فيروس كورونا المستجد (nCOV-2019) المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية - أكملز

المحتويات
المقد مة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
المراجع
.............................................................................
ماهية الفيروسات .....................................................
فيروسات كورونا: الفيروسات المُكَلّلَة ...............................
مرض سارس : المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ............
متلازمة الشرق الأوسط التنفسية .................................
فيروس كورونا المستجد .............................................
..............................................................................
المقدمة
شهد العالم عديداً من الأمراض والأوبئة التي كانت سبباً في الفتك بعشرات الآلاف من
البشر على مر التاريخ، منها ما كُوِفح وتمت مواجهته، ومنها ما استعصى على الطب مجاراته
والحد من انتشاره، مما جعله وباءً عالمياً ينشر الهلع بين الناس، وعلى مدار السنوات الثلاثين
الماضية زادت حالات تفشي الفيروسات القاتلة وأصبح انتشارها سريعاً من مثل: الأنفلونزا
الآسيوية إلى سارس وإيبولا، ثم زيكا، وأنفلونزا الطيور، وأخيراً جاء فيروس كورونا المستجد
ليعلن العالم عن خوفه من تكرار مآساة تلك الأمراض مع الفيروس المستجد الذي انتشر في
الصين، وانتقل إلى عشرات الدول الأخرى، وتسبب في حدوث حالة من الذعر أصابت العالم
بأكمله بسبب سرعة انتشاره بطريقة غير مسبوقة في 28 دولة حتى وقت إعداد هذا الكتاب،
وتفيد الأخبار أيضاً بأن هذا الفيروس قد تسبب في إصابة عدد كبير من الأشخاص في
مختلف المراحل العمرية بلغ عددهم ) 71230 ( مع ) 1770 ( حالة وفاة حتى السابع عشر
من فبراير 2020 م.
ظهر هذا الوباء )فيروس كورونا المستجد( في مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي بوسط
الصين، آواخر عام 2019 م، وانتشر سريعاً بين المقاطعات الصينية، ثم تسلل سريعاً إلى دول
آسيوية أخرى مثل: هونج كونج، واليابان، وتايلاند، وكوريا الجنوبية، وتايوان، وسنغافورة،
ونيبال، والفلبين، ووصل إلى فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا وإلى دول
عديدة أخرى، ليكون رد فعل الصين قوياً بعزل المناطق المصابة، وإيقاف العمل في محطات
النقل العام والموانئ إلى أجل غير مسمى. واتخذت السلطات إجراءات وقائية لمنع انتشار
المرض وفرضت قيود السفر إلى عديد من المدن المتأثرة بالفيروس.
يُذكر أن هذا الفيروس المستجد أطلق عليه الباحثون اسم ) nCoV-2019 ( وهو من سلالة
فيروسات كورونا التي تصيب الحيوانات عادة، ولكنها يمكن أن تنتقل في بعض الأحيان
إلى البشر، وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية بتاريخ 11 فبراير 2020 م اسم كوفيد  19
COVID-19( ( على المرض الذي يسببه هذا الفيروس، وتناقش اللجنة الدولية للتصنيف
إطلاق اسم ) SARS-CoV-2 ( على هذا الفيروس المستجد، ولكن لم يتم اعتماد هذا الاسم
من قبل منظمة الصحة العالمية حتى إصدار هذا الكتاب، ومن أمثلة هذا ما حدث في عام
2003 م عندما تفشى فيروس سارس، وتسببت العدوى الجديدة في التهابات حادة بالجهاز
التنفسي، ويبدو أن الأعراض تبدأ عادة بارتفاع درجة الحرارة، يتبعها سعال جاف، ويؤدي
هذا بعد أسبوع تقريباً إلى الإحساس بضيق في التنفس، وفي هذه المرحلة قد يحتاج بعض
المرضى إلى العلاج في المستشفى، ونظراً لعدم اكتشاف أي لقاح أو علاج لهذا الفيروس
المستجد، فإن الوفاة قد تكون هي النهاية في بعض الحالات المصابة.
يحتوي هذا الكتاب على خمسة فصول، يتناول الفصل الأول الحديث عن ماهية
الفيروسات، ويستعرض الفصل الثاني عائلة فيروسات كورونا )الفيروسات المكللة(، ثم
يناقش الفصل الثالث متلازمة سارس )المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة(، ويعرض الفصل
الرابع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ثم يُختتم الكتاب بفصله الخامس وذلك بالحديث عن
فيروس كورونا المستجد الذي هو حديث العالم بأكمله في الوقت الحاضر.
نأمل أن يفيد الكتاب قرّاء سلسلة الثقافة الصحية، وأن يكون قد استوفى بالشرح الكامل
كل ما تطرق إليه من معلومات حول هذا الفيروس المستجد.
الأستاذ الدكتور/ مرزوق يوسف الغنيم
الأمين العام المساعد
المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية

عدل سابقا من قبل health psychologist في الجمعة يونيو 26, 2020 9:11 pm عدل 1 مرات

التحميل

فيروس كورونا المستجد (nCOV-2019) المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية - أكملز.pdf - 6.1 MB

http://raboninco.com/18f2z

لفصل الأول
ماهية الفيروسات
لقد تطورت المكروبات على كوكب الأرض منذ ما يقارب ثلاثة مليارات عام،
ولم يتمكن الإنسان من عزلها إلا في أواخر القرن التاسع عشر بعد ظهور ما يعرف
ب "النظرية الجرثومية" وتقبّل الإنسان لفكرة وجود كائنات حية دقيقة الحجم هي
المسؤولة عن الأمراض التي كانت حتى ذلك الحين ترجع إلى أسباب متنوعة مثل:
الأبخرة المتصاعدة من المستنقعات والمواد العضوية المتحللة، وقد ساعدت التطورات
التقنية التي تحققت في صناعة المجهر الإلكتروني )المكروسكوب( من اكتشاف هذه
الكائنات الدقيقة، وقد أكدت هذه الحقائق الأبحاث التي أجراها كلٌّ من لوي باستير
) 1822 م 1895 م( وروبرت كوخ ) 1843 م 1910 م( وأكدا فيها أن "الجراثيم" هي
سبب الأمراض المعدية، وهذا ما أكسبهما عن جدارة لقب "الأبوين المؤسسين لعلم
المكروبيولوجيا"، وفي عام 1876 م عُزل أول نوع من البكتيريا وهي "الجمرة العصوية"
Bacillus anthracis( ( وابتكرت الوسائل المختلفة لإكثار المكروبات في المختبر وبدأت
تنكشف أسرار الأمراض والمكروبات المسببة لها واكتشفت صفاتها وتركيبها ووضعت
تحت تصنيف البكتيريا " Bacteria "، ووصل العلماء إلى اكتشاف تركيب خلاياها،
فمعظمها كائنات دقيقة مجهرية الحجم يتراوح طولها بين ) 0.5 - 5( ميكرون ) الميكرون
جزء من مليون من المتر (، لها جدار خلوي يحيط بمادة خلوية تسمى السيتوبلازم
يحوي بداخله جزيئاً واحداً ملتفاً حول نفسه من الحمض النووي، وهي قادرة على
تصنيع جميع البروتينات التي تحتاجها خلاياها، كما أن لها القدرة على التكاثر عن
طريق الانشطار الثنائي، وغير قادرة على اختراق مرشحات خاصة.