إعداد
د. هبه إبراهيم القشيشى
قسم علم النفس - كلية الآداب - جامعة المنيا


مدخل لدراسة المشكلة وأهميتها :
بدأ الاهتمام البحثى الفعلى والعلمى بظاهرة الإساءة إلى الطفل فى أواخر العقد الخامس وبدايات العقد السادس من القرن الحالى ، وتعددت الدراسات بعد ذلك تعددا هائلا لتشمل الدراسات التى تبحث فى أسباب الاساءة ، وأنواعها ، وعواقبها ، وأى الوالدين أكثر اساءة ، والمتغيرات المرتبط بالإساءة وديناميات الأسرة المسيئة وشخصية الطفل المتلقى للإساءة والمداخل العلاجية لتلك الظاهرة .
ولعل هذا ما يبرز أهمية المشكلة نظرا للالتفات الملحوظ للباحثين لدراسة هذه الظاهرة التى قد تهدم اركان الأسرة ، وتتسبب في تنشئة الجانحين ، ومضطربى السلوك والمعتلين أطفالا ، وشبابا مما ينال من حقوق الطفل ، وحقوق الأنسان ، ويهدر التنمية البشرية .
أهداف الدراسة :
هدفت الدراسة الاجابة عن بعض التساؤلات الخاصة بالفروق التى يمكن ملاحظتها بين عينة الأطفال المساء إليها ، وعينة الأطفال الاسوياء فى متغيرات الدراسة التى شملت بعض أبعاد الشخصية وهى : الانبساط ، والعصابية ، والكذب ، وبعض الخصائص الوجدانية مثل : المخاوف ، والقلق (حالة/سمة) ، والاكتئاب ، فضلا عن تقدير الذات .
كذلك هدفت الدراسة الاجابة عن التساؤلات الخاصة بوجود فروق تتعلق بنوع الاساءة فيزيقية كانت أم نفسية ، وإلى أى مدى ترتبط تلك المتغيرات بعضها ببعضها الآخر، وهل يختلف نسق ارتباطها من عينة لاخرى ؟

أنماط الإساءة إلى الطفل Types of child Abuse :
توجد عديد من أنماط الإساءة إلى الطفل يحددها كاشو (1992) على النحو التالي :
الإساءة السيكولوجية Psycholoical Abuse
الإساءة الجنسية Sexual Abuse
الإساءة الفيزيقية Physical Abuse
الإساءة الاقتصادية Economical Abuse
الإساءة القانونية Legal Abuse
الإساءة السياسية Political Abuse
الإساءة الايدولوجية Ideological Abuse
وفى حين يقرر بارنز (1990) أن سوء المعاملة النفسية هى أكثر أنواع الإساءات تأثيرا على الطفل ( Barnes, 1990) نجد أن سبرنجل (1990) يقرر أن الإساءة الفيزيقية هى أكثر أنواع الإساءات تأثيرا على حياة الطفل عموما ، والمعرفية خصوصا. (Sprengle, 1990) ويؤيده فى ذلك ما توصلت إليه لى (1991) من أن الإساءة الفيزيقية تؤثر تأثيرا بالغا على حياة الطفل (Lee, 1991).
ويقرر شريفى (1989) أن الأساءة الجنسية أكثر انتشارا لدى عينات الاناث عموما ، والاناث المعاقات خصوصا ، وأن الإساءة الفيزيقية أكثر انتشارا بين الذكور المعاقين ، لأن المعاقين أكثر استهدافا للإساءة إليهم من غير المعاقين (Sharifi, 1989).
وأن أكثر انماط الإساءة إلى الطفل تظهر فى الفترة العمرية مابين (6-14) عاما (Liner, 1990)، أو من (5-13) عاما . ( Worgual, 1990)
ولقد توصل مالكين (1990) إلى أن الوالدين قد يسيئا إلى الطفل الأصغر أكثر من الطفل الأكبر سنا ، وإذا كانت الأطفال تعيش مع أقارب من النساء فان هؤلاء النساء الأكبر سنا يكن أقل اساءة للأطفال عن اللائي أصغر سنا ( Malkin, 1990).
وتعلق الباحثة على ما توصل إليها مالكين (1990) من أنه من الشائع أن يسئ الوالدان أكثر إلى الطفل الأكبر بدلا من الطفل الأصغر لأن الأخير عادة ما يكون مدللا ، وعادة ما ينال قسطا وافيا من اهتمام الوالدين ورعايتهما ، وعلى النقيض يشعر الطفل الأكبر إنه قد شاخ مبكرا لتحول اهتمام والديه إلى أخه الأصغر ، وأن الطفل الأكبر عليه أن يهتم بنفسه ، أو كما يجوز التعبيريدلل نفسه بنفسه ، وقد يبدو فى بعض الأحيان وكأنه كبش فداء لأن الوالدين دائما ينظرون إليها على أنه كبير ، ومسئول وعلى ذلك لا داعي للاهتمام به أو تدليله ، وقد تكون النتيجة التى توصل إليها مالكين محدودة أو مقصورة فقط على عينة دراسته ويجب الحذر من تعميمها أو النظر إليها على الاطلاق بأنها نتيجة مسلم بهما .
نماذج من التعريف بانماط الإساءة النفسية للطفل :
يحددها بيرنيت فى تسعة كالآتى :
- عزل الطفل فى مكان صغير ، أو نبذه .
- الاهانة العلنية .
- السلوك الوالدى اللااخلاقي .
- الاساءة اللفظية المتكررة .
- تشجيع الانحراف .
- تهديد الطفل .
- عدم تحقيق مطالب ورفضها .
- اعاقة النمو الاجتماعي والانفعالى للطفل .
- عدم توفير مناخ آمن يسوده الحب للطفل .(Burnett, 1991)

نماذج من التعريف بانماط الإساءة الفيزيقية (البدنية) للطفل :
يحددها كل من بورن ، ونيوبرجر (1979) على أنها تتعلق باحداث الألم ، أو الجرح أو الضرر للطفل .( Bowrne & Newberger, 1979p. 203)
وهى تأخذ اشكالا عدة مثل الضرب ، واحداث الاصابات ، والحرق ، والعض ، وكسر العظم ، أو أحداث نزف ، أو حتى الاهمال أو الحرمان الغذائي أو سوء التغذية .
هذا فضلا عن أن يكون هذا السلوك من الوالدين أو أحدهما لأن تاثير الاساءة الوالدية يكون أكبر من تأثير اساءة الآخرين ، فضلا عن كونه لابد أن يكون سلوكا عمديا أو قصديا وليس عفويا أو عارض .(Ibid, p. 3 ).
عواقب الاساءة للطفل Consequences of child Abuse :
تتعد تلك العواقب والنتائج والمترتبات على نحو هائل نحاول ايجازه فيما يلى :
الإساءة إلى الطفل والقدرات العقلية :
تؤثر كل أنواع الإساءات إلى الطفل على ذكائه ، وقدراته العقلية والمعرفية ، ولكن أكثرها تأثيرا هى الإساءة الفيزيقية التى تتسبب فى اضطرابات معرفية لدى الأطفال، يليها الإساءة الجنسية ، وتنتج عنهما بعض اضطرابات التفكير لدى الأطفال (Sprengle, 1990) كما أن نسبة ذكائهم تقل فى العادة عن نسبة ذكاء الأطفال الاسوياء ، لأن الإساءة إلى الطفل تعوق قدرته وبالتالى نمو ذكائه .(Worgul, 1990).
