إعداد
الدكتورة: سهير سليمان الصباح
جامعة القدس/فلسطين
السيد:عايد محمد الحموز

الملخص بالعربية
الأفكار اللاعقلانية وعلاقتها ببعض المتغي ا رت لدى طلبة جامعات الضفة الغربية في فلسطين
هدفت هذه الد ا رسة إلى التعرف إلى درجة انتشار الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت،
وكذلك تحديد الفروق في الأفكار اللاعقلانية بحسب الجنس، ومكان السكن، والجامعة، والتخصص العلمي.
ولتحقيق أهداف الد ا رسة صاغ الباحثان الأسئلة التالية:
١. ما درجة انتشار الأفكار اللاعقلانية بين طلبة جامعات الضفة الغربية في فلسطين.
٢. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة جامعات الضفة الغربية في
فلسطين تعزى إلى الجنس، ومكان السكن، والجامعة، والتخصص العلمي؟
وتكونت عينة الد ا رسة من ( 604 ) طلاب من طلبة جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت المسجلين للعام الد ا رسي
٢٠٠٦ ) والبالغ عددهم ( 12708 ) طلاب. واستخدم الباحثان مقياس الأفكار اللاعقلانية الذي طوره الريحاني -٢٠٠٥)
.(Ellis) 1985 ) عن نظرية إليس )
.(t-test) ( وتمت معالجة البيانات إحصائياً عن طريق حساب المتوسطات الحسابية، والانح ا رفات المعيارية، واختبار(ت
.(Scheffe) واختبار شيفيه .(one - way ANOVA) وتحليل التباين الأحادي
وأظهرت النتائج أن أكثر الأفكار اللاعقلانية انتشا اً ر هي الفكرة اللاعقلانية رقم ( ٦) والمتمثلة في "القلق من حدوث
الكوارث والمخاطر" والفكرة اللاعقلانية رقم ( ١) والمتمثلة في "ضرورة تمتع الفرد بمحبة جميع من حوله". أما باقي
الأفكار الأخرى فقد كانت لدى عينة الد ا رسة تميل إلى العقلانية أكثر من اللاعقلانية. كما بينت النتائج أن الدرجة الكلية
للأفكار اللاعقلانية عند العينة ككل بلغت ( ٧٧,٨ %) وهي درجة متأرجحة بين العقلانية واللاعقلانية. وأظهرت النتائج
أيضاً وجود فروق في الجنس لصالح الذكور، في حين لم تظهر النتائج فروقاً تبعاً لمكان السكن، والجامعة، والتخصص
العلمي.
(Ellis) وفي ضوء هذه النتائج خرج الباحثان بمجموعة من التوصيات تمثلت في الدعوة إلى الأخذ بنظرية إليس
وتطبيق أساليبها الإرشادية والعلاجية بين الطلبة والاستفادة من نتائج هذه الد ا رسة في مجال الإرشاد التربوي والنفسي.
٢
Abstract
"The relationship between the Irrational Beliefs and its variables '
connection among Palestinian universities' students"
Prepared by:
Dr. Saheer Suleiman AL. Sabbah / Alquds University
Ayed Muhammad Othman AL. Hmuz
This study aimed to identify the irrational circulating degree of beliefs in Hebron, Beth Latham
and Beir Zeit universities, and to specify the differences of the irrational beliefs according on the
gender, Place of residence, university and scientific specialization.
To achieve the goals of this study; the researchers composed the following questions:
1. To what extent Irrational Beliefs are common among students of Hebron
University, Bethlehem University and Bir Zeit University.
2. Are there statistical differences on the level of (α≤0.05) in the means of irrational Beliefs
among the West Bank’s Universities students in Palestine, which are supported by the
gender, Place of residence , university and scientific specialization?
A number of Students-which is (604) students- participated in the sample of the study
from the Hebron, Beth Latham and Beir Zeit universities who assigned in the academic
year (2005-2006). This academic year contained on (120708), The researchers used the
Irrational Beliefs scale that had been adapted by Al-Rihani (1985) from Ellis theory..
The data was handled statistically by calculated the arithmetic mean, standard deviations, t – test,
one – way ANOVA.
The results showed that most of the irrational Beliefs that were spread are the irrational Beliefs
number (6), which represents “the anxiety of catastrophe and dangers happening”, and the
irrational Beliefs number (1), which represents “the necessity to be loved by others”. The rest of
the other Beliefs s were more intellective than irrational to the studious sample. The results also
٣
showed that the degree of the irrational Beliefs as a whole to the whole sample reached (77.8%)
which is vacillating between rationality and irrationality.
In addition, the results showed that gender made differences in irrational Beliefs to the male’s
side. Where as the results did not show any differences in the irrational Beliefs according to the
Place of residence (city, camp or village) , neither the university (Hebron, Beth Latham, Beir
Zeit) nor the scientific specialization (art college, science colleges).
In the light of these results, the researchers came out with several recommendations
represented on calling for using Ellis theory and adopting it's procedures in counseling and
clinical therapy among the students and to get benefit from this study in the Educational
and Psychological counseling


مشكلة الد ا رسة وأهميتها
مقدمة
للتفكير دور هام في النمو المعرفي والوجداني والانفعالي، فمن خلال التفكير يتعرف الفرد على ذاته ويطور لغته،
ويعبر عن حاجاته، ويقوي قد ا رته، ويساهم في تنمية المشاركة الوجدانية والتضامن وضبط النفس واحت ا رم الذات، ويقوم
التفكير على التعبير الرمزي من خلال تحويل البيئة الطبيعية إلى رموز وهذه الرموز هي الأساس الذي من خلاله يتم
تحويل الأحداث إلى اضط ا ربات أو استق ا رر.
ويعتبر التفكير من أرقى العمليات النفسية والعقلية التي من خلالها يستطيع الإنسان الوصول إلى مستويات رمزية
أو مجردة وأكثر تعقيدا لمعاني الأشياء والأحداث والعلاقات الموجودة بين هذه الأشياء والأحداث للتغلب على ما يواجه من
.( صعوبات (رمزي طارق، وآخرون، 2000
وعلم النفس المعرفي يعتبر من الاتجاهات النظرية الحديثة في علم النفس، إذ اهتم بموضوع التفكير والأفكار
وتأثيرها على السلوك، وبالتالي فإنه يلقى اهتمام اً في البحث والد ا رسة لا يقل عن الاهتمام الذي لقيه علم النفس السلوكي
والتحليلي، خصوصًا وأن علم النفس المعرفي اهتم بأكثر من جانب من الجوانب التي تؤثر على سلوك الفرد واستق ا رره،
وبالذات نظرة الفرد إلى المحيط الذي ينتمي إليه وكيفية إد ا ركه للبيئة التي يعيش فيها.
