الإنسان يحتاج إلى الأسرة، طفلا وشابا وراشدا ومسنا للتربية والرعاية، والأسرة هي أهم عوامل التنشئة الاجتماعية، وهي أقوى الجماعات تأثيرا في تكوين شخصية الفرد وتوجيه سلوكه، وتختلف الأسر من حيث الطبقة الاجتماعية ومن حيث المستوى الاجتماعي والاقتصادي. ونحن نعلم أن الحياة الأسرية تؤثر في التوافق النفسي إيجابيا أو سلبيا حسب نوع التجارب والخبرات الأسرية.
وتقوم الأسرة على الزواج، ومن هنا يقترب الإرشاد الزواجي من الإرشاد الأسري، ويجمع بينهما أحيانا معا.
والإرشاد الأسري هو عملية مساعدة أفراد الأسرة "الوالدين والأولاد وحتى الأقارب"، فرادى أو كجماعة، في فهم الحياة الأسرية ومسئولياتها، لتحقيق الاستقرار والتوافق الأسري، وحل المشكلات الأسرية.
وهكذا نجد أن الفرق بين الإرشاد الزواجي والإرشاد الأسري، هو أن الأول يهتم بالزوجين فقط، بينما الثاني يهتم بالأسرة بكاملها، فيهتم بالعلاقات بين الوالدين بعضهم وبعض وبينهما وبين الأولاد، والعلاقات بين الأولاد بعضهم وبعض، وبين الأسرة والأقارب ... وهكذا.
ويهدف الإرشاد الأسري إلى تحقيق سعادة واستقرار واستمرار الأسرة، وبالتالي مساعدة المجتمع واستقراره، وذلك بنشر تعليم أصول الحياة الأسرية السليمة وأصول عملية التنشئة الاجتماعية للأولاد ووسائل تربيتهم ورعاية نموهم، والمساعدة في حل وعلاج المشكلات والاضطرابات الأسرية، وفي هذه تقوية وتحصين للأسرة ضد احتمالات الاضطراب أو الانهيار، وتحقيق التوافق الأسري والصحة النفسية في الأسرة.
الحاجة إلى الإرشاد الأسري:
كثيرا ما نجد أن مشكلات الأولاد أو الوالدين إن هي إلا عينة من مشكلات الأسرة ونتاج لاضطراب أسري شامل.
وقد تتشابك مشكلات أفراد الأسرة لدرجة يصعب حلها فرديا، فتستلزم العمل جماعيا مع الأسرة كوحدة.
ولا تخلو أسرة من بعض المشكلات في وقت من الأوقات، وبعضها يستطيع أفراد الأسرة حلها فيما بينهم، وبعضها يستطيع الأهل والمصلحون المساعدة في حلها، وبعضها يحتاج إلى مساعدة إرشادية متخصصة.
والحياة الأسرية ومشكلاتها ميدان ارتاده المتخصصون في ميادين عديدة كعلم النفس والاجتماع والطب والقانون والاقتصاد المنزلي، وعمل فيه الأهل والأقارب والأصدقاء والمصلحون ولم يسلم من اقتحام الدجالين والمشعوذين ومدعي القدرة على حل المشكلات الأسرية، ولا شك أن ميدان الإرشاد النفسي، وبصفة خاصة مجال الإرشاد الأسري، وهو أنسب المجالات لتناول الأمر.
المشكلات الأسرية:
قد تتخلل الحياة الأسرية مشكلات تؤدي إلى الاضطرابات النفسية وتستدعي التدخل الإرشادي والعلاجي. وفيما يلي نماذج من المشكلات الأسرية:
اضطراب العلاقات بين الوالدين: وتتضمن الخلافات والتعاسة الزواجية والمشكلات النفسية والسلوك الشاذ، وهذا يهدد استقرار المناخ الأسري والصحة النفسية لكل أفراد الأسرة.