الإساءة إلى الطفل والعنف والتعاطي :
توجد علاقة بين الإساءة إلى الطفل والعنف ، فالإساءة إلى الطفل تعد هى نفسها نوعا من العنف ، والأسرة المسيئة للطفل تتميز بالعنف ، والطفل المساء إليه يكتسب هو نفسه العنف فى المستقبل ، فضلا عن ذلك فان الأسرة المسيئة للطفل قد يشاع فيها تعاطى الخمور والمخدرات ، كأن يكون أحد الوالدين متعاطيا للكحول ، أو المخدرات ، ولقد أسفرت دراسة لندن (1990) عن أن نصف عينة الدراسة البالغ قوامها (60) مفحوصا من الأطفال المساء إليهم وأسرهم كانوا يتعاطون الكحوليات بالإضافة إلى تعاطى الــــــكوكايـــــين مـما يشير إلى العلاقة بين الإساءة إلى الطفل والتعاطى ، والعنف الناتـــج ( London, 1990).
ويرتبط العنف الأسرى بنوع الوالد ، فإن كان عنيفا أثر ذلك أكثر على الابناء الذكور ، والعكس صحيح ، وقد يكون تاثير عنف الأب شديدا على أحد الأبناء ، مما يترتب عليه عنف أشقائه أيضا Sibling violence( Greenleaf, 1990) ولقد أيدت دراسة ستيلواتر (1991) العلاقة بين العنف الأسرى والإساءة للطفل (Stillwater, 1991) ، وهذا ما أيدته أيضا دراسة موزكا (1992) ( Mosca, 1992) .
الإساءة إلى الطفل والاضطرابات النفسية :
إن الإساءة إلى الطفل يمكنهما أن تؤدي به إلى العديد من الاضطرابات منها : اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ( Antisocial personality disorder (Luntz & Widone, 1994) ، اضطراب الشخصية الحدية Borderline Personality disorder (ogata, et al. 1990) ، أعراض التفكك Dissociative symtoms (chu & Dill, 1990)، فرط الشهية العصبي لدى الاناث Bulimia Nervosa (Rorty, Yager & Rossotto, 1994 ) ، اضطراب الانعصاب اللاحق للصدمة Posttrraumatic Stress disorder ( Bremner et. al. 1993) ، أعراض سيكاترية متعددة (Swett, Surrey, Cohen, 1990) .
كما ينتج عن الإساءة إلى الطفل كثير من السلوكيات المنحرفة مثل السرقة ، وعدم الامانة ، والكذب ، والغش ... والسرقة على سبيل المثال تعد سلوكا تعويضا رمزيا عن الحرمان العاطفي ، وتدعيما لتقدير الذات المنخفض لدى الطفل المساء إليه فضلا عن ذلك زيادة الشعور بالوحدة نظرا لفقد الموضوع الاجتماعي وبالتالي زيادة السلوكيات العدوانية والايذائية ومقاومة السلطة. (البحيرى مع آخرين ، 1994) .
تفسير الإساءة إلى الطفل :
رغم تعدد وجهات النظر المفسرة لظاهرة الاساءة إلى الطفل فان الباحثة قد تبنت فى دراستها نظرية الأسرة المسيئة إيمانا منها بأنها المصدر الأساسى لتفسير الاساءة للطفل .
نظرية الأسرة المسيئة Abusive Family Theory :
والتى تعنى أن خبرة العنف مع الطفل خبرة خطيرة من قبل اسرته ، أو بالاحرى من قبل الوالدين حيث يرى كل من تومكنز (1979) Tomkins وسيركس (1984) Sirkin ، وموشير (1988) Mosher أن التطبيع الاجتماعي للوالدين الذى يتسم بالاتجاه العقابي Punitive والعنيف يسي ضغطا ، واضطرابا لدى الطفل منذ نعومة اظافره عملا بالمثل القائل : "الطفل الكبير لا يبكى " وهذا يعكس سوء تطبيع اجتماعي لوجدان الوالدين ينتقل بدوره إلى الأبناء الأطفال . حيث ينشأ الطفل فى حالة جوع للدفء ، والمشاركة ، والحنو ، والاحتضان ، وأن الوالدين أقل هتماما به ، وأكثر اهمالا له ، وانه يفتقر إلى التعاطف . ( Epstein, 1991)
ولاقت هذه النظرية كثير من التأييد - ليس فقط على المستوى التنظيرى - ولكن أيضا على المستوى الامبيريقى ، فلقد اثبتت دراسة ديباولا آرلاند (1990) أن الاطفال الذين اسيء إليهم من قبل أسرهم كانت أسرهم ايضا تعانى من الاساءة إليها فى الماضى . ( Dipaola - Arland, 1990) ، وكذلك الحال فيما يتعلق بدراسة كنوتسون (1995) والتى أسفرت عن أن الأطفال المساء إليهم عادة ما ينحدون من أسر قد أسيء إليها أيضا فى الماضى (Knutson, 1995) . وترى هيلين آهن (1991) أن الأسرة التى تسئ إلى ابنائها هى أسرة منحرفة Deviant، وتفاعلاتهما غير سوية وتقل فيها الألفة والمودة Intimacy والأمر قد يعتريه بعض الفروق الناجمة عن الثقافة ، وعبر الثقافة Cross-Culture . ( Ahn, 1991).
ويتميز أطفال الأسر المسيئة بتوقعاتهم السالبة وغير المرضية نتيجة تلقى العقاب الفيزيقي والإساءة الأسرية (Karvic, 1990) وتكون لديهم أعراض تفكك ، قابلية للإيحاء ، سهولة للاستهواء مقارنة بأطفال الأسر السوية وغير المسيئة (Liner, 1990) كما انه بفحص معظم فئات المنحرفين مثل فئة الدعارة النسائية ، وحتى فئة الدعارة الذكريه تبين وجود تاريخ اساءة أسرية سابق فى حياة هذه الفئات (Mannino, 1990) . فالأسرة المسيئة لا تنتج الاضحية Victim (Oftedahl, 1990) وهى أسرة فى العادة غير متعاونة وغير متآلفة وقد تعانى من اضطرابات نفسية عديدة . (Pedersen, 1990).
الدراسات السابقة :
رغم تعدد الدراسات والبحوث فى هذا المجال ولهذه الظاهرة ، فلقد تم انتخاب بعضها بواقع (27) دراسة سابقة ، خمس منها على الصعيد المصرى ، وبقيتها على الصعيد العالمى بمدى زمنى بتراوح ما بين (1973-1998) بواقع (25) عاما .
دراسات على الصعيد المصري :
دراسة عبد الوهاب كامل (1991):
والتى أجريت على (722) طفلا بواقع (212) انثى ، و(510) ذكرا ممن اسيء إليهم من قبل أسرهم بمدى عمرى يتراوح ما بين (3-19) عاما .
ولقد أسفرت الدراسة عن شيوع سوء المعاملة والاساءة إلى الطفل فى الأسر منخفضة المستوى التعليمى، والأسر ذات الحجم الكبير الذى يزيد حجم البناء فيها عن خمسة أبناء ، والأسر ذات المستوى الاقتصادى المنخفض ، والأسر التى يتناول فيها الأباء الخمور والمخدرات ، ومعاناة الآباء والامهات من اضطرابات نفسية . (عبد الوهاب كامل ، 1991).

دراسة بدرية كمال (1994) :
أجريت الدراسة على عينة من الاطفال قوامها (60) طفلا مناصفة بين من اسيء إليهم ، ومجموعة ضابطة ، وعينة من الوالدين تتكون من (105) أما ، و(105) أبا ، وأسفرت النتائج عن أن اساءة الوالد أكثر تواترا من اساءة الام للطفل حيث ان الأم أكثر مراعاة لحقوق الطفل ، وان الاساءة عادة ما تظهر فى ظل مستويات اجتماعية واقتصادية منخفضة ، وأن الأطفال المساء إليهم عادة ما ينخفض تقدير الذات لديهم ، ويرتفع مستوى الاكتئاب . (بدرية كمال ، 1994) .