إن الطريقة التي يدرك بها الفرد الأشياء والأشخاص والموضوعات والأحداث يمكن أن تثير القلق والاضط ا رب
النفسي وتحدد السلوك، وليست الأحداث في ذاتها. فالشخص لا يضطرب من الأشياء، وإنما من الآ ا رء التي يحملها عنها
والتي تجعلها تبدو غير سارة، فالكثير من الاضط ا ربات النفسية والأم ا رض العصابية تعتمد إلى حد بعيد على وجود أفكار
ومعتقدات خاطئة يكونها الفرد عن ذاته وعن الآخرين والعالم المحيط به(طه حسين، 2004 ). وتبعاً لذلك فإن سبب معاناة
الفرد لا تعود إلى الأحداث التي يواجهها في حياته، وإنما تعود معاناته إلى كيفية النظر إليها والتعامل معها، لأن ذلك هو
الذي يقود الفرد إلى ردود الأفعال الانفعالية، كإنعكاس لاستجاباته العقلية من خلال اختياره لطريقة تفكير معينة، تحدد
ومن هذا المنطلق وضع ألبرت .(Albert Ellis, طبيعة استجاباته لتفسير الأحداث الحياتية التي يمر بها.( 1979:60
نظريته في الإرشاد العقلاني الانفعالي التي أكدت على أن الفرد قادرٌ على حل مشكلاته عن (Albert Ellis) إليس
طريق تعلم التفكير العقلاني والمنطقي.
حول الأفكار اللاعقلانية: (Ellis) ٢.١ نظرية إليس
قد استنتج عدة اعتقادات لاعقلانية تكون مسؤولة بقدر كبير عن القلق (Ellis) يبين حسني العزة ( 2000 ) أن إليس
والاكتئاب والغضب، وتظهر هذه الاعتقادات اللاعقلانية من خلال التعبي ا رت والجمل السلبية الداخلية واللامنطقية التي
يقولها الفرد لذاته كالقول (ليس لي قيمة إذ لم أكن محبوبا من كل شخص). وعلى العكس من ذلك فإن الفرد إذا أصبح
يفكر بشكل منطقي وعقلاني سيشعر بالسعادة والسرور وتحقيق الذات، والعيش بشكل مبدع.
هي تقييمات مستمدة من افت ا رضات (Irrational Beliefs) إلى أن الأفكار اللاعقلانية (Ellis) ويشير إليس
ومقدمات غير تجريبية تظهر في لغة مطلقة، وإن التفكير اللاعقلاني يظهر في جمل يعبر فيها الفرد باستخدام مفردات
حيث تمثل مطالب اً ملحة ليس لها أساس تجريبي (must ought to, have to) وأفعال الوجوب (need) كالحاجة
٥
لاستخدامها، فهي غير صحيحة وغير واقعية وتقود إلى اضط ا ربات عاطفية، وهي نتاج أفكار مدمرة لا منطقية، تقود إلى
حيث .(Albert Ellis &Robert Harper, 1976 : عدم ال ا رحة والقلق عند الف رد، ولا تساعده على تحقيق أهدافه ( ١٣
يسيطر على تفكيره أوهام مفادها وجود خطر يتهدد مجاله الشخصي من وقوع أحداث مؤذية له أو لأسرته أو لممتلكاته
(Rational Beliefs) أو لمركزه ومكانته وغيرها من القيم المعنوية التي يقدرها (آرون بيك، 2000 ). أما الأفكار العقلانية
فهي تؤدي إلى السعادة وتحرر الفرد من الص ا رعات النفسية وتساعده على تحقيق أهدافه وهي تعميمات مرتبطة بما هو
.(Albert Ellis, مثبت تجريبي اً وتحتوي على رغبات وأولويات الفرد، وهي صحيحة وواقعية وذات هدف حقيقي ( 1979
فالتفكير الصحيح إذن يعالج الأسباب والنتائج ويؤدي إلى التخطيط المنطقي والبناء، بينما التفكير الخاطئ يؤدي إلى
.( التوتر والانهيار العصبي ( دايل كارينغي، 1998
بدأ في تطوير أسلوبه العقلي الانفعالي عام ( 1954 ) بعد أن أصبح (Ellis) ويؤكد باترسون ( 1992 ) أن إليس
مقتنعا بأن الخب ا رت العصابية المبكرة تستمر دون أن تنطفئ على الرغم من عدم تعزيزها، وذلك بسبب أن الأف ا رد
إلى تعليم مرضاه (Ellis) العصابيين يعززون هذه الخب ا رت المتعلمة عن طريق التلقين الذاتي لأنفسهم، لذلك لجأ إليس
كيف يغيرون تفكيرهم ليتفق مع الأسلوب العقلي في حل المشكلات، وشعر بأن حوالي ( 90 %) من الذين عولجوا بهذه
الطريقة الجديدة قد أظهروا تقدم اً ملموساً خلال عشر جلسات أو أكثر بقليل.
1979 ) إن الطريقة التي تقوم عليها هذه النظرية هي العمل على تعديل المعتقدات أو ) Albert Ellis ويذكر
الأفكار وأنماط التفكير سيئة التكيف. من خلال استخدم فنيات معرفية وتقنيات مختلفة كالإقناع والتحدي والتعليمات
والمناقشات لمساعدة المسترشد لتصحيح معتقداته اللاعقلانية وتعليمه كيف يفكر بأساليب تكيفية ومساعدته على ممارسة
سلوك جديد كانت الأفكار اللاعقلانية تحول دون القيام به.
ويشير سلطان العويضة ( 2003 ) أن هذا الأسلوب العقلاني الانفعالي بني على الاعتقاد بأن الناس يولدون ولديهم
إمكانية للتفاعل مع نوعين من التفكير المتمثل في التفكير العقلاني وغير العقلاني.
