إعداد: مرام عوض محمد سلمان

إشراف:د.مفيد أبو موسى


ملخص:
هدفت الدراسة الحالية إلى تقصي أثر استخدام برنامج للتدخلات الإرشادية في معالجة مشكلات تدني اعتبار الذات وضعف الدافعية للإنجاز الدراسي لدى طالبات الصف الحادي عشر من التخصصات غير الأكاديمية. وقد وظفت الباحثة العديد من الأدوات الخاصة بمتغيرات الدراسة بالرجوع لدراسات سابقة وظفت أدوات مشابهة. وقد توصلت الدراسة إلى أنه لا أثر لاستخدام برنامج للتدخلات الإرشادية في معالجة مشكلات تدني اعتبار الذات وضعف الدافعية للإنجاز الدراسي وقد عزت الباحثة عدم ظهور الأثر إلى ضيق وقت تنفيذ البرنامج والعديد من الأسباب الأخرى.
مقدمة
إن كثيراً من مشكلات التلاميذ في المدرسة تنجم عن الشعور بانخفاض إعتبار الذات، فالشعور الذي يحمله التلاميذ نحو أنفسهم يعد أحد المحددات المهمة للسلوك، إن شعور التلميذ بأنه شخص بلا قيمة يفتقر إلى احترام الذات، يؤثر على دوافعه واتجاهاته وسلوكه، فهو ينظر إلى كل شيء بمنظار تشاؤمي.
وعادةً ما تقاس قيمة الذات بالإنجاز والأداء الدراسي في المدرسة وفي العلاقات الإجتماعية، ففي مجتمع كمجتمعنا يهتم بالتحصيل الأكاديمي، ويعتبر الكفاءة والإنتاجية النسبية مؤشرات لقيمة الشخص في المجتمع.
إن التلاميذ الذين يفتقرون إلى الثقة بالذات، يلاحظ عليهم عدم التفاؤل بالنسبة لجهودهم الدراسية، فهم يشعرون بالعجز والنقص والتشاؤم، ويفقدون حماسهم بسرعة، وتبدو الأشياء بالنسبة لهم وكأنها تسير دوماً بشكل خاطئ، فهم يستسلمون بسهولة، وغالباً ما يشعرون بالخوف، ويصفون أنفسهم بصفات سلبية مثل" سيء" و"عاجز" ويتعاملون مع الإحباط والغضب بطريقة غير مناسبة، حيث يتوجهون بسلوك إنتقامي نحو الآخرين أو نحو أنفسهم.
ولهذا فإن مثل هؤلاء التلاميذ الذين يعانون من مشكلة تدني إعتبار الذات، غالباً ما يكونوا سيئي التكيف النفسي والإجتماعي في المدرسة، إضافة إلى إفتقارهم إلى المستوى المتوقع من الإنجاز والتحصيل الدراسي، مما يتطلب من المعلمين والمرشدين التربويين والأهالي التدخل لمساعدتهم على إعادة الإعتبار لذواتهم، وتنمية الثقة بأنفسهم وتقوية دافعيتهم للدراسة.
كما توجد علاقة وثيقة ما بين اعتبار الذات والدافع للانجاز المدرسي، فغالبا ما يكون الاطفال متعطشين للتعلم والتحصيل، وهذه الرغبة في الاداء الجيد تسمى دافعية الانجاز.
وتؤدي الدافعية المرتفعة للتحصيل والرغبة في النجاح الى مزيد من المثابرة أكثر مما تؤدي اليه الرغبة في تجنب الفشل، أما نقصان الدافعية للانجاز المدرسي فيؤدي الى ضعف التحصيل.
ومن أسباب تدني دافعية الانجاز تدني تقدير الذات، حيث يعتقد تلاميذ المدارس انهم غير قادرين على التعلم ويميلون الى التقليل من قيمة قدراتهم والشعور بعدم الكفاءة في التحصيل الدراسي (شيفر؛ مليمان، 1989).

مشكلة البحث
تتمثل مشكلة البحث باستقصاء مدى أثر وفاعلية إستخدام برنامج للتدخل الإرشادي في معالجة مشكلتي تدني إعتبار الذات وضعف الدافعية للانجاز الدراسي لدى طالبات الصف الحادي عشر من التخصصات غير الأكاديمية.

