مشكلة البحث و أهميته
لقد بين الباحثون في علم النفس بداية من دراسات سبيتز 1945 ثم
بولبي 1970 أن الإنسان ينمو جسديا و نفسيا بشكل أفضل حين تتم رعايته
بواسطة شخص يمنحه الحب و الأمان و لا يتم إشباع هذه الحاجة إلا في
وسط اسري مستقر.فحرمان الطفل من إشباع حاجاته الأساسية بسبب
الخلافات المستمرة و انشغال الوالدين بمشاكلهما الخاصة ينعكس
بالضرورة على مفهوم الطفل عن ذاته بل وشعوره في كثير من الأحيان
بعدم استحقاقه للرعاية.
حيث تخلق الصراعات الأسرية جوا متوترا و تدعم المناقشات الحامية
المستمرة بين الوالدين أحاسيس الطفل بعدم الأمان و يشعر الطفل الذي
تسود في أسرته مشكلات زواجيه بقدرة أقل في التعامل مع المخاوف
الطفولية العادية و يشعر أيضا بالعبء النفسي بسبب هذه المشكلات التي
لا يستطيع فهمها أو التي يسئ فهمها و يبالغ الأطفال في هذه المشاعر إذا
ما أدركوا عدم قدرة الوالدين على التعامل معها بل قد يشعرون في بعض
الأحيان أنهم هم المسئولون عن ما يعانيه الوالدان.
مما ينعكس على مفهومهم عن ذواتهم فيتبنوا مفهوما سلبيا عن أنفسهم
مما يمهد إلى ظهور أشكال من السلوك غير سوية مثل السلوك العدواني(
هدية 1998 ) كما بينت ذلك العديد من الدراسات الغربية و العربية على حد
سواء.منها دراسة فان 1990 التي وجدت ارتباطا دالا بين درجات
السلوك الظاهر للأطفال و بين المقاييس الخاصة بالصراع الزواجي و
الصراع حول تربية الطفل.
1991 و دراسة هانم الشبيني 1985 و دراسة  و دراسة كي
المزروعي 1990 والتي خلصت كلها إلى أن التوافق الزواجي له اثر كبير
على توافق الأبناء و نموهم
ومن هنا تتضح أهمية دراسة الاستقرار الأسري كمتغير أساسي و
تأثيره على توافق الأبناء خاصة انه لا توجد أي دراسة في هذا الموضوع
في المجتمع الجزائري الذي له خصوصياته الثقافية و الاجتماعية مما
يجعل هذه الدراسة ذات أهمية خاصة
 اف ا
أه
تطبيق بعض الاختبارات النفسية في مجال العلاقات الأسرية و تكييفها
على الوسط الجزائري مما يوفر للباحثين و الممارسين على حد سواء
أدوات للقياس و التشخيص
التعرف على دور الأسرة في تحقيق الصحة النفسية لأبنائها
تأكيد دور الأخصائي النفسي في مساعدة الأسر عن طريق العلاج العائلي
ا
من خلال ما سبق يمكن طرح التساؤل الآتي:
هل توجد فروق جوهرية في الصحة النفسية للمراهقين حسب نوعية
العلاقات الأسرية ؟
) ,- ا
توجد فروق جوهرية في الصحة النفسية حسب نوعية العلاقات
الأسرية


الصحة النفسية كما يلي:
هي حالة من الرفاهية و السعادة و الكفاية الجسمية و النفسية و
الاجتماعية التامة و ليست مجرد غياب المرض أو العجز أو الضعف
فهناك علاقة بين الصحة الجسمية و الصحة النفسية و هي علاقة وثيقة
فتعريف الصحة النفسية هو تعريف الصحة الجسمية نفسه مع إبدال كلمة
نفسية بكلمة جسمية فالصحة النفسية هي التوافق التام بين الوظائف النفسية
المختلفة مع القدرة على مواجهة الأزمات و الصعوبات العادية المحيطة
بالإنسان و الإحساس الايجابي بالنشاط و السعادة و الرضا وهذا يعني أن
الشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية لا بد من توافر السمات التالية:
1 فهم الإنسان نفسه و تقبلها بما فيها من سلبيات وايجابيات و أن
يعمل على معالجة السلبيات و التعامل معها و أن يدعم الايجابيات
2 تقبل الآخرين كما هم و ليس بالصورة التي يراها أو يرضى عنها و
في كل إنسان جوانب ايجابية و جوانب سلبية و عليه التركيز في تفاعله
على الجوانب الايجابية
3 امتلاك مفهوم ذات ايجابي ففكرة المرء عن نفسه تلعب دورا كبيرا
في تكيفه شخصيا و اجتماعيا و شعوره بالكفاية و السعادة
4 اتخاذ أهداف واقعية في الحياة ووضع مستويات طموح مناسبة
لقدرات الفرد وإمكانياته
5 القدرة على ضبط النفس و تحمل المسؤولية
6 الشعور بالسعادة وليس معناها أن يكون الإنسان بدون مشاكل فليس
هناك حياه تخلو من المشاكل و لكن المقصود هو القدرة على حل المشاكل
و أسلوب مواجهة الصراع
وقد تم قياس مفهوم الصحة النفسية باستخدام اختبار الصحة النفسية
لعبد الرحمن عيسوي حيث تدل الدرجات المنخفضة على الصحة النفسية
بينما تدل الدرجات المرتفعة إلى اختلال الصحة النفسية