(Ellis) الأحداث، التفكير، الانفعال) التي من خلالها حدد إليس ) (ABC) نظرية (Ellis) وتسمى نظرية إليس
يدل على الحوادث التي نقابلها في حياتنا اليومية وهو الحرف الأول من (A) الأساس المعرفي للسلوك، فالرمز
ويعني الأحداث التي تمر بنا في حياتنا اليومية، والتي تحرك عملية التفكير لدينا، وتؤدي إلى (Activating Events)
حالة انفعالية مثل الشعور بالارتياح أو الانزعاج، هذه الأحداث تشمل كل ما يواجهنا في حياتنا اليومية مثل الاستيقاظ في
وهو يتألف من القناعات ،(Belief system) فيدل على نظام المعتقدات لدينا (B) وقت مبكر أو متأخر. أما الرمز
فمثلا مجرد الاستيقاظ المبكر قد يجعل الشخص (A) الموجودة لدينا التي تظهر في حديثنا مع الذات بعد إد ا ركنا للحادث
(C) يفكر بأنه يتمنى لو يتاح له المجال لينام فتر ةً أطول، وأن من المؤلم أن تسير الأمور على غير ما تمنى. أما الرمز
في المثال فإن الاستيقاظ (Consequences) فيشير إلى النواتج الانفعالية أو السلوكية التي تظهر في هذا الموقف
John و ،Albert Ellis, المبكر سوف يعطي الشخص شعو اً ر بالانزعاج وقد يعرب عن وضع غير مريح ( 1979:54
.( وسليمان الريحاني، 1985 ،Brennecke &Robert Amick , 1978.
إحدى عشرة فكرة لا عقلانية موجودة في الثقافة الأمريكية، وأظهرت د ا رسات متعددة وجود (Ellis) وقد أورد إليس
مثل هذه الأفكار في معظم الثقافات العربية والغربية، والتي منها د ا رسة سليمان الريحاني ( 1985 ) في الجامعة الأردنية
وكذلك د ا رسة الريحاني وحمدي وأبو طالب ( 1989 ) التي بينت وجود ارتباط بين الأفكار اللاعقلانية ومشاعر الاكتئاب
لدى عينة من طلبة الجامعة الأردنية.
حيث يتجه بعض الناس إلى اتخاذ أسلوب تفكيري سلبي ومظلم مثلا: (لا استطيع أن أتحمل...، لن أستطيع أن
أقوم بهذا العمل أو ذاك...سأهرب من الموقف ...) إلى غير ذلك من الأفكار التي تت ا رفق غالبا بأحاسيس وتغي ا رت
٦
وأع ا رض جسمية، وكذلك اتخاذ نظرة سلبية إلى قد ا رتهم وشخصيتهم وتك ون لديهم أفكا ا رً مثل (أنا غبي فاشل-ليس لدي أمل
.( أو حل ...) وعندما تزداد هذه الأفكار يصبح الموقف أكثر سوء اً وقلقاً (حسان المالح، 1995
وتبعاً لذلك يمكن القول إن الشخص العقلاني الذي يكون مدركًا لذاته وعواطفه لا يجعل التجربة أو الأحداث تؤثر
في مشاعره أو ردود أفعاله، وأكبر مثال على ذلك هو ما يتعرض له الناس عادة من مواقف تثير القلق لسبب ما، حيث
ينذر رد الفعل غير الواعي الكائن الحي إلى الخطر المحتمل ويسبب تغي ا رت فسيولوجية ونفسية وهذه الردود للأفعال تكون
واحدةً عند الجميع إلا أن زيادة القلق هنا وتفاعله يكون بسبب اعتقادات الفرد غير العقلانية الذي يؤدي بدوره إلى
.( ◌ٌRobert Frager & etall, اضط ا ربات و تغي ا رت في الشخصية ( 1998
كمعالج نفسي يعتبر أول من حاول إدخال العقل والمنطق في عملية الإرشاد والعلاج (Ellis) ومن هنا فإن إليس
النفسي. حيث بدأ عام ( 1954 ) طريقه نحو أسلوب منطقي للعلاج النفسي، والتي سميت أولا (بالعلاج العقلي) وأخي ا رً
بالعلاج (العقلي الانفعالي)، التي تفترض أن هناك قوى بيولوجية وقوى اجتماعية تقود الفرد إلى التفكير العقلاني، وأن
باستطاعة الإنسان أن يكون عقلاني اً في تفكيره، أما الاضط ا ربات الانفعالية والعصابات فهما في الحقيقة أفكار لاعقلانية
أسلوبه في (Ellis) (كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم، 1999 ، وسامي ملحم، 2001 ، وباترسون، 1992 ). وقد طور إليس
العلاج العقلي الانفعالي خلال سلسلة مقالات نشرها عام ( 1955 ) وبإصداره كتاب (العقل والانفعال في العلاج النفسي)
بدأ منهجه العلاجي عندما قام بنشر هذا الكتاب عام ( 1962 ) (ال زعبي، 2003 ). ومما تجدر الإشارة إليه، أن هذا
يعتبر أحد المحاور الأساسية في العملية الإرشادية عند المدرسة العقلانية الانفعالية، (Ellis) الأسلوب الذي يؤكده إليس
أكثر منه أُسلوب إرشادي بينما وصفه الآخرون بأنه أُسل وب (Teaching Style) حيث وصفه البعض أنه أسلوب تعليمي
ماهر عمر، 1992 ). ويظهر ذلك جلي اً في عبارة يقولها ) (Directive Counseling Style) إرشادي مباشر
(414:S.Weinrach &Albert Ellis " إنني أؤمن أن مستقبلنا في التعليم والتثقيف لا في العلاج النفسي " (Ellis) إليس
.,1995)
بتقديم طريقة علاجية مؤداها أن الناس يتحكمون في أقدارهم بما يحملونه من (Ellis) في العام ( 1977 ) قام إليس
قيم ومعتقدات والتصرف بموجبها ويرى أن الناس يصبحون مضطربين لأنهم كائنات مفكرة يتصرفون بشكل غير واضح
في صياغة نظريته في الإرشاد النفسي التي تق وم (Ellis) طبق اً لأفكارهم الخاطئة (احمد الزعبي، 1994 ). حيث بدأ إليس
على أن الأع ا رض المرضية كالقلق والاكتئاب وغيرها غالبا ما تكون ناتجة عن أفكار ومعتقدات خاطئة لدى الفرد، فسلوك
الشخص ينبع من تفكيره وعليه فإن الاضط ا ربات الانفعالية تكون ناتجة من وجود أفكار ومعتقدات خاطئة لدى الفرد، ومن
