دراسات معاصرة في علم النفس المعرفي الأستاذ الدكتور مهند محمد عبد الستار

دراسات معاصرة في
علم النفس المعرفي
الأستاذ الدكتور
مهند محمد عبد الستار
الطبعة الأولى
1432 ه- 2011 م

الفهرس
المقدمة ........................................................................................................................................................... 7
اثر المخططات العقلية والسيادة النصفية في قياس الخرائط المعرفية .................................................................... 11
اثر تعقيد العزو والتعرض المتكرر في التدوير العقلي ........................................................................................... 57
اثر كشف ألذات ومحتوى الرسالة في الحيز الشخصي .......................................................................................... 105
الاعتقاد بعشوائية العالم وأثره في فقدان الأمل . ................................................................................................ 169
تطور مهارات التفكير ما وراء المعرفي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية .................................................................... 195
تأثير الإخفاقات المعرفية والسيادة النصفية للدماغ في حل التناظرات اللفظية لدى
تلاميذ المرحلة الابتدائية .................................................................................................................................. 219
اثر طبيعة اللون في إدراك العمق . ...................................................................................................................... 271
الشعور بالذات وعلاقته بالكآبة لدى طلبة الجامعة ............................................................................................ 289
مفهوم الذات وعلاقته بمركز السيطرة لدى الأطفال ............................................................................................. 369
الانتماء الاجتماعي وعلاقته بالتوجه نحو القوة الاجتماعية لدى طلبة الجامعة .....................................................

الرابط https://www.file-upload.com/rkag50zo9w1o
335

عدل سابقا من قبل health psychologist في الأحد يونيو 14, 2020 2:17 am عدل 2 مرات

http://raboninco.com/yDKF
رابط اخر

المقدمة
سعى التوجه المعرفي في علم النفس الى بلورة مناهج جديدة استهدفت سبر أغوار النفس
البشرية من بوابة العقل والعمليات الناجمة عنه فكان احد اهم هذه المناهج علم النفس المعرفي
التجريبي الذي مد الدارسين بمعلومات قيمة بخصوص القدرات العقلية للإنسان والياتها وفعالياتها
المتنوعة.
بين يديك عزيزي القارئ المتخصص عشرة بحوث كلها منشورة في مجلات علمية متخصصة
تصدت لموضوعات اعتقد أنها مهمة في ميدان الدراسات النفسية تفيد القارئ المتخصص والباحث عن
إرواء الظما السايكولوجي .
لقد اجتهدت في توظيف المنهج التجريبي في هذه الدراسات ابغي من ذلك أهداف عدة منها
التعريف بعلم النفس المعرفي التجريبي بوصفه احد التوجهات المعرفية الحديثة ثم توضيح طبيعة
العلاقات السببية التي تربط بين المفاهيم العقلية المعرفية بعضها البعض وأخيرا إرشاد الباحث
المتخصص الى آلية استخدام البحث التجريبيي في هذا الميدان كما ان التصاميم التجريبية والوسائل
الإحصائية المتبعة في هذه الدراسات يمكن ان تساعد القارئ العزيز في تلمس الطريق الأمثل لهذا النوع
من البحوث.
وقد تضمنت هذه البحوث مفاهيم جديدة على ما أظن واعتقد في ميدان علم النفس
المعرفي منها المخططات العقلية والخرائط المعرفية والتدوير العقلي وتعقيد العزو وغيرها من المفاهيم
التي تهم القارئ المتخصص والقارئ الباحث عن المعرفة والثقافة السايكولوجية ولا ادعي لنفسي
الانفراد بهذه المفاهيم وإنما هي ثمرة الجهود المبذولة في الاستقصاء والتحري عما هو جديد في ميدان
التخصص.وإذا كان هناك من يستحق الشكر
8
على هذا الانجاز فهو للباحثين الرائعين الذين سبقوني في هذا الميدان وفتحوا لي أبوابا مشرعة للبحث
والتقصي. اعتذر للقارئ الكريم عن أي خطأ او تقصير غير مقصود والتمس منهم العذر فيما قدمت
وادعيت. و الله ولي التوفيق
مهند محمد عبد الستار
أيار /مايو/