دراسة أحمد اسماعيل ، وتوفيق عبد المنعم (1996) :
والتى أجريت على (25) أسرة مصرية بهدف دراسة بعض المتغيرات النفسية المرتبطة باساءة معاملة الطفل وأسفرت النتائج - ضمن ما أسفرت - عن : ارتباط العصابية ـ والاكتئاب ، وضغوط الوالدية ، وعدم الرضا الزواجى بالاساءة إلى الطفل . ( أحمد اسماعيل ، وتوفيق عبد المنعم ، 1996).
دراسة داليا مؤمن (1997) :
هدفت هذه الدراسة التعرف إلى طبيعة تفاعلات الأسر التى تسئ معاملة اطفالها بدنيا مقارنة بتفاعلات الأسر السوية . وتكونت عينة الدراسة من (20) أسرة مناصفة بين الأسر المسيئة، والأسر السوية ، واسفرت النتائج عن أن الأسر المسيئة أقل تواصلا وجدانيا، واقل اتصالا لحل مشكلاتها ، وأقل رضا عن علاقتها بأبنائها ، وأكثر صراعا بالنسبة لتنشئة الأطفال ، وأكثر صراعا بالنسبة للتفاعل الاسرى ، وأقل تنظيما ، وأقل تماسكا . ( داليا مؤمن ، 1997، ص ص178-182).
دراسة سهى نصر (1998):
هدفت هذه الدراسة معرفة مدى فاعلية برنامج لتعديل السلوك الاجتماعي للأطفال المتخلفين عقليا المساء معاملتهم وعلاقته بالتوافق الاجتماعي لديهم وذلك على عينة قوامها (10) من الأطفال المتخلفين عقليا ولقد أسفرت الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية جوهرية بين الإساءة والسلوك اللاتوافقي المتمثل فى العدوانية ، والانسحابية ، والسلوك غير الاجتماعي .. كما أسفرت الدراسة عن فعالية برنامج تعديل السلوك لهؤلاء الفئة . (سهى نصر ،1998).
دراسة بالمبر (1973) :
أسفرت هذه الدراسة عن أن اضطراب التكامل الاجتماعى فى حياة الطفل يعد مصدرا من مصادر انحراف الطفل ، واضطراب لعب الادوار فى الأسرة وتصدعها وبالتالي شيوع المشاعر الاكتئابية ، والعدوانية ، والميول الانتحارية لدى الأطفال . (Pallmer, 1973)
دراسة تمبرلاك (1978):
أجريت هذه الدراسة على عينة قوامها (56) طفلا من أطفال دور الرعاية فى واشنطن . وأسفرت عن تسبب الاساءة الفيزيقية فى شعور الأطفال بالفقدان والانفصال عن الأسرة ، وزيادة السلوك العدواني ، والعنف كوسيلة من وسائل التكيف للطفل مع زيادة مشاعر الاكتئاب ، وأن الأب الذى يسي إلى طفله ، يجعل طفله يسئ إلى غيره فى المستقبل القريب .(Timberlake, 1978).
دراسة تمبرلاك (1979) :
والتى أجريت على عينة قوامها (60) طفلا مناصفة بين الذين تعرضوا للإساءة الفيزيقية ، والذين لم يتعرضوا فى دور الرعاية الطفل فى واشنطن ولقد أجمع 82.2% من العينة على أن والديهم كانوا يسيئون إليهم ، وكان نتيجة ذلك الشعور بالحرمان ، والاكتئاب والعدوان . (Timberlake, 1979).
دراسة اندرسون ، وسمينونتش (1981):
واجريت على عينة قوامها (68) طفلا من نزلاء أحد دور رعاية الأطفال بالولايات المتحدة الأمريكية وهدفت إلى قياس بعض الانفعالات وجوانب الوجدان لديهم ، ولقد أسفرت عن شيوع أعراض الاكتئاب وتصدرها لدى معظم النزلاء مع وجود سمات انفعالية أخرى مثل القلق ، والعدوان ، والخوف ، والوحدة ، ومشكلات المواجهة، والكراهية ، ونقص مهاات التأقلم ونقص التدعيم والمساندة .(Abderson & Simonitch, 1981) .
دراسة بريان ، وفريد (1982) :
والتى اجريت على عينة قوامها (170) مفحوصا من الأطفال والمراهقين بهدف فحص العلاقة بين العقاب الصارم من الوالدين ومشاعر الابناء تجاه ذلك ، ولقد أسفرت الدراسة عن أن الأطفال الذين تلقوا عقابا صارما وزائدا فيما سبق لديهم معدلات القلق ، والاكتئاب ، والعدوان، والانحراف وكانوا يشعرون أن هذا العقاب الصارم بمثابة إساءة إليهم مما أدى إلى انحرافهم . (Brayan & Freed, 982).
دراسة رونتال ، وروزنتال (1984) :
هدفت هذه الدراسة فحص السلوك الانتحارى لدى عينة من أطفال ما قبل المدرسة وأظهر الأطفال الذين كانت لديهم ميول وسلوكيات انتحارية قدرا أكبر من الاكتئاب وفقدان الاهتمام ، والعدوان الذاتي ، والاندفاعية ، وأهم من كل هذا أنهم من أسر كان يشعرون فيها بالعنف ، والنبذ ، والاساءة والأهمال . ( Rosenthal & Rosenthed, 1984)
دراسة كازدين مع آخرين (1985):
وأجريت على عينة قوامها (79) طفلا ممن عانوا ، وممن لا يزالوا يعانون من الإساءة الفيزيقية إليهم ، ولقد أسفرت النتائج عن ارتفاع معدلات الاعراض الاكتئابية لدى العينة فى جملتها ، خصوصا لدى العينة التى مازالت تعانى من الإساءة إليهما مع انخفاض تقدير الذات . (Kazdin et. al., 1985)
دراسة فورستروم مع أخرين (1985):
أجريت هذه الدراسة على عينة قوامها (164) طفلا ومراهقا وقد قسمت العينة إلى ثلاثة مجموعات فرعية أ- (44) طفلا من أسر عنيفه . ب- (43) طفلا من أسر غير عنيفة . ج-(77) طفلا من أسر تشيع فيها السعادة الأسرية . وأسفرت النتائج عن أن المجموعة الأولى أظهرت قدر أكبر من القلق ، الاكتئاب ، والعدوان ، مقارنة بالمجموعتين الاخرتين .(Forsstrom, et al. 1985) .
دراسة بالميرى (1990) :
أجريت على عينة قوامها (12) مفحوصا راشدا ممن لديهم تاريخ اساءة سابق بواقع (9) من الاناث وثلاثة ذكور وأسفرت عن أن خبرة الاساءة إلى تلك العينة وهى فى سن الطفولة كان لها عديد من الآثار والعواقب مثل : أن العينة وصفت هذه الخبرة باعتبارها خبرة مؤلمة ، وقاسية ، مما ترتب عليه ضعف تقدير الذات ، وشعف الثقة بالذات أو الثقة فى الآخرين ، واكتئاب مزمن وحزن ، وعصب ، وشعور بالذنب ، وتشوه العلاقات الاجتماعية ، وزيادة معدلات الشك والريبه. ( Palmieri, 1990)
دراسة ورجول (1990) :
اجريت على عينة قوامها (20) طفلا ممن أسئ إليهم و(20) طفلا سويا كعينة ضابطة، وأسفرت النتائج عن أن الإساءة إلى الأطفال ينتج عنها انسحابا اجتماعيا ، ووجدانيا لديهم ، وتكون حاجتهم ماسة لاحتواء الآخرين لهم ، ولكن الخبرات السابقة المريرة التى مروا بهما تجعلهم أكثر حذرا من الاقتراب من الآخرين برغم حاجتهم لهم . وأن تقديرهم لذاتهم يعدضعيفا اذا ما قورن بنظائرهم من الاسوياء ، وأن قدراتهم على التعايش والتأقلم تعد محدودة ، وضعيفة ، فضلا عن مشكلات سلوكية آخرى . (Worgul. 1990).
