بقلم أ. د. عبد الستار إبراهيم
سيكتشف صاحب أي نظرة تقييمية أمينة لتطور مناهج
العلاج النفسي في علم النفس والطب النفسي المعاصر أن هناك
إرثا ضخما من الإنجازات تحقق في وسائل تشخيص و طرق علاج مختلف
الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية. لكن هذه الإنجازات بالرغم من ضخامتها لم
تمنع من تطور إحدى المعضلات الأساسية التي تواجه ممارسة العلاج النفسي عندما
نكتشف أن المعضلة الأساسية التي تواجه تطور العلاج النفسي الحديث ليست في
مقدار الانجازات التي تحققت في وسائل التشخيص و طرق العلاج ، و إنما في
التوجهات التي فرضت نفسها على الممارس النفسي في تقليد النموذ ج الطبي في
تعامله مع شتى الاضطرابات النفسية بصفتها أمراض كأي أمراض عضوية أخري،
أي مثل دور الطبيب في حالات المرض العضوي يبدأ دوره بتشخيص المرض و
ينتهي دوره عندما يتحقق بأن المرض قد أزيل أو في طريقه للزوال.
خبراء الصحة النفسية و أعلام العلاج النفسي المعاصر يتفقون اليوم أن
العلاج النفسي عملية تختلف عن العلاج الطبي من حيث أدواته التشخيصية كما
أن أهدافها لا تنتهي بالتخفف من المرض أو إزالة أعراض الاضطراب النفسي
فحسب. إن العلاج النفسي، بعبارة أخري، لا يمكن أن يحقق فاعليته دون أن
تتطور أدواته التشخيصية و تطوع لا كتشاف الجوانب و القوي الإيجابية في
الشخصية و دون أن تتطور تقنياته في العلاج النفسي بهدف تنمية تلك الجوانب
الإيجابية والقوى الشخصية ووضع البرامج الملائمة لتعزيزها وتطويرها
وتمشيا مع منطق هذه اللحظة التاريخية من تطور العلاج النفسي، تطورت
معها تيارات من التفكير بهدف إثراء عمليات العلاج النفسي من بينها و أهمها
على الإطلاق ما يعرف اليوم بحركة علم النفس الإيجابي.
حركة علم النفس الإيجابي يحدوها في عمومها توجه من التفكير تتم على
أساسه معالجة محتلف القضايا النفسية والاجتماعية التي يهتم بها علماء النفس،
ومن بين هذه القضايا الأساسية التي قطع فيها الاتجاه الإيجابي السيكلوجي شوطا
لا بأس به ما يتعلق بقضابا فهم المرض النفسي و علاجه.
علماء النفس الإيجابي يتفقون بشكل عام بالرغم من بعض الاحتلافات
النظرية بينهم في أن الاضطراب النفسي من قلق أو خوف أو كآبة لا يجب
النظر إليه ولا أن نتعامل معه كما نتعامل مع أي مرض عضوي ينتهي علاجه
بالتخلص من أعراضه المرضية. الواقع أن العلاج النفسي الإيجابي لا يتوقف
بالتخلص من الأعراض بل يبدأ بالتخلص من الأعراض، أي أن علاج
الأعراض المرضية ماهو إلا نقطة بداية لما يجب أن تتطور له بعد ذلك حياة
المريض النفسي من انجازات و تغيرات إيجابية بعد التخلص من حشائش الضرر
النفسي التي تسببت فيها أعراض المرض. بعبارة أخري، علاج المرض النفسي
لا يتوقف بالتخلص من أنواع السلوك المرضي و لا من ألأفكار و الأبنية
المعرفية التي تستند عليها هذه الأعراض، بل أيضا بالتركيز على الجوانب
الإيجابية وجوانب الصحة والقوة لتغذيتها بالمزيد من التطوير و الدعم. الصحة.
ولهذا فمحك فاعلية العلاج النفسي والحكم بالصحة النفسية أو العقلية تتطلب
التخلص من المرض والتخفف من الأعراض التي تصيب الشخص نتيجة لهذا
المرض، وتتطلب فضلا عن هذا أن يتسم سلوك الفرد بخصائص صحية جديدة
يمكن من خلالها أن نحكم عليه بأنه مثلا أصبح يتصف بالإيجابية والفاعلية
والرضا النفسي وغيرها من الصفات الدالة علي الصحة النفسية والاتزان
الاجتماعي والوجداني.