اثر المخططات العقلية والسيادة النصفية في قياس الخرائط المعرفية
مشكلة البحث
تتفق الدراسات على إن فعالية الإنسان تبنى على صورة العالم الخارجي وان المفاهيم المتعلقة
بالمكان والعلاقات المكانية تؤدي دورا جوهريا في البناء النفسي والمعرفي بكل مستوياته بدأ من إدراك
هذا يعني إن المعرفة المكانية تهتم (Chalmer,1996,p: صور الأشكال إلى التشكيل الهندسي له. ( 125
بصفات المجال وخصائصه وأصنافه ومتعلقاته التي يخضع لها الفرد ويقوم بخزنها واسترجاعها عند
(Churchland,1989, p: الحاجة حيث تنشأ على أساسها تمثيلات فنية وهندسية ذات معنى واضح.( 59
وإذا كانت الفعاليات المعرفية تقوم أساسا على تكوين مفاهيم عن الأشياء والأشخاص
والأحداث الزمنية والمكانية فأن خصائص هذه المفاهيم يمكن أن توظف لتمييز الهيأت من خلال
أشكالها وتراتباتها وتمثيلاتها الزمنية أو من خلال النقاط البارزة فيها كالمسافات والأحجام والأشكال
على وفق خرائط معرفية تحمل في طياتها تنظيمات عقلية ذات معالجات آنية للموقف.
(Clyton,1994,p:271)
وقد بين جونسن(إن الناس يمتلكون مخططات عقلية وخرائط معرفية من خلالها تتمثل البيئة
المحيطة بهم وان حسن الفعالية أو الجودة في الأداء ضمن هذه البيئة أو تلك إنما تتأتى من وجود
مخططات مكانية للبيوت والشوارع والأماكن الأخرى والتي تشكل بمجملها جوهر المعرفة المكانية التي
وقد أشار بارتلت إلى أن المخططات بوصفها تركيبات عقلية تهدف (jonson,1963,p: تتعلق ببيئتهم ( 621
إلى تنظيم المعلومات الداخلة من البيئة بطريقة ذات معنى تساعد في تمثيل الخصائص أو الأنواع
الأساسية للموضوعات والأحداث ولم ينف بارتلت إن الناس عموما يعيدون تريب تلك الأحداث
(Robert,2001,p: والصور والموضوعات مع تفاصيلها بطريقة تتفق وخبراتهم الخاصة ( 66
إن دراسة دور وأهمية عملية معالجة المعلومات في بناء فعاليات سلوكية منظمة ومستقرة
دراسات معاصرة في علم النفس المعرفي
12
اثر المخططات العقلية والسيادة النصفية في قياس الخرائط المعرفية
وفاعلة تتمثل في سؤال نظري ذي أهمية كبرى يتعلق بالكيفية التي يتمثل بها الناس البيئات المختلفة
وماهية المعلومات التي يستخدمونها في إدارة هذه المعرفة وما دور الذاكرة والفهم في صيرورة هذه
المعلومات الزمنية والمكانية برموزها ودلالاتها المتنوعة وطريقة تمثلها في نظام المعرفة بشكل عام وفي
أنظمة الذاكرة بشكل خاص .
إن عملية معالجة المعلومات هي سلسلة منظمة ومتناغمة من الفعاليات العقلية فالإدراك
بوصفه عملية معرفية يتم من خلاله تنظيم المعلومات التي يستقبلها الفرد في لحظة ما أو هو عملية
تفسير وتنظيم المعطيات الحسية التي تصلنا بها الأحاسيس لزيادة وعينا بما يحيط بنا وبدواتنا وهو لا
حيث يتم وضع المثير المنتقى أو (Attention) يدرك هذه المعلومات إلا بعد أن تحدث عملية الانتباه
(Margaret, 1994, p المعلومة المختارة في بؤرة الشعور أو ما يعرف بمركز الوعي ( 43
والانتباه, فإذا كان (Sensation) ويمكن القول إن عملية الإدراك تلي عمليتي الإحساس
الإحساس هو اكتشاف وتسلم المثيرات الحسية المختلفة (السمعية والبصرية والشمية واللمسية) عبر
الأجهزة الحسية ونقلها إلى الدماغ, فأن الانتباه يتضمن وضع هذه المثيرات (المعلومات) في مركز الوعي
أو الشعور, أما الإدراك فهو عملية إضفاء المعنى لهذه المعلومات على إن عملية الإدراك هذه تنتظم
وفق مخططات عقلية تعمل على تنظيم الأحداث سواء كانت أحداثا زمنية أو ص ورية تنطوي هي
إن مستويات التنظيم في (barker) الأخرى على تفصيلات أكثر دقة وتعقيدا, وفي هذا الصدد أشار بيركر
الصور تقوم بدور كبير في تذكر تفصيلات الأشكال داخل تلك الصور وان التنظيم الداخلي للعلاقات
(jean:1986:p: ينبغي أن يكون متناغما داخل هذه الصور بحيث يؤدي إلى فهم واضح لتلك الصور ( 34
ولقد أثارت معرفة الكيفية التي يدرك بها الأفراد بيئتهم والاستجابة لها اهتمام العديد من
العلماء والباحثين ابتداء من دراسات تولمان عام 1948 مرورا بدراسات وتكن عام 1950 وحتى وقتنا
الحاضر حيث اهتمت أساسا بالتعرف على أنماط

