نظرية العاملين :-
يعتبر تشارلز سبيرمان الأب للتحليل العاملي في ميدان علم النفس ، والتحليل العاملي هو نوع من التحليل الإحصائي ، ونظرية العاملين تقوم في جوهرها على تقدير الصفات باختبارات نفسية معينة ثم تحليل نتائج تلك الاختبارات تحليلاً إحصائياً دقيقاً لنخرج من ذلك كله بالمعالم الرئيسية للنشاط العقلي المعرفي كما تحدده هذه الوسائل التجريبية النفسية الإحصائية .
ويهدف التحليل العاملي إلى الكشف عن العوامل المشتركة التي تؤثر في أي عدد من الظواهر المختلة ، وينتهي إلى تلخيص المظاهر المتعددة التي يحللها إلى عدد قليل من العوامل فهو بهذا المعنى ينحو نحو الإيجاز العلمي الدقيق .
ويوجد عدة نظريات تقوم على هذا المفهوم وهي :-
نظرية سبيرمان :-
لقد أعلن سبيرمان فكرته ونظرية العاملين التي تلخص كل النشاط العقلي المعرفي في عاملين رئيسيين عام 1904 وقام بتطبيق مجموعة من الاختبارات النفسية التي تقيس نواحي النشاط المعرفي على مجموعة من الطلاب ، وقام بحساب معامل الارتباط بين قيم الدرجات للاختبارات وقام بترتيبها داخل مصفوفة الارتباط ترتيباً تنازلياً ، ويرى سبيرمان أن الذكاء يتكون من العامل العام وهو العامل الذي يوجد في جميع الاختبارات وهو ما يطلق عليه القدرة العقلية العامة والعامل الخاص وهذا العامل يوجد في اختبار واحد فقط.
نظرية جليفورد :-
وهي من النظريات الحديثة التي استخدم فيها جليفورد التحليل العاملي لتقديم نموذجه الذي أطلق عليه اسم (نموذج التكوين العقلي ) ، وقد توصل جليفورد عام 1955 إلى نموذج للتكوين العقلي يتكون من ثلاثة عوامل كبرى وهي المحتوى – العملية –النتائج وكل عامل يتكون من عدة عوامل أخرى وهي : اولا : عامل المحتوى :
يتكون هذا العامل من :-
1- محتوى الأفكار وهو يشمل الأفكار والمدركات الحسية .
2- محتوى الرمز وهو عبارة عن مجموعة من المعلومات لها خصائص مجردة .
3- محتوى المعاني وهي عبارة عن المعاني للأشياء والموضوعات .
4- محتوى السلوك وهي المعلومات التي يتمثل فيها سلوك الآخرين أو سلوك الفرد .
ثانيا : عامل العمليات :
يتكون من :-
1- العامل المعرفي وهذا العامل يدل على العمليات المعرفية مثل التعرف على الأشكال وفهم الألفاظ واستنتاج العلاقات .
2- عامل الذاكرة وهذا العمل يحتوي على الذاكرة البعيدة وسعة الذاكرة ، وذاكرة الأفكار والمعاني ، والذاكرة التكرارية .
3- العامل التباعدي وهذا العامل يعنى بعامل التفكير التباعدي مثل طلاقة الكلمات والأفكار ، والطلاقة التعبيرية والتكيفية الشكلية والبنائية...الخ
4- العامل التقاربي وهذا يشمل على عامل التفكير التقاربي مثل تسمية الأشياء والمفاهيم ، استنتاج العلاقات البنائية ، وإبدال الرموز ، وسهولة تناول الأرقام .
5- عامل التقديم يشمل تحديد الأشكال ، وتناول الرمز والتقديم المنطقي ، والحكم العملي ، والحساسية للمشكلات .
ثالثا : عامل النواتج :
يتكون من :-
1- عامل الوحدات الأساسية وهو يشمل التعرف على الأشكال البعيدة والسمعية ، وفهم الألفاظ .
2- عامل الفئات يشمل تصنيف الأشكال ، وتصنيف التصورات .
3- عامل العلاقات يشمل استنتاج علاقات الأشكال ، والعلاقات البنائية ، والعلاقات التصورية .
