ما المقصود بالاتصال اللفظي ؟
الاتصال اللفظي هو الاتصال الذي يتم عبر الكلمات والألفاظ
بحيث يتم نقل الرسالة الصوتية من فهم المرسل الى اذن المستقبل ، ولفظ الكلام يعني "النطق به" والاتصال اللفظي يشمل التلفظ بالكلمات والتلفظ هو تموجات هوائية مصدرها في الغالب الحنجرة تشكلها اعضاء الصوت أما الكلام فهو " الأصوات المفيدة"
كما اننا نستخدم الكلمات لنعبر عن ذواتنا ، ولنعطي معنى لحياتنا وأنشطتنا المختلفة ، فالكلام ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر وينبئ بمكنونات السرائر.
ما المقصود باللغة ؟ وفيم تستخدم ؟
ان اللغة تعد من نعم الله العظمى ، ومن أهم مميزات الانسان ، ولها قيمتها في جميع مجالات الحياة ، وهي الخاصية التي تميز بها الإنسان عن سائر الحيوانات.
فنحن نستطيع أن نستخدمها للتأثير في الآخرين بطريقة إيجابية ، كما نستطيع بواسطتها إعطاء صورة سلبية أو ايجابية عن أنفسنا.
واللغة هي عقد من العلامات والرموز والأصوات والحركات .
تستخدم كوسيلة لإيصال المعاني بين البشر ، ولولاها لأصبح الاتصال شبه معدوم ، او قد لا يكون هناك اتصال بين الجماعات اصلا.
فاللغة تشبه المنظار الذي يجعلنا نرى العالم ونتعرف على دقائقه المختلفة ، فيها نتبادل المعاني وبها نفكر وقد قيل بان اللغة وعاء الفكر
واللغة تؤثر على قدرتنا على التفكير ، فلو كان تفكيرنا واضحا ومرتبا ، لبدت كلماتنا واضحة ومرتبة ، والعكس صحيح ، ونجد انفسنا أحيانا قد فقدنا كلمة لا نستطيع بدونها إيصال المعنى ونظل نبحث عنها حتى نجدها وان لم نجدها نعجز عن ايصال افكارنا.
علينا أن نتخير ألفاظنا بدقة قبل ان نبدا بالتحدث ، لاننا إذا نطقنا كلمة لن نستطيع ارجاعها ، ولا استرجاع تأثيرها.
وحتى لو حاولنا تصحيح الخطأ ، أو الاعتذار عنه ، تكون الكلمات قد أحدثت مفعولها .
إن أول انطباع لنا عن أي شخص نراه لأول مره قد يتكون من المظهر الخارجي له ، ولكن ما إن يبدا الشخص بالحديث ، حتى تبدأ افكاره – بواسطة اللغة – في تشكيل صورته ، التي قد تؤكد أو تغاير الصورة الذهنية التي كونها مظهره الخارجي لدينا .
عناصر اللغة
اللغة هي أحد عناصر الاتصال
ومن الممكن التعرف على اللغة كوسيلة اتصال بدراسة بعض عناصرها الرئيسية وهي:
أ – الأصوات :
يتعلم الإنسان التحدث قبل أن يتعلم الكتابة ، وقد وهب الله سبحانه وتعالى الغالبية العظمى من الناس أعضاء تساعدهم على النطق الحديث . ولكن على الررغم من قدرتنا على التحدث فإن لكل واحد منا طريقة مختلفة في النطق ، وتزداد هذه الاختلافات بين الثقافات والمناطق الجغرافية المختلفة من العالم .
ب- الكلمات:
الكلمات عبارة عن رموز للأشياء من حولنا .
وهي عبارة عن مجموعة من الرموز الصوتية .
ج- القواعد :
للغة قواعد وقوانين تحكم كيفية ارتباط الاصوات ببعضها لتصبح كلمات .. وتحكم كيفية ربط الكلمات ببعضها البعض ببعضها البعض لتنتج الجمل او العبارات . إن الالتزام بقواعد اللغة ومراعاتها عند الاتصال بالآخرين سيساعد على فهمهم .
د- المعاني :
الكلمات تنقل المعاني بين البشر ، وبين الاجيال المتعاقبة ، فاللغة أداة مفيدة للاتصال لكنها في ذاتها ليس لها معنى ، إلا إذا اتضحت العلاقة بين المعاني والكلمات.
لو كانت الكلمات لا تحمل معنى ، فإنها لا تؤدي أي غرض ، ونحن من يتحكم في الكلمات المستخدمة والمعنى الذي نعطيه لها ، لذلك علينا أن نعي جيدا ما تعنيه تلك الكلمات بالنسبة لنا وللآخرين .
عوائق الاتصال اللفظي قد تشوش الرسالة المراد ايصالها فينتج عن ذلك اختلاف في المعنى بين المرسل والمستقبل أو قد ينقطع الاتصال كليا بسببها ..
من أبرز هذه العوائق ما يلي :
حجب المعنى :
تستخدم اللغة لإيصال المعنى وتوضيحه ، لكنها تستخدم احيانا لتشويهه أو لحجب الحقيقة أو لتضليل الفكر ، كما إن استخدامنا للكلمة قد يقلل من ضرر المعنى أو يرفع من شأنها ، واللغة قد تستعمل لإعطاء رسائل غامضة تحول دون كشف بعض الأمور .