ثم يكون تحسن الفرد مرهون اً بتحسن طريقة تفكيره (طه حسين، 2004 ) و(علاء الدين كفافي، 1999 ). ويقتبس إليس
عن شكسبير قوله في مسرحية هاملت "لا يوجد هناك شيء جيد أو سيّئ ولكن التفكير هو الذي يجعله كذلك" (Ellis)
بافت ا رضه أن المشاعر وخصوصا حالات الشعور الاكتئابية، تتسبب (Beck) (إيهاب غ ا ربة، 2003 ). ويؤكد ذلك بيك
.( أساس اً من خلال الأفكار والتقييمات والإد ا ركات والمواقف المتعلقة بالشخص وبالمحيط والمستقبل (تاوش، 1995
1979 ) بين نوعين من الأفكار أو المعتقدات وهي: أفكار عقلانية تؤدي إلى السعادة ) Albert Ellis وقد ميز
وتحرر الفرد من الص ا رعات النفسية وتساعده على تحقيق أهدافه، وأفكار لاعقلانية تؤدي إلى الاضط ا ربات الانفعالية
كالخوف والقلق وغيرها. كما أنه افترض أن الأفكار اللاعقلانية والتصو ا رت البعيدة عن العقل هي المحدد الأساسي للضيق
وسعى إلى التفريق بين المعتقدات العقلانية والمعتقدات اللاعقلانية لدى الأشخاص. (Emotional Distress) الانفعالي
وفي الفكر الإسلامي شواهد على ما يسببه التفكير من سعادة أو تعاسة، فقد ذكر الإمام الغ ا زلي أن سعادة الإنسان
أو شقاءه تنبع من داخله. فأفكارنا هي التي تصنع وتحدد حياتنا، فإذا سيطرت علينا أفكار سعيدة كنا سعداء(احمد
الزعبي، 2003 ). ويتحدث جمال أبومرق ( ٢٠٠٣ ) عن عقلانية العقل باعتباره ميزة تميز الإنسان بها عن الكائنات كلها،
٧
واعتبره واسطة بين النفس التي تتصل بالغ ا رئز، والروح التي تتصل بعالم البقاء وسر الوجود الدائم الذي علمه عند الله،
كما بين أن من سمات الشخصية السوية السمات الانفعالية والعاطفية المتمثلة في حب الله، والخوف من عذاب الله،
والأمل في رحمة الله، وحب الناس إلى غير ذلك، وأيضا هناك سمات عقلية ومعرفية تتضمن التفكير في الكون وخلق الله
وطلب العلم والمعرفة، وعدم اتباع الظن وتحري الحقيقة، وحرمة الفكر والعقيدة، كما بين أن الشخصية العاقلة العالمة هي
هم لم يخِروا عليْها صُمّ ا وعُمْيَانًا﴾ ◌ِ التي تتدبر آيات الله وأحكامه دون تعصب، قال تعالى: ﴿والذين إذا ذكّرِوُا بآيات رَ  ب
(الفرقان، آية: ٧٣ ). وقوله تعالى: ﴿فَلَ  ما جنّ عليه الليل أَ رى كوكباً قال هذا ربيّ فل  ما أفل قال لا أحب الآفلين، فلما أَ رى
القمر بازغاً قال هذا رَبّي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربيّ لأكوننّ من القوم ال  ضاِلين، فلما رَأى الشمس بازغة قال هذا
٧٨ ). ومن خلال ذلك يتضح أهمية - ربيّ هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريءٌ مما تشركون﴾ (الأنعام، الآيات: ٧٦
القدرة الداخلية على تمييز الخير من الشر باعتبارها أحد الأبعاد المهمة للفطرة في سيكولوجية الإنسان، والقرآن هو مصدر
العلم والمعرفة، فالتعليم يهدف إلى تطوير شخصية الإنسان الشمولية بتهذيب ذاته العقلية من خلال التفكر والتفكير.
ويلخص الباحثان ما سبق ذكره بأن الأفكار اللاعقلانية هي عبارة عن مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي لا
ترتبط مع الواقع الفعلي للأمور وتعتبر غير موضوعية، تتميز بتعظيم الأمور المرتبطة بالذات والآخرين، وتسعى إلى ما
لا تستطيع الوصول إليه والتصرف بموجب ما تحمله هذه الذات من قيم ومعتقدات مما يجعلها تتحكم في أقدارها.
في العلاج العقلاني العاطفي على بعض التصو ا رت والافت ا رضات ذات العلاقة بطبيعة (Ellis) وتقوم نظرية إليس
الإنسان والاضط ا ربات العاطفية التي يعاني منها وهذه الافت ا رضات هي:
١. الإنسان مخلوق عقلاني وغير عقلاني في الوقت نفسه، وهو حين يف  كر ويتصرف بعقل يصبح ذا فاعلية ويشعر
.( بالسعادة والكفاءة وعندما يصبح تفكيره غير منطقي يعاني من مشاعر الاضط ا رب (رمضان القذافي، 1996
٢. التفكير غير العقلاني يرجع في أصله ونشأته إلى التعلّم المب  كر غير المنطقي لدى الطفل. فالفرد لديه الاستعداد
لذلك التعلم بيولوجيا كما أنه يكتسب ذلك من والديه بصفة خاصة ومن الثقافة التي يعيش بينها (باترسون، 1992
.(
٣. الاضط ا رب الانفعالي والسلوك العصابي يعتب ا رن نتيجة للتفكير غير المنطقي، والتفكير والانفعال ليسا منفصلين،
.( فالانفعال يصاحب التفكير وهو ملازم له (سعيد العزة، 2000
٤. يتأثر الأف ا رد بأفكار الآخرين وبالعواطف السلبية (القلق، الشعور بالذنب، الحقد) بدرجة كبيرة ويعتقد المعالج
العقلي العاطفي بأنه لا يمكن أن نلوم أي فرد على أي سلوك يقوم به ولكن كل فرد مسؤول عن سلوكه (سعيد
.( العزة وجودت عبد الهادي، 1999
٥. إن التفكير والانفعال يمثلان وجهين لشيء واحد لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، وهناك بعض الأساليب
التي تثير الانفعال أو التي تساعد على التحكم فيه ويعتبر التفكير واحدًا من تلك الأساليب، وأن ما نسميه
.( بالانفعال ما هو إلا نوع واحد من الفكر بعينه الذي يتسم بالتحيّز والتطرّف (طه حسين، 2004
٦. يعتبر الإنسان كائنًا ناطقًا، يعبّر عن مشاعره وأفكاره بألفاظ كلامية ويتم التفكير عن طريق الرموز واللغة.