الأسرة هي وحدة اجتماعية متكونة من الزوج و الزوجة و الأبناء
يجمعهم رباط الدم و الأهداف وتعتبر من أهم المؤسسات الاجتماعية التي
تدور حولها حياة الإنسان
فالاسرة مجتمع صغير متكامل و هيئة أساسية تقوم بوظائف مختلفة و
متعددة تتداخل وتتشابك مع وظائف أنظمة المجتمع الأخرى حيث أن هذه
الأنظمة تتساند وظيفيا مع بعضها و تؤثر و تتأثر كل منها بالأخرى و
الأسرة إذا نجحت في أداء و وظائفها بالصورة السليمة تؤثر بدرجة كبيرة
على النظم الأخرى أما إذا فشلت في أداء و وظائفها فسيكون هذا
الفشل في الأداء الوظيفي للأسرة تأثير بالغ الخطورة على المجتمع مما
يعطل تطوره و يظهر في صورة مشكلات متعددة ومتنوعة سواء كانت
مشاكل نفسية أو تربوية أو اجتماعية أو اقتصادية.
و يقوم الاستقرار الأسري أساسا على استقرار العلاقة الزوجية أي
نجاحها و سلامتها من الاضطراب و التوتر الزواجي مما يجعلها في منأى
عن التعرض للتهديد بالفشل و ما ينتج عنه من طلاق فالاستقرار يتضمن
التمسك بالعلاقة الزوجية لان كلا الطرفين يشعر بالتوافق و الرضي و
السعادة أما العلاقة غير المستقرة فهي العلاقة التي يشعر فيها الطرفان
انهما غير متوافقين و غير راضيين عن علاقتهما و أنهما تعساء مع
( بعضهما (بلميهوب 2006 ص 28
وقد تم قياس الاستقرار الأسري في هذه الدراسة عن طريق مقياس
العلاقات الأسرية الذي وضعه هيودسن حيث يقيس هذا المقياس المشكلات
في العلاقات الأسرية حيث تدل الدرجات المرتفعة على المقياس إلى وجود
استقرار اسري بينما تدل الدرجات المنخفضة إلى وجود مشكلات دالة
إكلينيكيا ما يشير إلى عدم الاستقرار الأسري
الإطار النظري للبحث
: واج وأه  ا  1 -
الزواج هو تلك العلاقة الاجتماعية الوحيدة الدائمة بين الرجل والمرأة
التي يباركها الله سبحانه وتعالى لأنها الأساس الشرعي السليم لتكوين
الأسرة خلية المجتمع الأولى يقول تعالى (و من آياته أن خلق لكم من
أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون.) .''سورة الروم الآية" 21 ,وهو من أهم الأحداث الكبرى في
حياة الإنسان ,تلك الأحداث هي الميلاد والزواج والموت . أما الميلاد
والموت فيحدثان دون أن تكون لنا يد فيهما, أما الزواج فالإنسان هو الذي
يقرر بمن سيتزوج ومتى.
( (عبد الرحمان, 1986 ,ص 196
والزواج مطلب أساسي من مطالب النمو الذي إذا تحقق إشباعه بنجاح
أدى إلى الشعور بالسعادة وأدى إلى النجاح في تحقيق مطالب النمو
مستقبلا ,بينما يؤدي الفشل في إشباعه إلى نوع من الشقاء وعدم التوافق
مع مطالب الفترات التالية من الحياة. فللزواج إذن أهميته الكبيرة كعملية
اجتماعية وكخطوة أساسية في تكوين الأسرة وللدور الذي يسهم به في
تحقيق التوافق النفسي لكل من الرجل والمرأة
فالزواج هو السبيل الذي يلتمس فيه كل منهما طريقه إلى شريك من
الجنس الآخر
يجد عنده الحب والدفء والوفاء والصدق ويحقق له السعادة الشخصية
ويجنبه الغواية ويشبع له العديد من حاجاته النفسية والاجتماعية
( والفزيولوجية التي يصعب تحقيقها دونه.

يسهم الزواج في إشباع العديد من الحاجات والدوافع التي يصعب
إشباعها دونه فهو يشبع:
الذي هو الدافع البيولوجي الوحيد الذي يتأجل 
إشباعه عند كثير من الشباب في مجتمعنا ,إلى ما بعد الزواج,والجنس
كدافع قوي يعد احد الحاجات ذات الاهتمام وذات المكانة الأساسية في
العلاقات الزوجية الذي يمكن بإشباعه تحقيق الإرضاء النفسي والراحة
الجسدية ولا يقف إشباع الدافع الجنسي على جانبه الفيزيولوجي فحسب بل