دراسة هولينجزورث (1991) :
أسفرت عن أن الاساءة إلى الطفل ينتج عنها عديد من الاضطرابات ، والمشكلات السلوكية مثل فقدان الثقة ، واضطراب مفهوم الذات ، وقلة التنافس أو المنافسة الذاتية Self- Competence بشكل ملحوظ ، ,\وأن مثل هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون للإساءة تصبح وجهتها خارجية للضبط وفقا بنظرية الانتسابات فكل ما يحدث للطفل نتيجة ما يحيط به وهو غير مسئول عن شيء لانه منذ البداية قد اسئ إليها . فضلا عن شيوع تقليل قيمة الذات ، والحط من قدرها Low self-wortnh ( Hollingswprth. 1999)
دراسة اوكتور (1991) :
أسفرت هذه الدراسة عن ارتباط الاساءة إلى الاطفال باضطرابات عدة مثل : اضطراب تقدير الذات ، اضطراب صورة الأم Mother Image فضلا عن اضطراب التدعيم الاجتماعي ، واضطراب التكيف الاجتماعي . ( O’connor, 1991)
دراسة موزكا (1993) :
والتى أسفرت عن أن الاساءة الاسرية للطفل وسوء معاملته ، والاتجاه نحوه بعنف يكون من عواقبه زيادة مشاعر الطفل بالقلق ، والاكتئاب ، والعدوان ، وزيادة المشكلات السلوكية ، وقلة التفاعل الاجتماعي ، ونقص مهارات التعايش ، والتأقلم ، وترك المشكلات دون حلول ، أو حلها بشكل سلـــــبي ، وسلبية الاتجاه نحو المجتمع الخارجي . ( Mosca, 1992)
دراسة بيكر (1992) :
هدفت هذه الدراسة فحص العلاقة بين الاساءة إلى الطفل والاكتئاب والتفكك ونتائج الحياة السلبية . وتكونت عينة الدراسة من (301) مفحوصا , وأسفرت النتائج عن أن الاساءة إلى الطفل ينتج عنها مشكلات عديدة مثل الاكتئاب ، والتفكك ، التوقعات السالبة ، وانتهاك القانون Law violation مع النظر إلى خبرات الإساءة وكأنها خبرات صدمية Traumatic. (Becker, 1992) .

دراسة هيرمان مع آخرين (1993) :
أجريت على عينة قوامهما (152) طفلا بمتوسط عمرى قدره عشر سنوات وقد أسفرت عن أن السلبية الوالدية ، ونقص الاهتمام ، والرعاية ، والصراع والاساءة ، وسوء المعاملة ينتج عنها شعور الابناء بالقلق ، والاكتئاب والتحول إلى الحديث مع شخص ما خارج الأسرة عن المشكلات الذاتية وكيفية نسيانهما أو حلها . (Herman, et. al., 1993)
دراسة دوبونز مع آخرين (1993) :
أجريت على عينة قوامهما (173) مفحوصا ، بواقع (93) طفلا تعرضوا إلى اساءة واعتداءات جنسية ، و(80) طفلا لم يتعرضوا لذلك ، وأسفرت النتائج عن أن الأطفال الذين تعرضوا للإساءة الجنسية كانوا أكثر اظهارا للمشكلات السلوكية مثل الاكتئاب ، والعدوان، واضطرابات النوم ،والشكاوى الجسمانية ، والمشكلات الجنسية . (Dubowitz, et al., 1993)
دراسة كسلر ، وماجى (1994) :
أجريت على عينة قوامها (4912) مفحوصا ، وقد أسفرت عن أن الإساءة إلى الطفل ينتج عنها اكتئاب فى الطفولة يمكن أن يستمر مع الطفل حتى مرحلة الرشد فى حال وجود عنف أسرى ، وضغوط مجتمعية . ( Kessler & Magee, 1994)
دراسة هبيم ( 1994) :
والتى توصل منها إلى أن الإساءة الجنسية خصوصا للذكور ينتج عنهما زيادة معدلات القلق لديهم ، والعدوان ، والاكتئاب ، ومشاعر الألم . ( Hepbum, 1994)
دراسة مانسيل ، وهوريلمان (1994) :
أجريت هذه الدراسة على عينة من الأطفال والمراهقين بلغ قوامها (3635) مفحوصا وقد أسفرت النتائج عن أن سوء معاملة الأسرة ، والصراعات القائمة بين الابناء والأسرة ، والصراعات القائمة بين الأبناء والأسرة يتولد عنهما مشاعر الاكتئاب لدى الأطفال فضـــــلا عـــــن صعـــوبات التوافق فى المنزل ، والدرسة ، والمجتمع الخارجى . ( Mansel & Hurrelmunn, 1994) ,
دراسة سبيجلمان مع آخرين (1994) :
أجريت على عينة قوامها (54) طفلا تراوحت أعمارهم ما بين (10-12) عاما ممن تعرضوا لخبرة الانفصال عن الأسرة نتيجة طلاق الوالدين وعينة ضابطة قوامهما أيضا (54) طفلا من أسر سوية ، وأسفرت النتائج عن ارتفاع معدلات العدوان ، والاكتئاب لدى الأطفال الذين تعرضوا لخبرة الانفصال نتيجة الطلاق ، كما عبروا عن تعرضهم للإساءة نظرا لاضطرارهم للتعامل مع بديل للوالدين . (Spigelman, et al., 1994).
دراسة كنوتسون (1995) :
والتى أسفرت عن أن سوء معاملة الطفل Child Maltreatment والاساءة إليه Child abuse ينتج عنهما عدوانا لدى الطفل يتعلق بالاساءة الفيزيقية للآخرين ، وصعوبات التوافق التى تتمل فى الاكتئاب والميول الانتحارية وعادة ما ينحدر هؤلاء الأطفال من والدين قد اسيء إليهم أيضا . ( Knutson, 1995).
دراسة ستين مع آخرين (1996) :
هدفت هذه الدراسة فحص افتراض وجود تاريخ طفولى متعلق بالاساءة الفيزيقية أو الجنسية لدى عينة من ذوى اضطرابات القلق ، وأن هذه الاساءة فى مرحلة الطفولة كانت عاملا مهما فى حدوث اضطرابات القلق ، ولقد أجريت الدراسة على عينة قوامها (250) مفحوصا ، نصفهم كعينة تجريبية من المرضى المشخصين سيكاتريا بأنهم يعانون من اضطرابات القلق ، ونصفهم الآخر كعينة ضابطة ، ولقد أسفرت النتائج عن صدق افتراض الدراسة من حيث وجود ارتباط بين الاصابة باضطرابات القلق ، ووجود تاريخ اساءة فى الطفولة ووجود ارتباط بين الإصابة باضطراب الهلع والخوف لدى النساء وبين الاساءة الجنسية فى الطفولة . (Sterin et, al.,1006 ).
تعقيب على الدراسات السابقة :
تم عرض بعض وليس كل الدراسات السابقة التى أجريت علىالصعيدين المصرى والعالمى، والتى اجتمعت فى مجملها على الآثار السلبية الناجمة عن الاساءة إلى الطفل من قبل أسرته ، وتعدد هذه الاثار ومظاهرها على الشخصية والتكوين النفسي للطفل مما يجعله مستهدفا لاضطرابات نفسية وسلوكية مختلفة مثل : القلق ، والاكتئاب ، والعدوان ، والخوف ، وانخفاض مفهوم الذات ، وأنماط تقديرها ، وزيادة معدل الانطواء والعصابية ، والشعور بالوحدة والحرمان ، والاغتراب ... الخ . وتؤكد تلك الدراسات أن متغيرات دراستنا لم تنتظم من أو فى فراع بل هى فى اطار ما اشارت إليه ، وأسفرت عنه دراسات سابقة انارت لنا طريق دراستنا .
