علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر


علم النفس الصحي
مرحبا بك
نتمني ات تجد بالمنتدي مايفيدك واذا رغبت في المشاركة فالتسجيل للمنتدي مفتوح

ولك الشكر

علم النفس الصحي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم النفس الصحيدخول

الصحة النفسية علم النفس الطب النفسي


descriptionالطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة Emptyالطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة

more_horiz
الطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة O_ooia10


الفصل الأول : تطور مفهوم المرض العقلي من العصر الفرعوني حتى الإسلام

n         خدمات الصحة النفسية في مصر

n         تصنيف اضطرابات الطب النفسي والعقلي

- التصنيف العالمي العاشر للاضطرابات العقلية والسلوكية (الفصل الخامس) منظمة الصحة العالمية

n         الفحص الإكلينيكي للحالة النفسية

الفصل الثاني : الاضطرابات العصابية والمرتبطة بالكرب وجسدية الشكل
n         اضطراب القلق العام

n         اضطراب القلق والاكتئاب المختلط

n         اضطراب الهلع

n         اضطراب القلق الرهابي

n         اضطراب الرهاب (الخوف)

n         اضطراب الوسواس القهري

n         استجابة الكرب الحادة

n         اضطراب الكرب عقب صدمة

n         اضطراب التوافق

n         الاضطرابات الانشقاقية والتحولية (الهستريا)

-        الشلل الهستيري / النوبات الهستيرية: فقدان الصوت- ارتجاف الأطراف-اللوازم / الغيبوبة الهستيرية / الجوال الهستيري- اعوجاج الرقبة / اضطرابات حسية / اضطرابات حشوية / فقدان الشهية العصبي / الشره العصابي / فقدان الذاكرة / الشرود الهستيري / تشوش الوعي- الغشية- المس / تعدد الشخصيات- شبه العته الهستيري / الهستيريا الجماعية.

n         اضطرابات جسدية الشكل

-        اضطراب الجسدنة / اضطراب جسدي الشكل غير مميز / اضطراب توهم المرض / الإعياء العصبي

n         اضطرابات اختلال الأنية والعالم الخارجي (تبدد الشخصية والواقعية)

n         علاج العصاب

-        العلاج النفسي / العلاج المعرفي وعبر الشخصية / العلاج العضوي / العلاج السلوكي / العلاج البيئي والاجتماعي

الفصل الثالث : الاضطرابات الذهانية

n         الفصام

-        الأسباب / التفسير النفسي المرضي / أعراض اضطراب الفصام / اضطراب فصامي الطابع / اضطرابات ضلالية / اضطرابات ذهانية حادة عابرة / اضطراب الفصام الوجداني / مآل الفصام / التشخيص الفارق

الفصل الرابع : الاضطرابات المزاجية (الوجدانية)

-          نوبة هوس (ابتهاج) / اضطراب وجداني ثنائي القطب / نوبة اكتئاب / المزاج النوابي / عسر المزاج / الأسباب.  / أعراض الاكتئاب / الاضطراب الوجداني الموسمي / أعراض الابتهاج (الهوس) / مآل اضطرابات المزاج / العلاج

الفصل الخامس : الاضطرابات العقلية العضوية

-          الهذيان الحاد / اضطرابات التمثيل الغذائي / اضطرابات الفيتامينات / أمراض الغدد الصماء / أمراض الجهاز العصبي

الفصل السادس : اضطرابات عقلية وسلوكية نتيجة لاستخدام مواد نفسية الفاعلية (الإدمان)

-          الكحولية / الحشيش / المورفين (الأفيون) / الكوكايين / عقاقير الهلوسة / أسباب الإدمان / المحور الصحي لإستراتيجية مكافحة الإدمان / أهداف العلاج / علاج الإدمان

الفصل السابع : الزملات السلوكية المصحوبة باختلالات وظيفية وعوامل بدنية

-          فقدان الشهية العصبي / الشره المرضى / فرط الأكل المصاحب باضطرابات نفسية أخرى.

n         اضطرابات النوم غير العضوية

-          عسر النوم / الأرق / فرط النوم / اضطرابات موعد النوم واليقظة / السير أثناء النوم / فزع النوم / الكوابيس الليلية / علاج الأرق

n         الاضطرابات الجنسية

أ‌-         اضطراب الهوية الجنسية:

-          التحول الجنسي / تحول الزي الثنائي الدور (الارتداء المغاير) / اضطرابات الهوية الجنسية في الطفولة

ب‌-     اضطرابات الإيثار الجنسي:

-          اضطرابات الإيثار الجنسي / الفيتيشية / تحول الزي الفيتيشي / الاستعراء / التطلع الجنسي / حب الأطفال الجنسي / السادية- المازوكية / اضطرابات متعددة / اضطرابات أخرى

n         اضطرابات التعبير عن الجنس:

-          الفمية  / الشرجية / طرق أخرى / لذة الرمامة / الاستمناء / الجنسية المثلية

n         عسر الوظيفة الجنسية:

-          فقدان الرغبة الجنسية / بغض الجنس وعدم الاستمتاع بالجنس / عسر هزة الجماع / التقلص المهبلي / آلام الجماع / زيادة الدافع الجنسي / العلاج

الفصل الثامن : الأمراض السيكوسوماتية أو النفسجسدية

-          قرحة المعدة والاثني عشر / الربو الشعبي / ارتفاع ضغط الدم / قصور الشرايين التاجية / الصداع النصفي / روماتيزم المفاصل / الأمراض الجلدية

الفصل التاسع : الاضطرابات العقلية والسلوكية المصاحبة للحمل والنفاس

الفصل العاشر : اضطراب الشخصية

-          اضطراب الشخصية البارانويدية / اضطراب الشخصية الشبفصامية / اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (السيكوباتية) / اضطراب الشخصية غير المتزنة انفعاليا (النوع النزقي - النوع الحدي(

-          اضطراب الشخصية الهستيري / اضطراب الشخصية القهري / اضطراب الشخصية الاجتنابية / اضطراب الشخصية الاعتمادية

n         تغيرات دائمة في الشخصية

n         اضطرابات العادة والاندفاع

-          المقامرة المرضية / هوس إشعال الحرائق / هوس السرقة / هوس نتف الشعر

الفصل الحادي عشر : التخلف العقلي (العجز التعليمي)

الفصل الثاني عشر : طب نفسي الأطفال

n         اضطرابات النماء النفسي /   اضطرابات إنمائية منتشرة / الذاتوية الطفولية / زملة رت / اضطرابات فرط الحركة / اضطرابات المسلك / اضطرابات اللوازم / التبول اللاإرادي / التبرز اللاإرادي

الفصل الثالث عشر : طب نفسي المسنين

الفصل الرابع عشر : الصحة النفسية والوقاية في الطب النفسي

الفصل الخامس عشر : الطب النفسي الشرعي

الفصل السادس عشر : القوانين المتعلقة بالطب النفسي

-          قانون مكافحة المخدرات / القانون رقم 141 لسنة 1944 بشأن حجز المصابين بأمراض عقلية، ونص مشروع القانون الجديد المقترح / قانون تنظيم مهنة العلاج النفسي

n         قسم الطبيب النفسي / ميثاق شرف الأطباء النفسيين

n         المراجع العربية /  المراجع الأجنبية


لشراء الكتاب

http://adf.ly/1eSg8Q

عدل سابقا من قبل health psychologist في السبت أكتوبر 01, 2016 11:22 pm عدل 7 مرات

descriptionالطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة Emptyرد: الطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة

more_horiz
مقدمة الكتاب

مر الطب النفسي خلال تطوره بعدة مراحل، بعد أن كان مجالا خصبا للاجتهاد الذاتي للفلاسفة والحكماء ورجال الدين، وكذلك عومل مرضى النفس والعقول في الفترات السابقة المختلفة بوصفهم شواذا، ومحترفي إجرام، وأتباعا للشياطين أو أنهم من أهل الكفر.

وتنقسم مراحل تطور الطب النفسي إلى أربع مراحل: المرحلة الإنسانية، والمرحلة التحليلية، والمرحلة الطبية، والمرحلة الفسيوكيميائية، ومع بداية القرن القادم تبدأ مرحلة الهندسة الوراثية الجزيئية.

بدأت المرحلة الإنسانية في القرن الثامن عشر بظهور الطبيب الفرنسي فيليب بينل، الذي استطاع أن يغير من طبيعة مستشفى الأمراض العقلية، وأن يفك الأغلال والسلاسل التي كانت تقيد مرضى العقول، ويقضي على المعاملة السيئة والمهينة، وينشر الوعي الحضاري في معاملة هؤلاء المرضى.

