تعتبر الاسره عاملاً مهماً فى تشكيل شخصية الطفل فى المستقبل ، فتؤثر الخبرات الاسريه التى يتعرض لها الطفل فى سنواته الاولى تأثيرا كبيرًا فى نموه الاجتماعى والنفسى . الاسرة مرآه تنعكس عليها الثقافه التى توجد فيها بما تحويه من قيم وعادات وميول واتجاهات .
يكتسب الطفل من اسرته ثقافتها : قيم وعادات واتجاهات اجتماعيه . ويتعلم من اسرته ايضا فكرة الصواب والخطا ، والاساليب السلوكيه التى يتخذها كاساليب فى سلوكه .ويتعلم منها كذلك ماعليه من واجبات وماله من حقوق وايضا طرق التعامل مع الاخرين كل ذلك يتعلمه الطفل قبل دخوله المدرسه.
تؤثر الاسره على النمو النفسى للطفل ، اما ان ينمو نموا سليما او غير سليم . وهى مسؤوله الى حد كبير عن سمات الشخصيه التى يجب ان يكتسبها مثل :- الاكتفاء الذاتى والانبساط والانطواء والعدوان والثقه بالنفس وتحمل المسؤوليه والاتزان الانفعالى . فالاسره المستقره هى التى تشبع حاجات الطفل فى اتزانه النفسى ، والاسره المضطربه مرتع خصب للانحرافات السلوكيه والاضطرابات النفسيه .
الحديث عن الاسره يتطلب بالضرورة الحديث عن مؤسسيها الزوج والزوجه . بمعنى اًدق الحديث عن العلاقه بين الزوجين التى تعتبر محددًا اساسياً فى نمو الطفل اجتماعياً ونفسياً وتشكيل شخصيته فى المستقبل . فالعلاقه المنسجمه بينهما تؤدى الى نمو متكامل فى شخصية الطفل ؛ والخلافات والتشاحن بين الزوجين وخاصه عندما يشعر بها الطفل تعتبر من العوامل المؤديه الى نموه نموًا نفسياً غير سليم ، فانعدام الحب والتعاطف والود بين الزوجين يمثل صراعاً نفسياً للطفل ربما يكسبه السلوك العدوانى المعادى للمجتمع . فالاطفال هم الضحايا الضائعون نتيجة انهيار العلاقات الزوجيه . وهم الذين يدفعون فاتورة انهيار العلاقه بين الزوجين .
يتحدد أثر الاسره فى نمو الطفل الاجتماعى وتشكيل شخصيته بالعلاقات الآتيه :-

1. العلاقه بين الوالدين :
وقد وضحت طبيعة هذه العلاقه فى ماتم ذكره سابقا .
2. العلاقه بين الاخوه :
كلما كانت العلاقه منسجمه وكلما خلت من تفضيل طفل عن آخر ، كلما كانت هناك فرصه لكى ينمو الطفل نمواً نفسياً سليماً . التمييز بين أفراد الاسرة الواحدة وخاصة عندما يكونوا أطفالاً من أسوأ الأشياء التى قد تفعلها الاسره . والتمييز كما يقول الخبراء النفسيون هو إعطاء وإبداء الاهتمام لطفل دون الاخر وإعطاءه مزايا دون الأطفال الآخريين . وقد قام علماء النفس بدراسات عن ترتيب الطفل بين اخوته وأثر ذلك فى شخصيته . يرى بعضهم أن الأخ الأصغر يشعر بالنقص باظهار التفوق على من يكبره من إخوه واخوات ، ويؤكدون على ان هنالك آثاراً تتولد عن ترتيب الطفل بين إخوته فى نمو شخصيته . وأشار البعض إلى أن الطفل الوحيد غالباً مايسؤ تكيفه ، والذى ينشا بين عدد كبير من الإخوه ينمو إلى شخصيه متكيفه تكيفاً سليماً . والطفل الأكبر ينشا عدوانياً وغيوراً إذا ماولد منافساً له .