الفروض :
تلخصت فروض الدراسة فى ثلاث هى :
1- وجود فروق جوهرية بين عينتى الأطفال المساء إليها والأسوياء حيث يتوقع أن تظهر العينة المساء إليها قدرا أعلى من العصابية ، الأنطواء ، القلق ، والاكتئاب ، والمخاوف المرضية وقدرا أدنى من مستوى تقدير الذات مقارنة بعينة الأسوياء (الضابطة ).
2- وجود فروق جوهرية فى متغيرات الدراسة لعينة الأطفال المساء إليهاوفقا لنوع الإساءة أى بين عينة الأطفال المساء إليها نفسيا ، وعينة الأطفال المساء إليها فيزيقيا فى اتجاه ارتفاع معاناة العينة المساء إليها فيزيقيا .
3- وجود ارتباط جوهرى بين متغيرات الدراسة لدى عينتيها على أن يكون اتجاهها سالبا فى علاقتها بمتغير تقدير الذات مع اختلاف النسق الارتباطى بين عنيتى الدراسة .
المنهج والإجراءات
العينة :
أ - العينة الاستطلاعية :
وقوامها (60) طفلا ذكرا اختيرت بطريقة عشوائية من مدرسة قناة السويس الابتدائية المشتركة بحى محرم بك بمحافظة الإسكندرية ، ومنطلق اختيارها هو إعادة حساب الخصائص السيكومترية لبطارية المقاييس المستخدمة فى الدراسة من صدق ، وثبات إمكان الركون إلى نتائجها.
ب- العينة الأساسية :
بلغ حجم العينة فى مجملها (120) طفلا ذكرا ، بواقع (60) طفلا يمثلون العينة المساء إليها اختيرت بطريقة عشوائية منتظمة من جمعية رعاية الأطفال بمحافظة الإسكندرية ، وبواقع (60) طفلا يمثلون العينة السوية الضابطة اختيرت بطريقة قصدية بغرض المجانسة ، والمضاهاة مع العينة المساء إليها لتثبت عوامل التماثل التجريبى قدر المستطاع من سن ، ونوع ، ومستوى تعليمى ، ومحل إقامة ، وديانة ، على أن يكون الاختلاف فى متغير الإساءة والإهمال الأسرى فقط ، ولقد اختيرا العينة السوية من مدرسة صلاح سالم بالإسكندرية .
والعينة فى مجملها يتراوح مداها العمرى من (10-12) عاما ، وبذلك فهى تمثل مستوى التعليم الابتدائي أو المرحلة الأولى فى التعليم الأساسي .. فضلا عن ذلك فقد راعت الباحثة محاولة التجانس لجملة العينة فى المستوى الاقتصادي قدر المستطاع.
التصنيف الفرعي للعينة المساء إليها :
ولقد تم تقسيم العينة المساء إليها فى فئتين : تمثل الفئة الأولى الأطفال الذين تلقوا إساءة نفسية فقط من أسرهم ، وتمثل الفئة الثانية الأطفال الذين تلقوا إساءة فيزيقية من أسرهم .. وذلك بغرض التحقق من الفرض الثاني لهذه الدراسة . ولقد تم ذلك من خلال المعلومات التىاستقتها الباحثة خلال المقابلة الفردية لكل فرد من أفراد العينة ، فضلا عن الاطلاع على ملفاتهم المودعة بالجمعية ، والمعلومات التى تفضل بها القائمون على رعاية الأطفال بالجمعية .
منطلق اختيار العينة المساء إليهما :
والعينة المساء إليهما فى مجملها كانت تعيش فى كنف الأسرة حتى وقت قريب . ولكن مع تزايد الإساءة ، والإهمال ، وعدم التحمل تم إيداعهما فى جمعية رعاية الأطفال لأسباب عدة منهما : هروب الأطفال من المنزل لعدم تحملهم الإساءة أو طرد أحد الوالدين للطفل ، أو خوف الطفل فى العودة للمنزل حتى لا ينال عقاب الوالدين المتعسف ، وهكذا. وهذا يدل على أنهم ليسوا أحداثا جانحين ، وليسوا تحت طائلة القانون ، ودليل أخر على ذلك أن بعضهم قد سلم نفسه بنفسه للجمعية طلبا للحماية الرعاية وانقاذا له من أسرته التى لا توليه قدر انملة من الرعاية ، والشائع المقتسم بين أفراد العينة المساء إليها انهم من أسر مفككة ، متصدعة ، يسوء فيهما الصراع الأسرى ، والعنف الوالدى ، والسلبية ، وعدم تحمل مسئولية تربية الأبناء ... الخ ويتفق اختيارنا للعينة المساء إليهما من دار الرعاية مع دراسات عديدة أجريت على الصعيد العالمى مثل دراسات تمبرلاك (1978)، (1979) دراسة اندرسون ، وسيونتش (1980) وغيرهم ، نظرا لأن هروب الأطفال إلى جمعية أو دار للرعاية وتركهم لمنازلهم يؤكد مبدأ تفاقم الإساءة واستحالة المعايشة المنزلية لهؤلاء الأطفال .. وهذا هو منطلق اختيار العينة للدراسة لحالية .
الأدوات ومتغيرات الدراسة * :
اقتصرت بطارية أدوات الدراسة على خمس هى :
1- استخبار ايزنك للشخصية (للأطفال).
2- اختبار المخاوف (الفوبيات ) ( للأطفال).
3- اختيار القلق (حالة/سمة ) للأطفال ).
4- مقياس الاكتئاب (للأطفال ).
5- اختيار تقدير الذات (للأطفال).
1- استخبار ايزنك للشخصية (للأطفال):
وضعه هانزايزنك وسبيل أيزنك ، وعربه : أحمد عبد الخالق (1991) ، ويتكون من (59) بندا ، وقنن على عينة مصرية قوامها (1375) ، وتمتع الاستخبار بقدر مرتفع عن الصدق والثبات فى نسخته الانجليزية ، والعربية ، ويقيس الاستخبار عوامل ثلاثة هى الانبساط / الانطواء ، والعصابية /الاتزان ، والكذب ( ايزنك ، 1991، ص82- 83) .
2- اختبار المخاوف (الفوبيات) للأطفال:
وضعه : محمد عبد الظاهر الطيب (1980) ويتكون من (20) بندا ، وقنن الاختبار على عينة من الأطفال قوامهما (200) طفلا مناصفة بين الذكور والاناث بمدى عمرى يتراوح مابين (9-12) عاما ولقد أظهر صدقا، وثباتا مقبولين (الطيب ، 1980، ص ص6-10) .
3- اختبار القلق (حالة/سمة) (للأطفال ): وضعه سبيلبرجر ، وعربة : عبد الرقيب البحيرى (1982) ، ويحتوى على نسختين أو صورتين كل منهما تحتوى على عشرين بندا ، تعنى الأولى يقياس القلق كحالة ، فى حين تعنى الثانية بقياس القلق كسمة ، وقنن الاختبار على عينة مصرية قوامهما (610) تلميذا بواقع (320) تكرارا ، و(290) أنتى من المرحلة الابتدائية ، ولقد أظهر الاختبار مستويات مرتفعة من الصدق ، والثبات ( البحيرى ، 1982، ص ص46-65).
4- مقياس الاكتئاب للأطفال :
وضعه : مدحت عبد الحميد (1989) ، يتكون من (68) بندا ، وقنن المقياس على مائة طفل مناصفة بين الذكور والاناث ، ولقد أظهر صدقا وثباتا جوهريين ،وله أربعة مقاييس فرعية هى الشعور بالحزن ، والانطواء الاكتئابى ، والاستثارة الاكتئابية ، وسوء التقدير الذاتى للأمور ، ولقد أسفر التحليل العاملى عن انتظام تلك المقاييس الفرعية حول عامل عام وحيد هو عامل الاكتئاب.(مدحت عبد الحميد ، ص ص88-90).