يلي تلك المرحلة ظهور فرويد في القرن التاسع عشر، ومحاولته الفريدة في تشريح النفس البشرية وفهم العوامل اللاشعورية في سلوك الإنسان، وأفاض فرويد في تفسير الأحلام، وزلات الكلام والجنسية الطفلية، وأثار الجدل بنظريته في نشأة الأمراض النفسية والعقلية، من خلال الصدمات الانفعالية والجنسية في حياة الطفل أثناء السنوات الخمس الأولى، وكتب كثيرا عن علاج هذه الأمراض بالتحليل النفسي وعمليات الألفة والمقاومة.

وعلى الرغم من نقد الكثيرين لتطرف نظريات فرويد- باعتباره وضع فروضه على أساس بعض الشخصيات المرضية، ولم يأخذ في حسبانه الشخصيات السوية؛ مما أدى إلى اعوجاج في تطبيقها على كافة المستويات، ومما أدى بكثير من بعض تلامذته إلى الانفصال عنه بنظريات مختلفة، مثل: أدلر، ويونج وغيرهم- إلا أن أثره البالغ في التعمق في آلام النفس البشرية لم يسبقه إليه أحد، وان كان تأثيره الحالي أكثر جلاء في مجال الفن والتصوير والسينما، عنه في الطب النفسي؛ حيث ظهرت مدارس متطورة في العلاج النفسي، أثبتت فاعليتها وتفوقها على مدرسة التحليل النفسي.

أما المرحلة الثالثة وهي المرحلة الطبية، فهي محاولة العالم الألماني كريبلين وضع الطب النفسي في إطار طبي، بدلا من الإطار الفلسفي الذي كان شائعا في هذا الوقت، فبدأت بشروعه في البحث والتنقيب والتنقية حتى وصل إلى تفسير الأمراض النفسية والعقلية المعروفة الآن على أساس طبي، من حيث: فهم الأسباب والباثولوجيا والأعراض والعلامات، ومآل المرضى ثم العلاج، غير أنه قد أغفل الكثير من العوامل اللاشعورية والأسباب الانفعالية الخاصة بالمريض لكي يشابه بين المريض العضوي والنفسي، ولكن جانبه الصواب في هذا الشأن، ذلك أن المريض النفسي يختلف كثيرا عن المريض العضوي في رمزية أعراضه، وفي الدور الذي تلعبه هذه الأعراض في حياته الخاصة والعامة.

وقد انتشرت الآن المدرسة المضادة للطب النفسي، برفضها وضع الأمراض النفسية والعقلية في إطار طبي مثل بقية الأمراض العضوية، واعتبارها أسلوبا في الحياة اختاره الفرد، الذي يجب أن يمر بهذه التجربة حتى يخرج منها بخلق جديد أو إبداع مثمر، ويتضح خطأ الطبيب في علاجه لهذه الأمراض بالطريقة الطبية؛ لأنه يتحول في هذه الحالة إلى أداة في خدمة الحاكم والمجتمع لترويض المريض واستئناس أنماطه؛ حتى يتكيف مع هذا المجتمع الزائف..

ولكن سرعان ما أصيبت هذه المدرسة بالعقم والشلل، لأنهم وان كانوا قد قدموا فلسفة ممتعة جميلة، إلا أنهم لم يجدوا الحلول لإسعاد وعلاج مرضى النفس والعقل من معاناتهم المستمرة.

أما المدرسة الرابعة وهي الفسيوكيميائية، فقد بدأت في القرن العشرين؛ خاصة في الخمسينيات باكتشاف عقاقير مضادة للفصام، ومعرفة أن عقاقير الهلوسة تسبب اضطرابات كيميائية داخلية في الدماغ، شبيهة بما يحدث في الفصام، وكذلك اكتشاف نقص في بعض الموصلات العصبية في المشتبكات العصبية داخل الدماغ في مرض الاكتئـاب، وأنه بإعادة هذه الموصلات لنسبتها الطبيعية يشفى الاكتئاب.