وطالما أن التفكير يصاحب الانفعال فإن التفكير غير المنطقي من الضروري أن يتأثر إذا استمر الاضط ا رب
الانفعالي، ويبقى الشخص المضطرب على اضط ا ربه محافظ اً على السلوك غير المنطقي عن طريق الكلام
.( الداخلي والأفكار غير المنطقية (مفتاح عبد العزيز، 2001
٧. إن الأحداث الخارجية ليست هي المسؤولة بشكل مباشر عن اضط ا رباتنا النفسية، ولكن طريقة تفكيرنا اتجاهها
هي المسؤولة عن ذلك الاضط ا رب وما تثيره تلك الأحداث لدينا من أفكار، فنحن لا نخاف من الثعابين لأنها
.( ثعابين ولكن، لأننا ندرك خط رها (نبيل سفيان، 2004
٨
٨. إن استم ا رر حالة الاضط ا رب الانفعالي نتيجة لحديث الذات يتقرر ليس بالظروف والأحداث الخارجية فقط، ولكن
بإد ا ركات الفرد واتجاهاته نحو هذه الأحداث التي تتجمع على صورة جمل يتم تمثلها (احمد الزبادي وهشام
.( الخطيب، 1990
٩. إن الانفعالية عملية عقلية واتجاهية: فالإنسان يحركه في الحياة تقدير للمواقف ينطوي على حكم حسي وحكم
فكري أو تأملي، ويعتبر الق ا رر النهائي لقيامنا بأي فعل اختيا ا رً يحقق الانفعال، أو يحول دونه، وبالنسبة للإنسان
فإن اختيار فعل موجه إلى هدف هو رغبة عقلانية، وميل تجاه ما يتم تقديره بص ورة تأملية على أنه حسن،
وممتع ونافع ومفيد، وهذه الميول العقلانية للقيام بأي فعل تنظم الشخصية الإنسانية تحت توجيه الصورة المثالية
.( للذات (محمد جواد ومحمد الخطيب، 1998
١٠ . الأفكار والانفعالات السلبية يجب مهاجمتها بإعادة تنظيم الإد ا رك والتفكير بدرجة يصبح معها الفرد منطقي اً
متعقلا ، ولا يكون منفعلا سلبي اً، فهدف الإرشاد والعلاج النفسي هو أن يوضح المرشد للمسترشد أن حديثه مع
ذاته يعتبر المصدر لاضط ا ربه الانفعالي وأن يبين له كيف أن هذه الأحاديث الذاتية غير منطقية، وأن يساعده
على أن يستقيم تفكيره ليصبح حديث الذات عنده أكثر منطقية وأكثر فعالية، وبالتالي غير مصحوب بانفعالات
. ( سلبية أو بسلوك إحباطي للذات (حسن منسي وإيمان منسي، 2004
ومن هنا جاءت هذه الد ا رسة لمعرفة مستوى الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة جامعات الخليل وبيت لحم وبيرزيت
وعلاقتها ببعض المتغي ا رت.
٣.١ مشكلة الد ا رسة وأَسئلتها
هناك ظروف وأحوال تدفع الطلبة في الجامعات إلى القلق على ذواتهم ومستقبلهم، وهذا الشكل من عدم الاستق ا رر
يؤثر في انفعالاتهم وتصرفاتهم، ولعل السبب في زيادة حدة القلق عند شخص وانخفاضه عند آخر يعود إلى طبيعة
الإد ا رك عنده وطريقة التفكير- العقلاني أو اللاعقلاني- التي يتبناها الشخص ويفسر من خلالها الأحداث من حوله، وهذا
ما حدا بالباحثين إلى بحث درجة انتشار هذه الأفكار اللاعقلانية بين الطلبة. وإمكانية وجود علاقة بين هذه الأفكار
اللاعقلانية وبعض المتغي ا رت. وعلى الصعيد المحلي فإنه (حسب علم الباحثان) لا توجد د ا رسات حاولت د ا رسة مدى
انتشار الأفكار اللاعقلانية في المجتمع الفلسطيني، وبشكل محدد حاول الباحثان في هذه الد ا رسة الإجابة على الأسئلة
التالية:
١. ما درجة انتشار الأفكار اللاعقلانية بين طلبة جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت؟
0.05 ) في متوسطات الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة ≥ α) ٢. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى
جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت، تعزى إلى الجنس، ومكان السكن، والجامعة، والتخصص العلمي؟
3.1 أَهمية الدراسة
تبرز أهمية هذه الد ا رسة في اختيارها لمجتمع الد ا رسة، الذي يتألف من طلبة جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت في
في العلاج العقلي (Ellis) فلسطين، وهو مجتمع لم يتعرض له الباحثون بالد ا رسة والبحث فيما يتعلق بنظرية إليس
العاطفي، كما وتنبع أهميتها باعتبارها الد ا رسة الأولى من نوعها(حسب علم الباحثان) التي تبحث درجة انتشار الأفكار
اللاعقلانية في المجتمع الفلسطيني. وتأتي أهميتها أيضا من كونها قد تزود نتائجها المرشدين التربويين بمعلومات يستفاد
٩
منها في مجال الإرشاد النفسي والتربوي. كما من الممكن أن تسهم هذه الد ا رسة في فتح المجال أمام العلاج العقلاني
الانفعالي في المجتمع الفلسطيني، وذلك من خلال د ا رسة مدى انتشار الأفكار اللاعقلانية وأهم الأفكار اللاعقلانية.
٤.١ فرضيات الد ا رسة
0.05 ) بين متوسطات درجات الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة ≥ α) ١. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى
جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت، تعزى إلى الجنس.
0.05 ) بين متوسطات درجات الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة ≥ α) ٢. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى
جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت، تعزى إلى مكان السكن.
0.05 ) بين متوسطات درجات الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة ≥ α) ٣. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى
جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت، تعزى إلى الجامعة.
0.05 ) بين متوسطات درجات الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة ≥ α) ٤. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى
جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت، تعزى إلى التخصص العلمي.
٥.١ أهداف الد ا رسة
هدفت هذه الد ا رسة إلى:
١. التعرف إلى درجة انتشار الأفكار اللاعقلانية بين طلبة جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت في فلسطين.
٢. التعرف إلى أهم الأفكار اللاعقلانية المنتشرة بين طلبة الجامعات.
٣. التعرف إلى الفروق في الأفكار اللاعقلانية تبعا للجنس والتخصص والجامعة ومكان السكن.
