النساء واستهلاك التبغ
مشكلة متزايدة
إن مشكلة استهلاك النساء للتبغ هي مشكلة حقيقية ومتصاعدة حول العالم. وتمثل النساء نحو 20 % من المدخنين الذين
يزيد عددهم على المليار مدخن حول العالم، وهذا الرقم في تزايد مستمر. كما أن استهلاك المنتجات الأخرى للتبغ مثل الشيشة
والتبغ غير القابل للتدخين )التبغ المستهلك بالمضغ أو الاستنشاق(، تتزايد بين النساء في العديد من الدول، وخاصة في إقليم شرق
المتوسط. وتحذر اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ من "تزايد التدخين والاستهلاكات الأخرى للتبغ بين
النساء والفتيات حول العالم".
وفي السنوات الأخيرة، ارتفع استهلاك التبغ بين النساء في دول الإقليم، وخاصة بين الفتيات. ويبلغ معدل التدخين بين النساء
البالغات نسباً مرتفعة تصل إلى 10 % في الأردن، و 7% في لبنان، و 6% في تونس واليمن. وبالرغم من أن انتشار التدخين بين الرجال
مازال أعلى منه بين النساء، إلا أن البيانات المتوفرة من المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين الشباب تظهر أن الفجوة بين الجنسين
تتناقص في الأجيال الجديدة من الشباب في بعض البلدان.
الأثر على صحة النساء
إن الآثار الضارة للتبغ تشمل تزايد انتشار الأزمات القلبية، والجلطات، والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي بين النساء،
وبالتحديد:
•النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة والفم والبلعوم والمريء والحنجرة والمثانة والكلية وعنق الرحم، بالإضافة إلى فقر الدم واحتمالات سرطان الثدي. ويتضاعف احتمال الإصابة بسرطان الرئة 13 مرة لدى المدخنات
الحاليات بالمقارنة مع النساء اللاتي لم يدخن في حياتهن. كما أن المرأة المدخنة تتعرض للإصابة بسرطان الرئة أكثر من
الرجل عند نفس معدلات التدخين.
•التدخين سبب رئيسي للإصابة بأمراض الشرايين التاجية لدى النساء، كما أن نسبة الإصابة ترتفع لدى النساء اللاتي يتناولن موانع الحمل عن طريق الفم. وتبلغ نسبة مخاطر التعرض لأمراض الشرايين التاجية )الأزمات القلبية( لدى
النساء المدخنات ضعفها لدى النساء غير المدخنات.
•النساء المدخنات أكثر عرضة للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، وكذلك الالتهاب الشعبي وانتفاخ الرئة.
•النساء المدخنات اللاتي بلغن سن اليأس، تكون عظامهن أقل كثافة، ويكن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وكسور الحوض.
لماذا يتزايد استهلاك التبغ بين النساء؟
يتزايد استهداف شركات التبغ للنساء، وخاصة في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض. حيث تروج شركات التبغ القناعة بأن
التدخين يحافظ على رشاقة المرأة ويجعلها أكثر جاذبية، وأن استهلاك التبغ يمثل رمزاً لتحرر المرأة واستقلالها.
ومع تغير العادات الاجتماعية، أصبح المجتمع أكثر تقبلاً لاستهلاك النساء للتبغ في كثير من الدول. كما أن النساء أكثر استعداداً
لإدمان النيكوتين من الرجال، مما يجعل إقلاعهن عن استهلاك التبغ أصعب. وهن كذلك أكثر استعداداً للتأثر بضغوط الزملاء
والأصدقاء والإقرار بالاعتماد على السيجارة. وقد تجد المرأة صعوبة أكبر من الرجل في الإقلاع عن التدخين بسبب نقص الدعم
الاجتماعي، والخوف من زيادة الوزن، وذلك بفعل القناعة بأن التدخين يحمي من الاكتئاب.
فرصة
إن لدينا فرصة وعلينا مسئولية منع وباء التبغ من الانتشار بين النساء كما هو منتشر بين الرجال. وللمرأة الحق في الحماية من
أضرار استهلاك التبغ من خلال إجراءات دعت إليها اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ. وتشمل هذه
الإجراءات التوعية ومنع تسويق التبغ، والحماية من التدخين السلبي، ودعم الإقلاع عن التدخين. وإذا لم نفعل شيئاً، فسوف
تحدث ملايين الوفيات التي كان من الممكن تلافيها.



http://adf.ly/FhbC1