وفى الوقت نفسه، أوضحت الأبحاث التغيرات الفسيولوجية التي تحدث مع حالات القلق والهلع والهستيريا والوسواس القهري، وكذلك اكتشاف إفراز المخ للأفيون الداخلي، والذي يسيطر على عتبة الألم واحتمال علاقته المباشرة بالإدمان بكافة أنواعه، وأخيرا العلاقة المباشرة بين مزاج الفرد وجهاز المناعة، وكيف أن التغيرات المزاجية قد تقلل المناعة وتسبب الأمراض النفسية، وكذلك الجسدية من السرطان إلى السكر والروماتيزم وأمراض القلب، والحديث لن يتوقف عن الثورة الفسيوكيمائية التي غيرت مفهوم الطب النفسي في العالم، والعقاقير المختلفة التي تظهر في محاولة لإزالة معاناة الإنسان النفسية، وباكتشاف عقاقير مضادة للقلق والاكتئاب والهذيان والفصام والوسواس.. ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي تكتشف فيه الحبوب لمنع الحقد والحسد والغيرة.. بل حبوب تجعل الأحلام سعيدة.. وملونة!

ولقد انتشرت كلمة المريض النفسي (العصابي) أو المريض العقلي (الذهاني) في كافة المجالات، حتى شاعت في شتى وسائل الإعلام، ولكننا إذا توقفنا برهة لنتساءل من هو المريض النفسي لوجدنا صعوبة في التعريف.. هل هو حقا مريض؟ أم أنها كلمة تطلق على كل من يعجز عن التكيف مع المجتمع أو يتأقلم مع من حوله، وهو في خلال ذلك يتألم ويعان، وأثناء هذه المعاناة قد يخلق أو يبدع، وينتج، أو قد يجاهد، أو يكافح للوصول إلى غايته، وهذه هي الحضارة، أو أحيانا ما يتوقف تماما نتيجة لمعاناته بخضوع جهازه العصبي لاستجابات القلق والاكتئاب والهستيريا والوسواس، إذا فالعصابي إنسان غير قادر على التكيف، سواء للأفضل أو للأسوأ، وفي كلتا الحالتين ينبغي الحذر من أن نوصمه بالمرض.

قررت الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 1980، في التصنيف الأمريكي الثالث لأمراض الطب النفسي، إلغاء كلمة العصاب، نظرا لسوء استعمال الكلمة وكأنها وصمة أو سمة غير حميدة، وكذلك لأنها تتبع مدرسة التحليل النفسي، والتي تؤول الأسباب إلى صدمات الطفولة المبكرة، والذي ثبت عدم مصداقيتها في كثير من الحالات، وقد سبق ذلك شنيدر في عام 1923 حيث لاحظ أن كلمة العصاب تعبير خاطئ لحالات تدل على تفاعل شاذ في الشخصية، ولا تحمل في صفتها أكثر من ذلك، والحق أن معظم الاضطرابات النفسية (العصابية) تتبادل الأعراض، وتختلف صفاتها في المتابعة الطولية، ومن ثم يتغير التشخيص من وقت لآخر، مما يسبب نوعا من الخلط والارتباك. وإذا أخذنا الأسباب والأعراض، والمآل والعلاج في اضطرابات العصاب المختلفة من قلق إلى وسواس إلى اكتئاب إلى هلع ورهاب، وكذلك الاضطرابات التحولية والانشقاقية، نجد أنه يمكن تلخيصها في نوعين:

(1) اضطرابات التأقلم أو التكيف وهى مجموعة من الأعراض، تتميز بظهور أعراض حادة، قصيرة المدى تحت تأثير مشقة أو كرب وتحمل مآلا حسنا.

(2) زملة العصاب العام وتتميز بأعراض متباينة مختلفة، تظهر أحيانا دون وجود مشقة وتأخذ شكلا مزمنا، وأكثر الأعراض انتشارا هر القلق النفسي، والذي كثيرا ما يتحول إلى اضطراب الهلع، ثم يأخذ شكل الرهاب أو المخاوف ثم يصبح أحيانا رهاب الساحة (الخوف من الأماكن المتسعة، وغالبا ما ينتهي بأعراض اكتئابية).