الإدمان: يعتبر إدمان المخدرات أو المهدئات أو المنشطات أو المنبهات أو الخمور كارثة تصيب الأسرة بكاملها وليس المدمن فقط، وتدل الإحصاءات على أن نسبة التصدع في أسر المدمنين تزيد على سبعة أضعافها في الأسر الأخرى. إن المدمن يفقد إمكانية القيام بمسئولياته الأسرية، وحتى مسئوليات العمل، لأنه يتدهور جسميا واجتماعيا واقتصاديا إلى أن يفقد العمل والأصدقاء والصحة والأسرة
الوالدان العصابيان: قد يكون الوالدان عصابيين، فيؤثر ذلك تأثيرا سيئا على علاقتهما بعضهما ببعض، وعلاقتهما بالأولاد، وعلى سلوك الأولاد.
القدوة السيئة: قد يكون الوالد قدوة سلوكية سيئة للأولاد، ولهذا ما له من تأثير سيئ في التنشئة الاجتماعية للأولاد حيث يتعلمون ويقلدون السلوك السيئ.
التنشئة الاجتماعية الخاطئة: قد تكون عملية التنشئة الاجتماعية في الأسرة خاطئة ينقصها تعلم المعايير والأدوار الاجتماعية السليمة والمسئولية الاجتماعية، أو تقوم على اتجاهات والدية سالبة مثل التسلط والقسوة والرعاية الزائدة والتدليل والإهمال والرفض والتفرقة في المعاملة بين الذكور والإناث وبين الكبار والصغار وبين الأشقاء وغير الأشقاء والتذبذب في المعاملة.
اضطراب العلاقات بين الوالدين والأولاد: كثيرا ما نجد أن مشكلات الوالدين ترتبط بمشكلات الأولاد، وأن مشكلات الأولاد ترتبط بمشكلات الوالدين، ويرجع ذلك إلى اضطراب العلاقات بين الطرفين، ويتخذ ذلك صورا عديدة منها فقد الحب ونقص الاتصال الانفعالي وعدم وضوح الحدود في سلوك كل من الطرفين وهذا يؤدي إلى صور متعددة من اضطرابات السلوك، ونحن نعرف أن الصراع والتباعد والاختلاف في الاتجاهات النفسية والحرمان الانفعالي والرفض وعدم وضوح حدود الأدوار الاجتماعية، تعتبر من الأسباب الرئيسية للاضطرابات النفسية.
عقوق الوالدين: عندما يكبر الأولاد قد ينكرون فضل الوالدين ولا يبرونهم وينقصهم واجب احترامهما والإحسان إليهما.
اضطراب العلاقات بين الإخوة: قد يحدث اضطراب العلاقات بين الأخوة بسبب التفرقة في معاملتهم أو تسلط الكبير على الصغير أو الذكور على الإناث، والشقاق بين الإخوة غير الأشقاء.
مركز الولد في الأسرة: يؤثر مركز الولد في الأسرة، أي كونه الولد الأول أو الأكبر أو الأصغر أو الوحيد، أو كونه والد ربيبا أو متبنى، يؤثر هذا في أسلوب تربيته وتنشئته وعلاقته مع والديه وإخوته، وقد يترتب على هذا بعض المشكلات، فالولد الأول يحتاج والداه إلى إعداد جديد لدور الوالدية لأنه قد يصبح "حقل تجارب" ومجالا للمحاولة والخطأ في أمور التربية والرعاية العادية، ففيه يتعلم الوالدان الوالدية، وقد يجد الوالدان صعوبة في أول الأمر في التوافق مع وضعهما الجديد والتغير الذي طرأ على حياتهما، فحرية الحركة والزيارات تصبح محدودة، وقد يستخدمان مربية ترعى الطفل وخاصة إذا كانت الأم تعمل، وقد يشعران بنوبات ضيق أحوال الطفل التي لم يعرفا مثلها من قبل، وقد يتحول اهتمامهما