علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionالصحة العاطفية وضرورات التكيف في الحياة المعاصرة    د. مرسيلينا شعبان حسن Emptyالصحة العاطفية وضرورات التكيف في الحياة المعاصرة د. مرسيلينا شعبان حسن

more_horiz
الصحة العاطفية وضرورات التكيف في الحياة المعاصرة    د. مرسيلينا شعبان حسن 14-50410



إن تأزم الحياة ، وتعقد مناحيها وتشعب معالمها ، ينعكس على الّنفس
الإنسانية ، من أنه كلما زادت متطلبات الحياة ، ازداد الإجهاد على النفس ، إذ
غدا الإرهاق ، سمة من سمات الشّخصية المعاصرة . كما أن سبل الانهيار
العصبي ، في بعض جوانبه ما هو إلاّ نتيجة لما تنوء بها الّنفس ، من جراء تفاقم
ضغوط الحياة وتنوع متاعبها .
ولما كان الإنسان العصري اليوم ، هو من دفع بهذه الحضارة لمنحاها
الاستهلاكي التّنافسي ،فقد بات يدفع ثمن رفاهية الاستهلاك مقدماً من صحته
العامة (الجسدية والنّفسية) .
وإن ما ندعوه اليوم بالوعي الحضاري ، ما هو إ ّ لا ذاك الوعي الذي انفصل
، بصورة تدريجية مطردة عن الغرائز الأساسية ، غريزتي (الحياة والموت) وفق
المنظور النّفسي التّحليلي بكل تفصيلاتها . هذه الغرائز وإن اختفت بمظهرها
العام المباشر ، من حيث فقدت تماسها مع وعينا ، فقد اضطرت للتمظهر في
اللاوعي ، وتحققت اشباعاتها بطرائق غير مباشرة ، من مثل الأعراض ال  جسدية
في حالات العصاب ، وأعراض شتى من أنواع اضطرابات المزاج المتعددة
المظهر ، وكذا الأعراض النّفسية من مثل : النسيان ، وزلات اللسان ،
والكوابيس والأحلام الغريبة ...
وبحكم تطور المفاهيم الاجتماعية ، وتطور الوعي ال  سياسي لدى الناس ، بات
الإنسان يعتقد أنه سيد نفسه ، وباتت الجرأة في المطالبة بالحقوق مستيقظة .
ولكن الوجهة النّفسية العياديةتُظهر أن الإنسان المعاصر ، لا يستطيع عيش
مفاهيمه وقناعاته ، طالما أنه غير قادر على السيطرة على مزاجه ، وانفعالاته
وعواطفه ، أو على معرفة الأساليب الكثيرة التي ينصح بها ليحمي نفسه ، من
رؤية حالة الانشطار ، التي يعاني منها ، في محاور عدة من حياته الخاصة
والعامة ، بدءاً من الحياة النّفسية ال  داخلية على مستوى ال ّ ذات ، هذه ال ّ ذات التي
ندين بتحقيقها ، لهذا الاستقلال الفكري الذي نطمح إليه ، و يعيشه إنساننا في
العصر الحديث ، بحيث تشكل أساساً جوهرياً ، تدفع بالأفراد نحو تفعيل قدراتهم
ومهاراتهم الشّخصية ، ولاسيما تلك القدرات الخاصة المتصلة بالحياة ال  عاطفية ،
والتي يطلق عليها اليوم ، مهارات الذّكاء العاطفي ، من كون هذه المهارات ترفع
من كفاءات الفرد عندما نستخدمها استخداماً ايجابياً ، ولاشك أن المكانة التي
يشغلها الفرد في أسرته أولاً ، هي الأكثر تأثيراً على سلوكه بعيداً عن تأثيرات
ضغوط الحياة العامة ، إذ يغدو سلوكه اليومي هو المحك في تحقق صحته
العاطفية ،.ولكن يبقى التّأكيد على أثر الأسرة في سلوك أفرادها ، حجراً أساس
من خلال ما تعززه هذه الأسرة ، في سبيل قبول صورة الفرد عن ذاته ، من
كون مفهوم الذّات ينمو ، ويتطور في محوريه الأنا الّنفسي والأنا الاجتماعي ،
من خلال نظرة المحيطين بنا ، ومن خلال وقع التفاعلات ال  عاطفية القريبة ،
ونخص بذلك الأبوين في علاقتهما بالطّفل ، من خلال المشاعر المتبادلة التي
تصله بالإحساس المباشر ، والتي بدورها تثّبت موقع هذا ال ّ طفل بين الأبوين ،
من حيث القبول أو الرفض ، أو من خلال التّشجيع ، والّتعزيز المستمر ، أو
