بذة عن الكتاب :


في هذه الطبعة الثانية من كتاب معرفة الذات تبدو وجهة النظر , في الفصول الجديدة , مختلفة لأن المسائل عولجت في شكل أكثر ذاتية .


وقد كان لاختلافنا إلى المناسك المسيحية وغير المسيحية وإلى مدراس الحكمة , خلال السنوات الأربع الفاصلة بين الطبعتين , بعض الاختبار . ولكنه اختبار نسبي إذ كان يجب أن يعيش المختبر في الداخل لا في الخارج لكي تتوفر له معرفة حقيقية .


ومع ذلك فللنظرة الملقاة من الخارج أفضلية بقائها دائما جديدة وحرة فهي تتجنب شراك العادة ووطأة المؤثرات . ولكن هذه الاحتكاكات المختلفة لم تفعل أكثر من أنها أكدت ما كان يلهمه حدس سابقا .


إن المرشد الأفضل موجود في قلب كل باحث و وهذا ما يفعله العصفور فإنه ما ان يستكمل اندفاعية جناحيه , حتى يترك عشه ساعياً بنفسه إلى تحصيل قوته .


وعندما تضعف " الأنا " التي يطهرها ويحررها انعدام الحاجات يخرج الانسان من ديجور ذاته وسجنه , بحثا عن معرفة الذات . ولكن سرعان ما يترجح في بعد آخر لا ازدواجية فيه وفي إغراءة الواحدة , التي عرف أنها ضوؤه ونظامه , ينطلق في جمال الكون الذي يعينه في تحليقه نحو الثالثة .


إن كل كائن يملك شمسا داخلية في ذاته والمهمة الرئيسية هي أن يكتشفها وأ، يتلحق بها حتى الإتصاق لكي يستطيع أن يصير كله شمساً .


فالفلسفة الطاوية تشبه الإنسان بإناء فيه زهرة من ذهب ولا فرق في أن تكون شمسا أو زهرة مضيئة تم عن كنز مخبؤ, فالذات مغطاة ببراقع معرفة النفس إذا هي القدرة على أن يراقب الانسان طبيعته الأصلية , وأ، يبقى أمينا لها , كما يقول يعقوب الرسول " إذا سمع أحد الكلمة ولم يضعها موضع العمل , إنه يشبه رجلا تأمل وجهة في المرآة حتى نسي من هو ".


إن أصالة معرفة الذات ستبقى دائما تجردا من طاقة المعرفة والمحبة , سواء انتهت إلى تأله كل كائن في ذاته أم بقيت على مستوى واحدة من مراحل الشوط الكثيرة . فكل انسان يباشر خطة دقيقة التعبير عن شخصيته .


ومع أن طرق التواصل لمعرفة الذات لا تماثل أبدا , فإنها كلها تشترك في حدة متجانسة , فضمير الشمس الداخلية النير , وزهرة الذهب , فالذات : هو المعرض المجمل للمعرفة الحقيقة .


يبقى , أن رهان المعرفة الحقة, كامن عند الوعي النير في النور الداخلي , عند الزهرة الذهبية , وعند معرفة الذات .


الرابط

http://adf.ly/pSEcE