6.1 محددات الد ا رسة
اقتصرت الد ا رسة على المحددات التالية:
محدد مكاني: أج ريت هذه الد ا رسة في جامعات الخليل، وبيت لحم، وبيرزيت.
.(٢٠٠٦- محدد زماني: هو الفصل الثاني من العام الد ا رسي ( ٢٠٠٥
محدد بشري: يقتصر هذا البحث على عينة طبقية ممثلة للطلبة في الجامعات المذكورة.
الد ا رسات السابقة
لتحقيق هدف هذه الد ا رسة الذي يركز على د ا رسة الأفكار اللاعقلانية لدى طلبة الجامعة في فلسطين وعلاقتها ببعض
المتغي ا رت، تم الرجوع إلى الأدب التربوي عن طريق الم ا رجع، والدوريات المتخصصة، والمجلات، ورسائل
الماجستير،وغيرها، وسيتناول الباحثان في هذا القسم الد ا رسات العربية والأجنبية من الأحدث إلى الأقدم والتي من أهمها:
أجرى نعمان الموسوي ( 2005 ) د ا رسة هدفت إلى تطوير صيغة عربية لقائمة المعتقدات اللاعقلانية وحساب
صدقها وثباتها في البيئة البحرينية، كما هدفت الد ا رسة أيضا إلى تحليل مظاهر التفكير اللاعقلاني لدى الطلبة الجامعيين
وتعرف أسبابه وعواقبه، حيث تم تطبيق الاختبار على عينة من ( 390 ) طالبا من جامعة البحرين. وخرجت الد ا رسة بنتائج
هامة عن السمات المميزة للتفكير اللاعقلاني وهي: القلق، والتعصب، وتجنب المشكلات، وطلب التأييد، وانعدام المسؤولية
عن الانفعالات.
١٠
كما أجرى كل من عبد الحميد حسن وفوزية الجمالي ( 2004 ) د ا رسة هدفت إلى الكشف عن نسبة انتشار الأفكار
اللاعقلانية بين طلبة كلية التربية، ومعرفة أن كان هناك فروق تبعا للجنس، والتعرف على العلاقة بين طبيعة الأفكار
اللاعقلانية وبعض الإضط ا ربات الانفعالية. وتكونت عينة الدارسة من ( 204 ) طلاب. حيث توصلت الد ا رسة إلى أن
الأفكار اللاعقلانية تنتشر بين الطلبة بنسب تت ا روح بين ( 10,29 %) في حدها الأدنى وبين ( 48,5 %) في حدها الأعلى،
وغياب أَثر الجنس على انتشار الأفكار اللاعقلانية بين الطلبة وأن العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية والاضط ا ربات
الانفعالية دالة إحصائياً، كما كشف تحليل الانحدار عن إمكانية التنبؤ بحدوث الاضط ا ربات الانفعالية.
2003 ) د ا رسة عن الغضب والعنف والأفكار اللاعقلانية فترة الم ا رهقة، هدفت ) Christopher Fives كما أعد
إلى فحص إن كان هناك أفكار لاعقلانية معينة، وبالتحديد الأفكار الناتجة عن عدم تحمل القوانين المركبة وعدم تحمل
إرباك العمل ومتطلباته أو مصالحه (الواجبات). ومعرفة إذا ما كانت هذه الأفكار تنتج عن غضب وعدوانية. مع الأخذ
بالحسبان أفكار لاعقلانية أخرى كالشعور بتدني اعتبار الذات. كما اهتمت الد ا رسة بفحص الفرضية القائلة (الغضب يقع
في المنتصف ويقوم ببناء العلاقة بين بعض الأفكار اللاعقلانية بالتحديد والعدائية). وقد أجريت الد ا رسة على عينة
قوامها( 135 ) طالبًا في المرحلة الثانوية، حيث قاموا بتعبئة مقاييس الأفكار اللاعقلانية والغضب والعدائية. وخرجت
الد ا رسة بنتائج من أهمها أن عدم القدرة على تحمل القوانين ينتج الغضب والعدوانية، كما أن الأفكار الناتجة عن عدم
تحمل إرباك العمل أدى إلى ظهور مشاهد عدائية، وتدني الشعور بالذات لم يظهر عدائية ولكن أظهرت غضب اً.
وأجرت ناديا رتيب ( 2001 ) د ا رسة هدفت إلى معرفة العلاقة بين القلق الاجتماعي والأفكار اللاعقلانية لدى عينة
من طلبة السنة الثالثة في جامعة دمشق، والكشف عن مدى انتشار القلق الاجتماعي والأفكار اللاعقلانية لدى الطلبة،
وكانت نسبة العينة التي تم سحبها من المجتمع الأصلي ( 4%) العلوم الاجتماعية والإنسانية و( 9%) العلوم الطبية
و( 9,5 %) العلوم الأساسية والتطبيقية، حيث اقتصر البحث على عينة ممثلة للطلبة الجامعيين ممن هم في السنة الد ا رسية
2000 ) وتم استخدام اختبار القلق الاجتماعي واختبار الأفكار - الثالثة في جامعة دمشق للعام الد ا رسي ( 1999
اللاعقلانية، وقد بينت النتائج الإحصائية عدم وجود أثر للجنس والتخصص العلمي على كل من القلق الاجتماعي
والأفكار اللاعقلانية كما أظهرت نتيجة الد ا رسة أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجة الأفكار اللاعقلانية ودرجة
القلق الاجتماعي.
ولمعرفة العلاقة بين مركز الضبط والأفكار العقلانية-اللاعقلانية قامت انتظار الدويكات ( 1998 ) بد ا رسة هدفت
إلى تقصي العلاقة بين مركز الضبط والأفكار العقلانية – اللاعقلانية ومدى تأثرهما ببعض المتغي ا رت الديمغ ا رفيه، حيث
تكونت عينة الد ا رسة من ( 456 ) طالبا وطالبة من طلبة جامعة اليرموك يمثلون سبع مجموعات تمثل سبعة تخصصات،
وقد استخدمت الباحثة اختبار روتر لقياس مركز الضبط الداخلي – الخارجي المعرب والمقنن للبيئة الأردنية، واختبار
الريحاني للأفكار اللاعقلانية. وأظهرت النتائج أن أف ا رد عينة الد ا رسة أكثر ميلا للضبط الخارجي كما دلت النتائج على أن
1.4 %) في حدها - % الأفكار اللاعقلانية التي يشملها الاختبار تنتشر بين طلبة الجامعة بنسب ت ا روحت بين ( 7.5
الأعلى، كما أظهرت وجود ارتباط إيجابي بين مركز الضبط الخارجي والأفكار اللاعقلانية، كما أشارت النتائج إلى وجود
فروق ذات دلالة إحصائية في الأفكار اللاعقلانية لدى أف ا رد عينة الد ا رسة تعزى للجنس ولصالح الذكور. وفيما يتعلق بأثر
التخصص في الأفكار اللاعقلانية فقد تبين وجود فروق ذات دلالة تعزى للتخصص بين تخصصات الشريعة والرياضة
والعلوم والآداب.