حتى بالمنحى ال  سلبي من خلال عيش الإحباط في الّتفاعل المريح ، الّناجم عن
كثرة الانتقاد الذي يتلقاه الفرد داخل المحيط الأسري عند البعض . من ذلك لابد
من التأكيد ، على أن التّبادلات العاطفية داخل الأسرة ، وكذلك تبدل هذه
التّفاعلات العاطفية ، تؤثر على نوعية التّوازن النّفسي لأي شخص مستقبلاً ،
حيث أن الحياة الأسرية بكل مستويات علاقات أفرادها تشكل مجالاً هاماً
،للتفاعلات النّفس اجتماعية المختلفة داخل الأسرة ، تترك ظلالها على التفاعل
الاجتماعي لأفرادها في الحياة الاجتماعية العامة ، من خلال الخبرة المعاشة
للفرد وسط أسرته ، المتسمة بالتقبل والود والمحبة ، و عكس ذلك التفاعل ،
يكون له الأثر الأكبر ، في تبلور سماته الفرد الشّخصية ، وكذلك تحديد مسار
نمو قدراته العقلية ، من هنا ولأجل هذه الأهداف المصيرية ،كان لابد من
الإشارة إلى أن الحياة العاطفية للفرد ، وتبعاً للتقارير وال  دراسات الإحصائية ،
التي يشتغل عليها الدارسون ، من خطط تنمية الموارد البشرية ، تؤكد على أن
الأسرة المعاصرة ، تتعرض لضغوط كثيرة في جوانب العيش ، وكذلك ال  علاقات
الاجتماعية المختلفة .. فهناك مؤشرات على ارتفاع نسب المشكلات الزوجية ،
بدءاً من العزوف عن الزواج ، أو تأخر سن الزواج إلى ارتفاع معدلات الطلاق
في حال الزواج ، مما له انعكاساته المباشرة على التكوين النفسي للأطفال ،
والذي يتضح كذلك من خلال المشاكل النّفسية في ال ّ طفولة المبكرة ، وتعقد آثارها
لتنعكس على مسار نموهم التّعليمي فيما بعد . من هنا تأتي هذه الدراسة على
موضوع الصحة العاطفية ، عّلها تسلط الضوء على جوانب ذات صلة ، أملة أن
تغتني الرؤية في تناولنا لهذا الموضوع الهام ، نظرياً وميدانياً ..
وقد لمست ضرورةً ،لإفراد كتاب يتناول الموضع من مختلف حيثياته ، نظراً
لقلة الكتب والأبحاث في العربية حول ذلك ، وكثرتها في اللغات المختلفة ، والتي
وكذلك أبحاث /henly,martin/ بدأت من عام ( 1995 ) مع أبحاث مارتن وهينلي
عام 2000 م المتصلة بمواضيع ذات صلة حول مهارات ال ّ ذكاء
العاطفي ، وأثرها على التّكيف وزيادة الإنتاج ، وكذلك أيضاً لابد من
عام 2001 م التي أكدت على أن الانفعالات ، لها /solovey/ الإشارة إلى أبحاث
علاقة وثيقة بالصحة النّفسية والجسدية ، وبذلك فإهمال دراسة الحياة ال  عاطفية
عند مواجهتنا لأي اضطراب نفسي تتجلى أعراضه ، بتموضعات جسدية بدءاً
من الاكتئاب ، والقلق ، وأشكال العصاب المختلفة كالهستيريا والوساوس ،
وكذلك من مثل اضطرابات جهاز الهضم ، والجهاز الّتناسلي ، ولاسيما كثرة
سرطانات الّثدي عند النّساء في الحياة المعاصرة ، حيث الاضطراب الانفعالي
يترك رواسبه على الجسم البشري ، مما يستدعي الوقوف بأهمية واجبة على
تطور الاهتمام بالصحة العاطفية ....ومن الدراسات ال  عالمية في هذا الشأن ،
عام 2001 م ، والبرامج التي تبنتها /wolf,druskat / دراسة وولف ودراسكت
الدراسة ، بهدف تنمية المهارات العاطفية المختلفة ، والتي تدلل على أهمية
امتلاك إنسان اليوم لمهارات الذّكاء العاطفي في تسيير شؤون حياته اليومية ، من
كون امتلاك الأفراد لهذه المهارات ، تمكنهم من امتلاك أدوات النجاح المهني
والاجتماعي والأكاديمي ، وبالتالي تكون الثّقافة حول حياتنا ال  عاطفية عوناً على
التّكيف مع ال ّ ذات ، ومن ثم مع الآخرين من حولنا ، وتجعلنا أكثر استمتاعاً
وتمتعاً بحظ أوفر بمقومات الصحة النّفسية .....