لأول مرة إلى الولد على حساب الزوج، وقد يكثران الحماية والتدليل، وإذا أتى طفل جديد ثان في الأسرة تحولت إليه أنظار واهتمام الأسرة وتنمو لدى الطفل الأول الغيرة من أخيه الثاني وكراهيته. والولد الأكبر يتوقع منه الكثير مما قد لا يستطيع القيام به، وقد يتسلط على إخوته الصغار، وقد يعامله الوالدان معاملة خاصة مميزة باعتباره الولد الأكبر، وقد يساويانه بإخوته الأصغر فيشعر بالظلم، وقد يحاسبانه حسابا عسيرا على أي هفوة لأنه الولد الأكبر، وقد يكتب القدر عليه أن يتحمل مبكرا مسئوليات الأسرة إذا مات أحد الوالدين أو كلاهما، وهذا يتطلب منه نضجا مبكرا قد ينجح في تحقيقه وقد يفشل. والولد الأصغر، وهو "آخر العنقود" قد ينال حبا زائدا وتدليلا مفرطا يفسده، وقد يقع تحت طائل سلطة وتسلط إخوته الأكبر، ويعامل على أنه الأصغر مهما كبر فيشعر بالنقص وعدم الكفاية، وقد يكون هذا الولد قد جاء نتيجة حمل غير مرغوب فيه كما في حالات تحديد النسل، فيعتبر "الولد الغلطة" أو الزائد عن المطلوب، وإذا كان والداه قد قاربا مرحلة الشيخوخة، فيحتمل أن يكون عرضة للضعف واضطرابات النمو، وقد يصبح يتيما وهو ما زال بعد في مرحلة الطفولة. والولد الوحيد يكون عادة مركز اهتمام زائد، فهو كل الأولاد، ينال كل التدليل الذي يكون مفرطا فيؤثر تأثيرا سيئا على نمو شخصيته، فيصبح معتمدا على الغير لا يتحمل المسئوليات، يعاني من الوحدة ومن سوء التوافق مع رفاق السن "لقلتهم في الأسرة"، وقد يتضايق الوالدان أحيانا حيث يجدان أنهما لا يستطيعان الاستمتاع بوقتهما منفردين، فثالثهما دائما معهما.
أولاد الزواج السابق: قد يكون لأحد الزوجين أو كليهما أولاد من زواج سابق انتهى بالطلاق أو بالوفاة، وهم إما يعيشون معه أو مع الزوج السابق أو أهله من بعده. إن الولد يشعر بخسارة فادحة سواء في حالة طلاق أو وفاة أحد الوالدين، فهذه خبرة أليمة، والأكبر منها أملا وجود زوج أم أو زوجة أب، وقد يكون في بقاء أولاد الزواج السابق بعيدا شقاء يؤثر على سعادة الأسرة، حين تكون هناك مشكلات لرؤيتهم والتردد بين الزوجين المطلقين وغيرة الزوج الحالي، فالولد يعتبر تذكارا دائما للرفيق الغائب الذي سبق حبه والزواج منه، وقد يكون انضمامه إلى الأسرة سببا في تحمل شيء غير مرغوب من زوجة الأب أو زوج الأم1. وقد تقع مشاحنات بين الإخوة غير الأشقاء، وقد يضيق الزوج بمطالبهم وهم ليسوا أولاده أو قد يتدخلون أحيانا بالوقيعة بتحريض من الوالد المطلق. وقد يقوم الولد بسلوك عدواني تجاه زوج الأم أو زوجة الأب، لأن
وجود هذا الزوج يعني فقد الأمل في عودة الوالد المفقود. وقد يتمرد الولد على السلطة التي يمارسها زوج أمه أو زوجة أبيه لأنه يعتبرها سلطة غير شرعية، فهي ليست سلطة أبيه وأمه فعلا. وإذا أساء زوج الأم أو زوجة الأب إلى الوالد الغائب، فإن ذلك يسيء انفعاليا إلى الولد، وإذا أرادا أن ينسياه إياه، فهذا شيء غير طبيعي.
