مقياس الاكتئاب النفسي للمسنين إعداد دكتور نبيل محمد الفحل

مقياس الاكتئاب
النفسي للمسنين
إعداد
دكتور / نبيل محمد الفحل
دكتوراه فى الإرشاد النفسى
جامعة القاهرة

فهرست المحتويات
الموضوعات الرقم
مقدمة 5
مبررات هذا المقياس 5
تعريف الاكتئاب 6
تصنيف الاكتئاب 8
-1 الاكتئاب الداخلي 9
-2 الاكتئاب العصابي 9
-3 الاكتئاب المقنع 10
نظريات الاكتئاب 10
أولاً: النظريات السيكودينامية 10
ثانيًا: النظريات السلوكية 12
ثالثًا: النظريات المعرفية 13
الدراسات السابقة 14
تعليق على الدراسات السابقة 18
إجراءات الدراسة 19
-1 أهداف المقياس 19
-2 عينة الدراسة 19
-3 الصورة الأولية للمقياس 20
-4 مصادر أبعاد وعبارات المقياس 20
أبعاد المقياس 21
ثبات وصدق المقياس 23
أولاً: ثبات المقياس 23
ثانيًا: صدق المقياس 26
طريقة تصحيح مقياس الاكتئاب للمسنين




التحميل
http://raboninco.com/18kmR

او



%D9 - 4.4 MB

مقدمة :
يزداد المكتئبين على مستوى العالم يومًا بعد يوم، فالاكتئاب قد يكون كامنًا لدى بعض الأفراد
دون أن يشعروا بذلك.
والاكتئاب من أكثر العلل تدميرًا للإنسان، إذ يرتبط بالانتحار برباط وثيق، فقد دلت البحوث
على أن ( 50 %) تقريبًا ممن حاولوا الانتحار أو انتحروا فعلاً كانوا يعانون من الاكتبئاب واتزدد
معدلات انتشار الاكتئاب المعلنة بشكل ثابت في العشرين سنة الأخيرة، كما شهدت البلاد المتحضرة
في هذه الفترة الزمنية ذاتها زيادة في كل من عدد محاولات الانتحار وعدد حالات الانتحار الناجحة،
( ومن ثم فإن الحاجة ماسة إلى كشف حالات الاكتئاب وقياس شدته. (عبدالخالق، 1991 ، ص 92
ومن الملاحظ أن الغالبية العظمى من الحالات، لا تلجأ إلى العلاج رغم معاناتها من الكآبة، بل
يعمد بعضهم إلى إنكار حالته، ويفضل البعض الآخر إلى وسيلة أو أخرى يختارها حتى يبدد مشاعر
.( الكآبة لديه. (الشربيني، ب، ت، ص 14
ويزداد الاكتئاب مع المتقدم في العمر، خاصة مرحلة المسنين والمتقاعدين منهم، فقد أثبتت
الدراسات أن المسن الذي لا يعمل أكثر اكتئابًا من المسن الذي يعمل.
ولقد لوحظ أن الباحثين يترادجعون عن دراسة المسنين كمرحلة من مراحل الحياة، ويعزو ذلك
إلى صعوبة التعامل مع هذه العينة بخصائصها الخاصة، والتي تحتاج إلى تعامل خاص مدروس
ومخطط، وقد يعزو ذلك أيضًا إلى قلة الأدوات المناسبة التي تتعامل مع المسنين.
إن هذه الأداة التي بين أيدينا تمثل خطوة في هذا الاتجاه، يسترشد بها الإخصائي النفسي أو
الإخصائي الاجتماعي في المؤسسات التي تتعامل مع المسنين فضلاً عن أنها تفتح الباب أمام الباحثين
لتشخيص مستوى الاكتئاب، إضافة إلى أن هذا المقياس بداية لمقاييس أخرى تصمم لهذه الشريحة
العمرية من حياتنا، حتى نستطيع أن نعطي شيئًا لهؤلاء الآباء والأجداد الذين يذلوا النفيس في
سبيل أبنائهم.