وإذا قبلنا هذا الجدل من الناحية النظرية، إلا أنه من الصعب من الناحية العملية إلغاء لفظ العصاب؛ ولذا فقد أبقى التصنيف العالمي العاشر لسنة 1992 للأمراض والتابع لمنظمة الصحة العالمية على فئة الصعاب تحت عنوان الاضطرابات العصابية المرتبطة بالكرب والجسدية الشكل؟ حيث إنها تشترك في صعوبة الفرد في التكيف مع أحداث وكروب الحياة؛ مما يؤثر على علاقاته الشخصية وإنجازه في العمل، ويشمل العلاج في حالات العصاب العلاج النفسي والسلوكي والمعرفي والدوائي.

ويبدو أن ما قيل عن لفظ الهستيريا و إلغائه، يمكن قوله في العصاب "أنه سيعيش ليسير في جنازة من ينعاه" !!.

وينطبق الشيء نفسه بالنسبة للمريض العقلي، أو ما يطلق عليه العامة "المجنون"، ففي الواقع لا يوجد مثل هذا اللفظ في قاموس الطب النفسي، ولكن تستعمل هذه الكلمة أحيانا في الإطار القانوني والجنائي، إذا فمن هو المريض العقلي؟

- هل هو من يقوم بسلوك يخالف تقاليد المجتمع؟

- هل هو من يفكر بطريقة تثور على أسس المجتمع؟

- هل هو من يختل إدراكه ولا يستطيع التمييز بين الحقيقة والخيال

- هل هو من يصبح أسير الأوهام وهلاوس وضلالات؟

- هل هو ذلك الرجل الذي يتوقف عن التفكير والعاطفة، وينسحب من هذا العالم؟

- هل هو القاتل، الشاذ جنسيا، العدواني المخرب؟

هنا تكمن الصعوبة، فتشخيص المريض العقلي له محكاته الخاصة، ولكن أحيانا ما يعرف مجازيا حسب المجتمع والبيئة، فإذا اختلف فرد في عقائده السياسية مع بيئته وثار عليها، واتهم زعماءها بأنهم عار على المجتمع، فقد يحتمل في بعض الدول أن يودع في إحدى مستشفيات الأمراض العقلية، بوصفه مصابا بجنون العظمة، (وقد أدينت بعض الحكومات في المؤتمر العالمي السادس للطب النفسي في هونولولو 1977 لممارستها الضغط السياسي من خلال الطب النفسي)، وفى دول أخرى، قد يوضع في السجون باعتبار أن تطرفه مؤذ للمجتمع، على حين يسمح له بالتعبير عن كل انفعالاته في دولة أخرى، فبينما هو مجنون في مجتمع، نراه مجرما في مجتمع آخر، أو إنسانا مختلفا متمردا على تقاليد المجتمع في مجتمع ثالث.

وقد يستسيغ مجتمع ما بعض الأفراد ذوى الشفافية، الذين يزعمون أنهم يتلقون وحي الهداية لنشر الفضيلة والتمسك بأهداب الدين، بل أحيانا تصل نسبة احترامهم إلى مرتبة التقديس، على حين قد يودعون في مجتمع آخر مستشفيات الأمراض العقلية للعلاج؛ حيث يشفون من هذا اللوث الديني كما يزعمون.

وثمة مثل آخر هو السماح بإنشاء نواد خاصة وصحف ومجلات للشواذ جنسيا في بعض البلاد، بل التمادي إلى حد تزويجهم أو تزويجهن من بعضهم البعض مدنيا، على حين يعتبرون مرضى في بلاد أخرى، وفى مجتمع ثالث يكتفي بقبول هذا السلوك باعتباره حرية في التعبير، وقد ألغيت كلمة الشذوذ الجنسي (الجنسية المثلية) في إطار الاضطرابات النفسية في التصنيف الأمريكي 1980، وكذلك في التصنيف العالمي 1992.

على هذا النحو طال الجدل واختلفت الآراء، غير أنني أرى أن المريض العقلي هو من أصيب باضطرابات في التفكير والسلوك والوجدان والإدراك؛ مما أدى إلى تدهور شخصيته وتغييرها، حتى باتت تؤثر عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع، وهنا يحتاج مثل هذا الشخص للعلاج؛ حيث إن الاضطراب العقلي يحتمل أن ينشأ من أسباب عضوية، مثل: هبوط الكبد أو الكليتين أو الرئتين، أو ورم في المخ، أو أي أسباب وظيفية فسيوكيمائية مثل الفصام والاكتئاب والهذيان ...إلخ.