   را  ل ا   ل     
تزداد عواطف الإنسان ، أو تنضب تبعاً لأمور عدة منها تجربته ال ّ شخصية ،
فمن خلال تنوع خبراته ومحطاتها الاجتماعية منها والعملية ، وبذلك تعمل
العواطف على تعديل ال  سلوك وتوجيه الدوافع الفطرية والمكتسبة ، بما يتفق وقيم
المجتمع الذي يعيش به الشخص ، كما أن العواطف تُكسب الإنسان القدرة على
الانتظام والثّبات في سلوكه العام ، مما يسهم في التنبؤ بمواقفه تجاه الأمور
المهمة التي تواجهه في حياته ، نحو عائلته أو أصدقائه وحتى مهنته وانتمائه
الإنساني العام سواء بسواء وبتآذر كبير حتى يتحقق تكيفه الانفعالي للمستوى
المطلوب لآداء ما هو مطلوب منه .
و هذا الكّتاب يأتي كمحاولة للوقوف عند دراسة ال  صحة ال  عاطفية ، وأهميتها
في تحقق التّكيف النّفسي الاجتماعي في الحياة المعاصرة اليوم ، نظراً لتنوع
المؤثرات والمثيرات في الحياة اليومية ، والصراعات المعاشة في الّتقليل من
أثرها بغية تحقيق التّوافق والانسجام مع محيطنا القريب ، وسعينا الأكيد للّتوافق
مع المحيط البعيد الذي لا يمكننا التّعثر في تجاهل أثاره إذا أقصيناه بعيداً ..
يضم هذا الكتاب ثمانية فصول تبحث المواضيع الّتالية :
الفصل الأول : يبحث أهمية دراسة الصحة العاطفية عنوان ال ّ كتاب كمفهوم
أساس للتّكيف في الحياة المعاصرة ، ويوضح علاقة ال ّ ذكاء ال  عاطفي بمدى تحقق
الصحة العاطفية ، كما يعرض لأهمية النّمو العاطفي في ال ّ طفولة المبكرة ،
ومراحل وكيفية نمو الأنا والهوية .

عدل سابقا من قبل health psychologist في الأربعاء أغسطس 27, 2014 10:00 pm عدل 1 مرات

descriptionالصحة العاطفية وضرورات التكيف في الحياة المعاصرة    د. مرسيلينا شعبان حسن Emptyرد: الصحة العاطفية وضرورات التكيف في الحياة المعاصرة د. مرسيلينا شعبان حسن

more_horiz
التحميل

http://adf.ly/dXdDH

descriptionالصحة العاطفية وضرورات التكيف في الحياة المعاصرة    د. مرسيلينا شعبان حسن Emptyرد: الصحة العاطفية وضرورات التكيف في الحياة المعاصرة د. مرسيلينا شعبان حسن

more_horiz
إن تأزم الحياة، وتعقد مناحيها وتشعب معالمها، ينعكس على النّفس الإنسانية، حيث كلما زادت متطلبات الحياة، ازداد الإجهاد على النفس، إذ غدا الإرهاق، سمة من سمات الشّخصية المعاصرة. كما أن سبل الانهيار العصبي، في بعض جوانبه ما هو إلا نتيجة لمَا تنوء بها النّفس، من جراء تفاقم ضغوط الحياة وتنوع متاعبها.
ولما كان الإنسان العصري اليوم، هو من دفع بهذه الحضارة لمنحاها الاستهلاكي التّنافسي، فقد بات يدفع ثمن رفاهية الاستهلاك مقدماً من صحته العامة (الجسدية والنّفسية).
وإن ما ندعوه اليوم بالوعي الحضاري، ما هو إلا ذاك الوعي الذي انفصل، بصورة تدريجية مطردة عن الغرائز الأساسية، غريزتا (الحياة والموت) وفق المنظور النّفسي التّحليلي بكل تفصيلاتها. هذه الغرائز وإن اختفت بمظهرها العام المباشر، من حيث فقدت تماسّها مع وعينا، فقد اضطرت للتمظهر في اللاوعي، وتحققت إشباعاتها بطرائق غير مباشرة، من مثل الأعراض الجسدية في حالات العصاب، وأعراض شتى من أنواع اضطرابات المزاج المتعددة المظهر، وكذا الأعراض النّفسية من مثل: النسيان، وزلات اللسان، والكوابيس والأحلام الغريبة... وبحكم تطور المفاهيم الاجتماعية، وتطور الوعي السّياسي لدى الناس، بات الإنسان يعتقد أنه سيّد نفسه، وباتت الجرأة في المطالبة بالحقوق مستيقظة.