4- عامل الإتساق يحتوي على التوجه المعاني ، واستنتاج الأنماط البنائية والاستدلال العام .
5-عامل التحويلات وهو عبارة عن التغيرات والتعديلات في المعلومات من حيث الصيغة أو الشكل، مثال ذلك التغير الكمي أو الكيفي في الإحساس في حالة المحتوى الشكلي أو حل المعادلات الرياضية في حالة المحتوى الرمزي.
6-عامل التضمينات وهو عبارة عن ما يتوقعه الفرد أو يستدل عليه من المعلومات المتاحة له، ويحتوي هذا العامل على القدرة البصرية الإدراكية ، والبصرية التصورية ،والقدرة على النفاذ .
ويتضح مما سبق أن نموذج جليفورد يتكون من مجموعة كبيرة من القدرات ، وبذلك يكون عدد القدرات المتوقعة :
5 عمليات × 4 محتويات × 6 نواتج = 120 قدرة
وقد توصل جليفورد إلى مجموعة من القدرات العقلية وهي تتمثل في الاتي :
1- قدرات الإدراك المعرفي : وتتكون من 28 قدرة ، وقد تم اكتشاف هذه القدرات جميعا .
2- القدرات التذكرية : وعدد هذه القدرات ( 4 محتويات × 6 نواتج) أي 24 قدرة ولكن تم اكتشاف 18 قدرة في المحتويات الشكلية ، ولم يتم اكتشاف أي قدرة خاصة بذاكرة المواقف السلوكية .
3- قدرات التفكير الإنتاجي التباعدي : وهي تشمل 24 قدرة تم اكتشافها ما عدا قدرة علاقات الأشكال .
4- قدرات التفكير الإنتاجي التقاربي : وهي 24 قدرة ، تم اكتشاف 15 قدرة فقط .
5- القدرات التقويمية : وتم اكتشاف 18 قدرة فقط ، وهي المرتبطة بمحتويات الأشكال والرموز والمعاني ، في حين تكتشف القدرات السلوكية.
نظرية العوامل الطائفية المتعددة :-
تنكر هذه النظرية وجود العامل العام وتهدف إلى الكشف عن أكبر عدد ممكن من العوامل الطائفية التي تدل على معامل ارتباط الاختبارات ، وتحدد هذه النظرية المعالم الرئيسية للنشاط العقلي المعرفي في قدرات طائفية أولية تمثل اللبنات الأولى للعقل البشري كما تمثل عناصر المادة الوحدات الرئيسية للكون المادي الذي نحيا في إطاره ، وتعتمد فكرة القدرات الطائفية الأولية في جوهرها على تصنيف النشاط العقلي المعرفي إلى أنواع منفصلة غير مرتبطة أو متداخلة وبذلك تصبح العلاقة بين أي قدرتين من هذه القدرات مساوية للصفر ، ويتلاشى التداخل القائم بين مساحتيهما .
وهكذا يختفي مفهوم الذكاء ليحل محله مفهوم جديد يؤكد المواهب العقلية المتعددة ولا يؤكد المحصلة العامة لهذه المواهب .(1)
ويوجد عدة نظريات تقوم على هذا المفهوم وهي :-
نظرية ثرستون :-
لقد صنف الذكاء إلى أربع مستويات وهي تتمثل في الآتي:-
المستوى الأول :- وهو سلوك المحاولة والخطأ وفيه يستطيع الفرد أن يحقق بعض النجاح في سلوكه من خلال هذا المستوى .المستوى الثاني:- وهو عبارة عن الذكاء الإدراكي فالفرد يستطيع أن يدرك المسافة بين شيئين وذلك من خلال وضع خريطة عقلية تنظيمية تسهم في حل المشكلات .
المستوى الثالث:- مستوى الذكاء التخيلي . والتخيل عبارة عن خبرة ذاتيه بحيث يستطيع أن يقوم بحل مشكلات تحتاج إلى خيال ضعيف وهذا يمكن في العمليات الإبداعية أو النواتج الإبداعية .
المستوى الرابع:- مستوى الذكاء التصوري وهو أعلى مستويات الذكاء الذي يستخدمه الفرد من خلال تصورات مجرده تسهم في حل مشكلات معقدة .