ونستطيع أن نشبه المريض النفسي بالفرد الذي يبني قصورا في الهواء، أما المريض العقلي فهو يعيش في قصور من الهواء: أي إن المريض النفسي يتميز بتغير في كمية الأعراض التي تجعله يختلف عن السوي في الكم وليس في الكيف، أما المريض العقلي فيتميز بتغير كيفي ونوعي؛ مما يجعل اتصاله بالواقع يختل اختلالا واضحا من حيث التفكير والإدراك والشخصية.

تحدثنا في هذه المقدمة عن المرض النفسي والعقلي، ولكن ما هي الصحة النفسية. ومرة أخرى تختلف الآراء، فيوجد من ينادى بأن الصحة النفسية هي التوافق والتآلف مع المجتمع في القيام بالمسئولية والإنتاج، غير أن هذا في تصوري استئناس بشري لمصلحة الحاكم، يمنع الإبداع والخلق ولو كانت الصحة النفسية كذلك، لما ظهر الأنبياء والمخترعون والعلماء والفنانون الذين عادة ما يخالفون المجتمع والتقاليد.

ويذهب البعض إلى تعريف الصحة النفسية بأنها القدرة على العطاء والحب والتضحية، دون انتظار المكافأة، على حين يفسرها البعض الآخر على أنها التوازن بين الهو (الغرائز) والأنا (الذات) والأنا الأعلى (الضمير).

وفى رأيي أن الصحة النفسية هي القدرة على التأرجح بين الشك واليقين؛ لأن هذا التأرجح يمنح الإنسان المرونة، فلا يتطرف إلى حد الخطأ، ولا يتذبذب إلى حد الإحجام عن اتخاذ أي قرار؟ إذ إن هذا التأرجح يوفر للفرد المعادلة والقوة اللازمة للانطلاق والخلق والتمتع والتكيف، ويذهب بعض رواد المدارس الجديدة في العلاج النفسي إلى أن الصحة النفسية هي التآزر والتوافق بين الطفل والمراهقة حتى نبلغ النضج، ولكن يستمر في كل واحد منا الطفل أحيانا والمراهق أحيانا والناضج أحيانا أخرى، فإذا تغلب الطفل في سلوكنا، طغى الاندفاع وعدم التجانس والتلقائية والبعد عن التخطيط، وإذا سيطر المراهق اندفعنا وراء نزواتنا وملذاتنا، بعيدا عن مذهب الواقع، وعدونا تحت سيطرة هيدونية مستمرة، أما إذا تغلب الناضج فينا وسيطر باتت الحياة جادة، صارمة، وتضافرت شحنته كلها لكبت الطفل والمراهق داخله، إذا فمحاولة التوازن بين الثلاث: الطفل، والمراهق والناضج في حياتنا، هي الصحة النفسية للوصول إلى الغاية والسعادة المنشودة. حاولت في هذا الكتاب أن أعطى صورة للمرض النفسي والعقلي بعد التطورات الأخيرة، وتغير أسباب نشأته، واتساع مجالات العلاج في الطب النفسي، مع الاهتمام الخاص بالطب النفسي المصري والعربي، وكافة الأبحاث التي بذلت في هذا الاتجاه، حيث إن العوامل الحضارية والبيئية والاجتماعية لها أثرها البالغ في نوعية الأعراض وفي كيفية علاجها، ولذا وجب علينا التنويه بذلك؛ حتى لا يتأثر الكل باستيراد كل ما هو غريب عن بيئتنا وكأنه الأصلح.

وقد اتبعت في تصنيف الاضطرابات النفسية (يلاحظ عدم استعمال كلمة المرض) في هذا الكتاب المتفق عليه حديثا في التصنيف العالمي العاشر للأمراض 1992، الصادر من منظمة الصحة العالمية، والذي كان لي شرف الاشتراك في إصداره.

ثمة كلمة أخيرة، فقد تقدم العلم وتطورت الحضارة، واكتشف كثير من أسباب المرض النفسي والعقلي وأصبحت مباهج الحياة ومغرياتها بلانهاية، واستغرق الإنسان بنهم في التمتع بكل ما تصل إليه يده، غير أن هذا لم يحول دون وجود المرض النفسي والعقلي، ولم يكف الإنسان عن المعاناة أو عن التفكير في مأساته الدنيوية.