هناك أيضا كثير من الدلائل تقدمها لنا الممارسة الإكلينيكية وبينت أن تركيز
العلاج علي جوانب القوة وإعانة الشخص على اكتشاف الجوانب الإيجابية في
تفكيره وسلوكه تحقق له أو لها كثيرا من النجاح في العملية العلاجية.
وٍالتفكير الإيجابي لحسن الحظ أسلوب ومهارة وفن يمكن لنا أن نتعلمه ونتدرب
عليه. ويشهد المتابع للتطور في فنون العلاج النفسي، يشهد في الفترة الراهنة
نقلة جوهرية في عمليات العلاج النفسي بالتركيز على تدريب ودعم جوانب القوة
في الشخصية، وتثبت أن هذا النوع من التدريب لا يقل قيمة عن مجرد التخلص
من أعراض المرض والاضطراب لما يساهم به من تغيير وتطوير الشخصية.
من هنا يشعر الإنسان بسعادة حقة عندما يجد كتابا عن علم النفس الإيجابي
بهذا الوزن و بهذا الجهد الذي بذله في تأليفه الدكتور محمد السعيد عبد الجواد
أبو حلاوة.
في هذا الكتاب ستجد تركيزا مكثفا من الكاتب على نظرية هامة من نظريات
علم النفس الإيجابي التي تطورت على يد ""مارتين سيليجمان" الرئيس السابق
للجمعية النفسية ألأمريكية و وزميله "سيتشهيمالي." وبالرغم من أن حركة علم
التنفس الإيجابي لم تبدأ بنظريات سليجمان و سيتشهيمالي و لن تنته بانتهاء
أفكارهما في هذا الصدد، فسيبقي لوجهة نظرهما الوزن المعاصر ألأكبر في
تطور هذه الحركة، ومن هنا تأتي أهمية كتاب الدكتور أبوحلاوة، في اعتقادي أنه
فبتناوله لأبعاد هذه النظرية و ضع إصبعه مبكرا في تراثنا العربي على أبعاد
حركة العلاج الإيجابي في أفضل و أهم مدخل لفهم هذه النظرية وتطورها على
المستويين الأكاديمي و التطبيقي. فانت ستجد في هذا الكتاب مدخلا سلسا
للتعرف على هذا الفرع بصفته من أحد فروع علم النفس الأساسية التي تركز
على تحسين الأداء النفسي الوظيفي العام للإنسان إلى ما هو أبعد من مفهوم
التخلص من الأمرض النفسية بمعناها التقليدي. و الاهتمام فضلا عن ذلك و أكثر
من ذلك بما هو أبعد من المفهوم الطبي التفليدي و ذلك بالتركيز على محددات
السعادة البشرية ومن ثم إتاحة الفرص التي تمكننا من توظيف طاقات القوي التي
نملكها الي أقصى حد ممكن ووصولاً إلى الرضا عن الذات وعن الآخرين وعن
العالم بصفة عامة. وبصورة عامة،
و ما يجعل من علم النفس الإيجابي من إحدى النظريات الأساسية التي
سترتبط بتطور علم النفس و بتطور العلاج النفسي و علم النفس الاكلنيكي بشكل
خاص ما تكشفه لنا البحوث (الآلاف منها على أضعف تقدير) التي تبين أن
الفرد الإيجابي شخص سعيد يتصف بالرؤية المشرقة، والمقدرة على إدارة
الأزمات و بمشاعر إيجابية متفائلة، الشخص االإيجابي يتسم فضلا عما يميزه أو
يميزها من سلوك التفاؤل و الرضا والازدهار ، يتسم بتعدد استراتيجي ات
المواجهة الإيجابية والضبط الشخصي للمشاعر والأفكار السلبية عن د مواجهة
مختلف التوترات و ضغوط الحياة. وهو- أو هي- يتميز بالقوى والموارد
النوعية الإيجابية التي تتعزز بما يملك من مشاعر السعادة والرضا عن الحياة.