5- اختبار تقدير الذات (للأطفال ):
وضعه كوبرسميث ، وعربه : فاروق عبد الفتاح موسى ، ومحمد أحمد دسوقى (1981)، ويتكون من (25) بندا ، وقنن على عينة قوامهما (526) طفلا بواقع (370) ذكرا ، و(156) أنثى ، ولقد أظهر الاختبار صدقا ، وثباتا جوهريين (موسى ، دسوقى ، 1981 ، ص ص10-14).
وهذا لم تشأ الباحثة إضافة ادوات أخرى لأن حجم بنود البطارية المستخدمة كان (212) بندا و هذا يعد كافيا حتى لا يثقل كاهل الأطفال أو يثير مللهم ، أو ينال من صدق استجابتهم .

الدراسة الإستطلاعية : اجريت الدراسة الاستطلاعية بهدف اعادة الحقق من صدق الأدوات المستخدمة وثباتها مرة أخرى ، وذلك على عينة استطلاعية قوامهما (60) طفلا ذكرا من تلاميذ المرحلة الابتدائية اختيرت من مدرسة قناة السويس الابتدائية المشتركة بالاسكندرية بمدى عمرى يتراوح مابين (10-12) عاما ، ومنطق اعادة حساب الصدق والثبات هنا هو أن بعض الادوات قد مضى على تقنينها أكثر من (19) عاما .

الصدق :
حسبت معاملات الصدق التمييزى للمقارنة الطرفية بين الارباعي الادنى للدرجات ، والارباعي الأعلى لها لكل مقياس على حدة لدى العينة الاستطلاعية ، وتم حساب المتوسطات الحسابية ، والانحرافات المعيارية لكل ارباعي ، وايجاد قيمة (ت) للفرق بين متوسطى الدرجات لكل مقياس كما يتضح من الجدول التالي :
جدول رقم (1)
معاملات الصدق التمييزى للمقارنة الطرفية بين الارباعين الادنى والأعلى
على درجات مقاييس الدراسة لدى العينة الاستطلاعية (ن=60)
المقاييس الارباعى الادنى الارباعى الأعلى ت ب
ن م ع ن م ع
1- الانبساط 17 10.41 2.09 23 16.91 0.84 13.51 0.001
2- العصابية 18 6.50 1.65 23 13.43 1.53 13.89 0.001
3- الكذب 19 8.10 3.36 25 17.04 0.88 12.74 0.001
4- المخاوف 12 1.33 0.49 9 11.33 1.00 30.26 0.001
5- حالة القلق 6 28.16 0.75 8 39.62 2.13 12.47 0.001
6- سمة القلق 9 28.66 2.91 12 42.83 3.15 10.50 0.001
7- الاكتئاب 10 16.70 2.40 14 41.71 4.44 16.12 0.001
8- تقدير الذات 8 10.62 0.91 12 17.58 1.78 10.12 0.001
ويتضح من الجدول السابق أن جميع المقاييس المستخدمة تتمتع بقدر جوهرى من الصدق التمييزى .
الثبات :
حسبت معاملات ثبات التجزئة النصفية بين البنود الفردية ، والزوجية لكل مقياس على حده ، وتم إيجاد معاملات الارتباط بين نصفى كل اختبار ، ثم عدلت المعاملات بمعادلة تصحيح لسبيرمان / براون على النحو الذى يوضحه الجدول التالى على العينة الاستطلاعية .
جدول رقم (2)
معاملات ثبات التنصيف لكل مقياس من مقاييس الدراسة لدى العينة
الاستطلاعية (ن=60)
المقاييس معاملات ثبات التنصيف للمقاييس المستخدمة
قبل تصحيح الطول بعد تصحيح الطول
1- الانبساط 0.65 0.79
2- العصابية 0.73 0.84
3- الكذب 0.76 0.86
4- المخاوف 0.87 0.93
5- حالة القلق 0.79 0.88
6- سمة القلق 0.91 0.96
7- الاكتئاب 0.88 0.94
8- تقدير الذات 0.84 0.91
وبتضح من الجدول السابق أن كل المقاييس قد أظهرت قدرا مقبولا وجوهريا من الثبات مرة أخرى . وبذلك يمكن الاطمئنان مرة أخرى إلى المقاييس المستخدمة ، ويمكن الركون إلى ما تسفر عنه من نتائج .
الأساليب الإحصائية للدراسة الأساسية :
- المتوسطات الحسابية ، والانحرافات المعيارية .
- اختيار (ت) لدلالة الفرق بين متوسطين مستقلين .
- معامل ارتباط بيرسون .
- تحليل التباين البسيط أحادى الاتجاه .

عرض النتائج وتفسيرها
عرض نتائج الفرض الأول وتفسيره :
وللتحقق من صحة الفرض تم حساب النسبة الفائية ، ودلالتها ، ثم حساب قيمة (ت) بين متوسطى العينتين لكل متغير على حده على النحو التالى :
جدول رقم (3) تحليل التباين البسيط فى اتجاه احادى لمتغيرات الدراسة الثمانية (ن=120)
م المتغيرات مصدر التباين مجموع المربعات د.ج متوسط المربعات ف ب
1 الانبساط بين الممجموعات
داخل المجموعات
جملة 73.63
114.36
1207.99 1
118
119 73.63
9.61 7.6
5 0.00
1
2 العصابية بين المجموعات
داخل المجموعات
جملة 149.63
1415.83
1565.46 1
118
119 149.63
11.99 ,12 0.00
1
3 الكذب بين المجموعات
داخل المجموعات
جملة 16.13
2067.83
2083.96 1
118
119 16.13
17.52 0.9
2 -
4 المخاوف بين المجموعات
داخل المجموعات
جملة 1056.13
4352.23
5408.36 1
118
119 1056.1
35.88 ,28
63 0.00
1
5 حالة القلق بين المجموعات
داخل المجموعات
جملة 91.87
4312.11
4403.98 1
118
119 91.87
36.54 2.5
1 -
6 سمة القلق بين المجموعات
داخل المجموعات
جملة 775.20
7060.87
7835.98 1
118
119 775.20
59.83 ,12
95 0.00
1
7 الاكتئاب بين المجموعات
داخل المجموعات
جملة 4083.33
16010.13
20093.46 1
118
119 4083.3
135.67 ,30
09 0.00
1
8 تقدير الذات بين المجموعات
داخل المجموعات
جملة 81.67
1369.31
1450.98 1
118
119 81.67
11.60 7.0
3 0.00
1

جدول رقم (4)
المتوسطات الحسابية ، والانحرافات المعيارية ، وقيم (ت)
ودلالتها لمتغيرات الدراسة لدى عينتي الأطفال المساء إليها ، والضابطة
المتغيرات العينة المساء إليها
(ن=60) العينة الضابطة
(ن=60) ت ب
1- الانبساط 13.11 3.48 14.76 2.70 2.92 0.01
2- العصابية 11.88 3.72 9.65 3.17 3.53 0.001
3- الكذب 13.38 4.54 12.65 3.79 0.95 -
4- المخاوف 10.18 7.90 4.25 3.35 5.35 0.001
5- حالة القلق 33.38 5.66 31.63 6.40 1.58 -
6- سمة القلق 38.40 6.82 33.30 8.54 3.59 0.001
7- الاكتئاب 34.40 4.13 22.73 8.45 5.48 0.001
8- تقدير الذات 13.18 3.36 14.83 3.44 2.65 0.01

يتضح لنا من الجدولين السابقين وجود ستة فروق جوهرية فقط وكلها فى اتجاه ارتفاع متوسطات درجات العينة المساء إليها ، ولم تظهر فروق جوهرية فى متغيرين هما : الكذب ، وحالة القلق سواء على مستوى النسبة الفائية ، أم على مستوى اختبار (ت) .. اى أن هذا الفرض قد تحقق بنسبة (75%) فقط . ورغم ذلك فان متوسطى متغير الكذب ، ومتغير حالة القلق لدى العينة المساء إليها يعد أكبر من متوسطى العينة السوية مما يشير إلى زيادة معدل الكذب ، وحالة القلق أيضا لدى العينة المساء إليها ولكن بشكل غير جوهرى.
