نبذة عن الكتاب :



يظل الدين والتدين والمعتقد جزءا أساسيا من حياة البشر في كل زمان ومكان، فذلك الإنسان الكائن الذي يمشي على الأرض هو عبارة عن تفاعلات بين معتقداته حول الكون والحياة وهذه تؤدي به إلى ما يشعر به من مشاعر ومن هذا الخليط يظهر السلوك، وكل هذه حلقة متصلة متشابكة والدين والتدين جزء اساسي في هذه الحلقة المفرغة.وهذه المتغيرات الثلاثة تلعب دورا اساسيا ومهما في الصحة النفسية وان كان الشائع بين الناس ان العلوم النفسية تقف موقفا عدائيا من الدين، إلا ان الواقع يدل على ان هذه العلوم اهتمت بالدين والتدين كمؤشر اساسي وحقيقي في الصحة النفسية ولا ننكر هنا ان المدرسة التحليلية التي سادت فروع الصحة النفسية لزمن غير قليل من بداية 1900م وحتى عهد قريب وقفت موقفا سلبيا جدا من الدين والتدين واعتبرتهما سببا من اسباب الحالات النفسية والعقد، بل واطلق على الدين انه الوسواس القهري للشعوب في مدارس التحليل النفسي.



لكن في العقود الأخيرة اتجه الباحثون اتجاها مخالفا تماما للاتجاه الأول، فقد علت الأصوات التي تنادي بأهمية الدين والتدين في التجربة الإنسانية، وكثر هذا لدى المنادين بأهمية معنى الحياة وتحدياتها مثل بيكر وفرانكل، ثم ظهرت مدارس جعلت الإيمان جزءا اساسيا من البرامج العلاجية للادمان وتمثل هذا في حركة الشهيرة التي تقوم على استنهاض الهمة من خلال الإيمان بالله جل وعلا.لماذا التدين؟الدين هو أكثر ما يكون انتماء وليس حالة فردية، فليس كل مسلم مسلما، اما التدين فهو ظاهرة فردية وهي التي تلعب دورا في حياة الفرد، ولكن الصعوبة تكمن في كيفية قياس التدين الذي يصعب تعريفه عوضا عن قياسه وذلك كونه ظاهرة معقدة جدا، وكذلك متفاوت من فترة إلى أخرى لدى نفس الفرد ذاته.



وجدت الأبحاث الحديثة في الشرق والغرب، "وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية ونخص مركز أبحاث جامعة ديوك ومراكز أخرى تدعم من قبل منظمات الصحة النفسية وكذلك من قبل جهات خيرية أخرى غير حكومية" وجدت هذه المراكز ان التدين الفردي له علاقة جيدة في معظم الأحيان بمعايير الصحة النفسية، ونسرد هنا بعضا من هذه النتائج عموما والتي سبق ان قدمت ملخصاتها في محافل علمية محلية وعالمية.


التحميل

http://adf.ly/pNxet