ملخص: تطرق هذا المقال إلى ظاهرة السادية والمازوشية وحاول أن يعرف بها وإبراز أسبابها
.CIM و 10 DSMIV والتصنيف الذي وضعه آل من
آما حلّل بعض مظاهرها والميكانيزمات الدفاعية المستعملة فيها آ "التحول ضد الذات"
و "الانقلاب إلى العكس".
وأخيرا استعرض أهم الطرق المستعملة لعلاج السادية والمازوشية آالعلاج المستوحى من التحليل
النفسي والعلاج السلوآي والجماعي والأسري.
ميكانزم دفاعي. – CIM10 - DSMIV - الكلمات الأساسية: سادية – مازوشية
Résumé : Cet article étudie le phénomène de sadisme et de masochisme, il
expose ses causes, ses classifications selon le DSMIV et le CIM10, sa
symthomatologie clinique, ses mécanismes de défense comme le « retournement sur
soi » et « le renversement dans le contraire ».
Enfin, on a exposé les différentes méthodes psychotherapeutiques utilisées
pour la prise en charge de ce phénomène parmi les quelles la thérapie inspirée de
la psychanalyse, la thérapie behavioriste, de groupe et familiale.
Mots clés : Sadisme – Masochisme - DSMIV - CIM10 – mécanisme de défense.


مقدمة
كان طبيب العقل الألماني وعالم الجنس ريشارد فون كرافت-إيبنج
أول من ذكر مصطلحي "سادية" (Richard von KRAFFT-EBING)
( Mannheim) و"مازوشية". كان كرافث إيبنج المولود سنة 1840 بمانهايم
أستاذا للطب العقلي في مدينة ،(Graz) والمتوفي سنة 1902 بغراز
ستراسبورغ (فرنسا) سنة 1872 ، ثم في "قراز" بين سنتي 1873 و 1889
سنة 1892 . في سنة (Th.Meynert) وأخيرا في فيينا حيث خلف ث. مينار
Manuel de ) " 1879 نشرمؤلفا سماه "كتاب في الطب العقلي
وفي سنة 1886 كتاب "علم النفس المرضي للجنس" ،(psychiatrie
.(1)( Psychopathia Sexualis)
استوحى كرافت إيبنج إسم "المازوشية" من إسم الكاتب "ساشار
مازوش" كاتب الروايات التي اشتهر أبطالها بالسقوط تحت سلطة إمرأة،
وقبل هذه التسمية كانت المازوشية تسمى "الشبقية المؤلمة" الساكنة
والسادية تسمى شبقية مؤلمة نشيطة ،(Algolagnie Passive)
وأخد كرافت إيبنج إسم "السادية" نسبة إلى الروائي (Algolagnie Active)
الفرنسي "دي ساد" الذي اشتهر أبطال رواياته بالتلذذ بالإيلام وتعذيب
شريكاتهم جنسيا.
ذكر كرافت إيبنج أول مرة هذين المصطلحين لما نشر كتابه "علم نفس
سنة 1886 ، وابتداء من ( Psychopathia sexualis ) " الجنس المرضي
هذا التاريخ بدأ مصطلحا "المازوشية" و"السادية "يلقيان الإهتمام من الناس
والباحثين وأصبحا يعرفان كشذوذين جنسيين يعرف كشذوذ جنسي،
وتحولا من موضوع عام إلى موضوع جنسي خاص.
ومع ظهور التصنيفات الطبية للأمراض في القرن 19 أخذت
المازوشية والسادية مكانهما ضمن الإنحرافات الجنسية .
وفي نهاية القرن 19 وبداية القرن العشرين ذاعت الكتب والمقالات
عن السادية والمازوشية، وكانت في الأول تدخل ضمن علم نفس الجنسي
الطبي، ففي سنة 1887 نشر ألفرد بينيه بحوثه في الموضوع، وفي سنة
وفي سنة ،(Schrenk-Notzing) 1892 نشرت أعمال شرنك-نوتزنغ
كتاب "السادية والمازوشية"، وفي سنة (Eulenburg) 1902 نشر إلنبرغ
كتابه المشهور "دراسات في (Havelock Ellis) 1897 نشر هافلوك إليس
و في سنة 1905 ،(Studies in the psychology of sex) " علم نفس الجنس
نشر سيجموند فرويد كتابه "ثلاث مقالات حول نظرية الجنسية. وهنا
تحول الإهتمام بالسادية والمازوشية فأصبحا يقاربان بواسطة التحليل
النفسي، وكان التحليل النفسي في الأول يعتبر المازوشية مرضا و السادية
.( مكونا من مكونات الليبيدو( 2
1. تعريف السادية والمازوشية
1.1 . تعريف السادية
اختلفت تعاريف العلماء والباحثين لمصطلح " السادية " وسيحاول ذكر
العديد منها فيما يلي عرض للبعض منها:
- السادية هي" الحاجة إلى إيلام الآخر " ( 3) وهذا التعريف وضعه
الذي ويرى أن أحسن عبارة تدل على "السادية" هي العبارة Esibecke
ومعناها " القساوة العقلية". « Mental Cruelty » الأنجلوسكسونية
إنحراف في الغريزة الجنسية، حيث يجس الشخص بالنشوة » -
.« الجنسية لما يسبب ايلاما للآخرين
ويكون هذا الاشباع بالإيلام الجسدي (ضرب، قرص، عض، تعذيب،
جلد، بتر)، أو الإيلام المعنوي (شتم، إهانة).
قد تكون الضحية من نفس الجنس، أو طفل أو حيوان، حسب ارتباط
.( السادية على التوالي بالجنسية المثلية واشتهاء الأطفال واشتهاء الحيوان
وأشار بعض المؤلفين أن العدوان الممتزج بالغريزة الجنسية بقية من
( رغبات افتراس البشر( 17
حاول س.فرويد التوغل في تاريخ الحضارات البشرية ليجد تفسيرا
للسادية والمازوشية، وذكر في هذا الخصوص آراء بعض الكّتاب الذين
Un reste d’appétits ) يرون في العدوانية بقايا من الشهية الكانيبالية
(cannibaliques (18)
ويرى "كرافت إيبنج" أن مصدر المازوشية فرط نمو مرضي لعناصر
نفسية أنثوية والمازوشية أيضا هي تعزيز مرضي لبعض سمات روح
(19)(L’âme de la femme) المرأة
ومن جهته يعتقد لومبروزو بوجود ارتباط في زمن الحروب بين
الإعتداءات من كل نوع والجنسية.
ويرى "ريكان ابراهيم" ( 20 ) أن السادية عند الرجل هي نتيجة الإحباط
الذي يعانيه بسبب المرأة.
3. تصنيف السادية والمازوشية
الدليل التشخيصي والإحصائي ) DSM IV 1.3 . تصنيف
( 1996 VI للاضطرابات العقلية، الطبعة
ضمن الانحرافات الجنسية DSM IV تصنف السادية والمازوشية في
والتي بدورها تدخل مع اضطرابات الوظائف الجنسية (Paraphilies)
Troubles de ) واضطرابات الهوية الجنسية (Dysfonctions sexuelles)
ضمن محور "الاضطرابات الجنسية واضطرابات الهوية (l’identité sexuelle
(21)( Troubles sexuels et troubles de l’identité sexuelle) " الجنسية
يضاف إلى مصطلحي سادية ومازوشية مصطلح DSM-IV وفي
"جنسية" فيقال "سادية جنسية" و "مازوشية جنسية".
.DSM-IV وفيما يلي تقديم لأعراض السادية والمازوشية كما ورد في
(Masochisme sexuel) : المازوشية الجنسية