دراسة منشورة في: دراسات عربیة في علم النفس، المجلد ١١ ، العدد ١ ، ینایر ٢٠١٢
.١٥٢ - تصدر عن رابطة الأخصائیین النفسیین. صص ٩


ملخص الدراسة
تھدف الدراسة الحالیة إلي التعرف على ظاھرة الشراء الزائد وعلاقتھا ببعض اضطرابات
الشخصیة. أجریت الدراسة على عینة غیر احتمالیة بلغت ٣٦٠ موظفا من العاملین الدائمین
والمؤقتین بجامعة المنیا، نسبة الإناث ٥٠ %. استخدم مقیاس الشراء الزائد (من إعداد الباحث)
واستبیان اضطرابات الشخصیة المعدل من إعداد داوسن. توصلت نتائج الدراسة إلى أن نسبة
انتشار الشراء الزائد بلغت ٤٫٧ %. كما وجد أن الإناث أكثر شراء زائدا من الذكور في حین لم
توجد فروق بینھما على اضطرابات الشخصیة. ووجدت فروق دالة بین المشترین شراء زائدا
والعادیین على اضطرابات الشخصیة الأربعة وھي (الھیستریة- الاعتمادیة- التجنبیة- الحدیة)
تجاه المشترین شراء زائدا. وقد نوقشت النتائج السابقة في ضوء كل من الإطار النظري
والدراسات السابقة. كما قدمت الدراسة العدید من الدراسات المستقبلیة.
تهدف الدراسة إلي التعرف على الشراء الزائد وعلاقته باضط ا ربات الشخصیة لدى عینة من
العاملین بالجامعة. كما تهدف إلى: ١- إعداد مقیاس للشراء الزائد في البیئة المصریة وتقدیر
- الجوانب السیكومتریة له. ٢- التعرف على نسبة انتشار الشراء الزائد في عینة الدراسة. ٣
- التعرف ل عى بعض المتغیرات الدیموجرافیة واضطرابات الشخصیة المرتبطة بالشراء الزائد. ٤
التعرف على البروفیل النفسي للمشترین شراء زائدا مقارنة بغیر المشترین.
یعتبر الشراء سلوكا اعتیادیا وروتینیا لدى معظم الأفراد. ووفقا لذلك تتعدد أسالیب التسویق 
للمنتجات عبر وسائل دعایة متباینة أشهرها التلفزیون بقنواته المحلیة والفضائیة والانترنت
وإعلانات الاوكازیون والمعارض. تلك الوسائل تحاول جذب المستهلك وتزید من دافعیته للشراء.
Leap before you " حیث یشجع خبراء التسویق والتجار على المقولة " ثب قبل أن تفكر
ویقابله في الثقافة المصریة " اشتري وعلى ضمانتي "، في حین أن النظرة الرشیدة في look
ومع ، look before you leap التعامل مع قرارات الشراء تقتضي أن " تفكر قبل أن تثب" ١
ما قد یوجد لدى الفرد من استهداف أو استعداد فطري للشراء الزائد فإن هذه العوامل قد تزید من
حدوث هذا السلوك. والذي قد یترتب علیه من نتائج سلبیة على مستوى كل من الفرد والدولة.
