كما هو الحال في العلوم الأخرى فإن المكتشفات موجودة أيضاً في السيكولوجيا ، وهي بمثابة لُقّى سعيدة فضلاً عن كونها نتاجاً للعمل الشاق ، الدؤوب والمديد ، ذلك أن السكولوجيين يقومون بحملات جسورة لى بلدان مجهولة ، وبغزوات لأخر قارة غامظمة على هذه الأرض ، النفس البشرية .





بيد أن هذه الُلقى ، مهما تكن ، تختلف عن الكشوف الجديدة في حقول العلم الأخرى ، كالكيمياء ، والفيزياء ، والجيولوجيا .





وعلى سبيل المثال ، فإن كل ما إكتشفه السيكولوجيين العظماء ، مثل شوبنهور ، ونيتشه ، وكيركيجارد ، وفرويد ، في أعماق الحياة النفسية كان مكتشفاً من قبل ، ولكن ليس من الناحية السكولوجية . وكأن يعيش بين ظهرانينا غفلاً ، غير مميز أو مساء فهمه . لم يكن غائباً . وإنما كان محتجباً وحسب . كان يعيش حياته السرية في الأقوال المأثورة ، وفي أعمال الشعراء الإبداعية ، وفي مؤلفات الفلاسفة العظماء ورجال الدين ، وفي ما يتلفظ به كثير من البشر الذين هم سيكولوجيون دون أن يعلموا .





وكثيراً ما صدر هؤلاء جميعاً عن نفاذ بصيرة حيال ظاهرة لا يدركون كنهها بصورة واعية ، فتلفظوا بأقوال مذهلة دون أن يدركوا قيمتها وأثرها السيكولوجيين ، تماماً مثل الهمج البدائيين حين ينثرون حولهم ، بلا إكتراث ، الذهب والمجهورات دون معرفة بقيمتها .





وبهذا المعنى ، فإن التفحص الدقيق لأي إكتشاف سيكولوجي يبين أنه في الحقيقة ضرب من إعادة الاكتشاف . والتبصر الذي سبق أن ظهر لأحد ما في لحظة إلهام خاطفة نلتقيه ثانية ، حيث يكشفه السيكولوجي على نحو مستقل ، وأضعاً إياه بلغة علمه ، ومتفحصاً إياه بمنهاج هذا العلم وبروح البحث .





إن إكتشافي البسيط الذي قمت به ، والمتعلق بطبيعة الحب ومنشئه السيكولوجيين ، له مثل هذا الطابع ، فهذه المعرفة كانت معروفة من قبل وفقدت ، و لابد من إعادة إكتشافها . ولعل في إعادة الاكتشاف هذه من الجدارة مثلما في إيجاد دولار فضي على درب سلكه آلاف قبلك دون أن يروه . ولعل شعاعاً من الشمس الساطعة وقع على القطعة النقدية في اللحظة ذاتها التي مررت بها ، وانعكست الصورة على شبيكية عينيك .



http://adf.ly/pWOkN