اثر المخططات العقلية والسيادة النصفية في قياس الخرائط المعرفية
مشكلة البحث
تتفق الدراسات على إن فعالية الإنسان تبنى على صورة العالم الخارجي وان المفاهيم المتعلقة
بالمكان والعلاقات المكانية تؤدي دورا جوهريا في البناء النفسي والمعرفي بكل مستوياته بدأ من إدراك
هذا يعني إن المعرفة المكانية تهتم (Chalmer,1996,p: صور الأشكال إلى التشكيل الهندسي له. ( 125
بصفات المجال وخصائصه وأصنافه ومتعلقاته التي يخضع لها الفرد ويقوم بخزنها واسترجاعها عند
(Churchland,1989, p: الحاجة حيث تنشأ على أساسها تمثيلات فنية وهندسية ذات معنى واضح.( 59
وإذا كانت الفعاليات المعرفية تقوم أساسا على تكوين مفاهيم عن الأشياء والأشخاص
والأحداث الزمنية والمكانية فأن خصائص هذه المفاهيم يمكن أن توظف لتمييز الهيأت من خلال
أشكالها وتراتباتها وتمثيلاتها الزمنية أو من خلال النقاط البارزة فيها كالمسافات والأحجام والأشكال
على وفق خرائط معرفية تحمل في طياتها تنظيمات عقلية ذات معالجات آنية للموقف.
(Clyton,1994,p:271)
وقد بين جونسن(إن الناس يمتلكون مخططات عقلية وخرائط معرفية من خلالها تتمثل البيئة
المحيطة بهم وان حسن الفعالية أو الجودة في الأداء ضمن هذه البيئة أو تلك إنما تتأتى من وجود
مخططات مكانية للبيوت والشوارع والأماكن الأخرى والتي تشكل بمجملها جوهر المعرفة المكانية التي
وقد أشار بارتلت إلى أن المخططات بوصفها تركيبات عقلية تهدف (jonson,1963,p: تتعلق ببيئتهم ( 621
إلى تنظيم المعلومات الداخلة من البيئة بطريقة ذات معنى تساعد في تمثيل الخصائص أو الأنواع
الأساسية للموضوعات والأحداث ولم ينف بارتلت إن الناس عموما يعيدون تريب تلك الأحداث
(Robert,2001,p: والصور والموضوعات مع تفاصيلها بطريقة تتفق وخبراتهم الخاصة ( 66
إن دراسة دور وأهمية عملية معالجة المعلومات في بناء فعاليات سلوكية منظمة ومستقرة