تدل الدراسات الوبائية الحديثة أن نسبة المرض النفسي بين كل الشعوب تتشابه، ولا يوجد اختلاف في انتشارها بين البلاد النامية أو الصناعية، ولكن قد تختلف المظاهر المرضية.

فقد وجد أن 30% من مجموع السكان يعانى من أزمات واضطرابات نفسية، ويلجأ للعلاج الشعبي أو للممارس العام حوالي 20% من هؤلاء المرضى، ولا يستطيع الممارس العام المدرب تشخيص أكثر من 10% على أنها حالات نفسية ويلجأ للطبيب النفسي حوالي 2.3% ولا يدخل المستشفى النفسي أكثر من 5..% وهذا يعنى أن غالبية المرضى النفسيين يعالجون عند الطبيب العام أو الباطني؛ ولذا يجب الاهتمام بالتعليم الطبي لفرع الطب النفسي، وتوعية الممارس العام لعلاج هذه الفئات من المرض. (لقد خلقنا الإنسان في كبد) [البلد: 4]

لقد ثبت أن العلم وحده عاجز عن إسعاد الإنسان... ترى هل يسترد الإنسان سعادته وتغمره السكينة إذا عاد إلى الإيمان؟

وتشير الأبحاث والتوقعات المستقبلية إلى احتمال زيادة الاضطرابات النفسية والعقلية في القرن الحادي والعشرين خاصة القلق، والاكتئاب والاعتماد على المواد المهدئة؛ نظرا لكروب الحضارة، وسرعة الإيقاع، وتغلب المادة على الفكر، والذاتوية المفرطة، وتقلص روح الجماعة، وعبثية الانتماء، وأزمة الهوية الإنسانية، واهتزاز نزعة الإيمان، ومحاولة الإنسان المستمرة للهروب من هذا الخضم من المشقات والكروب بطرق مختلفة؛ حتى يتسنى له عبور المرحلة الحياتية لينعم بعدها بالطمأنينة والراحة الأبدية.

descriptionالطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة Emptyرد: الطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة

more_horiz
لشراء الكتاب


http://adf.ly/1eSg8Q

عدل سابقا من قبل health psychologist في السبت أكتوبر 01, 2016 11:23 pm عدل 2 مرات

descriptionالطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة Emptyرد: الطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة

more_horiz

نبذة النيل والفرات:
يقدم الأستاذ الدكتور " أحمد عكاشة " بين دفتي هذا الكتاب موسوعة تتضمن الكثير مما يحتاجه المتخصصون وغير المتخصصين في مجال الطب النفسي فهو يبدأ بعرض تاريخي لتطورات الطب النفسي على مدى العصور.. بدءا من العصر الفرعوني والحضارات القديمة ثم العصور المسيحية فإلاسلام وحتى العصور الحديثة المعاصرة وتتبع المستشفيات النفسية والعقلية الحالية وخاصة في مصر. وبدءا من الفصل الثاني وحتى الفصل الرابع عشر يجمع المؤلف الإضطرابات النفسية والعقلية على إختلاف أسبابها وانواعها .. شارحا أعراضها ومبينا لطرق العلاج وذلك وفقا لأحدث الدراسات والنتائج العلمية وقد جاءت على هذا الترتيب الاضطرابات العصابية والإضطرابات الذهانية ثم المزاجية.. والإضطرابات العقلية العضوية والعقلية السلوكية ، الزملات السلوكية المصحوبة باختلالات وظيفية وعوامل بدئية ، المراض النفسجدية ، الاضطرابات العقلية المصاحبة للحمل والنفاس، إضطرابات الشخصية ، والتخلف العقلي طب نفسي الأطفال المسنين الصحة النفسية أما الفصل الخامس عشر فهو في الطب النفسي الشرعي .. وأخيرا السادس عشر في القوانين المتعلقة بالطب النفسي

descriptionالطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة Emptyرد: الطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة

more_horiz
رابط اخر

%D8%A7%D9 - 18.5 MB

descriptionالطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة Emptyرد: الطب النفسي المعاصر د احمد عكاشة

more_horiz
طبعة احدث

الطب النفسي المعاصر.pdf - 123.0 MB




http://raboninco.com/16v0j
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد