتجاه السالب، والاتجاه القوي والاتجاه الضعيف. والحقيقة أن وظيفة هذه الاتجاهات جميعها بأنواعها المختلفة تتصل اتصالاً وثيقاً بنوعية العلاقة بين الفرد والجماعة. فالاتجاهات الموجبة القوية العامة تجعل من علاقة الفرد بالجماعة علاقة ذات معني خاص قد تصل به إلي مراكز القيادة والزعامة فيها.
أما الاتجاهات السالبة التي ترفع بالفرد بعيدا عن مكونات البيئة فإنها تدخله في صراع مع أفراد الجماعة ومؤسساته المختلفة وتبعده كذلك عن مراكز الصدارة فيها. أن تعارض الاتجاهات هو أمر متوقع في جماعة حية ونشطة ويصبح من الطبيعي أن تنتج هذه الاتجاهات المتعارضة محصلة تشير إلي اتجاه تام موحد أو متكامل ولكن ليس من الطبيعي أبدا أن يحاول بعض هذه الاتجاهات قهر البعض الأخر به من اجل أن يسود هذا البعض من الاتجاه ويحمي هذا البعض الأخر.
هذا التعارض وهذا الصراع هو الذي يعطي الصيغة المحددة لعلاقة الفرد بجماعة ما.
العــادات:ـ
العادة الاجتماعية نمط من أنماط السلوك الفردي الذي يكتسب صفه الشيوع والانتشار وينتقل بالتالي في تكوينات الجماعة محدثاً نوعاً من التناسق الذي بنشأ عن التقليد والمحاكاة .
وعلي هذا فإن العادات متغير آخر يؤثر في علاقة الفرد بالجماعة من حيث مدي تقبل الفرد في إطار الجماعة. فعلي سبيل المثال تناول نوع معين من أنواع الأطعمة أو المشروبات مثل الشاي والقهوة في مناسبات معينة يعتبر عادة اجتماعية تميز بعض الجماعات عن البعض الآخر ، وكذلك لأن يلبس الفرد نوعاً خاص من الملبس.
ومن التوقع أن يساير الفرد مثل هذه العادات حتى يدخل إلي إطار الجماعة. ومما يجرد الإشارة إليه أن العادات عندما تقوي وتشتد نتيحه تكرار الممارسة وشدة الشيوع فإنها تتحول إلي تقاليد.
التقــاليد:ـ
التقاليد هي مجموعة من الأنماط السلوكية الجمعية الموروثة والتي تنقل من جيل إلي جيل ، وبذلك فهي ذات أثر كبير في نشاط الجماعة وتفاعل أفرادها ، وتعتبر متغيراً أساسياً من المتغيرات التي توجه علاقة الفرد بالجماعة.
والتقاليد هي مصدر أساسي بجانب القيم من مصادر الالتزام والتشريع في الجماعة فهي أساس للقاعدة والقانون والحكم علي السلوك بالصحة السواء أو الشذوذ والتجريم وهي تدخل بذلك دائرة عموميات الجماعة وخاصة إذا كانت تؤازرها القيم والدين والعقيدة فتصبح بذلك ذات قوة من نوع خاص تؤثر ليس فقط في علاقة الفرد بالجماعة أو علاقة الجماعة بالفرد وإنما في التشكيل العام للجماعة ونظامها وبنائها. والعلاقة بين القيم والتقاليد علاقة تبادلية يقوي كل منهما الآخر وذلك في وجود الدين والعقيدة كأساس لكل منهما(4، 51).
خصائص التفاعل الاجتماعي:ـ
يتميز التفاعل الاجتماعي بعدة خصائص منها ما يلي:ـ
أ/ يعتبر التفاعل الاجتماعي وسيلة الاتصال الأساسية بين أفراد الجماعة إذ عن طريقه يتم التفاهم بين الأفراد في المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى.
ب/ يتميز التفاعل بين الأفراد بالأداء الفعال والأداء المصحوب بفاعلية فأداء الفرد في الموقف الاجتماعي يؤدي بالآخرين إلي رد فعل وأداء أخر لا يقل عنه ولا يكون عكسه وبالتالي ينشاً التفاعل.أنت تعطي الفرد وهو برد عليك بعطاء آخر وتستمر التفاعلات وتستمر الحياة معها.
ج/ التفاعل الاجتماعي الذي ينشأ بين الفرد والمجموعة يتميز هو الآخر بالتوقع فالفرد عندما يقوم بأداء معين داخل الجماعة فإنه يتوقع الاستجابة وتكون الاستجابة بالرضي أو عدمه بالسلب أو الإيجاب ، وهذا التوقع مهما كان نوعه يزيد من التفاعل كي يحصل الفرد علي التوقع الذي يريد.
د/ يقوم التفاعل الاجتماعي إلي ظهور التمايز بين أفراد الجماعة ويؤدي ذلك إلي ظهور زعامات أو قيادات أو ادوار ومراكز داخل المجتمع الواحد.
هـ/التفاعل الاجتماعي داخل الجماعة يحدد السلوك الفردي للأشخاص كما يساعد علي تميز المحصلة العامة أو لاستجابات الإفراد في ا لموافق الاجتماعية ، وبالتالي يحدد النمط الشخصي.
و/ يحافظ التفاعل الاجتماعي علي تنظيم الجماعة، فكلما نشأ اختلال أو كلما اختل توازن المجتمع فإن التفاعل بين الجماعة يحفظ الجماعة من الانهيار فهي عملية تعاونية فيها عطاء من الفرد للمجتمع والجماعة وفي حالة ركود التفاعل الاجتماعي يظهر مثل هذا الخلل لذا لابد من التفاعل المستمر في المجتمع .
نتائج التفاعـل الاجتماعي:ـ
أن التفاعل الاجتماعي الناجح يؤدي إلي النتائج الآتية:ـ
نمو الشخصية:ـ
فيرتفع سلوكه إلي المستوي الثقافي المطلوب وتقترب شخصيته من الشخصية الوطنية المطلوبة.
التعلم:ـ
بإمكان الفرد أن يتعلم ويكتسب المهارات اللازمة له في حياته ضمن مجتمعه.
الانتماء:ـ
يكون ذلك بحبه للأرض والوطن واعتزازه بالانتماء إليها.

ثـقل الثقـافة:ـ
فعند الاحتكاك بالآخرين وبالثقافات الأخرى فإن ثقافة الفرد تؤخذ من الثقافات الأخرى فتعقلها وتحسن بعض عناصرها.
التكيف:ـ
عندما يتفاعل الفرد مع مجتمعه ويعرفه عاداته وتقاليده ونظمه ويأخذ بها فانه يتكيف مع جماعته ولا يصبح غريبا عنهم.
الراحة النفسية:ـ
عندما يتفاعل الفرد مع الأفراد الآخرين ويشعر أنه محبوب منهم فيقدم لهم الخدمات ويأخذ منهم ما يحتاجه يشعر بالراحة النفسية عندما يكون بينهم .