وفيما يتعلق بزيادة معدل الانطواء لدى العينة المساء إليها فان هذه نتيجة منطقية لأن كثرة الإساءة تثير استجابات التحاشى ، والانسحاب ، والانزواء ، والعزلة لدى هؤلاء الأطفال ، ومن كثرة ما يشعرون به من نبذ من الآخرين ، وتؤيد دراسات سابقة هذه النتيجة مثل دراسة أندرسون ، وسيمونتش (1981) ، ودراسة ورجول (1990) ، ودراسة سهى نصر (1998).
وفيما يختص بزيادة معدل العصابية لدى هؤلاء الأطفال أيضا فان تفسير ذلك مردة إلى التشنئة التى تلقاها هؤلاء الأطفال وهى تنشئة عصابية من والدين عصابيين ، وليس بغريب على جو اسرى ملئ بالتوتر والصراع على أن ينشأ الأطفال ولديهم استهدافات عصابية مرتفعة ، وتؤيد دراسة أحمد إسماعيل ، وتوفيق عبد المنعم (1996) هذه النتيجة .
كما أسفرت النتائج عن تزايد مخاوف الأطفال المساء إليها نظرا لانعدام جو الأمن، والأمان، والطمأنية ، والسكينة فى منازلهم التى تركوها خوفا من آبائهم تأيدت تلك النتيجة بدراسات كل من : أندرسون ، وسيمونتش (1981) ، وعبد الرحمن عيسوى، ومدحت عبد الحميد (1990) ، وسيتن مع آخرين (1996) . وكذلك ترتفع معلات القلق لديهم أيضا وتزداد توقعاتهم السالبة للغد ، والقلق من المجهورل ، وماذا سوف يحمل الغد لهم ؟ هل مزيدا من الصراع، والمعاناة ، أم ستكون لمعاناتهم نهاية ؟ وارتفاع معدلات القلق نتيجة تأكدت من خلال عديد من الدراسات السابقة مثل : أندرسون ، وسيمونتش (1981) ، بريان ، وفريد (1981) ، وفورستروم مع أخرين (1985) ، وموزكا (1992) ، وهيرمان مع آخرين (1993) وهبيم(1994) ، وسيتن مع آخرين (1996).
وباعتلال وجدان الطفل نظرا لكثرة الإساءة ترتفع معدلات الاكتئاب ، والكآبة ، والحزن والأسى ، إنه أسى الطفل على نفسه ، وعلى حاله ، وعلى غده ، وعلى حظه الذى أوقعه فى والدين لا يقدرانه ، ولا يحافظان عليه ، وثمة دراسات كثيرة أيدت تلك النتيجة مثل دراسات كل من " بالمبر (1973) ، وتمبرلاك(78-1979) ، وأندرسون وسيمونتش (1981) ، وبريان ، وفريد (1982) ، وروزنتال ، ورزونتال (1984) ، وكازدين مع آخرين (1994) ، وهيبم (1994) ، ومانسيل ، وهوريلمان (1994) ، وسبيجلمان مع آخرين (1994) ، وبدرية كمال (1994) ، وكنوتسون (1995) ، وأحمد اسماعيل ، وتوفيق عبد المنعم (1996) .
وما نتاج الإساءة ، وما ينجم عنها سوى قلق ، واكتئاب ، وعصابية ، وانطواء ، وخوف، كل ذلك من شأنه أن يدفع الطفل للحط من قيمة ذاته ، والتقليل من قدرها ، وتصغير شأنها ، بالتالي ينخفض مستوى تقدير الذات لديه وثمة دراسات عديدة أيدت ذلك منها : كازدين مع آخرين(1985) ، وبالميرى (1990) ، دورجول (1990) ، واروكنور(1991) ، وهو ليخز ورث (1991) ، وبدرية كمال .
عرض نتائج الفرض الثاني :
ويعرض الجدول التالى لقيم (ت) دلالتها بين عنيتى الأطفال المساء إليها نفسيا ، وفيزيقيا:
جدول رقم (5)
قيم (ت) ودلالتها بين عينتى الأطفال المساء إليها نفسيا ، وفيزيقيا
المتغيرات العينة المساء إليها فيزيقيا (30) العينة الضابطة نفسيا
(30) ت ب
م ع م ع
1- الانبساط 13.63 3.22 12.73 3.60 0.09 -
2- العصابية 12.73 3.44 11.13 3.86 1.64 -
3- الكذب 12.20 4.54 14.36 4.33 1.83 -
4- المخاوف 8.73 4.61 9.70 4.57 0.79 -
5- حالة القلق 35.56 3.27 32.13 5.33 2.90 0.01
6- سمة القلق 35.56 3.93 37.30 5.92 2.17 0.05
7- الاكتئاب 45.30 6.36 25.09 11.15 8.35 0.001
8- تقدير الذات 12.63 3.16 13.83 3.33 1.39 -
ويتضح من الجدول السابق وجود فروق جوهرية فى ثلاثة متغيرات فقط بين عينتى الإساءة ، بمعنى أن الفرض الثاني قد تحقق بنسبة (37.5%) فقط ، وأن النتائج الجوهرية جاءت فى اتجاه ارتفاع متوسطات عينة الأطفال المساء إليها فزيقيا . أى أنها أكثر إظهارا للقلق والاكتئاب مقارنة بعينة الأطفال المساء إليها نفسيا ، ولقد تأيدت هذه النتائج بما توصل إليها سبرنجل (1990) من حيث إن الاساءة الفيزيقية هى أكثر أنواع الإساءات تأثيرا على حياة الطفل عموما، (Sprengle, 1995) ، وكذلك ما توصل إليه لى (1991) من التأثير البالغ للإساءة الفيزيقية على حياة الطفل ( Lee, 1991) .
ولعل تفسير ذلك ببساطه يعنى أن الإساءة الفيزيقية تحتوى فى مضمونها على معانى الإساءات الأخرى ، فضرب الطفل ضربا مبرحا يفسره على أنه قسوة ، تعذيب ، وعدوان ، وعنف ، وكراهية ، ونفور من قبل الوالدين أو أحدهما تجاه الطفل ، وبذلك ينال الطفل فى الإساءة الفزيقية جرعة ألم بدنى وجرعة ألم نفسي معا مما يثير قلقه ،وكآبته.
عرض نتائج الفرض الثالث وتفسيره : ويعرضها الجدول التالي :
جدول رقم (6) المصفوفة الارتباطية لمتغيرات الدراسة لدى عينة الأطفال المساء إليها (المثلث السفلى) والمصفوفة الارتباطية لدى عينة الأسوياء الضابطة (المثلث العلوى)
المتغيرات الانبساط العصابية الكذب المخاوف حالة القلق سمة القلق الاكتئاب تقدير الذات
الانبساط - 0.02 0.01 0.06 -0.02 0.05 0.11 -0.03
العصابية 0.34 - -0.21 0.01 0.04 0.03 46,** -0.47**
الكذب 0.32* 0.24 - 0.05 0.21 0.02 -0.12 0.07
المخاوف 0.17 0.18 0.18 - 0.19 -0.13 0.18 0.11
حالة القلق 0.23 0.10 0.07 0.27* - 0.38** 0.31 0.28*
سمة القلق 0.36** 0.13 0.28* 0.10 0.60** - 0.25 -0.11
الاكتئاب 0.24 36,** -0.17 0.15 0.36** 0.42** - -0.39**
تقدير الذات -0.29* -0.31* -0.23 -0.14 -0.19 -0.30* -0.50* -
(0.05*  0.27** 0.01  0.35)
ويتضح لنا من الجدول السابق ما يلى :
أ - فيما يتعلق بالارتباط الجوهرى بين متغيرات الدراسة :
كان من المتوقع حسب نص الفرص الحصول على (56) معاملا جوهريا ، ولم تكشف النتائج سوى عن (19) معاملا جوهريا فقط ، أى أن هذا الفرض قد تحقق بنسبة (34%) فقط فى هذه الجزئية .