ولكن الوجهة النّفسية العيادية تُظهر أن الإنسان المعاصر، لا يستطيع عيش مفاهيمه وقناعاته، طالما إنه غير قادر على السّيطرة على مزاجه، وانفعالاته وعواطفه، أو على معرفة الأساليب الكثيرة التي يُنصح بها ليحمي نفسه، من رؤية حالة الانشطار، التي يعاني منها، في محاور عدة من حياته الخاصة والعامة، بدءاً من الحياة النّفسية الدّاخلية على مستوى الذّات، هذه الذّات التي ندين بتحقيقها، لهذا الاستقلال الفكري الذي نطمح إليه، ويعيشه إنساننا في العصر الحديث، بحيث تشكل أساساً جوهرياً، تدفع بالأفراد نحو تفعيل قدراتهم، ومهاراتهم الشّخصية، ولاسيما تلك القدرات الخاصة المتصلة بالحياة العّاطفية، والتي يطلق عليها اليوم، مهارات الذّكاء العاطفي، من كون هذه المهارات ترفع من كفاءات الفرد عندما نستخدمها استخداماً إيجابياً، ولاشك أن المكانة التي يشغلها الفرد في أسرته أولاً، هي الأكثر تأثيراً على سلوكه بعيداً عن تأثيرات ضغوط الحياة العامة، إذ يغدو سلوكه اليومي هو المحك في تحقق صحته العاطفية،.
ولكن يبقى التّأكيد على أثر الأسرة في سلوك أفرادها، حجرَ أساس من خلال ما تعززه هذه الأسرة، في سبيل قبول صورة الفرد عن ذاته، من كون مفهوم الذّات ينمو ويتطور في محوريه الأنا النّفسي والأنا الاجتماعي، من خلال نظرة المحيطين بنا، ومن خلال وقع التفاعلات العاطفية القريبة، ونخص بذلك الأبوين في علاقتهما بالطّفل، من خلال المشاعر المتبادلة التي تصله بالإحساس المباشر، والتي بدورها تثّبت موقع هذا الطّفل بين الأبوين، من حيث القبول أو الرّفض، أو من خلال التّشجيع، والتّعزيز المستمر، أو حتى بالمنحى السّلبي من خلال عيش الإحباط في التّفاعل المريح، النّاجم عن كثرة الانتقاد الذي يتلقاه الفرد داخل المحيط الأسري عند البعض. من ذلك لابد من التأكيد، على أن التّبادلات العاطفية داخل الأسرة، وكذلك تبدل هذه التّفاعلات العّاطفية، تؤثر على نوعية التّوازن النّفسي لأي شخص مستقبلاً، حيث أن الحياة الأسرية بكل مستويات علاقات أفرادها تشكل مجالاً هاماً، للتفاعلات النّفس اجتماعية المختلفة داخل الأسرة، تترك ظلالها على التفاعل الاجتماعي لأفرادها في الحياة الاجتماعية العامة، من خلال الخبرة المعاشة للفرد وسط أسرته، المتسمة بالتقبل والود والمحبة، وعكس ذلك التفاعل، يكون له الأثر الأكبر، في تبلور سماته الفرد الشّخصية، وكذلك تحديد مسار نمو قدراته العقلية، من هنا ولأجل هذه الأهداف المصيرية، كان لابد من الإشارة إلى أن الحياة العّاطفية للفرد، وتبعاً للتقارير والدّراسات الإحصائية، التي يشتغل عليها الدّارسون، من خطط تنمية الموارد البشرية، تؤكد على أن الأسرة المعاصرة، تتعرض لضغوط كثيرة في جوانب العيش، وكذلك العلاقات الاجتماعية المختلفة.. فهناك مؤشرات على ارتفاع نسب المشكلات الزوجية، بدءاً من العزوف عن الزواج، أو تأخر سن الزواج إلى ارتفاع معدلات الطلاق في حال الزواج، مما له انعكاساته المباشرة على التكوين النفسي للأطفال، والذي يتضح كذلك من خلال المشاكل النّفسية في الطّفولة المبكرة، وتعقد آثارها لتنعكس على مسار نموهم التّعليمي فيما بعد.