هناك بعض الاسئله مرتبطه بهذا الموضوع تحتاج إلى إجابات منها :-
ما الأسباب التى تجعل الاسرة تميز وتفضل طفلاً دون الآخر ؟
يمكن الإجابه عن هذا السؤال بالآتى :-
1. تفضيل الأطفال الذكور على الإناث – بعض الاسر تفضل الذكر عن الانثى .
2. مستوى الذكاء لدى الأطفال ، المقارنه فى الذكاء بين الاطفال .
3. الشكل الخارجى الجميل لطفل دون الآخر . او الاهتمام الزائد للطفل المعاق .(المرض لايكون مبرراً للاهتمام الكلى لطرف دون الآخر ) والطفل الموهوب والمبتكر .
4. الطفل الاول للاسره . يجد الإهتمام أولاً ثم ينتقل ذلك الإهتمام إلى الطفل الثانى .
5. الاستثمار العاطفى لتحقيق حلم أحد الوالدين . تحقيق طموحات وأحلام أحد الوالدين يجعله يركز على أحد الأطفال فيكون التمييز الذى يؤثر على إخوته .
6. الخلافات الزوجيه ربما تؤدى إلى التمييز بين الأطفال .
• الطفل الذى يشبه أحد الزوجين .
• النفور من الطفل الذى يشبه الشريك الآخر .
ماهى ردود الفعل لهذا التمييز ؟
الطفل غير المميز يظهر :-
1- عدائيه اتجاه الآخرين . تظهر من خلال رسوماته وألوانه التى يستخدمها ويعبر عن عدائيته بطريقه لاشعوريه .
2- ضعف علاقاته الاجتماعيه مع الأطفال الآخرين ( ربما يأخذون منه كل شئ كما أخذه أخوه المميز ).
3- عدم التأقلم داخل المدرسه . لفقدان الثقه بالنفس .
تؤثر معاناة الطفل من التميز داخل أسرته فى حياته المستقبليه . ويظهر ذلك فى معاملته لأطفاله وأفراد أسرته بشكل لاشعورى . وعليه يجب على الأسره أن تعامل أطفالها بطريقة متساوية لأن العواقب ستكون خطيره . لايمكن أن تحب بنفس الطريقة ولكن يجب أن تعامل الأطفال بنفس الطريقة .
وخلاصة القول في هذه النقطه أن العلاقات بين الإخوة سيكون لها تأثير كبير فى العلاقات الاجتماعيه الأخرى كالعلاقات الزوجيه والإنسانيه الأخرى . فيجب تصفية أسباب الحقد والخصام بين الإخوة وزرع المحبه والالفه بينهم ولايسمح لأى منهم بالتسلط على إخوته والتدخل دائماً لإنصاف المظلوم وإشعارهم بأهمية الأخ لأخيه وذلك بهدف زيادة المحبه والتقارب بينهم .
3-العلاقه بين الوالدين والطفل
إن العلاقه التى تنشأ بين الوالدين والطفل عامل مهم فى تشكيل شخصية الطفل . فالطفل الذى ينشأ فى ظل التدليل والعطف الزائد والحنان المفرط يختلف عن الطفل الذى ينشأ فى جو من الصرامه والنظام الدقيق الذى يتصف بشئ من القسوه . فالطفل يحب الآخرين ويثق فيهم لأنه تعلم ذلك من علاقته بوالديه .
إن الآباء فى الجو المنزلى الصحى يشاركون أطفالهم خبراتهم يكسبون ثقتهم واستعدادهم الطيب للتعاون معهم حيث يظهرون اهتماما مخلصاً بشؤونهم ، وحين يناقش الآباء أحداث اليوم أو مشكلات الأسرة الماديه مع أطفالهم يضعون الأسس السليمه للروابط القويه المشتركه بينهم وبين أطفالهم فيشعر الطفل بالأمان والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية الاجتماعية .


العلاقات الخاطئه بين الوالدين والطفل:
تتضمن هذه العلاقات أموراً كثيره منها :-
1. نبذ الطفل انفعالياً :-
قد يؤدى نبذ الوالدين لأطفالهم إلى اضطرابات سلوكيه متنوعه عند الأطفال مثل : ( السرقه ، التخلف الدراسى ، العدوان ، العصيان فى المدرسه ، الارتياح إلى إقلاق راحة الأمهات ، التبول اللاارادى ، الكذب . )
2- إهمال الطفل او حرمانه :-
قد يكون الإهمال والحرمان بسبب ظروف قاسيه تمر بالوالدين قد يؤدى ذلك إلى الإنحراف .