مبررات هذا المقياس:
-1 إن مرحلة المسنين من المراحل التي لم تحظّ بنصيب وافر من البحوث والدراسات، وقد
(6)
يُرجع البعض ذلك إلى صعوبة التعامل مع عينة المسنين، وقد يُرجع البعض الآخر ذلك إلى
ندرة الأدوات التي تتعامل مع المسنين للكشف عن خصائصهم الجسمية والنفسية.
-2 إن عزلة المسنين عن أفراد أسرهم، وفقدهم لدورهم في المجتمع وشعورهم بعدم نفهم
وفقد أهميتهم، كما كان من قبل، جعلهم أكثر عرضة للاكتئاب النفسي بدرجاته المختلفة،
ويزداد الاكتئاب لديهم كما زاد تقدمهم في العمر، كما يزداد الاكتئاب لدى المسنين الذي كانوا
يتقلدون مناصب كبرى ثم أصبحوا ضمن صفوف المتقاعدين.
-3 ضرورة الكشف المبكر عن الاكتئاب لدى المتقاعدين من المسنين حتى لا تتراكم وتتعقد
أحوالهم النفسية، وتتحول إلى اكتئاب مرضى مزمن قد يؤدي بصاحبه إلى الانتحار.
-4 عدم وجود مقاييس مناسبة لقياس الاكتئاب لدى المسنين – على حد علم الباحث – حيث
يطبق الباحثون على المسنين بعض مقاييس الاكتئاب التي صممت للمراحلة الأخرى.
:Depression تعريف الاكتئاب
كما أن الاكتئاب هو قمة الشعور بالحزن، حيث يشعر المكتئب باليأس الشديد، وهذا اليأس في
مواجهة الأمل، ويشعر بعدم السعادة، والتشاؤم ولديه شعور بالفتور، وغير قادر على اتخاذ قرار...
وأن للاكتئاب جذورًا في اللاشعور، وأن الشعور بالذنب ناتج عن حسابات قديمة وربما ازدواجيه لا
(Kolb, 1968, pp. 106- شعورية. ( 104
فالمسن المكتئب يفقد ذاته، وتوازنه الشخصي، وتوافقه مع العالم الخارجي، ويشعر أنه فقد كل
شيء ويسير "أوتو فينخل" إلى أن الاكتئاب فقدان لتقدير الذات بدرجة أو بأخرى، فالصيغة الذاتية
تكون "إني فقدت كل شيء، الدنيا الآن خاوية، وذلك إذا كان فقدان تقدير الذات يرجع بصفة
.( أساسية إلى فقدان الإمدادات الداخلية من الأنا العليا" (فينخل، 1969 ، ص 758
والاكتئاب هو حالة من الألم النفسي يصل إلى الميلانخوليا ضرب من جحيم العذاب مصحوبًا
بالإحساس بالذنب شعوري، وانخفاض ملحوظ في تقدير النفس لذاتها، ونقصان في النشاط العقلي،
.( والحركي، والحشوي". (زيور، 1975 ، ص 12
أما بالنسبة لأعراض الاكتئاب فيتناوله البعض بقولهم "نحن جميعًا نعيش ونشعر بالعشرة، على
(7)
Passivity الأقل نشعر بها دون قصد، وفي حالة الاكتئاب، فإن المكتئب يشعر بالحزن والسلبية
وبصوته البطيء الذي يخرج بعصوبة بالغة، تراوده أفكار انتحارية، والشعور بفقدان الأمل، وفقدان
وفقدان الاهتمام من الأخرين، وفقدان الشهية والقابلية ،indecisiveness المساعدة، والتردد
Seligman et al 1976, p. ) للتعب والملل، كل هذه أعراض معروفة بالنسبة لاضطراب السلوك
.(158
كما أن الاكتئاب حالة من الحزن الشديد المستمر، نتج عن الظروف المحزنة الأليمة التي تعبر
.( عن شيء مفقود، وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه (زهران، 1977 ، ص 429