كما أن عواطف الإنسان تزداد، أو تنضب تبعاً لأمور عدة منها تجربته الشّخصية، فمن خلال تنوع خبراته ومحطاتها الاجتماعية منها والعملية، وبذلك تعمل العواطف على تعديل السّلوك وتوجيه الدوافع الفطرية والمكتسبة، بما يتفق وقيم المجتمع الذي يعيش فيه الشخص، كما أن العواطف تُكسب الإنسان القدرة على الانتظام والثّبات في سلوكه العام، مما يسهم في التنبؤ بمواقفه تجاه الأمور المهمة التي تواجهه في حياته، نحو عائلته أو أصدقائه وحتى مهنته وانتمائه الإنساني العام سواء بسواء وبتآزر كبير حتى يتحقق تكيّفه الانفعالي للمستوى المطلوب لأداء ما هو مطلوب منه.
يتضمن مصطلح العاطفة: "affect" الحديث عن الحالة العاطفية مؤلمة كانت أم سارة، غامضة أو بيّنة بدت على شكل شحنة كثيفة، أم على شكل نزوة عامة، بحيث كل نزوة تُفصح عن نفسها، وتبعاً "لفرويد" عالم النّفس التحليلي، تعرّف العاطفة بأنها: التّعبير الكثيف عن كمية الطّاقة النزوية وتغيراتها، فقد كان لتناول فكرة العاطفة أهمية كبرى من عام 1895، ومن خلال أعمال بروير أستاذ "فرويد" حيث من بعده أكملها "فرويد" في دراساته الأولى حول الهستيريا، فقد أضاف "فرويد" أهمية كبرى من خلال اكتشافه للقيمة العلاجية للتّصريف، إذ كان يرّد أصل العارض الهستيري إلى حدث صدمي، لم يقابله تفريغ ملائم بمعنى عاطفة محاصرة، حيث أكدت الأبحاث النّفسية التحليلية، ولاسيما أبحاث "فرويد" أن العاطفة: لا ترتبط بالضّرورة بالتّصور فهو يضمن انفصالهما. إذ أي تصور بدون عاطفة أو تصور بدون عاطفة يكوّن مصيراً مختلفاً لكل منهما، مما يشير إلى إمكانات مختلفة لتحول العاطفة إلى ثلاث آليات:
- إقلاب العواطف، كما هي الحال في هستيريا الإقلاب.
- إزاحة العاطفة، كما هو الحال في الهجاس.
- تحول العاطفة، كما في عصاب القلق والسّوداوية، حيث منذ أيام "فرويد وبروير" استخدمت فكرة العاطفة وفق منظورين:
الأول: كقيمة وصفية تدل على الصّدى الانفعالي، للتّجارب الشديدة عموماً.
الثّاني: كقيمة كيفيّة في التّوظيفات، بحيث تكون هي وحدها القادرة على تبيان استقلالية العاطفة، بالنسبة لتجلياتها المختلفة، وذلك وفقاً لأبحاث "فرويد" الماوراء نفسية في عام 1915..
ومن كل ما تقدم نخلص لتعريف نفسي تحليلي للعاطفة بأنها: ترجمة وجدانية ومظهر عملياتي متعلق بالطّاقة التي تحدد وجوده، فقد أوجد "فرويد" مصطلحاً موازياً للعاطفة كما يلي متمثلاً ب "مقدار العاطفة" الذي هدف من خلاله، للدلالة على الطّابع الاقتصادي للعاطفة بحد ذاته، حيث وجد أن هناك تطابقاً بين العاطفة والنّزوة، باعتبار أن هذه الأخيرة قد انفصلت عن التّصور، كي تجد تعبيراً ملائماً لكميتها في عمليات تظهر لنا على شكل عواطف.
كما استفرد "فرويد" بالدّراسة حول العاطفة الواعية، والشّعور اللاواعي، فقد وضح أن العاطفة اللاواعية يعاش فيها، نتف هزيلة لم تتمكن من الوصول إلى النّمو، وبحيث تكون العواطف إحياءً لأحداث قديمة، ذات أهمية حيوية وسابقة على الفرد، شبيهة بنوبات هستيرية نمطية وفطرية (قاموس المصطلحات النّفسية التّحليلية، مصطفى حجازي، 321).
ولما كان "فرويد" يجد من أهم مقومات الصّحة النّفسية أمرين هما: القدرة على العمل، والقدرة على الحب، لذا مفهوم الصّحة العاطفية يشير إلى معنيي التّكيف الصّحي المتمثل بصحة الإنسان الجسدية التي تنعكس على صحته العّامة، والتّكيف الاجتماعي بحيوية، أي عبر مبادلة العواطف مع الآخرين..هذا المعنى المزدوج للصّحة النّفسية يعود إلى:
- نظام نفسي متصل بتعابير التّطور الأمثل ألا وهو العمل كمعطى إنساني، لأنه مركَّز على جهد الإنسان.
- الصّحة بالمعنى الاجتماعي، متمثلاً بالقدرة على العمل والحب..