وقد توصل ثرستون إإلى مجموعة من القدرات العقلية التي تكون الذكاء وهذه القدرات هي :-
الطلاقة اللفظية – الفهم اللغوي – القدرة العددية –القدرة المكانية –التفكير – التذكر – سهولة الإدراك .(4)
نظرية ثورنديك في الذكاء :-
لقد حاول ثورندايك تفسير الذكاء من خلال دور الروابط العصبية و الذكاء أساسا يعتمد على عدد الوصلات العصبية وتعقيدها ، ويعتقد ثورندايك بوجود فروق وراثية بين الأفراد في قدرتها على تكوين الترابط بين تلك الوصلات العصبية والإنسان بوصفه أكثر الكائنات رقيا بسبب الأجهزة العصبية والعقلية فهو يعتبر الأكثر ذكاءا ، والإمكانات التي توجد لدى الفرد تتيح له الاستفادة من الخبرات العديدة التي يمر بها .
ويرى ثورندايك أن الذكاء عبارة عن مجموعة من الارتباطات لها أهميه سواء في تعلم سلسلة من المقاطع أو في التقدير الوصفي ولهذا فإن الفرد عندما يفشل في حل مشكلة ما فإن ذلك يفسر عن وجود ارتباط خاطئ بين الوصلات العصبية مما يستدعي من الفرد أن يعدل من هذه الارتباطات حتى يستطيع أن يقوم بالحل الصحيح.
ويرى ثورندايك أن الوراثة لها تأثير اكبر من البيئة وفي ضوء ذلك فإن الخبرة يظل دورا ضئيلا في الذكاء ،وكذلك يصف ثورندايك أن التدريب سوف يظل دوره محدود في القدرات العقلية ، ولهذا فإن المواد الدراسية التي يتعلمها الفرد ليس لها أثر على ذكاءه حيث أن كل خبرة منفردة تختزل كارتباط بين مثير واستجابة محدودة كي تستخدم في المواقف التي فيها مباشرة فهي تصنف إلى رصيد المعرفة لدى الفرد لكنها لن تزيد من فعاليته العقلية .
ويرى ثورندايك أن الذكاء ينقسم إلى ثلاثة أنواع وهي :-
1- الذكاء المجرد ويشمل القدرة على معالجة الألفاظ والرموز والتعامل معها.
2- الذكاء الاجتماعي ويظهر في القدرة على فهم الأفراد والتعامل معهم والتفاعل الاجتماعي ، والتصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة .
3- الذكاء الميكانيكي يظهر في القدرة على معالجة الأشياء والمواد العيانية المحسوسة كما يبدو في المهارات الميكانيكية .(4)
نظرية التنظيم العقلي الهرمي :-
نموذج بيرت :
قدم بيرت للتنظيم العقلي في صورة هرمية ، وتتمدد هرمية التنظيم العقلي الهرمي من خلال مستويات عقلية تبدأ بالمستوى الحسي ، ثم المستوى الإدراكي ، والمستوى العلاقي ، وأخيرا المستوى الإرتباطي ، وهكذا يمكن أن يتمثل في الشكل رقم ()
وقد استنبط بيرت نموذجه من خلال تصنيفات جوانب الشخصية المختلفة ، كما أنه اعتمد على مقاييس النشاط المعرفي . ويدل الشكل السابق على انه أبسط المستويات المعرفية هو المستوى الحسي الذي يدل على التميز الحسي للموضوعات وهو أكثر عمومية ويمكن أن يكون أكثر وضوحا في مرحلة الطفولة .
وهذا المستوى يكمن الوصول إليه من خلال الحواس وهو غالبا ما يتم من خلال استخدام الأشياء في صور مادية محسوسة .
اما المستوى لإدراكي فهو الأقرب إلى المستوى لحسي حيث يتم إدراك الموضوعات ويدل هذا المستوى على قدرة الفرد وسرعته الإدراكية في التعامل مع الأشياء .

اما المستوى لإدراكي فهو الأقرب إلى المستوى لحسي حيث يتم إدراك الموضوعات ويدل هذا المستوى على قدرة الفرد وسرعته الإدراكية في التعامل مع الأشياء