وذكر "إيزنك" – نقلاً عن السماحي 1982 م – أن الاكتئاب عبارة عن فئة معقدة من الأعراض،
وعدم الاستجابة وفقدان الدافعية، وكف حركي وعقلي إلى جانب أفكار نمطية واضطرابات جسمية
.( غير محدودة. (السماحي، 1982 ، ص 19
وكذلك فإن الكتئاب يعني الحزن وعدم السعادة والشعور بالوحدة، وباليأس وهو خفض في
مستوى الطاقة، والميل إلى البكاء، بصره لا يستقر على شيء، أركان فمه منحية، لا يبتسم أبدًا، وقد
يبتسم نادرًا ابتسامة باهتة، يستجيب ويتحرك ببطء، يشكو من عدم القدرة على التركيز، ويجد
صعوبة في اتخاذ القرارات، وإن اتخذها فهو غير متأكد منها، تضعف طاقة المريض فلا يمكنه أن
يشرع في مهامه اليومية، تقل شهيته للطعام أو يفقدها، وعادة ما ينخفض وزن المريض بسبب
مشكلات التغذية، وتبدو عليه اضطرابات النوم في صورة الاستيقاظ المبكر، إذ عادة ما يستيقظ
المريض في الساعات الأولى من السباح بعد منتصف الليل ببضع ساعات، ولا يستطيع النوم بعد
.( ذلك، والصعوبة في بدء النوم، والنوم المتقطع القلق (إسماعيل، 1983 ، ص 496
ونستخدم لفظ الاكتئاب لنعبر به عن حالتين، عن حالة مرضية، وعن حالة انخفاض المزاد الذي
يتكرر نتيجة ضغوط الحياة، ففي السياق الإكلينيكي، فإن لفظ اكتئاب لا يشير إلى مجرد انخفاض
المزاج، ولكن يشير إلى نوع من الاضطرابات الجسمية، فكل هذه التغيرات من الممكن أن تكون
موجودة، ولكن ليس بالضرورة أنها تشخص الاكتئاب كمرض، والفيصل الوحيد هو أن تكون هذه
.(Willner, 1985, p. الحالة المرضية موجودة على الأقل لمدة أسبوع ( 35
كما أن هناك بعض المحاولات التي تفسر الاكتئاب على أنه شعور المرء بحالة من اليأس بسبب
عدم تحقيق أهداف الحياة، حيث إن مسئولية الفرد هنا بالنسبة لليأس إنما تعزى إلى تصور وعجز
(8)
شخصي، وطالما يصبح وظيفة إدراك الفرد لاحتمال النجاح، فإن الاحتمال المدرك هذا سوف يحدو بنا
نحو تشخيص حالة الفرد بأنها اكتئاب. وطبقًا لآراء "لختنبرج" فإن كل فرد يرى نجاحه أو فشله
يكمن وراء ثلاثة خطوط:
الأول: فيما يتعلق بالموقف الخاص.
الثاني: فيما يتعلق بالحاجات والأهداف ككل.
الثالث: فيما يتعلق بأشكال السلوك المختلفة التي تزيد أو تقلل من احتمال النجاح.
( (ليفيت لوبين، 1985 ، ص 85
كما أن المكتئب شخص فقد الحماس، وفقد الاهتمام وعدم الإحساس بالفرحة لأي شيء، تبلد
الإحساس وكأن شيئًا مات داخله، أو أن الحياة ماتت من حوله، أو أنه هو شخصيًا مات... ومريض
الاكتئاب يشعر بالذنب، كما أنه يحقر من ذاته، ويقلل من شأنه، يشعر بالإثم والخطيئة والعار
الذي جلبه على أسرته، قد يشعر بأن قلبه قد توقف، أو أن عقله فقد قدراته، هذه الأغراض الأخيرة
تشير إلى أن الاكتئاب قد وصل ذروته، وهذا ما يجب أن ننتبه إليه بشدة، إذ قد ينهى المريض
.( حياته في لحظة (صادق، 1989 ، ص 19
تتناول التعريفات اسابقة للاكتئاب في جزء كبير منها أعراض الاكتئاب بصوره المختلفة البسيطة
منها والحادة، فهي ترسم لوحة شبه متكاملة للاكتئاب.