ب- فيما يتعلق باتجاه العلاقة الرتباطية بين متغريات الدراسة ومتغير تقدير الذات :
كان من المتوقع الحصول على (14) معاملا سالبا وأسفرت النتائج عن وجود (11) معاملا سالبا فقط ، وبهذا يكون الفرض قد تحقق بنسبة (78.5%) فقط فى هذه الجزئية .
جـ- فيما يتعلق باختلاف النسق الارتباطي بين عينتى الدراسة :
أحد عشر مظهرا من مظاهر الاختلاف فى النسق الارتباطي بين عينتى الدراسة نسوقها كالآتى :
1- وجود (13) معاملا جوهريا لدى عينة الأطفال المساء إليها بواقع (7) معاملات عند مستوى جوهرية (0.05) و(6) معاملات عند مستوى جوهرية (0.01) ، أما عينة الأطفال الأسوياء فلقد وجد بمصفوفتها (6) معاملات جوهرية فقط بواقع معاملان عند مستوى (0.05) ، و(4) معاملات عند مستوى (0.01) .
2- وجود ارتباطات سالبة بين كل المتغيرات ومتغير تقدير الذات ، أى سبعة معاملات منها (أربعة معاملات جوهرة ، وثلاثة غير جوهرية لدى عينة الأطفال المساء إليها ، بينما وجدت أربعة معاملات سالبة فقط لأربعة متغيرات قد ارتبطت سلبا بمتغير تقدير الذات لدى عينة الأطفال الأسوياء منها معاملان جوهريان ، وآخران غير جوهريين .
3- كـــان ارتباط متغير الانبساط بمتغير حالة القلق ارتباطا موجبا لدى عينة الأطفال
المساء إليها فى حين ارتبط المتغيران ارتباطا سالبا لدى عينة الأطفال الأسوياء .
4- كان ارتباط متغير العصابية بمتغير الكذب ارتباطا موجبا لدى عينة الأطفال المساء إليها فى حين ارتبط المتغيران ارتباطا سالبا لدى عينة الأطفال الأسوياء .
5- كان ارتباط متغير سمة القلق بمتغير المخاوف ارتباطا موجبا لدى عينة الأطفال المساء إليها فى حين ارتبط المتغيران ارتباطا سالبا لدى عينة الأطفال الأسوياء .
6- ارتبط بمتغير الانبساط ارتباطا موجبا وجوهريا بكل من العصابية ، والكذب ، وسمة القلق لدى عينة الأطفال المساء إليها ، بينما لم يظهر ذلك الارتباط الجوهرى لدى عينة الأطفال الأسوياء . كما ارتبط متغير الانبساط ارتباطا سالبا وجوهريا بمتغير تقدير الذات لدى عينة الأطفال المساء إليها ، بينما لم يظهر هذا الارتباط الجوهرى لدى عينة الأطفال الأسوياء .
7- ارتبط متغير حالة القلق بمتغير المخاوف ارتباطا جوهريا لدى عينة الأطفال المساء إليها بينما لم يصل هذا الارتباط إلى مستوى الجوهرية لدى عينة الأطفال الأسوياء .
8- ارتبط متغير المخاوف بمتغير تقدير الذات ارتباطا سالبا لدى عينة الأطفال المساء إليها ، بينما كان هذا الارتباط موجبا لدى عينة الأطفال الأسوياء .
9- ارتبط متغير حالة القلق بمتغير تقدير الذات ارتباطا سالبا غير جوهرى لدى عينة الأطفال المساء إليها ، بينما كان هذا الارتباط موجبا جوهريا لدى عينة الأطفال الأسوياء .
10- ارتبط متغير الاكتئاب بمتغير سمة القلق ارتباطا موجبا وجوهريا لدى عينة الأطفال المساء إليها ، بينما كان هذا الارتباط موجبا غير جوهريا لدى عينة الأطفال الأسوياء .
11- ارتبط بمتغير سمة القلق بمتغير تقدير الذات ارتباطا سالبا جوهريا لدى عينة الأطفال المساء إليها ، بينما كان هذا الارتباط سالبا غير جوهرى لدى عينة الأطفال الأسوياء.
وعلى ذلك يتضح لنا أن الفرض الثالث قد تحقق بشكل مرضى ومقبول نسبيا وأن هذا الاختلاف الملحوظ فى انتظام المتغيرات نحو نسق ارتباطي يختلف باختلاف العينة انما يرجع إلى الاختلاف البين بين العينتين : المساء إليها ، والسوية .
فأكثر الارتباطات جوهرية كانت لدى العينة المساء إليها لأن المتغيرات التى تم التعامل معها متغيرات إذا ارتفعت قيمتها وزاد معدلها أشارت إلى الاتجاه السالب ولذلك ظهرت المتغيرات بصورتها المرضية السالبة الباثولوجية لدى عينة الأطفال المساء إليها أكثر منها لدى العينة السوية الضابطة .
كذلك ارتبطت متغيرات الدراسة (ذات الطبيعة المرضية ) بمتغير تقدير الذات ارتباطا سالبا لأنه من الجائز إذا زاد القلق قل تقدير الذات فالعلاقة عكسية ، وذلك الحال بالنسبة للخوف .. فإذا زاد الخوف قل تقدير الذات ، وإذا زاد الاكتئاب قل تقدير الذات (مدحت عبد الحميد، 1989) وهذا سبب الارتباط السالب بين تلك المتغيرات ومتغير تقدير الذات .
الأهمية التطبيقية للدراسة وآفاقها المستقبلية :
تضيف الدراسة برهانا آخر على أهمية مراعاة حقوق الطفل ، وعدم الإساءة إليه لأن الاثار الناجمة عن الإساءة يمكن أن تنال من الصحة النفسية فى الراهن واللاحق ، وتثير الدراسة عددا من البحوث المستقبلية فى هذا المجال مثل الإساءة الجنسية للطفل ، وديناميات شخصية الطفل المساء إليه فى ظل نظرية التحليل النفسى ، وخصائص الشخصية كما تسفر عنها الاختبارات الاسقاطية ، والفروق الثقافية والحضارية المتعلقة بالإساءة ، والدراسات العلاجية الفردية والجماعية لحالات متنوعة من الإساءة إلى غير ذلك .



المراجع العربية
أحمد السيد إسماعيل ، توفيق عبد المنعم (1996) : دراسة لبعض المتغيرات النفسية المرتبطة بإساءة معاملة الطفل لدى بعض الأسر المصرية ، مؤتمر جامعة عين شمس (قسم طب الأطفال ، ومركز دراسات الطفولة ، ص ص91-119).
بدرية كمال أحمد (1994) : الاساءة للطفل : دراسة نفسية اجتماعية ، المؤتمر العلمى الثاني لمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ، ص ص 226-259 .
داليا محمد عزت مؤمن (1997) : الاساءة البدنية للأطفال وعلاقتها بالتفاعلات الأسرية، رسالة ماجستير غير منشورة بكلية الآداب جامعة عين شمس .
سهى أحم