لقد كان من أبرز إنجازات النّظرية النّفسية التّحليلية، المساواة بين الصّحة الإنسانية والصّحة الاجتماعية، من خلال انتقاده لكل ما يؤدي في المجتمع إلى تشوه الإنسان، ويهتم بالسّيرورات التي تؤدي إلى تكيّف المجتمع لحاجات الإنسان، لا تكيّف الإنسان لحاجات المجتمع، ومن خلال تفحص الظّواهر السّيكولوجية التي تشكل مرض المجتمع المعاصر، يمكننا أن نحصي الاغتراب، القلق والوحدة والخوف من الأحاسيس العميقة، ونقْص النّشاط وقلّة الفرح..
الميل للبحث عن إشباع جنسي مؤقت كجزءً من بنية الاستهلاك..
لكن مؤخراً ارتبط الحديث عن الصّحة العاطفية، بالحديث عن الذّكاء العاطفي والاجتماعي ومقومات الشّخصية...
والمقصود بالذّكاء العاطفي تبعاً لبارون (2000) م، هو مجموع القدرات المتعددة المرتبطة بالمكونات الانفعالية والشخصية والاجتماعية، بحيث تتكامل محاور الذّات، في بناء العلاقات مع الآخرين، والتكيف مع المتغيرات البيئية المحيطة بنا، لتتسع إلى مفهوم الصّحة العاطفية المتمثلة في إدارة العّواطف. إن تعريف "بارون" هذا، يستند إلى الأبحاث المبكرة لعالم البيولوجيا الشهير / داروين/ حول التّعبير الانفعالي، لبقاء الكائن الحي وتكيفه مع البيئة، وقد تأثر "بارون" كذلك بأفكار "ثورندايك" في ثلاثينات القرن الماضي، حول الذّكاء الاجتماعي، وأهميته في أداء الفرد، وكذلك أبحاث /فكسلر/ 1940 حول القدرات اللامعرفية للذّكاء، والمقصود بها العواطف الشّخصية والاجتماعية، التي تعتَبِر مستوى هذه القدرات اللامعرفية، عاملاً أساسياً في التنبؤ بقدرة الفرد على النّجاح في الحياة..أما أبحاث (جون ماير وبيتر سالوفي 1985) حول الصّحة العاطفية، اللذين أشارا من خلال هذه الأبحاث إلى نقاط هامة حول الصّحة النّفسية والتّربوية من مثل:
- القدرة على التّعامل، مع المعلومات العاطفية، من خلال استقبال هذه العواطف، واستيعابها وفهمها وإدراكها، فالقدرة على قراءة العواطف من خلال التّعبيرات الجسدية كتعابير الوجه، نبرة الصّوت، حركات الجّسم، المقطوعات الموسيقية، الحكايات والقصص، التي تسرد في الحديث العام، كل ذلك مداخل هامة، للتعبير الدّقيق عن العواطف، وكذلك تعطي القدرة على التّعبير، عن الحاجات النّفسية المرافقة لهذه العواطف.
وللعواطف وظائف مختلفة من خلال ما تقوم به من مثل:
- ترتيب المنظومة الفكرية للشّخص، وتوجهه للمعلومات الأكثر أهمية.
- العواطف الفعالة، تؤثر في عمل الذّاكرة، من حيث ما يسمى بالذّاكرة الاصطفائية.
- الحالة العاطفية التي يعيشها الشّخص، تؤثر على تقبله لوجهات النّظر المختلفة، الصّادرة من الأشخاص المحيطين به، والذين يتفاعل معهم من حسب المواقف المعاشة، وكذلك من خلال التّوجهات العاطفية التي يُبدونها له.
فالمواقف المريحة تشجع على ابتداع الحلول الجديدة في الحياة اليومية، والعواطف في حياتنا اليومية كشرقيين تعتبر المحرك الأهم لاستمرار وجود الأشخاص، في حياة بعضهم بعضاً، من حيث كون العلاقات الاجتماعية تشكل محكاً أساسياً في معاشنا وقيمنا العامة، لأجل ذلك من المفيد الوقوف عند العواطف المتداخلة، والمعقدة عند الأشخاص، كما هو الحال في اقتران مشاعر الحب بالكره، واقتران انفعال الخوف بعنصر المفاجأة، لأن المقدرة على ملاحظة تبدل العواطف، من حال إلى حال، والتّمكن من ضبطها حسب ما تقتضيه المواقف، كمؤشر هام من مؤشرات السّلامة العاطفية والنّضج العاطفي، وهناك عناصر أربعة تؤثر على النضج العاطفي المقترن بالشخصية السّويّة، وهذه العناصر، وكما حددها (جون ماير وبيتر سالوفي 1995) تتمثل ب:
1. الحساسية العاطفية.