1998 ) فقد أعد د ا رسة عن الكمالية (الكمال) وعلاقتها بالأفكار اللاعقلانية والاضط ا رب ) Mario Biase وأما
حيث هدفت هذه الد ا رسة إلى التعرف على كيفية بناء الكمالية (الكمال) وعلاقتها بالأفكار Neuroticism العصابي
وطبق (Community) اللاعقلانية. وقد أجريت الد ا رسة على عينة قوامها ( 198 ) طالبا وطالبة من جامعة كميونتي
١١
SPB ) واختبار المعتقدات الشخصية (mps Hewitt & Flett,1991b) عليهم اختبار متعدد الأبعاد للكمالية
وبين تحليل المعطيات أن الأبعاد الثلاثة للكمالية (,Demaria, Kassinove,&Dill,1989,Kassinove , 1986
والمتمثلة في المنظور الذاتي والمنظور الغيري للكمالية والمنظور الاجتماعي للكمالية كان لها علاقة ضعيفة مع الأفكار
اللاعقلانية لكلا الجنسين، أما البعدالاجتماعي للكمالية فكان ذا علاقة وطيدة مع العصابية للذكور والبعدين الآخ رين،
بينما كان كل من البعد الذاتي والغيري ذا علاقة أوثق مع معطيات الإناث حيث (تبين أن البنات مغرو ا رت أكثر من
الذكور) في الوقت نفسه لم يكن هناك ت ا ربط وثيق بين الكمالية والعصابية، كما بينت الد ا رسة إنه من الممكن أن يكون لهذه
الد ا رسة دلائل علاجية ومعرفية في الأشخاص الذين يحملون صفات كمالية.
1998 ) أجرى د ا رسة لمعرفة العلاقة بين الجنس ودور النوع الاجتماعي والمعتقدات ) Susan Evich كما أن
اللاعقلانية والغضب السائد، حيث كان هدف هذه الد ا رسة هو معرفة درجة الغضب المسيطر أو السائد التي يمكن التنبؤ
به على اختبار المعتقدات اللاعقلانية المشتملة على طلب الرضا واللوم والقلق. وقد أجريت الد ا رسة على عينة مكونة
من ( 239 ) طالباً جامعيًا ( 83 ) من الذكور و( 156 ) من الإناث وطبق عليهم اختبار سمة الغضب واختبار المعتقدات
اللاعقلانية، وأشارت النتائج إلى أن الأفكار اللاعقلانية المشتملة على اللوم والقلق ال ا زئد مرتبطة بالغضب المسيطر في
حين أن الجنس ودوره وطلب الموافقة والقبول لا علاقة له بالغضب. كذلك أشارت النتائج إلى أن الذكور يظهر ون علاقة
إيجابية. في حين أظهرت الإناث علاقة سلبية فيما يتعلق بالغضب.
أما في الع ا رق فقد أجرى (طاهر ( 1995 ) –نقلاً عن- ناديا رتيب ( ٢٠٠١ )) د ا رسة بعنوان علاقة الأفكار
اللاعقلانية بالضغوط النفسية وأساليب التعامل معها. حيث هدفت هذه الد ا رسة إلى الكشف عن العلاقة السببية بين
كمتغير مستقل، وكل من الضغوط النفسية، وأساليب التعامل مع (Ellis) الأفكار اللاعقلانية التي نادى بها إليس
الضغوط النفسية كمتغيرين تابعين لدى طلبة الجامعات في الع ا رق، وقد استخدم الباحث اختبار الأفكار اللاعقلانية
واختبار الضغوط النفسية واختبار أساليب التعامل مع الضغوط النفسية، وتم تطبيق الاختبا ا رت على عينه مكونة من
300 ) طالب وطالبة من طلبة كليات جامعتي بغداد والمستنصرية. وخرج الباحث بنتيجة أن الأفكار منتشرة بصورة واسعة )
بين طلبة الجامعات وأن هناك أسبابًا متنوعة هي السبب و ا رء معاناة الطلبة من الضغوط النفسية، وأن هناك علاقة بين
الضغوط النفسية والأفكار اللاعقلانية.
كما أجرى عز الرشدان ( 1995 ) د ا رسة بهدف معرفة العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية التي تبنتها نظرية العلاج
العقلاني العاطفي وتقدير الذات لدى الطلبة المهددين بالفصل من الد ا رسة في الجامعة الأردنية، والكشف عن الأفكار التي
يمكن اعتبارها متنبئات ناجحة لانخفاض تقدير الذات. وقد تكون مجتمع الد ا رسة من ( 301 ) طالبا وطالبة هم المهددون
1995 )، وطبق عليهم اختبار الأفكار اللاعقلانية الذي طوره الريحاني، واختبار - بالفصل من الد ا رسة للعام ( 1994
موسى جبريل لتقدير الذات. وكشفت الد ا رسة عن وجود علاقة ارتباطية سلبية ذات دلالة بين الأفكار اللاعقلانية وتقدير
الذات، كما أظهرت نتائج الانحدار المتعدد المتدرج للدرجة الكلية لاختبار تقدير الذات مجموعة من الأفكار اللاعقلانية تم
اعتمادها كمتنبئات ناجحة لانخفاض تقدير الذات وتمثلت هذه الأفكار في الاعتمادية، وردود الفعل الإحباطية، والقلق
ال ا زئد.