سوء الفهم :
تأثير بالغ الاهمية على تحديد المعنى المناسب للكلمة ، لذا يجب أن نتنبه كمتصلين ، سواء أكنا مرسلين أم مستقبلين ، إلى حقيقة أن الكلمات من الممكن أن تفسر بشكل مختلف باختلاف الأفراد .
اختلاف الثقافات :
يمثل تنوع الثقافات وتعددها أحد أكبر عوائق الاتصال في المجتمعات متعددة الثقافات ، فنجد بعض الكلمات المقبولة والمناسبة في ثقافة أخرى . علينا أن نعتقد بأن هناك قصورا في فهمنا للناس من الثقافات الأخرى ، لذا فإنه من المهم جدا أن نحترم ثقافات الآخرين .
التعميم بدون استثناءات:
التعميمات تؤدي إلى تجاهل الصفات الشخصية ، ومن السهل أن نعمم لأن التعميمات لا تحتاج إلى التحليل أو الفحص أو التفكير . كما إن التعميمات قد تفسد العلاقات .
التطرف في الكلام :
التطرف في الكلام يعني رؤية الأمور من زاوية واحدة فقط ، فمثلا الفقر والغنى ، الجمال والبشاعة ، الصغير والكبير ، العالي والمنخفض ، الممتاز والسيء ، الذكي والغبي ...........الخ
والتطرف اثناء الحديث والاتصال مع الآخرين عادة ما يكون سببا في الكثير من المشكلات والاختلاف في وجهات النظر بين الاشخاص .
لتحسين الاتصال اللفظي
تتطلب القدرة على استخدام اللغة بمهارة وتأثير لخبرة ودراسة ، ورغم تعددها وتشعبها إلا أننا سنبرز النقاط الأهم والأكثر تأثيرا وهي :
تعرف مع من تتحدث :
إذا أردنا أن نحسن وتيرة التصال ، علينا أن نعرف من المتحدث ، ومحتوى موضوع الحديث ، لنقرر ما تعنيه الكلمات ، فالتفسير الجيد يشتمل على الانتباه لاحتمال عدم الفهم وسؤال الآخر عما تعنيه معاني الكلمات بالنسبة لهم .
استخدام لغة دقيقة
إن الاستخدام الصحيح للغة عند الاتصال بالآخرين هو اشبه ما يكون باستخدام البوصلة عند تحديد الاتجاهات ....
حتما ستصل الرسائل مشوهة للمستقبل إن استخدمنا لغة خاطئة ، وكلما كان استخدامنا للكلمة دقيقا وصلنا لمرادنا بصورة افضل ..
استخدام لغة معبرة
إن أجمل وأرقى اساليب التعبير ووضوح معاني الألفاظ هو بلاغة التشبيه واستخدام القصص والمعاني الرمزية لأنها بذلك تزيد كلامنا وضوحا ..
استخدام لغة حيوية وشيقة
لكي يكون اتصالنا مؤثرا علينا أن نستخدم كلمات حيوية وممتعة . اللغة المباشرة التي تعطي بصوت نشط يمكنها ان تضفي على الحديث متعة وأهمية وقوة .
استخدام لغة ملائمة
هناك أنواع مختلفة من اللغة تتلاءم مع أوضاع مختلفة ، فمثلا اللغة التي نستخدمها مع شخص مسئول تتصف بالرسمية أكثر من اللغة التي نستخدمها مع أصدقائنا . إن استخدام لغة غير ملائمة للموقف قد يضيع مصداقية المتحدث ، وقد تفهم رسالته بشكل خاطئ .
تحمل مسؤولية كلامك :
كل عبارة صدرت منك ستحسب إما لك أو عليك فقد لا يقبل الاعتذار
الخلاصة :
اننا من خلال الاتصال اللفظي الصحيح سنكون قادرين على تحويل وترجمة المعاني والمشاعر والخبرات الى رسائل ذات معنى للآخرين . إن خطأنا اللغوي يتجاوز مجرد الخطأ في لفظ بعض الكلمات بل سوف يتعدى ذلك ويعكس عدم قدرتنا على التفكير بشكل عميق فيما نريد ان نقوله ونوصله للاخرين ، كما أن فهمنا لعناصر اللغة الاربع ( الأصوات ، الكلمات ، القواعد ، المعاني ) يعد مطلبا أساسيا في فهم وتصميم المعاني التي نرغب ايصالها للآخرين بحسب نوعياتهم ومستوى تفكيرهم
وبما ان الاتصال في الأساس يهدف الى نقل المعاني بالشكل الصحيح ، فان فهم عوائق الاتصال اللفظي يعد أمرا في غاية الأهمية ، وإن من أهم هذه العوائق حجب المعنى ، وسوء الفهم ، واختلاف الثقافات وتنوعها .. التعميم بدون استثناءات ومراعاة لأوجه الاختلاف والتطرف في الكلام .
كما ان تحسين قدراتنا في الاتصال اللفظي تتطلب معرفتنا الجيدة مع من نتحدث ، وأن نستخدم لغة دقيقة وواضحة عند الاتصال بالآخرين وأن نستخدم لغة معبرة وثرية ببلاغة التشبيه لإيصال المعاني بأرقى ما يكون ، وأن تكون هذه اللغة حيوية وشيقة وملائمة ، وأن تكون على قدر المسؤولية في تحمل نتائج وتبعات ما نقول ، وما يتطلبه ذلك من التفكير بعمق قبل ان ننطق بالكلمات ، فرب كلمة يقولها العبد لا يلقى لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا
نشكر لكم حسن استماعكم