الاخوة غير الأشقاء: حين يصبح للولد إخوة وأخوات غير أشقاء من زوج أمه أو زوجة أبيه، فقد تسوء العلاقة حين يفضل الوالدان فريقا على الآخر، أو حين يفضل عليهم أولاد الزواج الجديد لأنهم أولادهما مشتركين.
الأولاد اليتامى: في حالة وفاة الأب أو الأم يطلق على الولد "اليتيم المنفرد" وفي حالة وفاة الوالدين يطلق عليه "اليتيم المزدوج" ولا شك أن الأولاد اليتامى قد يعانون من مشكلتين رئيسيتين هما العز المادي والحرمان الانفعالي من الحب والعطف والحنان، حين يتولى أمرهم غير الوالدين.
مشكلات ذوي القربى: الأسرة في مجالها الواسع تشتمل ذوي القربى، وهم غير الأصول والفروع. وقد يحدث قطع الأرحام وحدوث الفجوة بينهم والبعد عنهم والتنكر لهم، وفي هذا فقدان رباط اجتماعي متين. وفي حالة وجود أقارب يعيشون مع الأسرة معيشة دائمة قد يحدث مشكلات خاصة مع الحماة وإخوة أو أخوات الزوج وغيرهم، وقد يحدث في حالة إقامة بعض الأقارب مع الأسرة لدواعي التعليم في الغربة بعض المشكلات التي قد تكون عواقبها وخيمة.
سوء التوافق الأسري: تشاهد أحيانا الخلافات والعقاب والتسلط والجفوة، ... إلخ وقد
يؤدي هذا إلى سوء التوافق الأسري، وقد يؤدي سوء التوافق الأسري إلى اضطراب سافر يجعل الأسرة على حافة الانهيار، أو قد تؤدي فعلا إلى الانفصال أو الطلاق.
تفكك الأسرة: قد يحدث التصدع والتفكك في الأسرة، فتصبح غير متكاملة وغير متماسكة تهددها الأزمات. وقد يحدث هذا نتيجة لنشوز الزوج وعقوق الأولاد، ويسود العصيان والمناوأة. وهذا التصدع إذا لم يتدارك فقد يحدث الشقاق في الأسرة، وهذا الشقاق إذا لم يصلح فقد يؤدي إلى الطلاق الفعلي، الذي يسبقه عادة الطلاق الانفعالي، الذي إذا لم يصلح تنهار الأسرة وينفرط عقدها ويحدث الطلاق الفعلي وينفصل الجميع. معروف أن هناك علاقة قوية بين تفكك الأسرة وبين الجناح وخاصة جناح الأحداث.
ويلاحظ أن كلا من الإرشاد الزواجي والأسري يلزمان معا وخاصة في حالات الطلاق مع وجود أطفال والزواج من جديد، حيث يتأثر جميع الأطراف "الأزواج والأولاد". وعلى سبيل المثال. قد يشعر الأطفال بالغيرة بالنسبة لاهتمام الأب بزوجته الجديدة واهتمام الأم بزوجها الجديد. وفي نفس الوقت، قد تشعر زوجة الأب التي تسعى إلى دعم حبها لزوجها بتدخل أولاده في العلاقة الجديدة، ونفس الشيء يقال عن زوج الأم الذي يسعى إلى دعم حبه لزوجته
خدمات الإرشاد الأسري:
تقدم خدمات الإرشاد الأسري إلى من يحتاجها من أفراد الأسرة، في شكل إرشاد فردي أو إرشاد جماعي، وتتضمن إجراءات وقائية وأخرى علاجية، وتستخدم الطرق المناسبة، ويستعان بخدمات مجالات الإرشاد الأخرى.
التربية الأسرية: يجب العمل من خلال برامج التربية "في المدرسة وغيرها من المؤسسات التربوية مثل دور العبادة ووسائل الإعلام وغيرها"، على فهم الحياة الأسرية والترغيب في إقامتها ورعايتها وتعديمها والقيام بالواجب نحوها في الحاضر بالنسبة للأسرة الحالية "الوالدين والأقارب"، والأسرة في المستقبل "الزوج والأولاد"، وحسن القيادة والقدوة. ولا بأس أن تتناول التربية الأسرية نماذج تهدف للوقاية من المشكلات الأسرية وآثارها السيئة وكيفية توقي حدوثها وكيفية حلها إذا حدثت، ويجب أن توجه وسائل الإعلام، وخاصة برامج الإذاعة والتليفزيون، للإسهام في التربية الأسرية السلمية.