وبناء على ما تقدم من مجموعة التعريفات، فإن الباحث يمكن أن يستخلص الأعراض التالية
للمكتئبين، والتي علم أساسها تتم بناء الأداة التي تقيس الاكتئاب لدى المسنين، إن الاكتئاب هو
حالة من فقدان دافعية المسن وزيادة درجة العدوانية الموجة نحو الذات، وانقاد الذات، والشعور
بالذنب، والشعور باليأس، وعدم السعادة والتشاؤم، وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات، وفقدان
الاهتمام بالآخرين، والشعور بقمة الحزن، وفقدان الشهية للطعام، وترديد الأفكار الانتحارية.
تصنيف الاكتئاب:
هناك صعوبة في تصنيف الاكتئاب نظرًا للعدد الكبير من الأنواع الفرعية حيث يصنف كمزاج
وكعرض وكزمله أعراض...إلخ، ولقد كان لجمعيات علم النفس جهودًا كبيرة في عملية التصنيف،
(9)
إلا أن هذه العملية غير ثابتة، وذلك لكثرة تغيير التصنيف من آن لآخر، ولهذا فإن الباحث الحالي
لن يحقق التتبع الزمني لتصنيفات الاكتئاب، ولكن سعرض جانبًا من هذا التصنيف.
-1 الاكتئاب الداخلي – الاكتئاب التفاعلي
"Endogenous depression, Reaction depression"
حيث وضع بعض الباحثين عددًا من التصنيفات المختلفة، كان أوضحها ما قام به ميندلز
حيث يفرق بين الاكتئاب الداخلي في مواجهة الاكتئاب التفاعلي، ويشير إلى أن (اكتئاب Mendels
الداخلي يتصف صاحبه بالتخلف، والاكتئاب الشديد، وضعف النشاط التفاعلي مع البيئة، وفقدان
الاهتمام بالحياة، وأعراض جسمية، والبطء الشديد، وأرق منتصف الليل، والشدة مع الذات، ونقص
الوزن، والاستيقاظ المبكر، ولاشعور بالذنب، والأفكار الانتحارية، أما الاكتئاب التفاعلي فيتصف
صاحبه بالتخلف البسيط، قلة حدة الاكتئاب، تفاعل نشاطي أكثر مع البيئة، قلة فقدان الاهتمام
بالحياة، وأعراض جسمية بسيطة، عدم البطء، قلة الشعور بالأرق الليلي، الاهتمام الزائد بالذات،
نقص الاستيقاظ المبكر، قلة الشعور بالذنب وقلة الميل إلى الانتحار).
(Seligman et al, p. 170)
-2 الاكتئاب العصابي – الاكتئاب الذهاني
"Neurotic depression, psychotic depression"
وهناك من يفرق بين الاكتئاب العصابي والاكتئاب الذهاني، فالاكتئاب العصابي غير عميق الجذور
لا يصاحبه الهلوسة، يدرك صاحبه مرضه، ويسعى للعلاج، أما الاكتئاب الذهاني، فيصاحبه جمود
انفعالي، ويندر معه التعاطف الشعوري، والابتسام الموضوعي، والتجاوب مع مثيرات الفرح، يحقر
ذاته ويدين نفسه... تراوده فكرة الانتحار، لا يسعى للعلاج.
( (زهران، 1977 ، ص 435
كما أن الاكتئاب الذهاني هو أكثر الأنواع خطورة حيث يشعر المريض باليأس التام والعجز
والتفاهة وعدم الأهمية كما تراوده