إنه لايحقق فوزه بالتحرر امن قسوة الماضي والاكتفاء باتخلص من براثن
الاضطراب النفسي، ولكن أيضا بقدراته التطورة على تخطي الفشل، وتحمل
الصعاب و الصمود في مواجهة مواقف و ضغوط الحياة ليخرج منها فائزا و
محققا الفوز لذاته و للأخرين من حوله،
وستتعلم من هذا الكتاب أن وصف مفهوم الإيجابية يعتبر مدخلا مناسب ا
أيضا لتعريفها، فمن السهل دائما أن نتعرف علي المفاهيم النفسية بوصف
محتواها من أن نعرفها بتعريف جامع مانع. ومن ثم يمكن وصف الإيجابيين من
الناس بانهم طائفة متنوعة ولكن تجمعهم صفات مشتركة عندما يتطلب الأمر
منهم القيام بالتصرف في مواقف التوتر و الضغط النفسي. فبسبب ما يتبنونه
من معتقدات نجدهم يتصرفون بدرجة عالية من الكفاءة والعقلانية والفاعلية
الاجتماعية و في إطار من الصحة النفسية على المستوي الفردي والاجتماعي .
بعبارة أخرى، لا يمكن النظر للتفكير الإيجابي بمعزل عن الجوانب الأخرى من
الشخصية بما فيها:
كتاب الدكتور أبو حلاوة يشتمل على جوانب كثيرة وأدلة مفصلة من البحث
العلمي والتنظير ستجعل منه مرجعا رئيسيا من المراجع المبكرة البارزة في
المكتبة العربية وفي أي برنامح دراسي لتنمية المهارات الاكلنيكية في العلاج
النفسي الإيجابي. وبتركيزه على أهم نظريتين معاصرتين في علم النفس
الإيجابي- عند " سليجمان" و :سيتشيناهي"- جعلت منه إضافة متميزة
ورصينة لهذه الحركة في اللغة العربية من حيث تعريفنا بابعاد هذه النظرية و
متضمناتها وهي إضافة تحسب له دون شك. وأثق شخصيا أن قدرة المؤلف
على استيعاب أكثر الجوانب تعقيدا من هذه النظرية كما تبدت في هذا الكتاب
ستمكنه مستقبلا من أن يتطور بها على المستوي التطبيقي والاكلنيكي وقضايا
الممارسة المهنية وهو ما ننتظره منه قريبا إن شاء الله.
الأستاذ الدكتور: عبدالستار إبراهيم
قرية الياسمين جرينلند- مدينة أكتوبر- مصر
يوليو 2010
التحميل
http://adf.ly/rutXM
سيكتشف صاحب أي نظرة تقييمية أمينة لتطور مناهج
العلاج النفسي في علم النفس والطب النفسي المعاصر أن هناك
إرثا ضخما من الإنجازات تحقق في وسائل تشخيص و طرق علاج مختلف
الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية. لكن هذه الإنجازات بالرغم من ضخامتها لم
تمنع من تطور إحدى المعضلات الأساسية التي تواجه ممارسة العلاج النفسي عندما
نكتشف أن المعضلة الأساسية التي تواجه تطور العلاج النفسي الحديث ليست في
مقدار الانجازات التي تحققت في وسائل التشخيص و طرق العلاج ، و إنما في
التوجهات التي فرضت نفسها على الممارس النفسي في تقليد النموذ ج الطبي في
تعامله مع شتى الاضطرابات النفسية بصفتها أمراض كأي أمراض عضوية أخري،
أي مثل دور الطبيب في حالات المرض العضوي يبدأ دوره بتشخيص المرض و
ينتهي دوره عندما يتحقق بأن المرض قد أزيل أو في طريقه للزوال.
خبراء الصحة النفسية و أعلام العلاج النفسي المعاصر يتفقون اليوم أن
العلاج النفسي عملية تختلف عن العلاج الطبي من حيث أدواته التشخيصية كما
أن أهدافها لا تنتهي بالتخفف من المرض أو إزالة أعراض الاضطراب النفسي
فحسب. إن العلاج النفسي، بعبارة أخري، لا يمكن أن يحقق فاعليته دون أن
تتطور أدواته التشخيصية و تطوع لا كتشاف الجوانب و القوي الإيجابية في
الشخصية و دون أن تتطور تقنياته في العلاج النفسي بهدف تنمية تلك الجوانب
الإيجابية والقوى الشخصية ووضع البرامج الملائمة لتعزيزها وتطويرها
وتمشيا مع منطق هذه اللحظة التاريخية من تطور العلاج النفسي، تطورت
معها تيارات من التفكير بهدف إثراء عمليات العلاج النفسي من بينها و أهمها
على الإطلاق ما يعرف اليوم بحركة علم النفس الإيجابي.
حركة علم النفس الإيجابي يحدوها في عمومها توجه من التفكير تتم على
أساسه معالجة محتلف القضايا النفسية والاجتماعية التي يهتم بها علماء النفس،
ومن بين هذه القضايا الأساسية التي قطع فيها الاتجاه الإيجابي السيكلوجي شوطا
لا بأس به ما يتعلق بقضابا فهم المرض النفسي و علاجه.
علماء النفس الإيجابي يتفقون بشكل عام بالرغم من بعض الاحتلافات
النظرية بينهم في أن الاضطراب النفسي من قلق أو خوف أو كآبة لا يجب
النظر إليه ولا أن نتعامل معه كما نتعامل مع أي مرض عضوي ينتهي علاجه
بالتخلص من أعراضه المرضية. الواقع أن العلاج النفسي الإيجابي لا يتوقف
بالتخلص من الأعراض بل يبدأ بالتخلص من الأعراض، أي أن علاج
الأعراض المرضية ماهو إلا نقطة بداية لما يجب أن تتطور له بعد ذلك حياة
المريض النفسي من انجازات و تغيرات إيجابية بعد التخلص من حشائش الضرر
النفسي التي تسببت فيها أعراض المرض. بعبارة أخري، علاج المرض النفسي
لا يتوقف بالتخلص من أنواع السلوك المرضي و لا من ألأفكار و الأبنية
المعرفية التي تستند عليها هذه الأعراض، بل أيضا بالتركيز على الجوانب
الإيجابية وجوانب الصحة والقوة لتغذيتها بالمزيد من التطوير و الدعم. الصحة.
ولهذا فمحك فاعلية العلاج النفسي والحكم بالصحة النفسية أو العقلية تتطلب
التخلص من المرض والتخفف من الأعراض التي تصيب الشخص نتيجة لهذا
المرض، وتتطلب فضلا عن هذا أن يتسم سلوك الفرد بخصائص صحية جديدة
يمكن من خلالها أن نحكم عليه بأنه مثلا أصبح يتصف بالإيجابية والفاعلية
والرضا النفسي وغيرها من الصفات الدالة علي الصحة النفسية والاتزان
الاجتماعي والوجداني.
هناك أيضا كثير من الدلائل تقدمها لنا الممارسة الإكلينيكية وبينت أن تركيز
العلاج علي جوانب القوة وإعانة الشخص على اكتشاف الجوانب الإيجابية في
تفكيره وسلوكه تحقق له أو لها كثيرا من النجاح في العملية العلاجية.
وٍالتفكير الإيجابي لحسن الحظ أسلوب ومهارة وفن يمكن لنا أن نتعلمه ونتدرب
عليه. ويشهد المتابع للتطور في فنون العلاج النفسي، يشهد في الفترة الراهنة
نقلة جوهرية في عمليات العلاج النفسي بالتركيز على تدريب ودعم جوانب القوة
في الشخصية، وتثبت أن هذا النوع من التدريب لا يقل قيمة عن مجرد التخلص
من أعراض المرض والاضطراب لما يساهم به من تغيير وتطوير الشخصية.
من هنا يشعر الإنسان بسعادة حقة عندما يجد كتابا عن علم النفس الإيجابي
بهذا الوزن و بهذا الجهد الذي بذله في تأليفه الدكتور محمد السعيد عبد الجواد
أبو حلاوة.