فعلى المستوى الفردي یؤثر على الجوانب النفسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والمهنیة، فیصاب
بالقلق والكآبة ویخسر الوقت وتتأثر علاقته بالآخرین وفي العمل وبالقدرة العامة على الشعور
بالمتعة والسعادة، وعلى مستوى الدولة یتأثر الاقتصاد سلبا وربما یرفع من مستوى الدین العام،
فالاستهلاك یتطلب إنتاج، والمنتج إن لم یصنع محلیا یستورد من الخارج وكل ذلك یتطلب عملة
صعبة، كما أنه یزید من مستوى القیم المادیة والنفعیة. وله تأثیر غیر مباشر على البیئة من
حیث زیادة المخلفات وتراكم الأشیاء المخزونة في المنازل دون استخدام حقیقي لها. وفي
اعتقادي أن مصر وربما في العالم العربي لا یعد الشراء الزائد منتشرا نظرا لأننا نقع ضمن
تصنیف دول العالم الثالث، وإن وجد فهو سطحي ومحدود. وبصفة خاصة إذا ما وضعنا في
الاعتبار أن ٤٠ % من الشعوب یعیش على أقل من ٢ دولار في الیوم (التقریر الإنمائي للأمم
المتحدة وبرنامج التقریر السنوي عام ٢٠٠٦ ). وبالتالي من الصعب أن ندرك هذا المفهوم في
وفي مصر (التقریر الإنمائي للأمم المتحدة .(Babber, 2007, p. غیاب الدخل الكاف ( 54
للعام ٢٠٠٤ ، ص، ٢٣٢ ) بلغت نسبة السكان الذین یعیشون تحت خط الفقر ٤٣,٩ % حیث
نصیب الفرد یعادل دولارین في الیوم، ونسبة اللامساواة في الاستهلاك بین الأغنیاء والفقراء بلغت
,٤ % (حیث إذا اقتربت القیمة من الصفر أشارت إلي المساواة في الاستهلاك وإذا ابتعدت
عنه أشارت إلي عدم المساواة). ولا غرو في ذلك أن نجد أن معظم الدراسات التي أجریت على
الشراء الزائد كانت في أمریكا وكندا وأوروبا.
وفي الحقیقة لا توجد تقاریر إحصائیة في العالم العربي أو في مصر عن نسبة انتشار الشراء
٨% من أفراد المجتمع الأمریكي - الزائد لدى الأفراد. وعالمیا تشیر الدراسات إلي أن ما نسبته ٣
(Eckert, و (Pazarlis et al., یقع في فئة الش ا رء الزائد. وأن النسبة الغالبة نساء.( 2008
و كیلیت (Koran, et al., 2006, p. 2009 . كما ذكر كل من كوران وزملاؤه ( 1806 ,p.2)
أن الشراء القهري شائع في المجتمعات (Kellet and Bulton, 2009, p. وبولتون ( 83
الاستهلاكیة الناضجة. وأن النسبة متساویة بین الرجال والنساء تقریبا حیث بلغت نسبة النساء
٦% ونسبة الذكور ٥,٥ % من المشترین القهریین مع الأخذ في الاعتبار الخلفیة العرقیة. مما أدى
إلي أن تتجه الدراسات إلي دراسة عادات الشراء لدى الجنسین حیث وجد أن النساء یملن إلي
(Black, شراء الملابس والمجوهرات، أما الرجال فیمیلوا إلي شراء الأجهزة الكهربائیة. , 2007
أن معدل انتشار (Dittmar, 2005a, p. وفي انجلترا حددت هیلجا دیتمار ( 469 .p.15)
(Reisch, الشراء القهري لدى عینة من ملازمي المنازل بلغت ١٣,٥ %. كما بین كلا من
أن معدل الانتشار في ألمانیا زاد في السنوات العشر الأخیرة. Neuner and Raab, 2004)
وفي ألمانیا الشرقیة القدیمة زاد معدل الانتشار ٦ مرات. وهذا لیعني أن للثقافة دور في زیادة أو
قلة انتشار الشراء القهري.
یرجع تاریخ الشراء القهري إلى اثنین من العلماء وهما ایمیل كریبیلن ١٩١٥ م وهو أول من
والعالم اوجوین بلویلر ١٩٢٤ م الذي زاد المفهوم .Oniomania حدد مصطلح هوس التسوق 1
إیضاحا وعلق على الطبیعة الاندفاعیة للشراء القهري. وقد أعید الاهتمام بالمفهوم منذ ثمانینیات
(Faber, O'Guinn القرن الماضي وتحدیدا في الورقة التي قدمها كلا من فبر وأوجوین وكرتش
حیث الاهتمام بالوصف والتحدید .(Faber and O'Guinn, و( 1988 & Krych, 1987)
والتشخیص للشراء القهري. ومن حیث التشخیص فلم یوصف الشراء القهري كفئة مستقلة في
الذي تناول فقط اضطراب ضبط الدافع DSM-IV الدلیل التشخیصي والإحصائي الرابع
ولا في التصنیف الدولي العاشر للأمراض والاضطرابات ، Impulse control disorder
وتعد سوزان ماك .(B ICD- العقلیة 1