أسئلة البحث
1- هل يؤدي استخدام برنامج ارشادي في تحسين مفهوم الذات لدى طالبات الصف الحادي عشر من التخصصات غير الأكاديمية.
2- هل يؤدي استخدام برنامج ارشادي في رفع الدافعية للانجاز لدى طالبات الصف الحادي عشر من التخصصات غير الأكاديمية.

محددات البحث
يقتصر تعميم نتائج البحث على دراسة أثر برنامج للتدخل الإرشادي على عينة من طالبات الصف الحادي عشر من التخصصات غير الأكاديمية في مدرسة حي الضباط في مدينة الزرقاء.
هنالك عدة عوامل دخيلة يصعب التحكم فيها قد تؤثر على نتائج البحث مثل:_
1- السمات الشخصية لأفراد عينة البحث ومستوى ذكائهنّ.
2- تباين أداء المعلمات المشاركات في البرنامج الإرشادي.
3- الفترة الزمنية قد لا تكفي لإعطاء نتائج بالمستوى المطلوب.
الفرضيات
يهدف البحث إلى اختبار صحة الفرضيات التالية:_
1- لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط تقديرافراد المجموعة التجريبية لذواتهم و متوسط تقدير أفراد المجموعة الضابطة عند مستوى ( (0.05 = .
2- لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط تقديرافراد المجموعة التجريبية لدافعيتهم و متوسط تقدير أفراد المجموعة الضابطة عند مستوى ( (0.05 = .



مصطلحات البحث
1- تقديرأواعتبارالذات:"هو الميل الى النظر للذات على أنها قادرة على التغلب على تحديات الحياة وأنها تستحق النجاح والسعادة( ريزونر،2000)".
2- الدافعية للانجاز:" تعرفها صفاء الأعسرعلى أنها الرغبة في تحقيق النجاح وتحقيق
مستوى تربوي معين، أو لكسب تقبل اجتماعي من الآباء والمدرسين تدفع بإمكانيات
الفرد العقلية لتحقيق أقصى الأداء الممكن أثناء العملية التربوية( عمران، 2006)".
3- البرنامج الارشادي: هو مجموعة من الاجراءات السلوكية التي يقوم بها كل من المعلمات والاهل بمساعدة المرشدة بغية تحسين تقدير الذات وتدعيم الدافعية لدى الطالبات عينة البحث، وتم أخذ هذه الاجراءات من مواقع اهتمت بهذا الموضوع، ومن نظريات علم النفس.

أهمية الدراسة:
بصفة الباحثة طالبة/معلمة تتطلع إلى العمل في مهنة التدريس، فإن تناول مثل هذه المشكلة يساعد الطالبة المتدربة على تحسين أدائها التعليمي، إضافةً إلى قيامها بالدور الإرشادي المتوقع منها لمساعدة الطالبات على إستغلال إمكاناتهن الكامنة للتعلم ولتغيير اتجاهاتهنّ السلبية نحو ذواتهنّ ، بحيث يصبحن أكثر إنتاجية وفاعلية في دراستهنّ ، وأكثر رضا عن أنفسهنّ، مما يساعد المعلمات على توفير أجواء صحية مواتية لعمليتي التعلم والتعليم.
أما بالنسبة للمعلمات المقيمات في المدرسة، والتي" جاءت فكرة هذا البحث من شكواهنّ من أن الطالبات في التخصصات غير الأكاديمية يتصفن بالسلبية وعدم التفاعل الصفي، واللامبالاه في تعلمهن".مما جعل هذا ينعكس سلبياً على أدائهنّ التدريسي وإحساسهنّ بالقلق وعدم الإرتياح .
وعليه فإنهنّ يأملن مساعدتهنّ على استخدام استراتيجيات إرشادية صفية فاعلة، من أجل تغيير إتجاهات وسلوكات هذه الفئة من الطالبات، مما يجعلن هؤلاء المعلمات يشعرن في حالة نجاح هذه الاستراتيجيات بالرضا والسعادة والإنتاجية.