في هذا الكتاب ستجد تركيزا مكثفا من الكاتب على نظرية هامة من نظريات
علم النفس الإيجابي التي تطورت على يد ""مارتين سيليجمان" الرئيس السابق
للجمعية النفسية ألأمريكية و وزميله "سيتشهيمالي." وبالرغم من أن حركة علم
التنفس الإيجابي لم تبدأ بنظريات سليجمان و سيتشهيمالي و لن تنته بانتهاء
أفكارهما في هذا الصدد، فسيبقي لوجهة نظرهما الوزن المعاصر ألأكبر في
تطور هذه الحركة، ومن هنا تأتي أهمية كتاب الدكتور أبوحلاوة، في اعتقادي أنه
فبتناوله لأبعاد هذه النظرية و ضع إصبعه مبكرا في تراثنا العربي على أبعاد
حركة العلاج الإيجابي في أفضل و أهم مدخل لفهم هذه النظرية وتطورها على
المستويين الأكاديمي و التطبيقي. فانت ستجد في هذا الكتاب مدخلا سلسا
للتعرف على هذا الفرع بصفته من أحد فروع علم النفس الأساسية التي تركز
على تحسين الأداء النفسي الوظيفي العام للإنسان إلى ما هو أبعد من مفهوم
التخلص من الأمرض النفسية بمعناها التقليدي. و الاهتمام فضلا عن ذلك و أكثر
من ذلك بما هو أبعد من المفهوم الطبي التفليدي و ذلك بالتركيز على محددات
السعادة البشرية ومن ثم إتاحة الفرص التي تمكننا من توظيف طاقات القوي التي
نملكها الي أقصى حد ممكن ووصولاً إلى الرضا عن الذات وعن الآخرين وعن
العالم بصفة عامة. وبصورة عامة،
و ما يجعل من علم النفس الإيجابي من إحدى النظريات الأساسية التي
سترتبط بتطور علم النفس و بتطور العلاج النفسي و علم النفس الاكلنيكي بشكل
خاص ما تكشفه لنا البحوث (الآلاف منها على أضعف تقدير) التي تبين أن
الفرد الإيجابي شخص سعيد يتصف بالرؤية المشرقة، والمقدرة على إدارة
الأزمات و بمشاعر إيجابية متفائلة، الشخص االإيجابي يتسم فضلا عما يميزه أو
يميزها من سلوك التفاؤل و الرضا والازدهار ، يتسم بتعدد استراتيجي ات
المواجهة الإيجابية والضبط الشخصي للمشاعر والأفكار السلبية عن د مواجهة
مختلف التوترات و ضغوط الحياة. وهو- أو هي- يتميز بالقوى والموارد
النوعية الإيجابية التي تتعزز بما يملك من مشاعر السعادة والرضا عن الحياة.
إنه لايحقق فوزه بالتحرر امن قسوة الماضي والاكتفاء باتخلص من براثن
الاضطراب النفسي، ولكن أيضا بقدراته التطورة على تخطي الفشل، وتحمل
الصعاب و الصمود في مواجهة مواقف و ضغوط الحياة ليخرج منها فائزا و
محققا الفوز لذاته و للأخرين من حوله،
وستتعلم من هذا الكتاب أن وصف مفهوم الإيجابية يعتبر مدخلا مناسب ا
أيضا لتعريفها، فمن السهل دائما أن نتعرف علي المفاهيم النفسية بوصف
محتواها من أن نعرفها بتعريف جامع مانع. ومن ثم يمكن وصف الإيجابيين من
الناس بانهم طائفة متنوعة ولكن تجمعهم صفات مشتركة عندما يتطلب الأمر
منهم القيام بالتصرف في مواقف التوتر و الضغط النفسي. فبسبب ما يتبنونه
من معتقدات نجدهم يتصرفون بدرجة عالية من الكفاءة والعقلانية والفاعلية
الاجتماعية و في إطار من الصحة النفسية على المستوي الفردي والاجتماعي .
بعبارة أخرى، لا يمكن النظر للتفكير الإيجابي بمعزل عن الجوانب الأخرى من
الشخصية بما فيها:
كتاب الدكتور أبو حلاوة يشتمل على جوانب كثيرة وأدلة مفصلة من البحث
العلمي والتنظير ستجعل منه مرجعا رئيسيا من المراجع المبكرة البارزة في
المكتبة العربية وفي أي برنامح دراسي لتنمية المهارات الاكلنيكية في العلاج
النفسي الإيجابي. وبتركيزه على أهم نظريتين معاصرتين في علم النفس
الإيجابي- عند " سليجمان" و :سيتشيناهي"- جعلت منه إضافة متميزة
ورصينة لهذه الحركة في اللغة العربية من حيث تعريفنا بابعاد هذه النظرية و
متضمناتها وهي إضافة تحسب له دون شك. وأثق شخصيا أن قدرة المؤلف
على استيعاب أكثر الجوانب تعقيدا من هذه النظرية كما تبدت في هذا الكتاب
ستمكنه مستقبلا من أن يتطور بها على المستوي التطبيقي والاكلنيكي وقضايا
الممارسة المهنية وهو ما ننتظره منه قريبا إن شاء الله.
الأستاذ الدكتور: عبدالستار إبراهيم
قرية الياسمين جرينلند- مدينة أكتوبر- مصر
يوليو 2010
التحميل
http://adf.ly/rutXM