الملخص :
يعد قلق الامتحان أحد أنواع القلق يصاحب المواقف الاختبارية، و ينتشر بين
التلاميذ في مختلف الم ا رحل التعليمية، مما يعد مشكلة أساسية ينبغي التصدي لها
وتحديد أسبابها وعواملها المتعددة .
ويأتي المقال الحالي كمحاولة للكشف عن أهم العوامل المساعدة لظهور
أع ا رض القلق المصاحب للامتحانات المدرسية، فمن هذه الأسباب ما يرجع للضغوط
المدرسية، ومنها ما يرجع إلى الضغوط الأسرية المرتبطة بالمستوى الاجتماعي
الاقتصادي، ومنها ما هو خاص بالتلميذ مثل عاداته في الاستذكار وشخصيته القلقة،
وغيرها من الأسباب والبحث عما إذا كانت أحد هذه الأسباب أو مجموعة منها هي
المسبب الحقيقي لظهور أع ا رض قلق الامتحان، حتى ينبغي أخذها بعين الاعتبار أثناء
القيام بد ا رسات تهدف إلى خفض مستوى قلق الامتحان.
مقدمة :
يعتبر قلق الامتحان من إحدى المشاكل التي يواجهها التلاميذ، والتي تظهر في
أي وقت من أوقات العام الد ا رسي كلما أعلن المدرس عن اختبار أو امتحان.
ويشير عبد الخالق ( 1987 ) إلى أن قلق الامتحان هو: " نوع من القلق المرتبط
بمواقف الامتحان، بحيث تثير هذه المواقف في الفرد شعو ا ر بالخوف والهم العظيم عند
مواجهة الامتحانات ". 1
أي أن الأشخاص الذين يكون قلقهم لمواقف الامتحانات عاليا يميلون إلى إد ا رك
المواقف التقويمية على أنها مهددة.
وقلق الامتحان هو الحالة النفسية أو الظاهرة الانفعالية أو التوتر الشامل التي
تنتاب الفرد حينما يقف في موقف الامتحان حيث تكون قد ا رته موضع فحص وتقييم. 2
وهذا يعني أن قلق الامتحان حالة من التوتر الشامل تصيب الفرد وتؤثر في
1979 ) عن أثر قلق الامتحان ) Eysenk عملياته العقلية وما يؤكد ذلك د ا رسة إيزنك
على الفرد وأشارت نتائجها إلى أن القلق يقلل من مست وى التركيز والانتباه اللذين يعتب ا رن
من العوامل الهامة في أداء الامتحان بنجاح . 3
وأكدت الكثير من هذه الد ا رسات بأن القلق يؤثر على الفرد في مواقف الامتحان
ويتمثل ذلك في شعوره بالتوتر والخوف والارتباك أثناء الاستجابة لمهام أداء الامتحان .
قلق ) Dusek & Hill فقد أشار دوسيك وهيل
الامتحان كضعف الدافعية وضعف التحصيل والعجز عن مواجهة مواقف التقييم
بمختلف صورها وبمختلف الم ا رحل الد ا رسية . 4
لهذا أكدت كثي ا ر من الد ا رسات أن قلق الامتحان يعد مشكلة حقيقية تواجه كثي ا ر
من الطلاب وهي مصدر أرق ليس للتلاميذ فقط، بل قد يمتد أثرها إلى الأسرة والإدارة
المدرسية، بل وإلى المجتمع كله. 5
وقد أشارت الكثير من الد ا رسات إلى وجود تأثير سلبي لقلق الامتحان المرتفع
على الأداء الأكاديمي أو التحصيل الد ا رسي، ومن أمثلة هذه الد ا رسات د ا رسة كل من:
Spielberger & 1960 )، سبيلبرجر وكتزمير ) Albert & Haber ألبرت وهابر
1996 )، و ) Janice 1985 )، ووليام جانيس ) Hunsley 1959 ) وهانسلي ) kutzmyr
(2006) Brian 2001 )، وعبد الله بن طه الصافي ( 2002 )، وبرين ) Zeidner زدنر
وغيرها من الد ا رسات الكثيرة التي تمت في هذا المجال .
و يوجد قلق الامتحان بدرجات متفاوتة بين الأف ا رد، وذلك لأن درجة الشعور
بقلق الامتحان تتأثر بعوامل عديدة منها: مستوى الذكاء، ومستوى التحصيل، وطريقة
الاستذكار والإستعداد للإمتحان، وجنس الفرد، والتخصص الد ا رسي، والمستوى الد ا رسي،
والفشل الد ا رسي والمستوى الاقتصادي الاجتماعي...الخ. وهذا ما يتم توضيحه في هذا
المقال.
أولا : تعريف قلق الامتحان :
وقد عرف قلق الامتحان من قبل الباحثين، وسوف نذكر البعض منهم، وهم كما يلي:
1980 ) قلق الامتحان بأنه: " سمة شخصية ) Spielberger يعرف سبيلبرجر
في موقف محدد يتكون من الانزعاج والانفعال، يطلق عليه في بعض الأحيان قلق
التحصيل، وهو نوع من قلق الحالة المرتبط بمواقف الامتحان، بحيث تثير هذه المواقف
في الفرد شعو ا ر بالخوف والهم عند مواجهتها، وإذا ا زدت درجته لدى فرد ما أدت إلى
إعاقته عن أداء الامتحان، وكانت استجابته غير متزنة " . 6
1980 ) قلق الامتحان بأنه: " شعور غير سار، أو ) Dusek ويعرف دوسيك
حالة انفعالية تلازمها مظاهر فسيولوجية وسلوكية معينة. وتلك الحالة الانفعالية يخبرها
الفرد في الامتحانات الرسمية ومواقف التقييم الأخرى " .