وفي د ا رسة مشتركة قام بها كل من عدنان فرح وآخرون ( 1993 ) بحثت في العلاقة بين قلق الاختبار والأفكار
اللاعقلانية لدى طلبة الثانوية العامة، وكانت عينة الد ا رسة مكونة من ( 292 ) من طلبة الثانوية العامة في المدارس
الحكومية في مدينة إربد الأردنية منهم ( 138 ) طالبا و( 154 ) طالبة تم اختيارهم بالطريقة العشوائية الطبقية، وكانت أدوات
واختبار الأفكار اللاعقلانية الذي أعده الريحاني. وقد ،(Suinn, الد ا رسة مكونة من اختبار (سوين) لقلق الاختبار( 1969
توصلت الد ا رسة إلى وجود فروق ذات دلالة على قلق الاختبار بين الطلبة حسب نمط التفكير العقلاني، والتفكير
١٢
اللاعقلاني لصالح نمط التفكير العقلاني، أي أن الطلبة الذين يفكرون وفق النمط اللاعقلاني لديهم درجات قلق اختبار
أعلى من الذين يفكرون وفق النمط العقلاني، كما تبين وجود فروق بين الجنسين في درجات القلق من الاختبار لصالح
الإناث، ووجود فروق ذات دلالة على اختبار قلق الاختبار بين التخصصات لصالح الفرع الأدبي يليه المهني ثم
العلمي، ولكن لم تكشف الد ا رسة عن أثر دال إحصائي اً للتفاعل بين التخصص والجنس في درجات قلق الاختبار.
وكذلك أجرى محمد الفيصل ( 1992 ) د ا رسة بحث فيها العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية والتنشئة الاجتماعية، بهدف
الكشف عن درجة انتشار الأفكار اللاعقلانية بين طلبة كليات المجتمع في الأردن، وفيما إذا كانت درجة هذه الانتشار
تختلف باختلاف الجنس. وأيضا معرفة العلاقة بين الأفكار اللاعقلانية، والتنشئة الوالدية، ومفهوم الذات عند هؤلاء
الطلبة. وقد اشتملت عينة الد ا رسة على ( 733 ) طالب اً وطالبة اختيروا بالطريقة العشوائية العنقودية. وتم تطبيق اختبار
( الأفكار العقلانية واللاعقلانية الذي أعده الريحاني ( 1985 )، واستبانة التنشئة الاجتماعية التي أعدها السقار ( 1984
واختبار مفهوم الذات الذي أعده الداود ( 1982 ). وأظهرت النتائج أن الأفكار اللاعقلانية تنتشر بين طلبة كليات المجتمع
33 %)، وأن الذكور يتميزون عن الإناث في واحدة من الأفكار بينما الإناث يتميزون في -% بنسب ت ا روحت بين ( 4,9
ثلاثة من الأفكار اللاعقلانية، كذلك وجود معاملات ارتباط سالبة بين الأفكار اللاعقلانية والتنشئة الوالدية، ووجود ارتباط
بالاتجاه السالب ذي دلالة إحصائية بين الأفكار اللاعقلانية وبين مفهوم الذات.
كما أجرى سليمان الريحاني ( 1987 -أ) د ا رسة كان الهدف منها معرفة مدى انتشار الأفكار اللاعقلانية بين
الأردنيين والأمريكيين، ومعرفة أثر كل من الثقافة والجنس في التفكير اللاعقلاني، والتعرف إلى الأفكار اللاعقلانية التي
تميز بين الأردنيين والأمريكيين، وتكونت عينة الد ا رسة من ( 400 ) طالب وطالبة من طلبة البكالوريوس من الجامعة
الأردنية و( 440 ) طالب اً وطالبة من طلبة البكالوريوس في جامعة ولاية كارولينا الشمالية. واستخدم الباحث اختبار الريحاني
ويتكون من ( 13 ) بعد اً تمثل ( 13 ) فكر ةً لاعقلانية. (Ellis) للأفكار العقلانية واللاعقلانية الذي طو ره الباحث عن إليس
ودلت نتائج الد ا رسة على أنه بالرغم من أن معظم الأفكار اللاعقلانية التي يشملها الاختبار تنتشر بنسب عالية بين
الأردنيين، فإن الأردنيين هم أكثر تقبلا لتلك الأفكار من الأمريكيين بغض النظر عن الجنس، كذلك فإن نتائج التحليل
التمييزي قد دلت على أن الأردنيين يتميزون عن الأمريكيين بمعظم الأفكار اللاعقلانية التي شملها الاختبار، وأخي ا رً فقد
دلت النتائج أيض اً على وجود أثر ذي دلالة إحصائية لعامل الثقافة على التفكير اللاعقلاني بينما أثر الجنس محدود في
ثلاثة من الأفكار اللاعقلانية وانعدام أثره في التفكير اللاعقلاني مقاسا بالدرجة الكلية.
وللكشف عن الأفكار اللاعقلانية عند طلبة الجامعة الأردنية وعلاقة الجنس والتخصص في التفكير اللاعقلاني قام
سليمان الريحاني ( 1987 - ب) بد ا رسة هدفت إلى التعرف على مدى انتشار الأفكار اللاعقلانية التي اقترحها
وعلاقة تلك الأفكار بالجنس والتخصص بين الطلبة، وقد استخدم الباحث في هذه الد ا رسة اختبار الأفكار (Ellis) إليس
العقلانية واللاعقلانية من إعداد الباحث ( 1985 )، وتكونت عينة الد ا رسة من ( 400 ) طالب وطالبة من طلبة البكالوريوس
في الجامعة الأردنية. و قد دلت النتائج على أن الأفكار اللاعقلانية تنتشر بين الطلبة بنسب ت ا روحت بين( 5%) في حدها
من وجهة نظر الباحث ولو جزئي اً في (Ellis) الأدنى و( 40 %) في حدها الأعلى مما اعتبر دليلا مؤيدًا لنظرية إليس
مجتمعنا المحلي. كما دلت أيضا نتائج التحليل التمييزي على أن الذكور يتميزون عن الإناث في ستة من الأفكار
اللاعقلانية، وأظهرت نتائج تحليل التباين الأحادي للفروق بين المتوسطات وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين
على فكرتين فقط. تميز فيها الذكور باللاعقلانية أكثر من الإناث، وفي الوقت ذاته لم تظهر نتائج تحليل التباين الأحادي
وجود أثر ذي دلالة إحصائية لعاملي الجنس والتخصص في التفكير اللاعقلاني.
وكان سليمان الريحاني ( 1985 ) قد قام بد ا رسة هدفت إلى تطوير وبناء اختبار يتمتع بالصدق والثبات للأفكار
في العلاج العقلاني (Ellis) اللاعقلانية التي يعتقد أنها مسؤولة عن السلوك العصابي كما تشير لذلك نظرية إليس


تحميل البحث كاملا


http://adf.ly/ITZPV