الخدمات النفسية: تتضمن العمل على تحقيق التفاهم والفهم الأفضل بين كل أعضاء الأسرة، والتخلص من التوتر الانفعالي الذي قد يسود الأسرة، وحل الصراعات والقلق الذي يعكر صفو الحياة الأسرية، وتحقيق التقارب والتوافق بين أفراد الجنسين، وبين الأجيال المختلفة كما بين الأجداد والحفدة، وتشجيع القيام بمسئوليات الأسرة تربية وتوجيها. وتوجه الخدمات النفسية نحو حل المشكلات، وخاصة المشكلات المشتركة بين أفراد الأسرة، ويجب العمل على تحسين المناخ الأسري، وهنا يلجأ المرشد إلى تدعيم العلاقات الأسرية، وتدعيم الجو الأسري وتغيير ما يجب تغييره، وإزالة أسباب الخلاف، والعمل على تقريب وجهات النظر والفهم والتقبل المتبادل، بما يزيد الوفاق والتماسك الأسري، وتتضمن الخدمات النفسية كذلك كل ما يتعلق بتربية الأولاد حسب معايير النمو النفسي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم". وهنا يوجه الوالدين إلى التطبيقات التربوية لعلم النفس والعلوم التربوية، وتوجه العناية كذلك إلى تغيير اتجاهات الوالدين في تنشئة الأطفال، بحيث تكون سليمة وسوية، وتغيير اتجاهات المحيطين والمخالطين في الأسرة حتى الأقارب والجيران.
الخدمات الاجتماعية: الإرشاد الأسري بصفة خاصة يحتاج إلى جهود الأخصائي الاجتماعي، وذلك لتعدد العلاقات الاجتماعية الأسرية، وضرورة الاتصال المستمر بالأسرة والزيارات المنزلية والاشتراك في مؤتمرات الآباء والأمهات أو الآباء والمعلمين.
الإرشاد الجماعي للأسرة: وفيه يجمع بين الأطراف المعنية في الأسرة وفريق الإرشاد الذي يضم على الأقل المرشد والأخصائي الاجتماعي والطبيب، ليتناول كل منهم المشكلة الأسرية من زاوية اختصاصه، وقد تضم جلسات الإرشاد الجماعي أكثر من أسرة. ويلاحظ هنا أن هناك أسرارا وموضوعات خاصة يجب ألا تثار في حضور كل أعضاء الأسرة مجتمعين ومن ذلك المشكلات الجنسية مثلا، وفي الإرشاد الجماعي للأسرة يجب إشراك من يستطيع من أفرادها الإسهام الإيجابي في عملية الإرشاد، فيشترك الزوج في حالات اضطراب الزوجة، والزوجة في حالات اضطراب الزوج، والوالدان يشتركان في حالات اضطراب الأولاد، وبعض الأولاد يشتركون في بعض حالات الوالدين أو الإخوة والأخوات ... وهكذا. وهذا الاشتراك يجب ألا يكون على شكل "إرشاد بيتي" يقتصر على الوعظ والرجاء والتهديد بالانفصال أو الطلاق، ولكن المقصود بالاشتراك هو الاشتراك مع المرشد في تناول الحالة بالطرق العلمية.
وفي الإرشاد الأسري يكون للوالدين دور مزدوج في وقت واحد. فهما في الأغلب والأعم يتلقيان خدمات الإرشاد، ويقدمان في نفس الوقت خدمات إرشادية. والواقع أنه دون مساعدتهما وتعاونهما لا يمكن أن تتم عملية الإرشاد الأسري كما ينبغي.