2. الذّاكرة العاطفية.
3. العمليات العاطفية.
4. القدرة على التّعلم العاطفي.
أما الأخطاء العاطفية: فهي التي تؤدي إلى مضار كبيرة في حياة الشخص، وتنم حتماً عن ضعف في الذكاء العاطفي.
لكن وخلال العمل النفسي العيادي كنت أجد: حالات كثيرة من أشخاص يمتلكون ذكاءً عاطفياً ذهنياً، إلا أن لديهم خللاً في حياتهم العاطفية، فنجدهم يرتكبون أخطاءً عاطفية كبيرة، بسبب امتلاكهم عواطف مختلفة كالغضب، والخوف، والخجل، وغيرها من الانفعالات السلبية التي تجعل أصحابها يتصرفون بطريقة حمقاء، من خلال المشاهدات السّريرية، لحالات متعددة لأشخاص تعرضوا لصدمات نفسية، نتيجة الضرر النفسي المتكرر، الذي يتلقاه أحدهم من شخص قريب، مما يجعل هذا الشخص في حالة من الحذر، وعدم التفاعل مع العواطف المحيطة، كما نجد الكثير من الناس يعيشون في حالة صدمة شبه مزمنة، من جراء مواقف نفسية حدثت في الطفولة، وتسببت لهم بآثار مؤلمة ألقت بالسلبية على حياتهم العاطفية، من مثل التعرض لتحرش جنسي، ولاسيما من الأقرباء، فمن جراء ذلك لم يعودوا يذكرون كيف شعروا بهذه الخبرات، فتبقى مسببةً لهم الحصر والامتناع عن أي تفاعل عاطفي، ومرات قد تودي بهم إلى الانحراف العاطفي المؤدي إلى الانحراف الجنسي..
وأخيراً..
أصل للقول إن أهمية دراسة الصحة العاطفية، تأتي من أهمية دراسة الأفكار اللاحقة بالتطور الذي ابتكرته عبقرية الإنسان، الذي لا يمكن تجنبه أو التراجع عنه، وما ينبغي علينا القيام به، هو مواجهته بالطرق الحضارية التي أنتجته..
لذا كان على الإنسان العصري اليوم، أن ينمّي قدراته، ومهاراته العاطفية الفطرية، ويطّورها إلى أقصى الحدود، بما يتناسب مع معطيات الحضارة الحديثة اليوم..

مراجع الدراسة
1. التفاهم في الحياة الزوجية: د المبيض،مأمون،2003، المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى.
2. الصحة النفسية منظور ديناميكي تكاملي للنمو في البيت والمدرسة: د. حجازي، مصطفى،2000، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى.
3. تنشئة الأطفال وثقافة التنشئة: علواني،عبد الواحد،1997، دار الفكر المعاصر، دمشق.
4. نصوص في التحليل النفسي عند الأطفال: دياتكين، رينيه، ومجموعة من الباحثين بإشراف: فيرموريل، مادلين وشميدكيتسكي، ايلزا، ترجمة: د. السيد،غسان،2002 م، سلسلة حقول التحليل النفسي، الجمعية التعاونية للطباعة، دمشق.
5. اختبر ذكاءك العقلي والعاطفي، أزوباردي،جيل، ترجمة: د. الشيخ حسين،عقيل،2001،دار الفراشة بيروت.
6. مساعدة الطفل على تقبل ذاته وتقبل الآخرين، تأليف: هيلين ل. جيلهام، ترجمة: د. أحمد،محمد عبد السلام، تقديم ومراجعة: روحه، محمد السيد،1964 مؤسسة فرانكلين للنشر، نيويورك، القاهرة.
7. الذكاء العاطفي والصحة العاطفية: د. مبيض،مأمون، المكتب الإسلامي، بلفاست- المملكة المتحدة، 2003م.
8. الأسلوب الأمثل لتنمية احترام الذات لدى الطفل، تأليف: بيكارد، كارل، (2001) م، مكتبة جرير.
9. نظرية أريكسون في النمو النفسي الاجتماعي وتطبيقاتها في العمل النفسي: د. شريم، رغدة،(1999) كلية العلوم التربوية، الجامعة الأردنية، دورة الإرشاد النفسي في كلية التربية جامعة دمشق.
10. الإنسان المهدور، دراسة تحليلية نفسية: د.حجازي، مصطفى،( 2005) المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى.
11. الطب النفسي المعاصر:د. عكاشة، أحمد،(1998) مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.