3-السيطره على الطفل :-
سيطرة الوالدين مصدر من مصادر سوء التكيف عند الأطفال . عندما يقابل الآباء مص الأصابع وقضم الأظافر والتبول فى الفراش( نتيجة القلق ) بالتهديد والحرمان يؤدى ذلك إلى ازدياد إحساس الطفل بالحرمان والإهمال فيستمر فى مص أصابعه للتخلص من الإنفعال الذى أصابه نتيجة القلق والتوتر ، فالسيطرة تؤدى إلى تعلم العناد .
4- الخضوع للطفل :-
الوالد الذى يجيب طلبات الطفل بصفة دائمه مهما كانت تافهة لاتكون له سلطه ملزمه على الطفل .
إن السلوك الخضوعي من الآباء يؤدي إلى تكوين الغرور والثقة الزائدة بالنفس والعصيان وعدم احترام السلطة عند الطفل . وتكون نتيجته النهائية سوء التكيف الشخصي الاجتماعي .
5- الحماية المفرطة للطفل :-
تؤدي الحماية المفرطة إلى عدم الاعتماد على النفس ، وعدم القدرة على مواجهة الصعاب التي تقابلهم في حياتهم ، وعدم قبول الآخرين اشباع كل رغباتهم مما يؤدي إلى الإحباط وتكون النتيجة قلة المبادأة وقلة الثقة في قدراتهم .
6- اسقاط الآمال – آمال الوالدين على الطفل ( الطموح الزائد) :-
يحاول بعض الآباء أن يعيشوا حياتهم مرة أخرى بطريقة ناضجة خلال وظائف ابنائهم . وبهذا يسقطون عليهم آمالهم في العمل ، و رغبتهم في التعويض عن فشلهم المهني دون مراعاة لرغبات الطفل و قدراته . تكون نتيجة ذلك التوتر الإنفعالي المستمر لدي الأطفال ، يؤدي إلى الشعور بعدم الأمان ، والنقص و ضعف الثقة بالنفس .
7- تفضيل طفل من أحد الجنسين :-
قد تعرضنا لهذه النقطة من قبل عندما تحدثنا عن التمييز و التفضيل بين الأطفال و لكن يمكن ان نذكر بأن :
- الأب الذي يفضل طفلاً من جنس معين تفضيلاً كبيراً قد يجعل طفلاً من الجنس الآخر يشعر بأنه غير مرغوب فيه .
- إذا ولد طفل من جنس لا يرغب فيه الوالدان فإن خيبة أملهما كفيلة بأن تؤثر على معاملتهما له .
السؤال المهم : ماذا يجب أن يعطي الوالدان الأبناء ؟
من المهم أن يعطي الوالدان الأبناء الآتي :
1- الشعور بالتقارب والإلتصاق والمحبة .
2- اشباع الحاجة إلى التقدير والإحترام .
3- تهيئة الجو المناسب لتنمية مواهب الطفل و قدراته .
4- تعلم الدرس الأول في كيفية التعامل مع الآخرين .
5- تكوين الاتجاهات النفسية نحو الناس والأشياء والمبادئ .
6- تعلم اللغة والعادات التي تبقي معه مدى الحياة .
7- الرفق في المعاملة .
8- التعزيز :- تعزيز السلوك الايجابي للطفل ويمكن ان يكون التعزيز :-
1- شفوياً : ويتمثل في عبارات الثناء و الإطراء و التشجيع .
2- مادياً : ويتمثل في منح الهدايا رمزية و مادية في أشكال مختلفة .
3- تعزيز نشاطي : يتمثل في اللعب المختلفة ذات الحركة والنشاط الحركي الذي يحبه و يميل اليه الطفل .
شروط التعزيز :-
1- يعقب الاستجابة مباشرة .
2- العدل .
3- يناسب نوع و درجة السلوك المراد تعزيزه .