12. زراعة العقد النفسية في الأطفال: إبراهيم، زكريا ( 1989) وعدد من المؤلفين، الطفل العربي والمستقبل، الكتاب الثالث والعشرون.
13. الإنسان المعاصر في التحليل النفسي الفرويدي: د.عباس، فيصل( 2004) دار المنهل العربي، بيروت رأس النبع، الطبعة الأولى.
14. الصدمة النفسية أشكالها العيادية وأبعادها الوجودية: البروفسور حب الله، عدنان، (2006) دار الفارابي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى.
15. مشكلات الأبناء وعلاجها: د. لبيب، محمد عبد الظاهر،1999 دار المعرفية الجامعية، الاسكندرية.
16. لو تصغون لأطفالكم، ترجمة: طعمة، هيفاء،1981، إعداد: عدد من المؤلفين، مطبعة منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق.
17. نمو الطفل، الجزء الثاني، تأليف: الكايند، ديفيد، واينر، ايرفينغ،1996 ترجمة: ناظم الطحان، سلسلة الدراسات النفسية، وزارة الثقافة السورية.
18. برنامج تدريب في تنمية الذكاء العاطفي، رسالة دكتوراة غير منشورة، إعداد: رزق الله، رندا، إشراف: الأستاذة الدكتورة: الأحمد، أمل،2006،جامعة دمشق.
20. المخ البشري، مدخل إلى دراسة السيكولوجيا والسلوك، تأليف: تمبل،كرستين، ترجمة: د. أحمد،عاطف،2000، سلسلة عالم المعرفة، عدد (287) شهر تشرين ثاني.
21. المميّز التوافق بين العقل والقلب، تأليف: جون ر. كاتزنباخ، تعريب: شموط، محمد حسن،2002، مكتبة العبيكان.
22. رجايل، ميشيل(1987) علم النفس ومشكلات الحياة الاجتماعية
23. ترجمة، عبد الستار ابراهيم، الكويت: دار القلم – ط2.
24. إبراهيم، عبد الستار، إبراهيم، رضوى (1996) الحضارة والعلاج النفسي، مجلة العلوم الاجتماعية.
25. زهران، حامد عبد السلام (1990) علم نفس النمو الطفولة والمراهقة، عالم الكتب، القاهرة ط2.
26. حواشين، مفيد نجيب (1991) النمو الانفعالي عند الطفل، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان.
27. أسعد، يوسف، مخائيل (1996) سيكولوجية العاطفة، المؤسسة العربية الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.
28. الستار، عبد الستار (1998) الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليب علاجه، عدد عالم المعرفة رقم 239.
41- الكيلاني، ماجد عرسان (1991) اتجاهات معاصرة في التربية الأخلاقية، دار البشير للنشر والتوزيع،عمان.
29. مونتاجيو/اسكي (1980) كيف نساعد الأطفال على تنمية قيمهم الخلقية، ترجمة سامي الجمال، بيروت.
30. عدس، عبد الرحمن (1997) دور العاطفة في حياة الإنسان، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان.
31. وايكوف، جيري، ويونل، باربارة (1999)التأديب من دون صراخ، ترجمة: مركز التعريب والبرمجة، الدار العربية للعلوم: بيروت.
32. حلمي، جلال إسماعيل (1999) العنف الأسري، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة. الاضطرابات والانحرافات الجنسية عند النساء، د. عماد النجم، د. سعادة، نادرة، مطبعة الحكمة بيروت، ط1، 2006م.
33. دينامية الأسرة في عصر العولمة، أ.د.مكي،عباس، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، 2007م.
34. "صيرورة المؤنث" في الذكورة تبعاً للفلسفة المعاصرة.. كولان، فرانسواز، كتاب باحثات، الكتاب الثاني عشر عنوان الكتاب: تفكيك مفهوم الذكورة المهيمنة - 2006-2007م.
35. الأنا والهو، تأليف سيغموند فرويد، ترجمة: نجاتي، محمد عثمان، دار الشروق، طبعة(5) بيروت 1988م.
36- اللاوعي، علم ما وراء النفس، تأليف: سيغموند فرويد، ترجمة: طرابيشي، جورج، دار الطليعة، بيروت، 1979م.
37- الكف والعرض والحصر، تأليف: فرويد، سيغموند، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت 1982م.
38- محاضرات في التحليل النفسي والعصاب، تأليف هيلين دويتش، ترجمة:أ.د أحمد فرج، فرج، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1990م.
39- الاكتئاب النفسي بين النظرية والتطبيق، تأليف الدكتور عسكر، عبد الله مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1988م.
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد